طلحة بن عبيد الله، من أوائل الصحابة الذين اعتنقوا الإسلام وهو ابن عمّ الخليفة الأوّل، وكانت له مشاركات في الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون. وبعد رحيل النبي الأكرم اختار السير في ركاب الخليفتين الأوّل والثاني، فكانت له مشاركة فاعلة في الفتوحات الإسلامية. وقد جعله الخليفة الثاني ضمن الشورى السداسية التي أوكل إليها انتخاب الخليفة من بعده.
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي |
الكنية | أبو محمد |
اللقب | التيمي |
الموطن | مكة - المدينة |
المهاجرون/الأنصار | مهاجري |
النسب/القبيلة | بنو تيم |
الوفاة/الاستشهاد | سنة 36 هـ - العراق - قتله مروان بن الحكم في معركة الجمل |
المدفن | البصرة |
معلومات دينية | |
زمن الإسلام | بعد إسلام أبي بكر |
المشاركة في الحروب | حضر في أكثر غزوات النبي عدا غزوة بدر |
الهجرة إلى | المدينة |
سبب الشهرة | من صحابة النبي - احد قادة معركة الجمل ضد الإمام علي |
الأعمال البارزة | من أعضاء الشورى السداسية - من المحرضين على الثورة ضد عثمان والمشاركين في قتله |
وكان أحد أبرز الشخصيات الفاعلة إبّان الثورة ضد الخليفة الثالث عثمان بن عفان ومن أشدّ المؤلبين ضدّه والداعين إلى قتله. وبعد توّلي أمير المؤمنين علي لزمام الخلافة كان في مقدمة المبايعين له، إلا أنّه سرعان ما نكث البيعة، وخرج مع كلّ من عائشة والزبير وبعض الأمويين- الذين عرفوا بالناكثين- يقود مع رفيقيه جيشاً جراراً لمحاربة الإمام علي في معركة الجمل، فكانت نهاية حياته في تلك المعركة على يد مروان بن الحكم أحد قادة معسكر الناكثين.
من بناته أم إسحاق التي تزوجت من الإمام الحسن (ع) وبعد استشهاده من الإمام الحسين (ع)
حياته
أبو محمد طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي (تيم مرّة) ولد قبل البعثة بأقل من عشر سنين. وأمّه الصعبة بنت عبد الله بن عماد الحضرمي أدركت النبي الأكرم وقال بعض ولد طلحة إنّها توفيت على الإسلام. [١]
وكان لطلحة من الولد:
- محمد وعمران بن طلحة وأمّهما حمنة بنت جحش.
- موسى بن طلحة وأمّه خولة بنت القعقاع.
- يعقوب بن طلحة واسماعيل واسحاق وأمّهم أمّ أبان بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس.
- زكرياء ويوسف وعائشة وأمّهم أمّ كلثوم بنت أبي بكر.
- عيسى ويحيى وأمّهما سعدى بنت عوف بن خارجة.
- أمّ اسحاق وأمّها الجرباء وهي أمّ الحارث بنت قسامة بن حنظلة.
- الصعبة بنت طلحة وأمّها أمّ ولد.
- مريم ابنة طلحة وأمّها أمّ ولد.
