غزوة بني قينقاع أول غزوة قادها رسول الله ضد يهود بني قينقاع في المدينة سنة2 هـ، وذلك بعد أن نقضوا العهد مع رسول الله، فحاصرهم المسلمين 15 يوماً، وانتهى الحصار بتسليم أنفسهم، فأمر(ص) بهم فكتفوا، ومن ثم تركهم وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها.
غزوة بني قينقاع | |||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
من غزوات الرسول | |||||||||||
الموقع الجغرافي لبني قينقاع | |||||||||||
| |||||||||||
المتحاربون | |||||||||||
المسلمون | يهود بني قينقاع | ||||||||||
القادة | |||||||||||
النبي الأعظم (ص) |
كان لعبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي سلول وهما من الخزرج، حلف مع يهود بني قينقاع، فأعلن عبادة بن الصامت براءته منهم وأما عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين في المدينة، فلم يتبرأ منهم، وكان حامل لواء رسول الله (ص) في هذه الغزوة حمزة بن عبد المطلب، واستخلف (ص) على المدينة أبو لبابة الأنصاري.
قبيلة بني قينقاع
بنو قينقاع من القبائل اليهودية التي كانت تسكن المدينة في زمن رسول الله (ص)، وقد شكك بعضهم في النسب اليهودي لهذه القبيلة، فبعضهم احتمل أنهم من نسل عيسو (ادوم) أخو النبي يعقوب، والبعض الآخر احتمل أنهم من أصل عربي متهود؛ وذلك لوجود تشابه في اسماء وتقاليد بني قينقاع مع التقاليد والاسماء العربية، إلا أنه لا يوجد دليل على أنهم ليس من اليهود، ولا توجد معلومات تشير إلى مكان تواجدهم الأصلي قبل هجرتهم إلى المدينة.[١]
بعد نزولهم يثرب حالفوا الخزرج[٢] خلافا لسائر القبائل اليهودية مثل (بني قريظة وبني النضير) التي حالفت الأوس، ويظهر من المصادر التأريخية أنه كانت هناك منافسة بين هذه القبائل اليهودية مما أدت إلی عدّة حروب بينها،[٣] وكان بنو قينقاع يسكنون جنوب غربي المدينة ولهم سوق معروف،[٤] وكانت مهنتهم الصياغة.[٥]
سبب الحرب
بعد أن هاجر المسلمون إلی المدينة قام رسول الله (ص) بكتابة وثيقة أُطلق عليها دستور المدينة، تنظّم علاقة جميع المواطنين في المدينة، فكانت بين المسلمين من جهة وبين المسلمين واليهود من جهة أخرى، على أن يكون لليهود دينهم وعليهم أن يقفوا إلى جانب المسلمين، وإذا نشبت حرب ضد المسلمين يبادروا إلی الإنفاق عليهم، وأن يكون بين الطائفتين سلام وهدنة،[٦] وذكرت المصادر التاريخية أن بني قينقاع كانوا أول قبيلة من اليهود نقضت عهدها.[٧]
ذكر المؤرخون أن هناك عدّة أسباب أدت إلى غزوة بني قينقاع وإخراجهم من المدينة، ومنها:
- كان اليهود يبثون الدعايات الكاذبة، ويؤمنون وجه النهار ثم يكفرون آخره، ليزرعوا بذور الشكوك في قلوب الضعفاء، ويضيقوا سبل العيش على المؤمنين إن كان لهم بهم ارتباط مالي، وكانت تلك فعلتهم قبل بدر رغم المعاهدة التي عقدوها مع رسول الله (ص).
