السيدة نفيسة، بنت الحسن بن زيد بن الإمام الحسنعليه السلام، من سيدات أهل البيت، اشتهرت بالعبادة والزهد، محدثة فاضلة حافظة للقرآن الكريم. تزوجت من إسحاق المؤتمن ابن الإمام الصادقعليه السلام، ويقع ضريحها في القاهرة حيث يؤمّه الكثير من الناس وخاصة من الشيعة المصريين وغيرهم للزيارة والتوسل.

السيدة نفيسة
الاسمالسيدة نفيسة
تاريخ الميلاد11 ربيع الأول 145 هـ.
تاريخ الوفاةرمضان 208 هـ.
مكان الميلادالمدينة المنورة
مكان الدفنالقاهرة
مدة حياته68 سنة
الأبالحسن بن زيد بن الإمام الحسن عليه السلام
الأمأم ولد
الزوجإسحاق المؤتمن
الأولادالقاسم وأم كلثوم
العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع

سيرتها

ولدت السيدة نفسية في الحادي عشر من ربيع الأول سنة 145 للهجرة.[١] في مكة المكرمة.[٢] أبوها الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقيل أن أمها أمّ ولد. عاشت مع أبيها في المدينة المنورة في الدار التي تقع في الجانب الغربي من المدينة مقابل بيت الإمام الصادق .[٣]

زواجها

تزوجت السيدة نفسية وهي في الخامسة عشرة من عمرها بإسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقد وافق أبوها على الزواج _بعد أن كان رافضا له_ بعد رؤيا رأى فيها رسول الله  يأمره بتزويج نفسية من إسحاق.[٤] وقد وصف زوجها إسحاق المؤمتن بالصلاح والفضل والوثاقة في نقل الحديث. وكان من شهود وصية الإمام السابع  لولده الرضا . يكنّى بأبي محمد ولشهرته بالأمانة لقب بالمؤتمن. ولد وترعرع في العُريض بالقرب من المدينة.[٥] أنجبت نفسية من إسحاق ولدين هما القاسم وأمّ كلثوم.[٦]

الهجرة الى مصر

في سنة 193 هـ ق، رحلت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش. وصلت نفيسة إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ، ورحّب بها أهل مصر. قال صاحب ناسخ التواريخ: عظيمة الشأن رفيعة المنزلة مثال العفة وكان بيتها ملاذا للناس.[٧]

سكنت مع زوجها في بيت أحد التجار المصريين يعرف بجمال الدين بن عبد الله بن الجَصّاص ثم انتقلت بعد عدّة شهور الى بيت أمّ هانئ ومنها الى بيت أبي السرايا أيوب بن صابر.

وحينما شعرت السيدة نفسية أن كثرة المراجعين لها يزعج صاحب الدار قررت الرحيل من مصر، ففزع الناس لقرارها، ورفضوا رحيلها، حتى تدخَّل والي مصر السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله، إنّي كفيل بإزالة ما تشكين منه". فوهبها دارًا واسعة، فبقيت في مصر الى أن وافاها الأجل هناك.[٨]

فضلها وخصائصها

عرفت السيدة نفيسة بأنسها الشديد بالقرآن الكريم[٩] فكانت من الحفاظ كما ذكر ذلك أكثر من ترجم لها؛ وإن ذهب البعض الى القول بأنها كانت من الاميين لا تجيد القراءة والكتابة[١٠] وقيل أنها ختمت القرآن الكريم 1900 مرّة.[١١]


وقيل أنها كانت يغشى عليها عندما تمر بقوله تعالى (لهم دار السلام عند ربّهم وهو وليهم بما كانوا يعملون).[١٢] كما ذكروا أنها حجّت أكثر من ثلاثين حجة أكثرها ماشية.[١٣] وكانت كثيرة البكاء خشية من الله تعالى وكانت تحيي الليل بالعبادة والتضرع والتهجد، كثيرة الصيام.[١٤] وقيل أنها حفرت قبرها الذي دُفنت فيه بيديها، وكانت تنزل فيه وتصلي كثيرًا، وختمت فيه المصحف عشرات المرّات وهي تبكي بكاءً شديدًا.[١٥]