- صالح بن طلحة درج وأمّه الفرعة بنت علي. [٢]
إسلامه
قيل أنّ طلحة بن عبيد الله اعتنق الإسلام بدعوة من أبي بكر. [٣] وفي رواية أخرى: قال طلحة بن عبيد الله حضرت سوق بصرى فإذا راهب في صومعته يقول: سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم؟ قال طلحة: فقلت: نعم. أنا. فقال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال: قلت: ومن أحمد؟ قال: ابن عبد الله... وهو آخر الأنبياء. قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت مسرعاً حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد بن عبد الله تنبّأ. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر، فقلت: أتبعت هذا الرجل؟ قال: نعم، فانطلق إليه فأدخل عليه فاتّبعه، فإنّه يدعو إلى الحق. فأخبره طلحة بما قال الراهب، فخرج أبو بكر بطلحة، فدخل به على رسول الله ، فأسلم طلحة. [٤]
وذكروا أنّه لمّا أسلم أبو بكر و طلحة، أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية، وقيل عثمان بن عبيد الله (أخو طلحة)، فشدّهما في حبل واحد ليمنعهما من الصلاة؛ فلذلك سمّي أبو بكر وطلحة "بالقرينين". [٥]
وكان طلحة من المهاجرين الذين سبقوا هجرة النبي الأكرم إلى المدينة. [٦] فنزل هو وصهيب بن سنان على خبيب بن إساف بن الحارث الخزرجي [٧] وفي رواية أخرى أنّه لمّا هاجر النبي وأبو بكر استقبلتهم هدية من الشام من طلحة بن عبيد الله إلى أبي بكر، فيها ثياب بيض من ثياب الشام، فلبساها ودخلا المدينة في ثياب بيض. [٨]
وقد آخى النبي الأكرم في مكّة بين طلحة والزبير بن العوام [٩] أو سعيد بن زيد [١٠] أو سعيد بن أبي العاص [١١]وفي المدينة آخى بينه وبين كعب بن مالك [١٢] وقيل بينه وبين أبي أيوب الأنصاري [١٣] وقيل مع أُبي بن كعب [١٤].
وكان طلحة من رواة الحديث وهو صاحب الرواية المعروفة، قال: قلت: يا رسول الله كيف الصلاة عليك قال: قل: اللَّهمّ صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. [١٥] وروى عنه بنوه: يحيى، وموسى، وعيسى بنو طلحة، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والأحنف، ومالك بن أبي عامر، وغيرهم. [١٦]
المشاركة في الغزوات
لم يشهد طلحة معركة بدر، و قدم من الشام بعد رجوع رسول الله من بدر، وكلّم رسول الله في سهمه، فقال له : لك سهمك. وقال الزبير بن بكار: وكان طلحة بن عبيد الله بالشام في تجارة حيث كانت وقعة بدر، فضرب له رسول الله بسهمه، فلمّا قدم قال: وأجري يا رسول الله؟ قال: وأجرك. وقال الواقدي: بعث رسول الله قبل أن يخرج من المدينة إلى بدر طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسّسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم وقعة بدر. [١٧] وشهد غزوة أحد، وفي رواية أنّه أبلى يوم أحد بلاءً حسناً، وأصيب بجراحه حتى شلّت إصبعه. [١٨]
وجاء في تاريخ الطبري حول الأحداث التي وقعت بعد الهزيمة التي أصابت المسلمين في معركة أحد أن أنس بن النضر انتهى إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار وقد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟! قالوا: قتل محمد رسول الله! قال: فما تصنعون بالحياة بعده قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله . [١٩] نعم، ورد في رواية أخرى أن طلحة شهد أحداً وثبت مع رسول الله . [٢٠]
وجاء في سيرة ابن هشام: بلغ رسول الله أن ناساً من المنافقين يجتمعون في بيت سويلم اليهودي، وكان بيته عند جاسوم يثبطون الناس عن رسول الله في غزوة تبوك، فبعث إليهم النبي طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه. [٢١]
إيذاء النبي
