إبراهيم، (8 ــ 10 هـ) ابن رسول الله من زوجته السيدة مارية القبطية، حيث أن جميع أولاد النبي (ص) من خديجة إلا إبراهيم. وكناه جبرائيل به أبا إبراهيم. وتوفي طفلاً ودُفن قرب قبر عثمان بن مظعون في مقبرة البقيع وقبره معروف يُزار.
سبب الشهرة | ابن رسول الله |
---|---|
تاريخ الميلاد | 8 هـ |
تاريخ الوفاة | 10 هـ |
مكان الميلاد | المدينة المنورة |
مكان الدفن | مقبرة البقيع |
مدة حياته | مات وهو رضيع |
الأب | النبي محمد بن عبد الله |
الأم | مارية القبطية |
العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع |
مولده
ولد إبراهيم في المدينة المنورة، من السيدة مارية القبطية، في ذي الحجة سنة 8 هـ، وهو المولود الوحيد للرسول من غير السيدة خديجة بنت خويلد. ولما ولد هبط جبريل إلى رسول الله فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم. عاش سنة وعشرة أشهر.[١]
عن أنس: «وولدت مارية إبراهيم، فجاء جبرائيل إلى النبي فقال: السلام عليك يا أبا إبراهيم، فإطمأن رسول الله إلى ذلك».[٢]
أحداث حمله وولادته
لقد حدثت لأمه مارية قبل ولادته ، عدة حوادث ومضايقات من بعض نساء النبي حيث قالت عائشة: «ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية، وذلك أنها كانت جميلة، وأعجب بها رسول الله ، وكان أنزلها أول ما قدم بها في بيتٍ لحارثة بن النعمان فكانت جارتنا، فكان رسول الله عامة الليل والنهار عندها، حتى فرغنا لها، فجزعت، فحولها إلى العالية (اسم مكان في المدينة)، فكان يختلف إليها هناك، فكان ذلك أشد علينا، ثم رزقه الله منها الولد وحُرمنا منه».[٣]
ومن الغيرة قالت عائشة لرسول الله إن إبراهيم ليس هو منك وإنما هو من جريح القبطي، ولهذا قيل سبب نزول آية النبأ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾[٤]في مارية القبطية أُمّ إبراهيم بسبب اتهام عائشة لها.[٥]
وقيل سبب نزول آية الإفك كذلك ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ﴾[٦]في اتهام عائشة لمارية القبطية.[٧]
واشتدّت غيرة نساء النبي حيث رُزق من السيدة مارية ولدا. حيث قالت عائشة: «دخل عليّ رسول الله ومعه ابنه إبراهيم يحمله، فقال: أنظري إلى شبهه بي. قالت عائشة: أرى شبهها، فقال لها : أما ترين بياضه ولحمه، فقالت: من قصر عليه اللقاح أبيض وسمن».[٨]
القاسم | (وفاة: قبل البعثة) |
عبدالله | (وفاة: قبل الهجرة) |
رقية | (وفاة: 2 هـ) |
زینب | (وفاة: 8 هـ) |
أم کلثوم | (وفاة: 9 هـ) |
إبراهیم | (8 هـ - 10هـ) |
فاطمة | (5 للبعثة - 11 هـ) |
لقد أراد النبي بقوله بياضه ولحمه أن يدفع افتراء عائشة على زوجته مارية، ويؤكد لها أنه لا يشبه أحد سواه، ولكنها لم تتراجع عن موقفها بالتهمة التي أثارتها على زوجة النبي !.
