انتقل إلى المحتوى

ميثم التمار

من ويكي شيعة
ميثم التمار
مدخل قبر ميثم التمار
مدخل قبر ميثم التمار
تاريخ ولادةغير محدد لكنه من أعلام القرن الأول.
تاريخ وفاة22 ذي الحجة 60 هـ بأمر ابن زياد
مكان وفاةالكوفة
سبب وفاةصلب على نخلة للمودته لأهل البيتعليه السلام
دفنالكوفة - العراق
جنسيةإيراني
سبب شهرةصحبته للإمام عليعليه السلام
مذهبشيعة
أولادصالح، عمران، شعيب، حمزة
أعمال بارزةمن حواريي الإمام عليعليه السلام، ومن شرطة الخميس


ميثم التمار، هو ميثم بن يحيى التمّار الأسديّ الكوفيّ، من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين عليعليه السلام؛ ولأنه كان يبيع التمر في الكوفة لقّب بـالتمّار. كان ميثم من المقرّبين لأمير المؤمنين عليعليه السلام؛ لذا فقد خصّه بعلم البلايا والمنايا، كما أنّه من أصحاب الإمامين الحسن والحسينعليهما السلام.

قُتل بأمر من ابن زياد بعد أن رفض أن يتبرّأ من أمير المؤمنينعليه السلام فقُطعت يداه ورجلاه ولسانه ثم صلب على جذع نخلة. ويقع قبره بالقرب من مسجد الكوفة.

ومضات من حياته

نسبه

إنّ ميثم التمّار كان عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنينعليه السلام منها، فأعتقه.

فقال لهعليه السلام: ما اسمك؟
فقال: سالم.
فقال: أخبرني رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم أن اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم، ميثم.
قال: صدق الله ورسوله، وصدقت يا أمير المؤمنين، والله إنه لإسمي.
قال: فارجع إلى اسمك الذي سماك به رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم ودع سالماً، فرجع إلى ميثم واكتنى بأبي سالم.[١]

كان لميثم دكاناً يبيع فيه التمر.[٢] وقيل أنّه كان يبيع البطيخ عند دار الرزق.[٣] [٤][٥]

أولاده

كان لميثم عدد من الأولاد، منهم:

كان أولاد ميثم من أصحاب الأئمةعليه السلام، كما أنّ هناك أشخاص من ذريّة ميثم كانوا رواة للحديث عن الأئمةعليه السلام، وبعضهم كان من أعلام الطائفة مثل علي بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم الذي كان من وجوه المتكلمين ومن أصحاب الأئمةعليه السلام.[١٠]

مكانته بين الأصحاب

يعتبر ميثم من التابعين، وهو من أصحاب الإمام عليعليه السلام والإمامين الحسن والحسينعليهما السلام،[١١] ولو لم يكن لميثم إلا هذه الصفة لكفت في الدلالة على منزلته من أهل البيتعليه السلام. إلا أنه بالإضافة إلى ذلك، قد اشتهر بسبب صحبته للإمام عليعليه السلام وقربه منه حتى عُدّ من حوارييه. وهو من أصفياء أصحاب الإمام عليعليه السلام في شرطة الخميس.[١٢][١٣] كما أنه كان قريباً جداً من أهل بيت النبوة، ويشهد على ذلك ما قالته أم سلمة - زوجة الرسول الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم - من أن الإمام الحسينعليه السلام كثيراً ما كان يذكره.[١٤]

سكن البصرة، وكان من كبار المتكلّمين من أصحابنا،[١٥] وقد كان أيضاً من مفسّري القرآن ومن رواة الحديث.