جاء في سبب نزول الآية 53 من سورة الأحزاب عن عبد الرزاق عن معمر عن قتادة والكلبي قالا: قال رجل من أصحاب رسول الله : لو قد توفي رسول الله تزوجت عائشة، فأنزل الله عزّ وجل: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبداً" . وقال معمر، قال الكلبي والزهري: هو طلحة بن عبيد الله.[٢٢]
عصر الخلفاء
كان طلحة بن عبيد الله من جملة الرجال الذين ساروا في ركاب الخليفة الأوّل أبي بكر في الحروب الموسومة بحروب الردّة. [٢٣]ونقل صاحب أنساب الأشراف عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن ابن عمر، قال: حضرت دفن أبي بكر فنزل في حفرته عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وعبد الرحمن بن أبي بكر، قال ابن عمر: فأردت أن أنزل، فقال لي عمر: كفيت. [٢٤]
وقد سجّل المؤرخون بعض المواقف لطلحة التي اعترض فيها على أبي بكر بسبب إفساحه المجال لعمر بن الخطاب كثيراً، منها ما ذكره الطبري في تاريخه أنّه لمّا: خرج الزبرقان والأقرع إلى أبي بكر، وقالا: اجعل لنا خراج البحرين، ونضمن لك ألا يرجع من قومنا أحد، ففعل وكتب الكتاب، وكان الذي يختلف بينهم طلحه بن عبيد الله، فلمّا أتي عمر بالكتاب فنظر فيه لم يشهد، ثم قال: لا والله ولا كرامة! ثم مزّق الكتاب ومحاه، فغضب طلحه، فأتى أبا بكر، فقال: أ أنت الأمير أم عمر؟. [٢٥]
وفي رواية أخرى عن أسماء ابنة عميس، قالت: دخل طلحة بن عبيد الله على أبي بكر، فقال: استخلفت على الناس عمر، وقد رأيت ما يلقى الناس منه وأنت معه، فكيف به إذا خلا بهم! وأنت لاق ربّك فسائلك عن رعيتك. [٢٦] وكان طلحة في عداد المشاركين في فتوح البلدان كفتح إيران إبّان خلافة عمر بن الخطاب مع عبد الرحمن بن عوف والزبير بن العوام. [٢٧] وكان من المشاورين لعمر في بعض الفتوحات. [٢٨]
الشورى السداسية لتعيين الخليفة الثالث
أعضاء الشورى بعد عمر | |
لاختيار الخليفة الثالث | |
الإمام علي (ع) |
لمّا أحسّ الخليفة الثاني عمر بن الخطاب بقرب وفاته اختار ستة من قريش ليختاروا خليفة من بينهم، وهم: الإمام علي وعثمان، وسعد بن أبي وقاص، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله. في الوقت الذي وصف فيه طلحة حينما اقترح عليه ابن عباس استخلاف طلحة، قائلا: فقلت- أي ابن عباس-: طلحة بن عبد الله؟ قال: ذاك رجل يناول للشرف والمديح، يعطي ماله حتى يصل إلى مال غيره، وفيه بأو وكبر. [٢٩] قال ابن قتيبة: وكان طلحة غائباً، فقال عمر: فإن جاءكم طلحة إلى ذلك الموعد، وإلا فأعزم عليكم باللَّه أن لا تتفرقوا من اليوم الثالث حتى تستخلفوا أحدكم... وفي اليوم الثالث جعل طلحة أمره إلى عثمان. [٣٠]
وجاء في أنساب الأشراف: وكان طلحة بن عبيد الله غائباً في ماله بالسّراة، فقال عمر: إن قدم طلحة في الثلاثة الأيّام وإلا فلا تنتظروه بعدها، وأبرموا الأمر، وأصرموه، وبايعوا من تتّفقون عليه، فبعثوا إلى طلحة رسولاً يستحثّونه، ويستعجلونه بالقدوم، فلم يرد المدينة إلا بعد وفاة عمر والبيعة لعثمان، فجلس في بيته، وقال: أعلى مثلي يفتأت؟ فأتاه عثمان، فقال له طلحة: إن رددت الأمر أتردّه؟ قال: نعم. قال: فإنّي أمضيته، فبايعه. وقال بعض الرواة: إنّ طلحة كان حاضراً لوفاة عمر والشورى، والأوّل أثبت.[٣١]
المشاركة في قتل عثمان
كان طلحة من أشدّ المؤلبين على عثمان بن عفان، كما أشار إلى ذلك صاحب أنساب الأشراف حين قال: حرس القوم عثمان ومنعوا من أن يدخل عليه...واشتدّ عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار، ومنع من أن يدخل إليه الماء حتى غضب عليّ بن أبي طالب من ذلك، فأدخلت عليه روايا الماء،[٣٢] وذكر ابن جرير أن الّذي كان يصلي بالناس في هذه المدّة وعثمان محصور، طلحة بن عبيد الله.[٣٣]