وقد وصفها المترجمون لها بجميل الأوصاف وأثنوا عليها بأفضل كلمات الثناء مدرجين لها في عداد النساء العارفات العابدات المتمسكات بأوامر الله تعالى الزاهدات المتقيات العالمات؛ منهم:

  • أحمد أبو كف حيث وصفها: بنفيسة الدارين ونفيسة الطاهرة والعابدة ونفيسة المصرية ونفيسة المصريين.[١٦] ووصفها أيضا بقوله: كانت من العابدات العارفات العاملات وأنها نفيسة الدارين لطهارتها وعفتها وهي درة ثمين بين المصريين يلوذ إليها المصريون في طلبهم لطريق الحق وكانت كريمة الدارين لما أدركه المصريون من كرامتها إبّان حياتها وبعد رحيلها.[١٧]
  • وقال الزركلي في الأعلام: صاحبة المشهد المعروف بمصر، تقيّة صالحة زاهدة، عالمة بالتفسير والحديث... وللمصريين فيها اعتقاد عظيم.[١٨]
  • وقال العالم المصري الشيخ محمد ضبان: اعرضت السيدة نفيسة عن زخارف الدنيا رغم تمكنها من العيش الرغيد والحياة الهانئة، زاهدة في كل متاع الدنيا زينتها؛ ومن هنا مال إليها الكثير من الناس فكانوا يرجعون إليها في المحن والشدائد والمصائب التي تلم بهم.[١٩]
  • صرح أبو نصر البخاري لبيان فضلها بقوله: وقد بلغ من سمو مرتبها وعلو مكانتها أن المصريين يقسمون باسمها لإثبات صدق مدعاهم.[٢٠]
  • وأشار جمال الدين بن تغري البُردى الى ما شوهد منها من كرامات كثيرة مما يكشف عن عظم منزلتها وكونها من الفاضلات الروحانيات وقد ذاع صيت كراماتها في كافة الأرجاء.[٢١]
  • ووصفها اليافعي اليمني بصاحبة المناقب فريدة في عصرها.[٢٢]
  • وقال محمود الشرقاوي في ترجمتها: وصلت الى درجة من الكمال حتى نهل من نمير علمها الناس ومالت قلوب الكثيرين إليها.[٢٣]
  • وللــمقريزي في وصفها كلام جاء فيه: عرفت بتقواها وإعراضها عن زخارف الدنيا.[٢٤]
  • وقال ابن خلكان: عرفت بمهارتها بنقل الحديث وروى عنها الحديث مشاهير الأعلام.[٢٥]
  • وقال صالح الورداني: كانت كثيرة البكاء من خشية الله تحفظ القرآن وعالمة بتفسيره.[٢٦]

تلامذتها

ذكرت بعض المصادر تلمّذ بعض كبار العلماء عليها وأخذوا منها العلم، منهم:

  • محمد بن إدريس الشافعي: لمَّا وفد الشافعي إلى مصر سنة 198 هـ ق، توثقت صلته بنفيسة بنت الحسن، واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفي طريق عودته إلى داره، وكان يأخذ الحديث عنها.[٢٧]
  • ومنهم أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال المعروف بأحمد بن حنبل حيث كان يروي عنها الحديث ويشترك في مجالسها العلمية.[٢٨]

ومنهم ذو النون المصري[٢٩] وبُشر بن الحارث (الحافي) الذي قيل أنه اعتكف في دارها مستفيدا من مراتب فضلها وكمالها.[٣٠]

كراماتها

سجلت المصادر التي ترجمت للسيدة نفسية الكثير من الكرامات [٣١] كشفاء المرضى[٣٢] وخلاص المصريين من الجفاف بزيادة ماء النيل.[٣٣]

