انقِطاع الوحي أو فَترة الوحي يوجد فترات في حياة رسول الله لم ينزل عليه الوحي، ومن أهم هذه الفترات بداية البعثة، ويوجد اختلاف في المدة التي انقطع فيها الوحي، من أثنى عشر يوماً إلى ثلاث سنوات. وفي خلال هذه الفترة سخر المشركون من رسول الله وضايقوه، وذكرت بعض الروايات أن فترة الوحي حدثت أيضاً في حادثة الإفك، وتحويل القبلة، وبعد أن سأل اليهود رسول الله عن الروح وأصحاب الكهف.
المعنى
بحسب ما جاء في الروايات أنَّ الوحي في بداية البعثة ولفترة من الزمن، لم ينزل على رسول الله ؛ مما أدى إلى إصابة قلب النبي ومن حوله بالاضطراب.[١] تُسمى هذه الفترة في الاصطلاح «فترة الوحي».[٢] ويوجد اختلاف في المدة التي انقطع فيها الوحي من أثنى عشر يوماً إلى ثلاث سنوات.[٣] وتُشير المصادر التاريخية إلى أن هذه الفترة من أصعب الأيام التي مرت على رسول الله .[٤] وكما تم التحدث عن شكوك الناس والسخرية والمضايقات التي تعرض لها الرسول من قبل المشركين في هذه الفترة.[٥] وعلى الرغم من انقطاع الوحي المتمثل بجبرائيل عن النبي، جاء في الروايات أنَّ في هذه الفترة كان معه إسرافيل.[٦]
موارد انقطاع الوحي
تم ذكر نظريات مختلفة حول متى وكم مرة انقطع ارتباط رسول الله بالوحي.[٧]
بداية البعثة
يعتقد المفسرون أنَّه بعد بعثة رسول الله، تأخر نزول القرآن لفترة وجيزة، فأُطلق عليها اسم «فترة الوحي».[٨] ومجموعة تعتقد: أنَّ زمان هذه الفترة حدثت في بداية البعثة، وانتهت بنزول بقية آيات سورة العلق.[٩] ويقول آخرون: انتهت هذه الفترة بنزول سورة الضحى. [١٠]
موارد أخرى
ورد في بعض الأحاديث موارد أخرى فتر فيها الوحي، من هذه الموارد عندما سأل اليهود رسول الله عن ذي القرنين وأصحاب الكهف والروح، فقال لهم رسول الله سأخبركم غدا، ولكنه لم ينزل عليه الوحي في اليوم التالي، وبعد خمسة عشر يوماَ نزل جبرائيل عليه حاملاً معه سورة الكهف.[١١] وورد في بعض الروايات، كان رسول الله وطوال سبعة عشر شهراً ينظر إلى السماء، منتظر الأمر لتحويل القبلة، ولكن لم يأتي الأمر ولم تنزل الآيات المتعلقة بتغيير القبلة إلا بعد سنة ونصف.[١٢] مورد آخر يتعلق بحادثة الإفك، التي تم الافتراء فيها على عائشة، واستغرق الأمر أكثر من شهر حتى نزلت الآيات في تبرئتها.[١٣]
الهوامش
- ↑ راميار، تاريخ قرآن، 1369ش، ص73.
- ↑ بهادري، «فترت وحی»، ص52.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج20، ص274؛ راميار، تاريخ قرآن، 1369ش، ص72.
- ↑ أنصاري، مسعود، «فترت وحي»، ص1545.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، 1403هـ، ج2، ص52.
- ↑ معرفة، التمهيد، 1417هـ، ص67.
- ↑ معرفة، تاريخ قرآن، 1383ش، ص33.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج20، ص273.
- ↑ معرفة، تاريخ قرآن، 1383ش، ص33.
- ↑ أنصاري، مسعود، «فترت وحي»، ص1545.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج20، ص273؛ نكونام، «پژوهشی درباره فترت وحی»، ص97.
- ↑ السيوطي، الدر المنثور، ج1، ص342؛ بهادري، فترت وحي، ص57.
- ↑ راميار، تاريخ قرآن، 1369ش، ص76.
المصادر والمراجع
- السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بك، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، بيروت، دار الفكر، د.ت.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، مؤسسة الأعلمي، 1403هـ.
- أنصاري، مسعود، «فترت وحي»، در مجموعه مقالات دانشنامه قرآن، طهران، نشر دوستان، 1377ش.
- بهادري، آتنا، «فترت وحي ياطبيعت وحي»، مجله حدیث واندیشه، العدد 3، ربيع وصيف 1386 ش.
- راميار، محمود، تاريخ قرآن، طهران، مؤسسة انتشارات أمير كبير، 1369 ش.
- معرفة، محمد هادي، تاريخ القرآن، طهران، انتشارات سمت، 1383ش.
- معرفة، محمد هادي، تلخيص التمهيد، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي ، ط1، 1426 هـ.
- نكونام، جعفر، «پژوهشی درباره فترت وحی»، مجله صحیفه مبین، العدد 27 و28، خريف وشتاء 1381ش.