وفي رواية ابن أعثم: كان طلحة بن عبيد الله قد استولى على حصار عثمان مع نفر من بني تيم، وبلغ ذلك عثمان فأرسل إلى علي يطلب منه النصرة فخرج إلى الناس، فصلى بهم الظهر والعصر، وتفرّق الناس عن طلحة ومالوا إلى علي.[٣٤] وتشير أصابع الإتهام إلى طلحة في قضية قتل الخليفة الثالث والشواهد التاريخية تؤكد هذا المعنى؛ منها:
- ما رواه الطبري من قول عثمان بن عفان: اللهم اكفني طلحه بن عبيد الله، فإنّه حمل عليّ هؤلاء وألبهم، وأنّه انتهك منّي ما لا يحلّ له. [٣٥]
- شهادة اليعقوبي في تاريخه من أن أكثر من كان يؤلب على عثمان طلحة والزبير وعائشة. [٣٦]
- وفي رواية ابن قتيبة، وأقبل غلام من جهينة إلى محمد بن طلحة بن عبيد الله، فقال له: حدثني عن قتلة عثمان، قال: نعم، دم عثمان على ثلاثة أثلاث، ثلث على صاحب الجمل الأحمر [يريد والده طلحة بن عبيد الله]، وبلغ طلحة قول ابنه محمد، فقال له: يا محمد، أ تزعم عنّا قولك إني قاتل عثمان، كذلك تشهد على أبيك؟ كن كعبد الله بن الزبير، فو الله ما أنت بخير منه، ولا أبوك بدون أبيه، كفّ عن قولك، وإلا فارجع فإنّ نصرتك نصرة رجل واحد، وفسادك فساد عامّة. فقال محمد: ما قلت إلا حقاً، ولن أعود. [٣٧]
- وفي رواية ابن أعثم: وجعل طلحة ينادي – يوم الجمل- بأعلى صوته: عباد الله! الصبر الصبر! إن بعد الصبر النصر والأجر، قال: فنظر إليه مروان بن الحكم فقال لغلام له: ويلك يا غلام! والله إني لأعلم أنّه ما حرّض على قتل عثمان يوم الدار أحد كتحريض طلحة ولا قتله سواه! ولكن استرني فأنت حرّ، قال: فستره الغلام، ورمى مروان بسهم مسموم طلحة بن عبيد الله فأصابه به. [٣٨]
نكث البيعة ومعركة الجمل
كان طلحة أوّل من بايع أمير المؤمنين عليه السلام بعد مقتل عثمان.[٣٩] فقال رجل من بني أسد يقال له: قبيصة بن ذويب: أوّل يد بايعت هذا الرجل من أصحاب محمد شلاء والله ما أرى هذا الأمر يتمّ. [٤٠]لكنه سرعان ما نكث البيعة والتحق بالزبير بن العوام وعائشة ليقودوا جيشاً جراراً لمقاتلة الإمام علي عليه السلام في البصرة، وكان ذلك في سنة 36 للهجرة. [٤١] وعن الزهري قال: لما قدم طلحة والزّبير البصرة، أتاهما عبد الله بن حكيم التميمي بكتب كتبها طلحة إليهم يؤلّبهم فيها على عثمان، فقال له: يا طلحة أتعرف هذه الكتب؟ قال: نعم. قال: فما حملك على التأليب عليه أمس والطلب بدمه اليوم؟ فقال: لم أجد في أمر عثمان شيئاً إلا التوبة والطلب بدمه. [٤٢]
وفي رواية ابن أعثم: أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال: والله لقد منيت بأربع لم يمن بمثلهن أحد بعد النبي ، منيت بأشجع الناس الزبير بن العوام، وبأخدع الناس طلحة بن عبيد الله، وبأطوع الناس في الناس عائشة بنت أبي بكر، و بمن أعان علي بأنوع الدنانير يعلى بن منية. [٤٣]
وفي رواية خليفة بن خياط، عن الجارود بن أبي سبرة قال: نظر مروان بن الحكم إلى طلحة بن عبيد الله يوم الجمل، فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم فرماه بسهم فقتله. وفي الأنساب: أحيط بطلحة عند المساء ومعه مروان بن الحكم يقاتل في من يقاتل، فلمّا رأى مروان الناس منهزمين قال: والله لا أطلب ثاري بعثمان بعد اليوم أبداً، فانتحى لطلحة بسهم فأصاب ساقه فأثخنه والتفت إلى أبان بن عثمان فقال له: قد كفيتك أحد قتلة أبيك. [٤٤]وقيل أنّه قتل عن عمر يناهز الرابعة والستين وقيل الثانية والستين. [٤٥]
ثروته المالية
ترك طلحة ثورة طائلة أشار إليها الطبقات الكبرى بقوله: كان يغل كلّ سنة من العراق مائة ألف سوى غلاته من السراة وغيرهما. و روي عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: كانت قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال وما ترك من الناض ثلاثين ألف ألف درهم. ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف درهم ومائتي ألف درهم ومائتي ألف دينار. والباقي عروض.