وفاتها

في شهر رجب 208 هـ، أصاب نفيسة بنت الحسن المرض، وظلّ يشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان سنة 208 هـ، وقيل أنها توفيت وهي تقرأ القرآن، فبكاها أهل مصر.[٣٤]

مرقدها

 
مرقد السيدة نفيسة في مصر

مقام السيدة نفيسة في مصر يندرج مرقد السيدة نفيسة ضمن أهم المراقد المعروفة في مصر، يقصده في يومي الأحد والخميس جموع غفيرة من المؤمنين، وقد اعتاد المصريون على اقامة مراسم الزواج في اطراف ذلك المرقد.[٣٥] كذلك يحيي المصريون ذكرى ولادة السيدتين نفيسة وزينب  في كل عام. [٣٦]

وكان أوّل حفل عقد بمناسبة ولادة السيدة نفيسة الحفل الذي أقيم سنة 889 ق في عصر الاشرف سيف الدين قاي بتاي (حكم ما بين 872-901 هـ ق) من سلسلة المماليك الجركسية.

يجتمع ليلة ميلاد السيدة نفيسة جموع غفيرة من المؤمنين وفرق الشيعة بالاضافة الى الكثير من أهل السنة في حرم السيدة ينشدون فيه المدائح والقصائد ويتوسلون الى الله تعالى بالسيدة نفيسة لقضاء حاجاتهم.

وكان بعض الحجاج الايرانيين في العصر القاجاري يعرجون على الشام ومصر لزيارة السيدة نفيسه، وهذا ما أشارت إليه بعض كتب الرحالة متعرضين لبيان صفات المرقد وعلاقة المصريين به.[٣٧]


متن الزيارة

ذكرت كتب التراجم زيارة خاصة للسيدة نفيسة، فقد اشار الشبلنجي في كتابه " نور الأبصار"،[٣٨] إلى تلك الزيارة.

زيارة السيدة نفيسة


السلامُ والتحيّةُ والإكرامُ والرضى، مِن العليِّ الأعلى، على السيّدةِ نفيسة سُلالةِ نبيِّ الرحمة، وشفيعِ الأُمّة، مَن أبوها عَلَمُ العِترة، وهو الإمام حيدرة. السلامُ عليكِ يا بنتَ الإمام الحسن المسموم، أخي الإمام الحسينِ المظلوم. السلامُ عليكِ يا بنتَ فاطمةَ الزهراء، وسلالةَ خديجةَ الكُبرى. رضيَ اللهُ عنكِ، وعن أبيكِ وعمِّكِ وجَدِّكِ، وحشَرَنا اللهُ في زُمرتِهِم أجمعين. اَللّهمّ بِحقِّ ما كان بينَك وبينَ جَدِّها محمّدٍ صلّى الله عليه وآله ليلةَ المعراج، اجعَلْ لنا مِن أمرِنا الذي نَزَلَ بنا بابَ آنفراج، وآقْضِ حوائجي في الدنيا والآخرة، بمحمّدٍ وآله أجمعين.


