مارية القبطية، هي مارية بنت شمعون (وفاة 16 هـ)، إحدى زوجات النبيصلی الله عليه وآله وسلم، أنجبت له إبراهيم، فهي الوحيدة من بين زوجات الرسول (بعد خديجة) التي أنجبت له ولداً. استجابةً لرسالة الرسولصلی الله عليه وآله وسلم أهداها المقوقس ملك مصر والإسكندرية إلى النبيصلی الله عليه وآله وسلم.

مارية القبطية
مقبرة البقيع قبل هدم الوهابيون لها
معلومات شخصية
الاسم الكاملمارية بنت شمعون
الكنيةأم إبراهيم
اللقبأم المؤمنين
الموطنمصر - المدينة
النسب/القبيلةقبطية
الوفاة/الاستشهادفي محرم سنة 16 هـ - المدينة المنورة
المدفنالبقيع
معلومات دينية
سبب الشهرةزواجها من النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم


هويتها

هي مارية بنت شمعون القبطية،[١] وتُكنّى بأم إبراهيم.[٢] وُلدت مارية في قرية "حفن" من كورة "أنصنا"[٣] وهي اليوم تعرف باسم قرية الشيخ عبادة التابع لقرية الروضة، تقع إلى شرق النيل عند مركز مدينة ملوي في محافظة المنيا جنوب مصر.[٤]

قبل الزواج من النبي

ولدت مارية ابنة شمعون في قرية (حفن) إحدى مناطق (أنصنا) في مصر.[٥] في السنة السابعة للهجرة أرسل رسول الله  حاطب بن بلتعة برسالة إلى مقوقس حاكم مصر والإسكندرية لدعوته إلى الإسلام.[٦]

استجابة لدعوة الرسول ، أرسل مقوقس مارية، وهي إحدى بنات ملوك مصر، مع أختها "سيرين"،[٧] وعلى روايةٍ "شيرين".[٨] بالإضافة إلى إرساله الهدايا الكثيرة للنبي  أيضاً.[٩]

أرسل مقوقس مع هذه الهدايا رسالة إلى النبي  وكتب فيها: "أكرمت رسولك وأرسلت إليك خادمتين لهما مكانة في بلد القبط العظيمة".[١٠] وروي أن حاطب بن أبي بلتعه دعاهما إلى الإسلام، فوافقتا واعتنقتاه.[١١]

الزواج من النبي

بعد دخول النبي  المدينة المنورة، اختار رسول الله  مارية لنفسه وأعطى أختها سيرين إلى حسان بن ثابت.[١٢] إن أول بيت لأم المؤمنين مارية كان بيت حارثة بن النعمان، حيث سكنت لمدة سنة في هذا المنزل.[١٣]

نظراً لِما كانت تمتلكه مارية من ميزات وفضائل، اهتم بها النبي ، فأثار ذلك غيرت بعض زوجات النبي  منها، ولا سيما عائشة،[١٤] حيث قالت: ما غرت على امرأة إلا دون ما غرت على مارية.[١٥]

كانت مارية امرأة طيبة ومتدينة وصالحة،[١٦] ومحسنة ومورد أهتمام النبي  بها.[١٧] وقد أثنى المؤرّخون وكتّاب السيَر على حُسن تدينها.[١٨] وقد عبّر النبي  عن حبه لها قائلاً: "عندما تفتحون مصر عاملوهم جيداً؛ لأني أكون صهراً لهم.[١٩]

نزول آيات من سورة التحريم

ذهبت حفصة ذات يومٍ إلى النبي  وهو اليوم الخاص بها، وطلبت منه الإذن بالذهاب إلى بيت ابيها لعملٍ، فإذن لها النبي ،[٢٠] وبعد ذهابها طلب النبي  مارية القبطية، فلما علمت حفصة بذلك، انزعجت وتحدثت مع النبي في غلظة، فالنبي  حرّم مارية على نفسه لرضاها.[٢١]

وحينئذٍ نزلت آيات من سورة التحريم: ﴿یا أَیهَا النَّبِي لِمَ تُحَرِّ‌مُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَك تَبْتَغِي مَرْ‌ضَاتَ أَزْوَاجِك ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّ‌حِیمٌ[٢٢]

وبقيت مارية عند رسول الله ، فسبٌبَ اهتمام النبي انزعاج بعض زوجات النبي ،[٢٣] وعلى هذا الأساس تشدد النبي وأخرج مارية من المدينة وأسكنها منطقة اسمها عالية، التي وصل إليها بعد غزوة بني نظير،[٢٤] والمعروفة اليوم بنخيل مشربة أم إبراهيم،[٢٥]

حيث كان النبي  يذهب لهذا المكان لرؤية مارية.[٢٦] وهذا المكان الآن على شكل مقبرة مدمرة وهناك قبر نجمة والدة الإمام الرضا  ومجموعة من أحفاد الأئمة، ومحبي أهل البيت . وبما أن الإيرانيون كانوا يذهبون لزيارة هذا المكان؛ بُني في السنوات الأخيرة حائطٌ كبير ولا يُسمح بتفقد هذا المكان ورؤيته.[٢٧]

