أم حبيبة هي رملة من زوجات النبي (ص)، وهي ابنة أبي سفيان، وأخت معاوية بن أبي سفيان من أبيه، وكذلك هي ابنة عمة الخليفة الثالث عثمان بن عفان، ولدت قبل البعثة بسبعة عشر عاماً وتوفيت سنة 44 للهجرة. أسلمت في مكة قديماً وهاجرت مع المسلمين في هجرة الحبشة الثانية، وقد تزوجها رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في السنة السادسة للهجرة، نقلت أحاديث عن النبي الأكرم ونقل عنها أخواها معاوية وعتبة وآخرون.

أم حبيبة
معلومات شخصية
الاسم الكاملرملة بنت أبي سفيان
الكنيةأم حبيبة
اللقبأم المؤمنين
تاريخ الولادة17 سنة قبل البعثة
الموطنمكة - المدينة
المهاجرون/الأنصارمهاجرية
النسب/القبيلةبنو أمية
الأقرباءأبوها: أبو سفيان
الوفاة/الاستشهادسنة 44 هـ - المدينة المنورة
المدفنالبقيع
معلومات دينية
زمن الإسلامأسلمت في مكة في السنين الأولى من البعثة
الهجرة إلىالحبشة - المدينة
سبب الشهرةزواجها من النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم
الأعمال البارزةإرسالها قميص عثمان بن عفان الذي قُتل فيه إلى معاوية
الفعاليات الأخرىروت العديد من الأحاديث عن النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم، وعن زينب بنت جحش
الأعمالشماتتها بعائشة بعد استشهاد محمد بن أبي بكر


وكان لها بعض الأدوار في الحوادث التي وقعت بعد وفاة عثمان بن عفان، حيث أنها وبعد أن قتل ابن خالها عثمان بن عفان، طلبت من أهله ثيابه الملطخة بالدماء، ثم أرسلت تلك الثياب إلى أخيها معاوية بن أبي سفيان في الشام.

وكذلك وعندما قتل محمد بن أبي بكر، أخو عائشة زوجة النبيصلی الله عليه وآله وسلم، شوت كبشاً وأرسلته لعائشة تشفياً فيها بموت أخيها.

الهوية الشخصية

اختلف في اسمها فقيل رملة وقيل هند، وكنيتها أم حبيبة نسبة لابنتها التي ولدتها من عبيد الله بن جحش.[١]

نسبها وعائلتها

هي رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف بن كلاب. حيث يلتقي نسبها بنسب رسول الله  عند عبد مناف، وأمّها صفيّة بنت أبي العاص عمة عثمان بن عفان،[٢] وقيل آمنة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عد بن كعب.[٣].

وهي أخت معاوية بن أبي سفيان من أبيها، وكذلك عمتها أم جميل بنت حرب، التي جاء ذكرها في سورة المسد زوجة أبي لهب.[٤]

وقد جاء في الاستيعاب أنه روي عن الإمام زين العابدين  قال: ”قدمت منزلي في دار علي بن أبي طالب، فحفرنا في ناحية منه، فأخرجنا منه حجراً، فإذا فيه مكتوب هذا قبر رملة بنت صخر فأعدناه مكانه“.[٥]

ولادتها ووفاتها

حسب ما ذكره ممن ترجم لها، فقد ولدت أم حبيبة قبل بعثة الرسول الأكرم   بسبعة عشر عاماً، وذلك في مكة المكرمة.[٦]

 
مقبرة البقيع قبل هدم الوهابيون لها

وتوفيت سنة 44 هـ وعمرها حينذاك 74 عاماً،[٧] وقيل أنّها دفنت في دمشق؛ لأنها سافرت إليها لترى أخاها معاوية،[٨]، غير أنّ أغلب المصادر التاريخية ذكرت أنّها توفيت في المدينة المنورة؛ فيكون قبرها في البقيع .[٩]

إسلامها

أسلمت أم حبيبة في مكة في السنين الأولى من البعثة،[١٠] وقد كانت من بين الذين هاجروا إلى الحبشة في الهجرة الثانية.[١١]

زواجها

تزوجت السيدة أم حبيبة من عُبيد الله بن جحش من بني أسد، فأسلما، ثم هاجرت معه إلى الحبشة، وأنجبت له حبيبة، وقد قيل بأنها أنجبتها في مكة، ثم هاجرت، وقيل أنّها هاجرت وهي حامل بها، وأنجبتها في الحبشة، ولكنّ زوجها عُبيد الله ارتدّ عن الإسلام، واعتنق النصرانية وفارقها.[١٢]

زواجها من النبي الأكرم

وقع اختلاف في زمن زواج النبي (ص) منها، حيث ذهب بعض المؤرخين إلى القول: بأنّ زواجه منها حصل وهي ماتزال في الحبشة، كابن سعد في الطبقات[١٣]، وابن الأثير في كتابه أسد الغابة[١٤]، وابن عبد البر في الاستيعاب[١٥]، وذلك في السنة السادسة من الهجرة، وقيل في السنة السابعة للهجرة.[١٦]

حيث بعث النبي (ص) عمرو بن أميّة الضّميري إلى النجاشي فخطب عليه أم حبيبة بنت أبي سفيان، وكانت تحت عُبيد الله بن جحش، فزوّجها وأصدقها النجاشي من عنده عن رسول الله  أربعمائة دينار.[١٧].

