محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن (100_ 145هـ) المعروف بـالنفس الزكية، من أحفاد الإمام الحسن المجتبى ، وأول من خرج على الدولة العباسية من العلويين. وأسّس أخوه إدريس بن عبد الله الدولة الإدريسية في المغرب.
تاريخ ولادة | سنة 100 للهجرة |
---|---|
تاريخ وفاة | يوم 14 من شهر رمضان في سنة 145 للهجرة |
سبب وفاة | قُتل بيد حميد بن قحطبة الطائي في المدينة |
دفن | البقيع |
سبب شهرة | أول من خرج على الدولة العباسية من العلويين |
لقب | النفس الزكية |
والدان | عبد الله بن الحسن المثنى _ هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة |
ملاحظات | تسميته بالمهدي قبل الثورة ومخالفة الإمام الصادق(ع) - نشوء الفرقة المحمدية بعد مقتله من قبل أتباعه |
أعمال بارزة | ثورة النفس الزكية ضد المنصور العباسي |
قام والده عبد الله المحض بدعوة الناس؛ ليبايعوه (النفس الزكية) كالمهدي الموعود، فبايعه بنو العباس أولاً؛ لكن عارضوه إثر استيلائهم على السلطة وسقوط الأمويين. خرج النفس الزكية على المنصور العباسي، ولكن قُتل مع العديد من أنصاره. وكان الإمام جعفر الصادق من معارضي البيعة للنفس الزكية كالمهدي الموعود. ويرى مالك بن أنس وأبو حنيفة أنّ النفس الزكية أحق بالإمامة من المنصور العباسي.
الولادة والنسب
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، المعروف بالنفس الزكية، ولد سنة 100هـ، ومن أحفاد الإمام الحسن المجتبى(ع)، ووالده عبد الله بن الحسن المثنى وأمّه هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة، وأخوه إدريس بن عبد الله مؤسس الدولة الإدريسية.[١] ويُقال له صريح قريش؛ لأنه لم يكن في أمهاته وجدّاته أم ولد.[٢]
وبحسب بعض المصادر التاريخية، فقد اشتهر محمد بن عبد الله بن الحسن بلقب النفس الزكية بسبب زهده وورعه.[٣]
مبايعة محمد بن عبد الله
أقبل العلويون وغيرهم -ممن لهم فكرة الخروج بالسيف بعد استشهاد يحيى بن زيد إثر خروجه على الدولة العباسية- علی محمد بن عبد الله (النفس الزكية) لنصرته ومبايعته على أنه المهدي المنتظر، وقام والده عبد الله بن الحسن -المعروف بعبد الله المحض- بمساعدة ابنه في ذلك خلال دعوة أقربائه وأتباعه حوالي عام 126هـ في منطقة الأبواء القريبة من المدينة.[٤]
وبحسب رأي بعض الباحثين هناك عوامل أدّت إلى اعتبار النفس الزكية هو المهدي الموعود، ومنها تطبيق الأحداث الجارية من قبل أنصار النفس الزكية خلال تلك الفترة مع ما ذكر في الأحاديث من علامات الظهور،[٥] والتشابه بينهما في الاسم والنسب والمظهر.[٦]
ووفقاً لبعض المصادر بايعه الإخوة الثلاث من بني العباس إبراهيم والسفاح والمنصور،[٧] وهناك روايات أخرى تحكي أن الذي بايعه بين هؤلاء الثلاث هو المنصور العباسي فقط.[٨]
وبناءً على ما ورد في بعض المصادر التاريخية رأى مالك بن أنس وأبو حنيفة أنّ إمامة النفس الزكية أصح من إمامة المنصور العباسي لانعقاد البيعة على النفس الزكية مسبقاً.[٩]
موقف الإمام الصادق(ع)