وصلات خارجية

الهوامش

  1. راجع: نجم الدوله، ص ۳۶۳
  2. رفيعي، ص 28 و سمامي حائري، بزركان رامسر، القسم 1، ص 25، 51؛ سمامي حائري، بزركان تنكابن، ص 25، فلسفي، ص 31 و راجع: اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 190ـ305.
  3. البلاغي، ص 40
  4. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: الكرام، قسم 1، ص 253ـ254
  5. كريمان، ص 306
  6. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: الكرام، قسم 1، ص 32
  7. بامداد، ج 6، ص 170 والهامش 4 و الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 2، ص 845؛ صدوقي سها، ص 60، 62
  8. يغما، السنة 21، العدد 12، [شهر]اسفند 1347هـ ش، ص 708 و الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 3، ص 1064ـ1065
  9. سلطان زاده، ص 309
  10. طبقات: الكرام، قسم 2، ص 582
  11. بامداد، ج 1، ص 40- 41
  12. الآقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 18، ص 238 و شريف رازي، كنجينه دانشمندان، ج 4، ص 506- 507
  13. راجع: بامداد، ج 2، ص 208 والهامش1
  14. شريف رازي، اختران فروزان ري وطهران، ص 122
  15. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 117؛ البلاغي، ص 172- 173
  16. اعتماد السلطنة، 1363ش، ص 117
  17. يادنامه ي آية اللّه سيد رضا فيروز آبادي، ص 14
  18. البلاغي، ص 175
  19. راجع: حسن زاده آملي، ص 203
  20. اعتماد السلطنة، 1363ش، ص 117- 118؛ البلاغي، ص 184
  21. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 2، ص 859
  22. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 250؛ شريفرازي، اختران فروزان ري وطهران، ص 115- 116
  23. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 228
  24. 29. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 117؛ البلاغي، ص 180
  25. 30. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 121
  26. 31. اعتماد السلطنة، المآثر والآثار، ص 121
  27. صدوقي سها، ص 61
  28. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 2، ص 711؛ الآقا بزرك الطهراني، "شرح زندكي من"، ص 305
  29. اعتماد السلطنة، روزنامه خاطرات اعتماد السلطنة، ص 954
  30. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 1، ص 7- 8؛ حبيب آبادي، ج 6، ص 1965- 1966
  31. كريمان، ص 307- 308
  32. كريميان، ص 308 و الآقا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 4، ص 19
  33. رضوي، ص 109
  34. موسوي طهراني، ص 252
  35. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 4، ص 1364
  36. عبرت نائيني، ص 106- 108
  37. الآقا بزرك الطهراني، طبقات: نقباء، قسم 2، ص 508
  38. الشبلنجي، نور الأبصار، ص395.

المصادر والمراجع

  • جعفريان، رسول، "سفرنامه حج جزائري عراقي"، بنجاه سفرنامه حج قاجاري["رحلة الحج الجزائري العراقي] خمسون رحلة للحج القاجاري"، نشر علم، طهران، 1389هـ ش.
  • الزركلي خير الدين (م 1396)، الأعلام قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين، بيروت، دار العلم للملايين، ط الثامنة، 1989م.
  • العطاردي عزيز الله، كوهر خاندان امامت يا زندكي نامه سيده النفيسه[جوهرة آل الإمامة أو حياة السيدة نفيسة]، انتشارات عطارد، خريف سنة 1373هـ ش
  • كحالة عمر رضا، أعلام النساء، بيروت، موسسة الرسالة، 1412هـ ق.
  • كلي زواره، غلام رضا، بانوي باكرامت[السيدة الكريمة]، انتشارات حسنين، قم، 1382 هـ ش
  • كلي زواره، غلام رضا، "نفيسه؛ كوهري از نسل امام عليه‌ السلام"[نفيسة جوهرة من نسل الإمام عليه السلام]، فرهنك كوثر، العدد 55، [شهر] مهر 1381 هـ ش
  • محلاتي ذبيح الله، رياحين الشريعة، دار الكتب الاسلامية، طهران.
  • حافظان برده نشين /نفيسه دختر حسن بن زيد بن حسن عليه‌السلام"[حفاظ خلف الحجاب، نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن عليه السلام]، سروش وحي، [شهري] فروردين وارديبهشت 1383، العدد11
  • مجلة بيام زن، خانواده وزنان[الاسرة والنساء]، [شهر] آذر 1380هـ ش، العدد 117
  • مجلة بيام زن، خانواده وزنان، [شهر] بهمن 1380، العدد 119
  • مجله بيام زن، خانواده و زنان، ارديبهشت 1381، العدد 122