وقال الشيخ المفيد من علماء القرن الرابع والخامس في كتاب الإختصاص، أنّ ميثما التمار من الأركان التابعين.[١٦]

إخباره ببعض الأمور الغيبية

صورة تمثيلية لميثم التمار في مسلسل المختار الثقفي

صحب ميثم الإمام عليعليه السلام وكان محبّاً لأهل البيت عليهم السلام. وقد كان ميثم لأمير المؤمنينعليه السلام كما كان سلمان بالنسبة للرسول الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم،[١٧] وهذا ما دفعهعليه السلام إلى اصطفائه من بين أصحابه ليعلّمه بعضاً من علمهعليه السلام، فعلّمه علم البلايا و المنايا؛ لذا فقد كان ميثم يحدّث بوفيات بعض الأشخاص وكيفية وفاة البعض الآخر، إضافة إلى ما سيحدث مع البعض. نذكر منها:

  • ذكره لاستشهاد الإمام الحسينعليه السلام
  • إخباره بكيفية استشهاد أمير المؤمنينعليه السلام عندما أتى إلى داره، ونادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك.[١٨]
  • ذكره لموت معاوية بن أبي سفيان لعنه الله؛ عندما كان بالفرات، وهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، قال: فخرج، فنظر إلى الريح فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة.[١٩]
  • إخباره بكيفية استشهاده.
  • إخباره للمختار الثقفي بأنه سينجو من السجن، ويطلب بثأر الإمام الحسينعليه السلام[٢٠]

استشهاده

وعن كيفية استشهاد ميثم التمار والتنبؤ بذلك وردت أخبار منها:

إخبار الإمام علي عليه السلام باستشهاده

كان ميثم الأسديّ ممن نزل الكوفة وله بها ذريّة، وكان من خاصة الإمام عليعليه السلام، وكانعليه السلام طالما يخرج من جامع الكوفة، فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: "ألا أُبَشّرك يا ميثم؟"، ثم بشّره الإمامعليه السلام بأنه يموت مصلوباً، ودلّه على الموضع الذي سيصلب فيه والنخلة التي سيتعلق بها.

وتأكد ميثم من الإمامعليه السلام أنه يموت على الإسلام، فصار يتردد إلى ذلك الموضع ويصلي هناك، ويقول لبعض جيران النخلة بأنه يريد أن يجاوره. حتى جاء عبيد الله بن زياد إلى الحكم وظفر به، وصلبه بالكيفية التي أخبرها له الإمام عليعليه السلام وعلى نفس النخلة التي ذكرهاعليه السلام.[٢١]

الرواية الأولى في قتله

قدِم ميثم إلى الكوفة، فأخذه عبيد الله بن زياد فأُدخل عليه، وقيل له بأن ميثم كان آثر الناس عند الإمام عليعليه السلام، وأخبره ميثم بأنه [أي ابن زياد] سيقتله بالطريقة التي أخبره عنها الإمامعليه السلام. فحبسه، وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي - بعد شهادة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة بيومين أو ثلاث - فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت، وتخرج ثائراً بدم الحسين، فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك.

وأمر ابن زياد بميثم، فصلبوه، وكان يريد أن لا يقتله، كما قال له الإمامعليه السلام، فلمّا رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان - والله - يقول لي: إني مجاورك. فجعل ميثم يحدّث الناس بفضائل عليّ وبني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من أُلجم في الإسلام، فلمّا أن كان اليوم الثالث من صلبه طُعن بالحربة، فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.[٢٢]

الرواية الثانية في قتله (قطع لسانه)

أتى ميثم إلى دار أمير المؤمنينعليه السلام حيث كان نائماً، فناداه ميثم بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتُخضَّبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنينعليه السلام فقال: أَدخِلوا ميثماً، فقال له: أيها النائم - والله - لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت وأنت والله لتُقطّعن يداك ورجلاك ولسانك، ولتُقطّعن النخلة التي بالكناسة فتُشق أربع قطع، فتُصلب أنت على ربعها وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها.[٢٣]

شكّ ميثم بذلك فسأل الإمام عليعليه السلام، فأجابه بأن هذا عهد من الرسولصلی الله عليه وآله وسلم. بعد هذه الحادثة، صار لميثم مع تلك النخلة علاقة خاصة إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتاه قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا، ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي.[٢٤]