مولد إبراهيم

يقال أن مارية كانت المرأة الوحيدة غير خديجة التي أنجبت ولداً للنبي الأكرم .[٢٨] بعد فترة من استقرار مارية في منزلها الجديد، وُلد إبراهيم ابن رسول الله   في ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة، ونزل جبرائيل وسلّم على النبي وناداه: " يا أبا إبراهيم".[٢٩] نُقل بعد ولادة إبراهيم فرح النبي وأراه إلى عائشة، وقال: انظري كم هذا الطفل شبيهٌ بي.[٣٠]

توفي إبراهيم في الثامن عشر من رجب في السنة العاشرة للهجرة عن عمر 18 شهراً، ودفن في البقيع،[٣١] وقد حزن النبي  على هذا الحدث، فقال: "هذا الحزن يُسيل الدموع ويُحزن القلب، لكنني لا أقول شيئاً يُغضب الله".[٣٢]

قصة الإفك

تعود قضية الإفك إلى تاريخ بداية الإسلام، وقد ذكرت القصة في بعض آيات سورة النور (الآيات من 11 إلى 26).[٣٣] وقد وردت بعض الروايات في شأن نزول هذه الآيات، حيث ذكرت أن مصداق هذه الآيات هو عائشة.[٣٤] وبناءً على بعض الروايات الأخرى أن الشخص الذي اتُهم هو مارية القبطية.[٣٥]

وفاتها

تُوفّيت مارية بعد وفاة رسول الله  بخمس سنين،[٣٦][٣٧] في شهر محرم سنة 16 هـ، ودُفنت بمقبرة البقيع.[٣٨][٣٩]

الهوامش

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4 ص 1912؛ ابن الأثير، البداية والنهاية، ج 5، ص 313 و 324.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 213.
  3. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 134.
  4. الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 249.
  5. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 134.
  6. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 1، ص 107.
  7. الطبري، تاریخ الأمم والملوك، ج 11، ص 617.
  8. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 449.
  9. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 134.
  10. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 1، ص 200.
  11. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 449.
  12. الطبري، تاریخ الأمم والملوك، ج 11، ص 617.
  13. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8 ص 213.
  14. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 213 .
  15. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 213.
  16. الطبري، تاریخ الأمم والملوك، ج 3، ص 22.
  17. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 7، ص 74.
  18. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 1، ص 107.
  19. الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص 138.
  20. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 182.
  21. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 182.
  22. سورة التحريم، الآية 1 .
  23. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 107.
  24. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 107.
  25. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 107.
  26. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 107.
  27. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 8، ص 107.
  28. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 1، ص 50.
  29. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 450.
  30. البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 450.
  31. ابن عبد البر، الاستیعاب، ج 1، ص 56.
  32. ابن سعد، الطبقات الکبری، ج 1، ص 114-115.
  33. الفخر الرازي، التفسیر الکبیر، ج 23، ص 337.
  34. الفخر الرازي، التفسیر الکبیر، ج 23، ص 173.
  35. القمي، تفسیر القمي، ج 2، ص 99.
  36. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1 ص 139
  37. ابن حجر، الإصابة، ج 8، ص 310، برقم 11741.
  38. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1911، برقم 4091.
  39. ابن حجر، الإصابة، ج 8، ص 310، برقم 11741.

المصادر والمراجع

  • القرآن الکریم
  • ابن عبد البر، یوسف بن عبد الله، الاستیعاب في معرفة الأصحاب، تحقیق: علي محمد، بیروت، دار الجیل، 1412 هـ.
  • الحموي، یاقوت، معجم البلدان، بیروت، دار صادر، ط 2، 1995 م.
  • الطبري، محمد بن جریر، تاریخ الأمم والملوك، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، بیروت،‌ دار التراث، ط 2، 1378 هـ.
  • الفخر الرازي، محمد بن عمر، التفسیر الکبیر، بیروت، دار إحیاء التراث العربی، د.ط، د.ت.
  • ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن‌ هبة الله‌، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد ابوالفضل ابراهیم، بیروت، دار احیاء الکتب العربیة، ط 1، 1378 هـ.
  • ابن سعد، الطبقات الکبری، تحقیق: محمد عبد القادر عطاء، بیروت،‌ دارا لکتب العلمیة، ط 1، 1990 م.
  • ابن سعد، الطبقات الکبری، تحقیق: محمد عبد القادر عطاء، بیروت،‌ دار الکتب العلمیة، ط 2، 1418 هـ.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، النجف الأشرف، المطبعة الحيدرية، 1376 هـ/ 1956 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1408 هـ.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الأشراف، مصر، دار المعارف، 1959 م.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم، دار الكتاب للطباعة والنشر، ط 3، 1404 ه‍.