بحسب ما ورد في بعض المصادر التاريخية فقد انفرد الإمام الصادق(ع) بمعارضة مبايعة النفس الزكية في قضية بيعة الأبواء؛ حيث كانت ردة فعل الإمام (ع) عندما أطلقوا لقب المهدي الموعود على النفس الزكية أنّه قال: الذي بشّر النبي(ص) بظهوره ليس هو هذا الشخص؛ إذ أنه لم يحن موعد ظهور المهدي بعد.[١٠]
وقد تطرق بعض الباحثين إلى سبب آخر لاتخاذ هذا الموقف من قبل الإمام وهو علمه بما في ضمير العباسيين من نكث البيعة والتخلف عنها؛ حيث إنهم كانوا يترصدون الاستيلاء على السلطة من خلال استغلالهم لهذه الفرصة.[١١]
كما يرى بعض الباحثين أن منهج الإمام الصادق (ع) كان مثل أبيه الإمام محمد الباقر (ع) في رفض أيّ نوع من الانتفاضة والخروج، وهذا هو منهج التشيع الثقافي،[١٢] خلافاً للزيديين وغيرهم من العلويين الذين تصرفوا وفق نظرة التشيع السياسي.[بحاجة لمصدر]
ووفقاً لبعض الأحاديث فإنّ السبب الوحيد لمعارضة الإمام(ع) هو إطلاق لقب المهدي الموعود عليه من قبل أنصاره ومؤيديه، وعليه فإن الإمام لم يكن من معارضي ثورة النفس الزكية كحركة ضد الظلم وعلى سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.[١٣]
الخروج على بني العباس
بدأ خروج محمد بن عبد الله (النفس الزكية) ضد الدولة العباسية سنة 145 للهجرة في المدينة المنورة.[١٤] ورغم وجود بعض الفقهاء والمحدثين فيها من غير الشيعة إلا أنهم لم يجيزوا نكث مبايعة النفس الزكية، وحكموا ببطلان أخذ بيعة المنصور لنفسه بالإكراه؛ حيث يرون النفس الزكية أفضل منه.[١٥]
ولم تستمر حكومة محمد بن عبد الله (النفس الزكية) أكثر من شهرين؛[١٦] حيث أن الناس تفرقوا عنه إثر هجوم الدولة العباسية على المدينة المنورة وحصارها؛ بسبب الخوف من استمرار هذا الحصار والمجاعة.[١٧]
مقتل محمد بن عبد الله
عندما دخل العباسيون المدينة، اندلع القتال بالأيدي وقُتل محمد بن عبد الله (النفس الزكية) على يد حامد بن قحطبة في منطقة "أحجار الزيت" بالمدينة المنورة.[١٨] فقُطع رأسه عن جسده ونقل إلى مدن مختلفة ودفن جثمانه في البقيع.[١٩]
نشوء الفرقة المحمدية
بحسب ما نقل عن بعض كتب الملل والنحل فإنّ المغيرة بن سعيد العجلي (مؤسس مذهب المغيرية) وأتباعه كانوا يزعمون أن النفس الزكية لم يمت؛ بل غاب في جبل حاجر بمنطقة نجد وسيظهر. وكانت هذه الجماعة تعرف بالمحمدية، وكانوا يعتقدون أنّ محمد بن عبد الله بن الحسن (النفس الزكية) هو المهدي الموعود.[٢٠]
عناوين ذات صلة
الهوامش
- ↑ السلاوي، شهاب الدين، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصی، المحقق: جعفر الناصری/ محمد الناصری، دار الكتاب - الدار البيضاء، ج1، ص207.
- ↑ فرمانیان و موسوینژاد، زیدیه تاریخ و عقاید، 1389ش، ص36.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، 1409هـ، ج3، ص295.
- ↑ فرمانیان، موسوی نژاد، زیدیه؛ تاریخ و عقاید، 1389ش، ص35.
- ↑ برادران و گلپور سوته، «مهدیباوری و مؤلفههای آن در میان زیدیان مقارن با ظهور نفس زکیه»، ص126-127.
- ↑ برادران و گلپور سوته، «مهدیباوری و مؤلفههای آن در میان زیدیان مقارن با ظهور نفس زکیه»،ص122-126.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص256.
- ↑ ابن طباطبا، الفخری فی الآداب السلطانية، 1418ه، ص119؛ جعفری، تشیع در مسیر تاریخ، 1359ش، ص313.