قابلته
خرجت قابلته سلمى؛ وهي إحدى جواري رسول الله ـ إلى زوجها أبي رافع فأخبرته بأنّ السيدة مارية قد ولدت غلاماً، فجاء أبو رافع إلى الرسول فأخبره فوهب له عبدا، فسمّاه إبراهيم، وعق عن مولوده إبراهيم بكبش في اليوم السابع من ولادته، وحلق رأسه وتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، وأمر بدفن شعره في الأرض.[٩]
مرضعته
تنافست نساء الأنصار أيّهن ترضع إبرهيم ، فأعطاه رسول الله إلى أم بردة الأنصارية، خولة بنت المنذر بن زيد، وزوجها البراء بن أوس.[١٠]
وفاته
توفي إبراهيم في سنة 10هـ وله سنة وعشرة أشهر وثمانية أيام.[١١]، وقيل مات ابن ثمانية عشر شهرا.[١٢]
ما أن دخل الشهر الثاني والعشرين على أشهر الروايات، حتى مرض واشتد عليه المرض وأصبح يهدد حياته، حتى نُقل إلى سكن أمه مارية وقامت على رعايته هي وأختها سيرين ومعهما حاضنته، حتى دخل وقت الاحتضار وبلغ خبره للنبي فأسرع إليه وهو يجود بنفسه، فأخذه من حجر أمه ووضعه في حجره، حتى فاضت نفسه. وغسله الإمام علي وقيل أم بردة، وحمله النبي على سرير صغير ومعه جماعة من المسلمين إلى مقبرة البقيع فدُفن قرب قبر عثمان بن مظعون، وقبره معروف يُزار.[١٣]
- مات فداء للحسين
قال ابن عباس: «كنت عند النبي وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي، وهو تارة يقبل هذا، وتارة يقبل هذا، إذ هبط جبرئيل بوحي من رب العالمين، فلما سري عنه قال: أتاني جبرئيل من ربي فقال: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول: لست أجمعهما فافدِ أحدهما بصاحبه، فنظر النبي إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين فبكى، وقال: إن إبراهيم أُمُّه أمَة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمّ الحسين فاطمة، وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي، وحزن ابن عمي، وحزنت أنا عليه، وأنا أُثر حزني على حزنهما ياجبرئيل يقبض إبراهيم فديته للحسين، قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بابني إبراهيم».[١٤]
قول الرسول(ص) عند وفاته
المتأمل في السيرة النبوية يرى أن نبينا قد أُصيب بفراق الأهل والأحباب، فصبر صبراً جميلا، وهو الصبر الذي لا جزع فيه، ولا اعتراض على قضاء الله وقدره، فقد ابْتُلي بفقد ابنه إبراهيم ومن اشد المصائب على الإنسان موت أحد أولاده. وهذه بعض أقوال النبي في ولده إبراهيم .
- قالت أسماء بنت يزيد الأنصارية: «لمّا تُوفي ابن رسول الله إبراهيم، بكى رسول الله ، فقال له المعزّى: أنت أحقّ من عظم الله حقّه، قال رسول الله : تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الرب، ولولا أنّه وعد صادق، وموعود جامع، وأنّ الآخر تابع الأوّل، لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل ممّا وجدنا، وإنّا بك لمحزنون».[١٥]
- قال عن إبراهيم عند وفاته: «إن له مُرضعاً في الجنَّة» وقال : «لو عاش إبراهيم لكان صديقاً نبياً».[١٦]
- قال لما توفي إبراهيم في حجره وعيناه منهمرتان بالدموع: «أن العين تدمع والقلب يخشع وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ولكنا لا نقول ما يسخط الرب».[١٧]
كسوف الشمس يوم وفاته
اتّفق أن الشمس قد كُسفت في ذلك اليوم، الذي تُوفي فيه إبراهيم، فتحدّث الناس وبعض المسلمين: أن ذلك لموت إبراهيم. وقال رسول الله : أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم هذه الآيات فافزعوا إلى مساجدكم بالصلاة والدعاء و الذكر.[١٨]
ما حدث في دفنه
