|
|
سطر ١٣٤: |
سطر ١٣٤: |
| أجمعت [[التشيع|الشيعة]] الامامية على أن الزهراء {{ها}} تتصدر [[الأئمة الأطهار]] -من ولدها- في المرتبة والمنزلة، وذلك بعد أبيها [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} وزوجها، [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي بن أبي طالب (ع)]].<ref>القمي، شاذان بن جبرئيل، الفضائل، ص 81.</ref> وقد ذكرت المصادر الروائية [[الحديث القدسي|حديثا قدسيا]]، عرف بـ[[حديث لولاك]]، وقد ورد بأشكال مختلفة، في أحدها يُناط خلق السموات بخلق فاطمة{{ها}} ورسول الله{{صل}} والإمام علي{{ع}}.{{ملاحظة|قال [[الله]]{{عز وجل}}: لو لاك لما خلقت الأفلاك، ولو لا علي (ع) لما خلقتك، ولو لا فاطمة (ع) لما خلقتكما.(المرندي، ابو الحسن، مجمع النورين، ص 187، نقلاً عن فاضل البهبهاني وعن صاحب بحر المعارف.)إلا أن البعض التزم بعدم الإفصاح عن ذلك، حيث أمر الله بكتمانه إلا عن أهله.(الأنصاري الزنجاني، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء، ج 20، ص 516.)}}و روي عن النبي أنه قال: يغضب الله{{عز وجل}} لغضبها، ويرضى لرضاها.<ref>الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 167.</ref> | | أجمعت [[التشيع|الشيعة]] الامامية على أن الزهراء {{ها}} تتصدر [[الأئمة الأطهار]] -من ولدها- في المرتبة والمنزلة، وذلك بعد أبيها [[رسول الله(ص)|رسول الله]]{{صل}} وزوجها، [[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي بن أبي طالب (ع)]].<ref>القمي، شاذان بن جبرئيل، الفضائل، ص 81.</ref> وقد ذكرت المصادر الروائية [[الحديث القدسي|حديثا قدسيا]]، عرف بـ[[حديث لولاك]]، وقد ورد بأشكال مختلفة، في أحدها يُناط خلق السموات بخلق فاطمة{{ها}} ورسول الله{{صل}} والإمام علي{{ع}}.{{ملاحظة|قال [[الله]]{{عز وجل}}: لو لاك لما خلقت الأفلاك، ولو لا علي (ع) لما خلقتك، ولو لا فاطمة (ع) لما خلقتكما.(المرندي، ابو الحسن، مجمع النورين، ص 187، نقلاً عن فاضل البهبهاني وعن صاحب بحر المعارف.)إلا أن البعض التزم بعدم الإفصاح عن ذلك، حيث أمر الله بكتمانه إلا عن أهله.(الأنصاري الزنجاني، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء، ج 20، ص 516.)}}و روي عن النبي أنه قال: يغضب الله{{عز وجل}} لغضبها، ويرضى لرضاها.<ref>الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، ج 3، ص 167.</ref> |
|
| |
|
| '''الزهراء المحدّثة'''
| | === الزهراء المحدّثة === |
| | قد وردت روايات تدل على أن [[الملائكة]] كانت تهبط من السماء، فتناديها فتقول: يا فاطمة، [[الله]] اصطفاك وطهّرك على نساء العالمين...فكانت تحدّثهم ويحدّثونها.{{ملاحظة|والمحدث هو الذي يعلم الأشياء من خلال الطرق التالية: 1- الإلهام والإلقاء في القلب. 2- أن يلقى في روعه حقائق الاشياء. وكذلك عرف المحدّث بأنه الذي يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك.(شفيعي الشاهرودي، سلسلة موضوعات الغدير للعلامة الأميني، ج8 (الصدّيقة الطاهرة، فاطمة الزهراء)، ص 78-85؛ الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 182.)}}فكما نقل حديثها مع الملائكة في حياة النبي،<ref>ابن شهر أشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 116.</ref> كذلك ثبت بعد وفاته (ص)، ومنه ما كان من أجل الإخبار والتنبيه بما سوف يحصل لأولاد الرسول ومحبي أهل البيت. وقام الإمام علي بجمع تلك الإلهامات للزهراء {{ها}} في مصحف يعرف بمصحف فاطمة.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 240-241.</ref> |
|
| |
|
