فاراقليط
فاراقليط، هو التلفظ العربي لكلمة پاراكلتوس التي وردت عدة مرات في إنجيل يوحنا، وهي في الفكر النصراني بمعنى (المسلي) ويعتقد النصارى أنه روح القدس أو هو المسيح عيسى بن مريم ، ولكن المسلمين يعتقدون أنّ الكلمة حصل لها تحريف عن كلمة (پيركلتوس) والتي معناها (أحمد) أو أنها مأخوذة من الحمد والمراد منها النبي الأكرم ، وقد أشار القرآن الكريم لهذه البشارة بمبعثه في سورة الصف.
معناه
هي كلمة رومية، أي (يونانية: παράκλητος) و(باللاتينية: paracletus) تُطلق بمعنى المدافع أو المسلي، أي الذي يأتي بما يدفع الأحزان والمصائب، أي يأتي رحمة، أي رسول مبشر، وكلمة آخر صريحة في أنه رسول مثل عيسى .[١]
ترجمته
كلمة «فارقليط» الموجودة في عدة مواضع في الإنجيل السرياني قد تُرجمت في الإنجيل العربي المنتشر في زماننا بـ (المسلي) وفي الإنجيل الفارسي بـ (تسليت دهنده)، ولكنه مبني على أن يكون أصل لفظة فارقليط في الإنجيل اليوناني المأخوذ عنه الإنجيل السرياني (فاراقليطوس) وهي في اللغة اليونانية بمعنى المسلي.[٢]
معناه في الفكر النصراني
يعتقد النصارى أن فاراقلیط هو روح القدس وقد بشّر به المسيح عيسى بن مريم أنه سيأتي من بعده،[٣] وذهب بعض النصارى أنه المسيح عيسى بن مريم والذي معناه المخلص.[٤]
معناه في الفكر الإسلامي
يعتقد المسلمون أن كلمة فاراقلیط وقع عليها التغيير أما بسبب التحريف أو بسبب الترجمة الخاطئة من كلمة (پاراكلتوس) والتي هي بمعنى (المسلّي) بدل (پيركلتوس)،[٥] والتي معناها (أحمد) أو انها مأخوذة من الحمد، وقد قال النبي : وأنا أحمد وأنا محمود وأنا محمد.[٦]
ذكره في الإنجيل
ورد ذكر فاراقلیط أو البارقليط في إنجيل يوحنا في عدة موارد وعندما تُرجم إلى العربية ترجموه بـ (المعزي)، ومنها:
- وأنا أطلب من الأب فيُعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الأبد.[٧]
- ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الأب، روح الحق، الذي من عند الأب ينبثق فهو يشهد لي.[٨]
- لكني أقول لكم الحق: إنه خير لكم أن أنطلق؛ لأنه إن لم أنطلق لا يأتيكم المعزي، ولكن إن ذهبتُ أرسله إليكم.[٩]
ذكره في القرآن الكريم
وردت بشارة النبي عيسى بنبوة النبي محمد في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هٰذَا سِحْرٌ مُبِين﴾.[١٠]
أقوال المفسرين
لقد ذكر المفسرون بشارة النبي عيسى بنبوة النبي الخاتم ، وقد ذكر بعضهم أن أحد القساوسة المعروفين، والذي أسلم بعد مدة أكد بأن البشائر التي كانت في الإنجيل جاءت حول شخص باسم (أحمد) و(محمد) ولكن بعض القساوسة حرفها،[١١] وقد ذكر البعض الآخر هذه البشارة في معرض تفسيره سورة الأعراف[١٢] وقد ذكرت الآيات الكريمة صفات النبي المُبشر به.[١٣]
ذكره في النصوص والروايات الشريفة
لقد ورد ذكر فاراقليط في الروايات الشريفة، ومنها:
- قال السيد المسيح للحواريين: أنا أذهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق الذي لا يتكلم من قِبَلِ نفسه إنما هو كما يُقال له ويشهد عليَّ وأنتم تشهدون لأنّكم معه من قِبَلِ الناس وكل شئ أعده الله لَكم يُخبركم به.[١٤]
- قال جبرئيل لرسول الله : السلام عليك يامحمد السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا حامد ... السلام عليك يا فارقليط.[١٥]
مواقع ذات صلة
الهوامش
- ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير، ج 28، ص 166.
- ↑ الحر العاملي، إثباة الهداة، ج 1، ص 220.
- ↑ السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 7، ص 72.
- ↑ ابن القيم الجوزية، هداية الحيارى، ص 326.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 18، ص 290.
- ↑ الماوردي، أعلام النبوة، ص 158.
- ↑ يوحنا: 14 / 15.
- ↑ يوحنا: 15 / 26.
- ↑ يوحنا: 16 / 7.
- ↑ الصف: 6.
- ↑ الشيرازي، الأمثل، ج 18، ص 289.
- ↑ الأعراف: 157.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 4، ص 750.
- ↑ الراوندي، الخرائج والجرائح، ج 1، ص 76 - 77.
- ↑ القمي، الفضائل، ص 33.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- إنجيل يوحنا.
- ابن عاشور، محمد بن طاهر، التحرير و التنوير، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة التاريخ، ط 1، د.ت.
- ابن قيم الجوزية، محمد بن أبي بكر، هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى، المحقق: محمد أحمد الحاج، جدة - السعودية، الناشر: دار القلم- دار الشامية، ط 1، 1416 هـ - 1996 م.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1425 هـ.
- الراوندي، سعيد بن هبة الله، الخرائج والجرائح، المحقق والمصحح: مؤسسة الإمام المهدي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة الإمام المهدي، ط 1، 1409 هـ.
- السبحاني، جعفر، مفاهيم القرآن، قم - إيران، الناشر: مؤسسة الإمام الصادق، ط 4، 1421 هـ.
- الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل فى تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران، الناشر: مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، ط 1، 1421 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان في تفسير القرآن، تحقيق: محمد جواد البلاغي، طهران - إيران، الناشر: انتشارات ناصر خسرو، ط 3، 1372 ش.
- القمي، شاذان بن جبرئيل، الفضائل، قم - إيران، الناشر: رضى، ط 2، 1363 ش.
- الماوردي، علي بن محمد، أعلام النبوة، بيروت - لبنان، الناشر: دار ومكتبة الهلال، ط 1، 1409 هـ.