وقول آخر يذهب إلى أنّ النبي  تزوجها بعد عودتها إلى المدينة ، وذلك عندما زوّجه إياها عثمان بن عفان،[١٨]، ولكن ابن حجر العسقلاني يرى أنّه بعيد ويَحْتمل أن يكون عثمان قام بتجديد العقد بعد أن قدمت إلى المدينة مع فرض صحة هذا الخبر.[١٩]

كما وذهب بعض المفسرين أنّ الآية السابعة من سورة الممتحنة: ﴿عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً ۚ وَاللَّهُ قَدِيرٌ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ أنّها نزلت حين تزوّج النبي  من أم حبيبة،[٢٠] ولكن هذا الأمر استبعده بعض أعلام الشيعة، لكون هذه الآية مع سابقاتها نزلت عندما كان المسلمون على أبواب فتح مكة، في حين أنّ عودة المسلمين من الحبشة كانت قبل فتح مكة.[٢١]

روايتها للحديث

روت أم حبيبة العديد من الأحاديث عن النبي الأكرم ، وعن زينب بنت جحش زوجة النبي.

كما ونقل عنها: أخويها معاوية بن أبي سفيان، وعُتبة، وبنتها حبيبة، وابن أخيها عبدالله بن عتبة بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن المغيرة بن الأخنس الثقفي وهو ابن أختها، و سالم بن شوال، وأبو الجراح، وصفيّة بنت شيبة، وزينب بنت أمّ سلمة، وعروة بن الزبير، وأبو صالح السمّان.[٢٢]

وأضاف ابن عساكر: عنبسة بن أبي سفيان وأنس بن مالك ومعاويةبن حديج.[٢٣]

أحداث شاركت بها

من جملة ما دونه المؤرخون عنها:

أنّها لما أتى والدها أبو سفيان إلى المدينة قبل فتح مكة، من أجل تجديد العهد، دخل على ابنته أم حبيبة، فلم تتركه يجلس على فراش رسول الله ، وقالت له: أنت مشرك.[٢٤]

وأنّها عندما قتل عثمان بن عفان أرسلت إلى أهله، وطلبت منهم أن يبعثوا لها بثياب عثمان التي قتل فيها، فبعثوا إليها بقميصه مضرّج بالدم وبخصلة الشعر التي نتفت من لحيته، فعقدت الشعر في زر القميص، ثم دعت النعمان بن بشير، وبعثت به إلى معاوية، فمضى بالقميص وكتابها إلى معاوية، فصعد معاوية المنبر وجمع الناس، ونشر القميص، وذكر ما صنع بعثمان، ودعا إلى الطلب بدمه.[٢٥]

وكذلك ذكر ابن الجوزي أنّه لما بلغها خبر مقتل محمد بن أبي بكر شوت كبشاً، وأرسلته إلى عائشة أخته تشفياً بقتله، فاغتمّت عائشة من هذا الفعل، وقالت:«قاتل الله ابنة العاهرة والله لا أكلت شواء أبداً».[٢٦]

وروي أنها عندما حضرها الموت طلبت المغفرة من عائشة وأم سلمة، حيث جاء عن عوف بن الحارث قال سمعت عائشة تقول: ’’ دعتني أم حبيبة زوجة النبي (ص) عند موتها فقالت: قد يكون بيننا ما يكون بين الضرائر، فغفر الله لي ولك ما كان من ذلك، فقلت غفر الله لك ذلك كله وتجاوز وحللك من ذلك فقالت: سررتني سرك الله، وأرسلت إلى أم سلمة فقالت لها مثل ذلك‘‘.[٢٧]

الهوامش

  1. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1843.
  2. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1843.
  3. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 69، ص 136.
  4. الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 10، ص 428.
  5. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1846.
  6. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 13، ص 391.
  7. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 13، ص 395.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 98.
  8. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 2، ص 420.
  9. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 2، ص 420.؛ ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 13، ص 395.؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 98.
  10. ابن الأثير، أسد الغابة، ص 1518.
  11. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 3، ص 67.
  12. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 13، ص 392.
  13. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 95.
  14. ابن الأثير، أسد الغابة، ص 1519.
  15. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1845.
  16. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 1، ص 147.
  17. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 96.
  18. ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص 1845.
  19. ابن حجر العسقلاني، الإصابة ج 13، ص 393.
  20. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 10، ص 97.، البلاذري، أنساب الأشراف، ج 2، ص 575.
  21. الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 14، ص 129.
  22. ابن حجر العسقلاني، الإصابة، ج 13، ص 395.
  23. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 69، ص 135.
  24. ابن الأثير، أسد الغابة، ص 1519.
  25. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 59، ص 122.
  26. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 102.
  27. ابن عساكر، تاريخ دمشق، ج 69، ص 152.

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، بيروت - لبنان، دار ابن الحزم، 1433 هـ/ 2012 م.
  • ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عبدالله بن عبد المحسن التركي، القاهرة - مصر، مركز هجر للبحوث، ط 1، 1429 هـ/ 2008 م.
  • ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبير، تحقيق: علي محمد عمر، القاهرة - مصر، مكتبة الخانجي، ط 1، 1421 هـ/ 2001 م.
  • ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، دار الجيل، د.ت.
  • ابن عساكر، علي بن الحسن، تاريخ مدينة دمشق، تحقيق: عمر بن غرامة العَمري، بيروت - لبنان، دار الفكر، د.ت.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت - لبنان، مكتبة المعارف، د.ت.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
  • الشيرازي، ناصر مكارم، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم - إيران، دار النشر، ط 3، 1433 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، تحقيق: أحمد حبيب قصير العاملي، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، تذكرة الخواص من الأمة في ذكر خصائص الأئمة، قم - إيران، مطبعة أمير، 1418 هـ.