| قد وردت روايات تدل على أن [[الملائكة]] كانت تهبط من السماء، فتناديها فتقول: يا فاطمة، [[الله]] اصطفاك وطهّرك على نساء العالمين...فكانت تحدّثهم ويحدّثونها.{{ملاحظة|والمحدث هو الذي يعلم الأشياء من خلال الطرق التالية: 1- الإلهام والإلقاء في القلب. 2- أن يلقى في روعه حقائق الاشياء. وكذلك عرف المحدّث بأنه الذي يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك.(شفيعي الشاهرودي، سلسلة موضوعات الغدير للعلامة الأميني، ج8 (الصدّيقة الطاهرة، فاطمة الزهراء)، ص 78-85؛ الصدوق، علل الشرائع، ج 1، ص 182.)}}فكما نقل حديثها مع الملائكة في حياة النبي،<ref>ابن شهر أشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 3، ص 116.</ref> كذلك ثبت بعد وفاته (ص)، ومنه ما كان من أجل الإخبار والتنبيه بما سوف يحصل لأولاد الرسول ومحبي أهل البيت. وقام الإمام علي بجمع تلك الإلهامات للزهراء {{ها}} في مصحف يعرف بمصحف فاطمة.<ref>الكليني، الكافي، ج 1، ص 240-241.</ref>
| | === المودة في القربى === |
| | |
| '''المودة في القربى'''
| |
| {{مفصلة|آية المودة}} | | {{مفصلة|آية المودة}} |
| إنَّ الشيعة و[[العامة]] يعتقدون بأن [[الله]] أوصى المسلمين بمحبة ذوي القربى بناء على [[آية (قرآن)|آية]] 23 من [[سورة الشورى]] المشهورة بـ[[آية المودة]].<ref> البحراني، البرهان في تفسیر القرآن، ج 4، ص 815.</ref> والمتفق بأن مصاديقهم علي وفاطمة و[[الحسنان]] بالتحديد.<ref>البحراني، البرهان في تفسیر القرآن، ج 4، ص 815؛ السیوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 7؛ أبو السعود، إرشاد العقل السلیم إلی مزایا القرآن الکریم، ج 8، ص 30.</ref> | | إنَّ الشيعة و[[العامة]] يعتقدون بأن [[الله]] أوصى المسلمين بمحبة ذوي القربى بناء على [[آية (قرآن)|آية]] 23 من [[سورة الشورى]] المشهورة بـ[[آية المودة]].<ref> البحراني، البرهان في تفسیر القرآن، ج 4، ص 815.</ref> والمتفق بأن مصاديقهم علي وفاطمة و[[الحسنان]] بالتحديد.<ref>البحراني، البرهان في تفسیر القرآن، ج 4، ص 815؛ السیوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 7؛ أبو السعود، إرشاد العقل السلیم إلی مزایا القرآن الکریم، ج 8، ص 30.</ref> |
|
| |
|
| '''بضعة الرسول'''
| | === بضعة الرسول === |
| {{مفصلة|حديث البضعة}} | | {{مفصلة|حديث البضعة}} |
| كان الرسول يحبّ ابنته، ويحترمها حباً واحتراماً قلَّ نظيره، ويدل على هذه العلاقة، حديث معروف للنبي، عنها: "يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها"،<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، ج 4، ص 5.</ref> أو: فاطمة "بَضعة مني"<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج 4، ص 228.</ref> و: "من سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني"<ref>الطوسي، الأمالي، ج 1، ص 24.</ref>، وطبقاً لروايات أخرى: "فاطمة أعزّ البريّة عليّ".<ref>المفيد، الأمالي، ص 260؛ الطوسي، الأمالي، ص 24.</ref> ونقل هذ [[الحديث]] المحدّثون القدامى من [[التشيع|الشيعة]] كـ[[المفيد]] ومن [[أهل السنة والجماعة|السنة]] [[أحمد بن حنبل]] بعبارات مختلفة.<ref> المفید، الأمالي، ص 260؛ الطوسي، الأمالي، ص 24؛ ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 5.</ref> | | كان الرسول يحبّ ابنته، ويحترمها حباً واحتراماً قلَّ نظيره، ويدل على هذه العلاقة، حديث معروف للنبي، عنها: "يؤذيني ما آذاها، وينصبني ما أنصبها"،<ref>ابن حنبل، مسند أحمد، ج 4، ص 5.</ref> أو: فاطمة "بَضعة مني"<ref>القندوزي، ينابيع المودة، ج 4، ص 228.</ref> و: "من سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني"<ref>الطوسي، الأمالي، ج 1، ص 24.</ref>، وطبقاً لروايات أخرى: "فاطمة أعزّ البريّة عليّ".<ref>المفيد، الأمالي، ص 260؛ الطوسي، الأمالي، ص 24.</ref> ونقل هذ [[الحديث]] المحدّثون القدامى من [[التشيع|الشيعة]] كـ[[المفيد]] ومن [[أهل السنة والجماعة|السنة]] [[أحمد بن حنبل]] بعبارات مختلفة.<ref> المفید، الأمالي، ص 260؛ الطوسي، الأمالي، ص 24؛ ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 5.</ref> |
