الحديث القدسي، هو مصطلح إسلامي يُشير إلى كلامٍ ورد على لسان النبي (ص) لكن معناه من الله، فهو يختلف عن القرآن الذي نزل بلفظه ومعناه عن طريق الوحي، فلا يتناول التحدي والإعجاز، كالقرآن الكريم، وهو يختلف أيضاً عن الحديث النبوي الذي يكون فيه اللفظ والمعنى من النبيصلی الله عليه وآله وسلم.

معناه

لغة، الحديث: اسم، وجمعه: أحاديث. والحديث: كلّ ما يُتحدّث به من كلامٍ وخبر. والقدسي: من التقديس وهو التنزيه والتبريك، وتقدّس أي: تطهّر.[١]

اصطلاحاً، وهو حديث يرويه النبي (ص) عن الله عزّ وجلّ، ويُسند مضمونه إليه، ويسمى أيضاً بالحديث الإلهي أو الربّاني.[٢]

خصائصه

من خصائص الحديث القدسي أنّ لفظه لا يتناول التحدي والإعجاز، كالقرآن الذي تحدى الثقلين (الإنس والجن) على أن يأتوا بآية من مثله، كما ورد ذلك في القرآن الكريم، والذي أعجز عنه ألسِنة العرب.[٣]

أمثلته

  • ما روي عن النبي : «من لم يرض بقضائي، ولم يصبر على بلائي، ولم يشكر على نعمائي، فليتخذ ربّاً سواي».[٤]
  • وروي عنه: ‏«ألا إِن بُيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبدٍ تطهّر في بيته، ثم زارني في بيتي».‏[٥]
  • وروي عنه: «يَا موسى سلني كل ما تحتاج إِليه حتى علَف شاتِك وملح عجِينِك».[٦]

اختلافه عن الحديث النبوي

هناك عدّة اختلافات بين الحديث القدسي والنبوي، ومن أهمها:

  • عُرّف الحديث النبوي أنه ما كان لفظه ومعناه من النبي  [٧]، أو أنه كل كلام خاص منقول عن المعصوم يحكي قوله أو فعله أو تقريره،[٨] والحديث القدسي يشتمل على أقوال النبي  فقط، ومعناها من عند الله عزوجل.[٩]
  • غالباً ما تتعلّق مواضيع الأحاديث في الحديث النبوي بالأحكام الفقهية، وأمور العقيدة، أما الحديث القدسي، فغالباً ما يتعلّق في علاقة العبد بربّه، والخوف والرجاء وحسن الظن به، ولا تتطرّق الأحاديث القدسية للأحكام الفقهية أو التشريعية.[١٠]
  • إنّ الأحاديث النبوية لا ينسبها النبي  إلى الله عز وجل، وإنّما يُحدّث بها أصحابه بلغته، بينما في الأحاديث القدسية، فينسبها النبي الأكرم  إلى ربّه بقوله قال الله:...، أو أوحى الله إليّ:...[١١]
  • إنّ عدد الأحاديث النبوية كثيرة جداً، وقد عُني العلماء بها تمحيصاً ما بين حديث صحت روايته عن النبي ، وحديث حسن، وحديث ضعيف وغير ذلك، أمّا الأحاديث القدسيّة، فهي قليلة مقارنة بالأحاديث النبوية وخاصة الصحيحة منها.[١٢]

اختلافه عن النص القرآني

 
الجواهر السنية في الأحاديث القدسية

من أهم الفروق بين القرآن والحديث القدسي:[١٣]

الأول: إنّ القرآن معجز، والحديث القدسي ليس معجزاً.

الثاني: لا تصح الصلاة إلا بالقرآن بخلاف الحديث القدسي.

الثالث: إنّ جاحد القرآن يكفر بخلاف جاحد الحديث القدسي، فلا يكفر.

الرابع: لابدّ أن يكون جبرئيل  هو الوسيلة بين النبي  وبين الله تعالى في نزول القرآن، بخلاف الحديث القدسي.

الخامس: يجب أن يكون اللفظ في القرآن من الله تعالى، بخلاف الحديث القدسي، فيجوز أن يكون لفظه من النبي .

السادس: إنّ القرآن لا يُمسّ إلا مع الطهارة، والحديث القدسي يجوز مسّه من المُحدِث.

 
الأحاديث القدسية المشتركة بين السنة والشيعة

مؤلفات في الحديث القدسي

أُلفت كُتب عدّة في الأحاديث القدسية، منها:

  • الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، تأليف: الحر العاملي.
  • الأحادیث القدسیة المشترکة بین السنة والشیعة، تأليف: محسن الأمین.

ذات صلة

وصلات خارجية

الهوامش

  1. ابن منظور، لسان العرب، ج 11، ص 60.
  2. التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1، ص 629.
  3. مركز الأبحاث العقائدية.
  4. الحلي، مختصر البصائر، ص 381.
  5. الحلي، عدة الداعي ونجاح الساعي، ص 55.
  6. الحلي، عدة الداعي ونجاح الساعي، ص 133.
  7. عميرات، الأحاديث القدسية الصحيحة، المقدمة: أ.
  8. القمي، سفينة البحار، ج 2، ص 109.
  9. عميرات، الأحاديث القدسية الصحيحة، المقدمة: أ.
  10. التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1، المقدمة: ب.
  11. عميرات، الأحاديث القدسية الصحيحة، المقدمة: أ.
  12. عميرات، الأحاديث القدسية الصحيحة، المقدمة: أ.
  13. التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج 1، المقدمة: ب.

المصادر والمراجع

  • ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، بيروت-لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1414 ق.
  • بركات، زكريا، الأحاديث القدسية الصحيحة، بيروت-لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 2، 1425 هـ.
  • التهانوي، محمد علي، موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون والعلوم، بيروت-لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1996 م.
  • الحلي، عز الدين، مختصر البصائر، قم-إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، ط 1، 1321 هـ.
  • الحلي، أحمد بن فهد، عدة الداعي ونجاح الساعي، قم-إيران، الناشر: دار الكتاب الإسلامي، ط 1، د.ت.
  • القمي، عباس، سفينة البحار ومدينة الحِكم والآثار، قم- ايران، الناشر: دار الأسوة، ط 6، 1414 هـ.