وعن محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى عن جّدته سعدى بنت عوف المرية أمّ يحيى بن طلحة قالت: قتل طلحة بن عبيد الله، و في يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف درهم. وقوّمت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم. وعن علي بن رباح قال: قال عمرو بن العاص حدثت أنّ طلحة بن عبيد الله ترك مائة بهار في كل بهار ثلاث قناطر ذهب. وسمعت أنّ البهار جلد ثور. [٤٦]
مكانته في المدرسة السنيّة
يحتل طلحة بن عبيد الله مكانة خاصّة في الوسط السنّي حتى عدّ من العشرة المبشرة بالجنة، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى، ووصف بطلحة الخير والفياض، روى عن النبيّ ، وروى عنه بنوه: يحيى، وموسى، وعيسى، وقيس بن أبي حازم، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، والأحنف، ومالك بن أبي عامر، وغيرهم. [٤٧] وجعل ضمن الفقهاء العشرين؛ وعدّه البعض ضمن حواريي رسول الله إلى جانب كلّ من: حمزة، وجعفر، وعلي، وأبي بكر، وعمر، وأبي عبيدة بن الجراح، وعثمان بن عفان، وعثمان بن مظعون، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام. [٤٨]
الهوامش
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10، ص 129.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3 ، ص 160 و 161؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1، ص 88 و 244 و ج 10، ص 117 و ص 130؛ ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص 157
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1 ، ص 251 و 252؛ المسعودي، مروج الذهب، ج 2 ، ص 277 ؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2 ، ص 468
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10، ص 115؛ البيهقي، دلائل النبوة، المقدمة، ص 27 ؛ ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج 3 ، ص 29
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1 ، ص 282؛ ابن الجوزي، المنتظم، ج 5 ، ص 112؛ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2 ، ص 468
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1 ، ص 269؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1 ، ص 68 و 69
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1 ، ص 477
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 61
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 561
- ↑ الهاشمي البغدادي، المحبر، ص 71
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، ص 228
- ↑ ابن عبد البر، الإستيعاب، ج 2 ، ص 764
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 2، ص 468
- ↑ الهاشمي البغدادي، المحبر، ص 73؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 1 ، ص 271
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 11 ، ص 33
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 3، ص 523
- ↑ المسعودي، التنبيه والاشراف، ص 205 ؛ ابن خياط، تاريخ خليفة، ص 24 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2 ، ص 764 و 765
- ↑ المقريزي، امتاع الاسماع، ج 1 ، ص 156 و 157
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2 ، ص 517
- ↑ الزركلي، الأعلام، ج 3، ص 229
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 2 ، ص 517؛ ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج 5 ، ص 3
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 123 ، تفسير القران العظيم، ج 6 ، ص 403
- ↑ البلاذري، فتوح البلدان، ص 100 ؛ المسعودي، البدء والتاريخ، ج 5 ، ص 157
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 95
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 275
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، 433
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 3 ، ص 481 و 488
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 292
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 158.