- ↑ ابن خلدون، تاريخ إبن خلدون، 1408ه، ج4، ص6؛ السلاوي، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصی، دار الكتاب - الدار البيضاء، ج1، ص205.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص233 و 254-257؛ جعفریان، تاریخ تشیع در ایران از آغاز تا قرن هفتم هجری، 1369ش، ص37.
- ↑ مطهری، سیری در سیره ائمه اطهار، 1391ش، ص131-132.
- ↑ فرمانیان، موسوی نژاد، زیدیه؛ تاریخ و عقاید، 1389ش، ص36.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، 1403هـ، ج47، ص278
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، 1992م، ص378.
- ↑ أبو الفرج الإصفهاني، مقاتل الطالبيين، دار المعرفة، ص238، 239 و 251.
- ↑ فرمانیان، موسوینژاد، تاریخ و عقاید زیدیه، ص38.
- ↑ فرمانیان، موسوینژاد، تاریخ و عقاید زیدیه، ص38.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، مكتبة الخياط، ج7، ص589 و 590.
- ↑ فرمانیان، موسوینژاد، تاریخ و عقاید زیدیه، 1389ش، ص38.
- ↑ البغدادي، الفرق بين الفرق، 1977م، ص42.
المصادر والمراجع
- ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، تاريخ إبن خلدون، المحقق: زکار، سهیل، و شحاده، خلیل، بيروت، دار الفكر، الطبعة الثانية، 1408هـ.
- ابن طباطبا، المعروف بـ"ابنطقطقی"، محمد بن علي، الفخری في الآداب السلطانية، بيروت، دار القلم العربي، 1418هـ.
- ابن قتيبه، عبدالله بن مسلم، المعارف، المحقق: ثروت عکاشه، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الطبعة السادسة، 1992م.
- أبو الفرج الإصفهاني، علي بن حسين، مقاتل الطالبيين، بيروت، دار المعرفة، د. ت.
- برادران، رضا و محمد صادق گلپور سوته، «مهدیباوری و مؤلفههای آن در میان زیدیان مقارن با ظهور نفس زکیه»، مجله تاریخ فرهنگ و تمدن اسلامی، سال هشتم، شماره 26، بهار 1396ش.
- البغدادي، عبد القاهر بن محمد بن عبد الله، الفرق بين الفرق، بيروت، دار الآفاق الجديدة، 1977م.
- جعفری، حسین محمد، تشیع در مسیر تاریخ، ترجمه سید محمدتقی آیتاللهی (شیرازی)، طهران، دفتر نشر فرهنگ اسلامی، 1359ش.
- جعفریان، رسول، تاریخ تشیع در ایران از آغاز تا قرن هفتم هجری، تهران، مرکز چاپ و نشر سازمان تبلیغات اسلامی، چاپ دوم 1369ش.
- حسن ابراهیم حسن، تاریخ سیاسی اسلام، ترجمه ابوالقاسم پاینده، تهران، سازمان انتشارات جاویدان، چاپ نهم، 1376ش.
- السلاوي، شهاب الدين، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصی، المحقق: جعفر الناصری/ محمد الناصری، د. م، دار الكتاب - الدار البيضاء، د. ت.
- صفری فروشانی، نعمت الله، غالیان، کاوشی در جریانها و برآیندها تا پایان سده سوم، مشهد، بنیاد پژوهشهای اسلامی، 1388ش.
- الطبري، أبو جعفر محمد بن جرير، تاريخ الطبري، بيروت، مكتبة الخياط، د. ت.
- فرمانیان، مهدی و موسوی نژاد، سید علی، زیدیه؛ تاریخ و عقاید، قم، نشر ادیان، 1389ش.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، المحقق: محمد باقر محمودی، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1403هـ.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب، قم المقدسة، دار الهجرة، الطبعة الثانية، 1409هـ.
- مطهری، مرتضی، سیری در سیره ائمه اطهار علیهمالسلام، طهران، انتشارات صدرا، 1391ش.