ثم تدخّل عمرو بن حريث قائلاً بأن هذا ميثم. فيروي ميثم ما قاله له الإمام عليعليه السلام، فامتلأ ابن زياد غيظاً وأراد أن يُكذّب الإمام عليعليه السلام ويُبقِي لسان ميثم ثم أمر به فقُطعت يداه ورجلاه، ثم أُخرج فأُمر به أن يُصلَب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالبعليه السلام؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يُحدّثهم بالعجائب. قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: ميثم التمّار يُحدِّث الناس عن علي بن أبي طالب، فقال: فانصرف مسرعاً، فقال: أصلح الله الأمير بادر، فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فإني لست آمن أن يُغيّر قلوب أهل الكوفة، فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه، فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال، فأتاه الحرسيّ، فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني، ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه، وتشحَّط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال صالح،[ملاحظة ١]فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنتُ دَقَقتُ فيه المسمار.[٢٥]

قبر ميثم التمار في الكوفة

قبره

يقع قبره خارج مسجد الكوفة بقرب بيت الإمام عليعليه السلام، في بنية واسعة، ومقام صلبه في السّبخة.[٢٦]

آثاره

تفسير القرآن

خرج ميثم ذات يوم من بيت أم سلمة، فإذا بابن عباس جالس، فقال له ميثم: يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنينعليه السلام وعلمني تأويله، فقال: يا جارية هاتي الدواة والقرطاس، فأقبل يكتب.[٢٧]

أحاديث أهل البيت عليهم السلام

كان ميثم من حواريي الإمام عليعليه السلام، وكان ينقل الأحاديث التي سمعها عن الإمامعليه السلام. وقد ذكرنا أن أولاده أيضاً كانوا من الرواة لحديث أهل البيتعليه السلام ومن أصحاب الأئمةعليه السلام، فقد رووا أيضاً الأحاديث عن والدهم. ومواضيع هذه الأحاديث هي محبة أهل البيتعليه السلام وبعض الأمور الغيبية المرتبطة بعلم البلايا والمنايا الذي علّمه إيّاه الإمام عليعليه السلام من قبيل مصرع الإمام الحسينعليه السلام وأخذ ثأره من قبل المختار و...

الهوامش

  1. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 20، ص 109 - 110؛ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 323؛ الكوفي، الغارات، ج 2، ص 796.
  2. ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 154.
  3. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 5، ص 202.
  4. ن. م، ج. 20، ص. 109
  5. دار الرزق هو موضع بالكوفة
  6. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 118
  7. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 4، ص. 247
  8. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 224
  9. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 3، ص. 283
  10. النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251، رقم 661
  11. الطوسي، رجال الطوسي، ص. 96 و 105
  12. المفيد، الإختصاص، ص.103
  13. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 103
  14. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104
  15. النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251
  16. الشيخ المفيد، الإختصاص، ص 6-7.
  17. النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 1، ص. 30
  18. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 107
  19. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج.20، ص. 104
  20. ن. م، ص. 111
  21. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 335
  22. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 338
  23. الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص. 297
  24. الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص 297-298
  25. الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص 298
  26. البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 102
  27. الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104-105

ملاحظة

  1. صالح بن ميثم التمار الذي أمره أباه أن يأخد مسماراً من حديد لينقش عليه اسم ميثم واسم أبيه يودقه في بعض تلك الأجذاع.

المصادر والمراجع

  • المفيد، محمد بن محمد، الإختصاص‌، المحقق / المصحح: غفارى، على اكبر و محرمى زرندى، محمود، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ايران- قم‌، 1413 ق‌.
  • الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، ط. 5، 1413 هـ/ 1992 م.
  • المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، بيروت، دار المفيد، ط. 2، 1414 هـ/ 1993 م.
  • الكوفي، ابراهيم بن محمد الثقفي، الغارات، تحقيق: السيد جلال الدين المحدّث، د.م، د.ن، د.ت.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الاختصاص، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418 هـ.
  • النجاشي، أبو العباس أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنفي الشيعة ( رجال النجاشي )، تحقيق: السيد موسى الشبيري الزنجاني، جماعة المدرسين، قم
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدرية، النجف
  • الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، جماعة المدرسين، قم، 1415 هـ
  • النمازي، علي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ط. 1، شفق، طهران، 1412 هـ
  • البراقي، حسين بن أحمد، تاريخ الكوفة، تحقيق: السيد ماجد بن أحمد العطية، ط. 1، المكتبة الحيدرية، 1424 هـ/ 1382 هـ.ش.