لما فرغ النبي من صلاة الآيات لكسوف الشمس الذي حدث في يوم وفاة إبراهيم ، قال: يا علي قم فجهز ابني، فقام الإمام علي فغسل إبراهيم وكفنه وحنطه، وحمله رسول الله حتى إنتهى به إلى قبره ليدفنه قال بعض المسلمين: إن رسول الله نسي أن يصلي على ابنه إبرهيم لما أصابه من الحزن والجزع عليه، فقال : إن جبرئيل أتاني وأخبرني بما قلتم، زعمتم أني نسيت أن اُصلي على ابني لما أصابني من الحزن والجزع، ألا وإنه ليس كما ظننتم ولكن اللطيف الخبير فرض عليكم خمس صلوات، وجعل لموتاكم من كل صلاة تكبيرة، وأمرني أن لا اُصلي إلا على من صلّى، ثم قال إلى الإمام علي : أنزل وألحد ابني، فنزل علي فألحد إبراهيم في لحده، فقال الناس: إنه لا ينبغي لأحد أن ينزل في قبر ولده إذ لم يفعل رسول الله بابنه، فقال رسول الله : أيها الناس إنه ليس عليكم بحرام أن تنزلوا في قبور أولادكم، ولكن لست آمن عليكم إذا حل أحدكم الكفن عن ولده أن يلعب به الشيطان فيصيبه من الجزع ما يحبط أجره.[١٩]
زيارته
لقد ورد في زيارته : «أشهد أنّك قد اختار الله لك دار أنعامه قبل أن يكتب عليك أحكامه، أو يكلّفك حلاله وحرامه، فنقلك إليه طيّباً زاكياً مرضياً طاهراً من كلّ نجس، مقدّساً من كل دنس، وبوأك جنّة المأوى، ورفعك إلى درجات العلى، وصلّى الله عليك صلاة يقرّ بها عين رسوله، ويبلغه بها أكبر مأمولة...اللّهم إنّي أسألك بحق محمد صفيّك، وإبراهيم نجل نبيّك، أن تجعل سعيي بهم مشكوراً، وذنبي بهم مغفوراً، وحياتي بهم سعيدة...»[٢٠]
الهوامش
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 22، ص 166.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 214؛ الطبراني، المعجم الأوسط، ج 4، ص 90.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ص 213.
- ↑ الحجرات:6
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج22، ص153، و الطبرسي، مجمع البيان، ج9، ص220
- ↑ النور: 11
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج2، ص100
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص139، و ابن كثير، البداية والنهاية، ج3، ص128
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج1، ص 135.
- ↑ تاريخ اليعقوبي، ج1، ص139
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج22، ص166
- ↑ ابن كثير، السيرة النبوية، ج4، ص607
- ↑ اليعقوبي، تاربخ البعقوبي، ج1، ص139
- ↑ ابن شهر أشوب، مناقب آل ابي طالب، ج3، ص234، والمجلسي، بحار الأنوار، ج22، ص153
- ↑ ابن ماجة، سنن، ج1، ص506، ح1589
- ↑ ابن حجر، فتح الباري، ج10، ص579، ح5841، ابن ماجة، سنن، باب: الجنائز، ص460
- ↑ اليعقوبي، تاربخ البعقوبي، ج1، ص139
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج1، ص139
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج22، ص156
- ↑ المشهدي، المزار الكبير، ص91
المصادر والمراجع
- ابن حجر، أحمد بن علي العسقلاني، فتح الباري، بيروت، دار المعرفة، 1379هـ.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، 1418هـ.
- ابن شهر أشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، بيروت، دار الأضواء، ط3، 1412هـ.
- ابن كثير، إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، بيروت، مؤسسة التاريخ العربي، 1413هـ.
- ابن ماجة، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجة، دمشق، دار الرسالة العالمية، ط1، 1430هـ.
- ابن هشام، عبد الملك، السيرة النبوية، ت: محمد محيى الدين، مصر، 1384هـ.
- الطبراني، سليمان بن أحمد، المعجم الأوسط، دار الحرمين، 1415 ه.
- الطبرسي، الفظل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت، دار المعرفة، 1418هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، مصر، دار المعارف، ط2، 1387هـ.
- القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم، ذي القربى، ط1، 1428هـ.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار الإحياء، ط2، 1403هـ.
- المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1، 1419هـ.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، النجف، المكتبة الحيدرية، 1384هـ.