- بعد رجوع رسول الله (ص) من غزوة بدر وذلك في سنة 2 هـ، ذهب إلى سوق بني قينقاع وطلب منهم الإسلام وأن يتعظوا بما حدث للمشركين في بدر، فقالوا: تظننا أنا مثل قومك، ولا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت لهم فرصة، إنا والله لو حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس.[٨]
- ما حدث لتلك المرأة المسلمة زوجة أحد المسلمين الأنصار، قدمت بحلیب لها، فباعته بسوق بني قينقاع، وجلست عند صائغ بها، وقد رفع شاب يهودي حجابها فامتنعت وأنهته، فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها، فلما قامت انكشفت سوأتها، فضحكوا، فصاحت، فوئب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله وكان يهوديا، وشدت اليهود على المسلم فقتلوه.[٩]
وقت الحرب
ذكرت أغلب المصادر التاريخية أن الغزوة كانت يوم السبت في 15 شوال سنة 2 هـ وانتهت في 1 ذي القعدة من نفس السنة،[١٠] ورد في بعض الروايات أن رسول الله (ص) رجع إلى المدينة بعد انتصاره على بني قينقاع، في يوم عيد الأضحى 10 ذي الحجة، وكان أول عيد يصلي فيه رسول الله صلاة العيد.[١١] وذكر البعض أنها كانت في شهر صفر سنة 3 هـ، وذكر آخرون أنها كانت بعد غزوة الكدر،[١٢] وكان حامل لواء رسول الله (ص) حمزة بن عبد المطلب، واستخلف (ص) على المدينة أبو لبابة الأنصاري.[١٣]
مصير الحرب
بعد حصار المسلمين الذي دام 15 يوماً، نزل اليهود على حكم رسول الله (ص) في رقابهم وأموالهم ونسائهم وذريتهم، فأمر بهم فكتفوا، ومن ثم تركهم (ص) وأمرهم أن يخرجوا من المدينة ولا يجاوروه بها، فخرجوا إلى أذرعات الشام (وهي مدينة درعا حالياً)،[١٤] وبالأضافة إلى إخراجهم من المدينة، دمر رسول الله (ص) حصنهم، فلم يبقى منهم في المدينة إلا الذين أعلنوا إسلامهم. [١٥]
موقف حلفاء بني قينقاع
كان لعبادة بن الصامت وعبد الله بن أبي سلول وهما من الخزرج، حلف مع يهود بني قينقاع، فقد أعلن عبادة بن الصامت براءته منهم وقال لرسول الله: يا رسول الله، أبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم، وأتولى الله ورسوله والمؤمنين، وأبرأ من حلف هؤلاء الكفار وولايتهم.[١٦] أما عبد الله بن أبي سلول رأس المنافقين في المدينة، فلم يتبرأ منهم، وكان يأمرهم أن يتحصنوا وزعم أنّه سيدخل معهم، ولكنه خذلهم ولم يقبل الانضمام إليهم،[١٧] وبعد ماوقعوا في الأسر، حاول عبد الله بن أبي سلول التشفع لهم من القتل عند النبي (ص)، وبعد إلحاحه تركهم رسول الله (ص) دون أن يؤذيهم مع نفيهم خارج المدينة، ولعنهم وابن سلول.[١٨]
الغنائم
قبض رسول الله (ص) أموالهم فأخذ منها ثلاث قسي ودرعين وثلاثة أسياف وثلاثة رماح وخمس غنائمهم، فكان أول خمس قبضه (ص)، والذي تولى جمع الغنائم محمد بن مسلمة، ثم قسم (ص) الغنائم بين أصحابه، وأعطى (ص) محمد بن مسلمة درعاً، وسعد بن معاذ درعاً يُقال لها السّحل.[١٩]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ كامران، مجلة الجامعة العراقية، العدد 38، ص 167؛ الشريف، مكة والمدينة في الجاهلية، ص 266 ــ 267.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 540؛ الطبري، تاريخ الأمم و الملوك، ج 2، ص 586.
- ↑ خالد، مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها، ص 39.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 47
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 179.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503 ــ 504.
- ↑ ابن إسحاق، السيرة النبوية، ج 1، ص 323.
- ↑ الحلبي، السيرة الحلبية، ج 2، ص 284 ــ 285.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2، ص 561؛ الواقدي، المغازي، ج 1، 176.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 28 ــ 29؛ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 206.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج ج 2، ص 481.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 139.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 29.
- ↑ المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 217.
- ↑ بلعمي، تاریخنامه طبری، ج 1، ص 152.
- ↑ ابن إسحاق، السيرة النبوية، ج 1، ص 324.
- ↑ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 178.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 29.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، ص 481؛ المسعودي، التنبيه والأشراف، ص 207؛ الواقدي، المغازي، ج 1، ص 179.
المصادر والمراجع
- ابن إسحاق، محمد، السيرة النبوية، تحقيق: أحمد فريد المزيدي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 1424هـ/ 2004م.
- ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار صادر، د.ت.
- ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- الحلبي، علي بن إبراهيم، السيرة الحلبية، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 1427هـ.
- الشريف، أحمد إبراهيم، مكة والمدينة في الجاهلية وعهد الرسول (ص)، د.م، دار الفكر العربي، د.ت.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، بیروت، دار إحیاء التراث العربي، ط2، 1387هـ/ 1967م.
- المباركفوري، صفي الرحمان، الرحيق المختوم، بيروت، دار الفكر، د.ت.
- المسعودي، علي بن الحسين، التنبيه والاشراف، تحقيق: عبد الله إسماعيل، القاهرة، د.ن، 1357هـ/ 1938م.
- الواقدي، محمد بن عمر، المغازي، تحقيق: مارسدن جونس، بيروت، دار الأعلمي، ط3، 1409هـ/ 1989م.
- خالد، حسن، مجتمع المدينة قبل الهجرة وبعدها، بيروت، د.ن، د.ت.
- مجلة الجامعة العراقية، كامران سعد الله عبد الله، مقال: يهود بني قينقاع مروياتهم وأخبارهم، العدد38، د.ت.