|
| | |
| '''من المتباهلين'''
| | === من المتباهلين === |
| {{مفصلة|المباهلة|آية المباهلة}} | | {{مفصلة|المباهلة|آية المباهلة}} |
|
| |
|
| إن الزهراء {{ها}} تعدّ المرأة الوحيدة من بين نساء [[المسلمون|المسلمين]] التي اختارها الرسول (ص) لتخرج معه يوم [[المباهلة]]، ذُكرت الواقعة في آية المباهلة.{{ملاحظة|الآية 61 من سورة آل عمران.}}وطبقاً للتفاسير والمصادر الحديثية والتاريخية، فإنَّ آية المباهلة قد نزلت في [[أفضلية أهل البيت|أفضلية أهل بيت الرسول]][[ملف:عليهم السلام.png|25 px]]<noinclude></noinclude> حیث تعتبرهم أهلَه.<ref>الآلوسي، تفسير الآلوسي، ج 2، ص 182.</ref> فاصطحب الرسول (ص) فاطمة و<nowiki/>[[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي]] و<nowiki/>[[الحسنين (عليهما السلام)|الحسنين]] متحدّيا [[النصارى|نصارى]] [[نجران]].<ref>المالكي، الفصول المهمة، ج 1، ص 114. </ref> | | إن الزهراء {{ها}} تعدّ المرأة الوحيدة من بين نساء [[المسلمون|المسلمين]] التي اختارها الرسول (ص) لتخرج معه يوم [[المباهلة]]، ذُكرت الواقعة في آية المباهلة.{{ملاحظة|الآية 61 من سورة آل عمران.}}وطبقاً للتفاسير والمصادر الحديثية والتاريخية، فإنَّ آية المباهلة قد نزلت في [[أفضلية أهل البيت|أفضلية أهل بيت الرسول]][[ملف:عليهم السلام.png|25 px]]<noinclude></noinclude> حیث تعتبرهم أهلَه.<ref>الآلوسي، تفسير الآلوسي، ج 2، ص 182.</ref> فاصطحب الرسول (ص) فاطمة و<nowiki/>[[الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام|علي]] و<nowiki/>[[الحسنين (عليهما السلام)|الحسنين]] متحدّيا [[النصارى|نصارى]] [[نجران]].<ref>المالكي، الفصول المهمة، ج 1، ص 114. </ref> |
|
| |
|
| '''ذرية الرسول'''
| | === ذرية الرسول === |
| {{مفصلة|الكوثر|سورة الكوثر}} | | {{مفصلة|الكوثر|سورة الكوثر}} |
| إن استمرار نسل النبي من ولد فاطمة وثبوت [[الولاية]] فيهم كمعصومين، تدلّ أيضاً على جانب آخر من فضائلها.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 370 - 371.</ref> المفسّرون عبّروا عن معتقدهم بأن استدامة ذرية الرسول، هو المصداق الأبرز لـ[[سورة الكوثر]] الذي يعني الخير الغزير.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 428 ـ 429.</ref> ومنه مقام [[الإمامة]] الإلهية الذي حمله أفراد من هذه الشجرة.<ref>النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج 6، ص 576.</ref> كما أخبرت الملائكة أمها خديجة - لما حضرت عند ولادتها وتكفّلت وضعها - بأنها قد بورك فيها {{ها}} وفي نسلها.<ref>ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، 119.</ref> | | إن استمرار نسل النبي من ولد فاطمة وثبوت [[الولاية]] فيهم كمعصومين، تدلّ أيضاً على جانب آخر من فضائلها.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 370 - 371.</ref> المفسّرون عبّروا عن معتقدهم بأن استدامة ذرية الرسول، هو المصداق الأبرز لـ[[سورة الكوثر]] الذي يعني الخير الغزير.<ref>الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 20، ص 428 ـ 429.</ref> ومنه مقام [[الإمامة]] الإلهية الذي حمله أفراد من هذه الشجرة.<ref>النيسابوري، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، ج 6، ص 576.</ref> كما أخبرت الملائكة أمها خديجة - لما حضرت عند ولادتها وتكفّلت وضعها - بأنها قد بورك فيها {{ها}} وفي نسلها.<ref>ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 3، 119.</ref> |