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1، ص 42 و 44
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5، ص 504
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 5 ، ص 561.
- ↑ ابن كثير الدمشقي، البداية والنهاية، ج 7 ، ص 177
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2، ص 423.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 4 ، ص 379
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2 ، ص 175
- ↑ ابن قتيبة، الإمامة والسياسة، ج 1 ، ص 84
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 478
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 178؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2، ص 436.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 206 و 207
- ↑ ابن خياط، تاريخ خليفة، ص 108
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 229 و 230
- ↑ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، ج 2 ، ص 463 و 464
- ↑ ابن خياط، تاريخ خليفة، ص 108؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2 ، ص 246 و 247 و ج 6 ، ص 257 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2 ، ص 768.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 10 ، ص 128 ؛ المسعودي، البدء والتاريخ، ج 5 ، ص 82
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 166 و 167
- ↑ اين حجر العسقلاني، الاصابة، ج 3، ص 430
- ↑ البغدادي، المنمق، ص 423 ؛ البسوي، المعرفة والتاريخ، ج 2 ، ص 535 و 536
المصادر والمراجع
- القرآن كريم.
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت، دار الفكر، 1409 هـ/ 1989 م.
- ابن أعثم الكوفي، أحمد بن محمد، الفتوح، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
- ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، تحقيق: محمد عبد القادر عطا ومصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 ه/ 1992 م.
- ابن حزم، علي بن أحمد، جمهرة أنساب العرب، تحقيق: لجنة من العلماء، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1403 هـ/ 1983 م.
- ابن خياط، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، تحقيق: فواز، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 ه/ 1995 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلميه، ط 1، 1410 ه/ 1990 م.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت، دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، الإمامة والسياسة المعروف بتاريخ الخلفاء، تحقيق: علي شيري، بيروت، دار الأضواء، ط 1، 1410 ه/ 1990 م.
- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشه، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار الفكر، 1407 ه/ 1986 م.
- ابن هشام ، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الابياري وعبد الحفيظ الشلبي، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- ابن حجر العسقلاني، احمد بن علي، الاصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عادل احمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1995 م.
- الفسوي، يعقوب بن سفيان، المعرفة والتاريخ، تحقيق: اكرم ضياء العمري، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1401 هـ/ 1981 م.
- البغدادي، محمد بن حبيب، المنمق في أخبار قريش، تحقيق: خورشيد أحمد فاروق، بيروت، عالم الكتب، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، فتوح البلدان، بيروت، دار ومكتبة الهلال، 1988 م.
- البلاذري، أحمد بن يحيي، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض زركلي، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- البيهقي، أحمد بن حسين، دلائل النبوة ومعرفة احوال صاحب الشريعة، تحقيق: عبد المعطي قلعجي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1405 هـ/ 1985 م.
- الذهبي، محمد بن احمد، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تحقيق: عمر عبد السلام التدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 2، 1413 هـ/ 1993 م.
- الزركلي، خير الدين بن محمود، الأعلام قاموس تراجم لاشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، ط 8، 1989 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم والملوك، تحقيق: محمد ابو الفضل ابراهيم، بيروت، دار التراث، ط 2، 1387 هـ/ 1967 م.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، تحقيق: اسعد داغر، قم، دار الهجرة، ط 2، 1409 ه.
- المسعودي، علي بن حسين، التنبيه والأشراف، تصحيح: عبد الله اسماعيل الصاوي، القاهرة، دار الصاوي، د.ت
- المقدسي، مطهر بن طاهر، البدء والتاريخ، بور سعيد، مكتبة الثقافة الدينية، د.ت.
- المقريزي، أحمد بن علي، امتاع الاسماع بما للنبي من الاحوال والاموال والحفدة والمتاع،تحقيق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ/ 1999 م.
- الهاشمي البغدادي، محمد بن حبيب، المحبر، تحقيق: ايلزة ليختن شتيتر، بيروت، دار الآفاق الجديدة، د.ت.
- اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر، د.ت.