ميثم التمار
تاريخ ولادة | غير محدد لكنه من أعلام القرن الأول. |
---|---|
تاريخ وفاة | 22 ذي الحجة 60 هـ بأمر ابن زياد |
مكان وفاة | الكوفة |
سبب وفاة | صلب على نخلة للمودته لأهل البيت (ع) |
دفن | الكوفة - العراق |
جنسية | إيراني |
سبب شهرة | صحبته للإمام علي |
مذهب | شيعة |
أولاد | صالح، عمران، شعيب، حمزة |
أعمال بارزة | من حواريي الإمام علي (ع)، ومن شرطة الخميس |
ميثم التمار، هو ميثم بن يحيى التمّار الأسديّ الكوفيّ، من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين علي؛ ولأنه كان يبيع التمر في الكوفة لقّب بـالتمّار. كان ميثم من المقرّبين لأمير المؤمنين علي؛ لذا فقد خصّه بعلم البلايا والمنايا، كما أنّه من أصحاب الإمامين الحسن والحسين.
قُتل بأمر من ابن زياد بعد أن رفض أن يتبرّأ من أمير المؤمنين فقُطعت يداه ورجلاه ولسانه ثم صلب على جذع نخلة. ويقع قبره بالقرب من مسجد الكوفة.
ومضات من حياته
نسبه
إنّ ميثم التمّار كان عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه أمير المؤمنين (ع) منها، فأعتقه.
- فقال له (ع): ما اسمك؟
- فقال: سالم.
- فقال: أخبرني رسول الله (ص) أن اسمك الذي سمّاك به أبواك في العجم، ميثم.
كان لميثم دكاناً يبيع فيه التمر.[٢] وقيل أنّه كان يبيع البطيخ عند دار الرزق.[٣] [٤][٥]
أولاده
كان لميثم عدد من الأولاد، منهم:
- عمران بن ميثم التّمار، وقد عدّه الشيخ الطوسي في طبقة أصحاب الإمام زين العابدين (ع).[٦]
- صالح بن ميثم التّمار، وقد عدّه الشيخ الطوسي في طبقة أصحاب الإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق.[٧]
- شعيب بن ميثم التّمار، وقد عدّه الشيخ الطوسي في طبقة أصحاب الإمام جعفر الصادق (ع).[٨]
- حمزة بن ميثم التّمار. [٩]
كان أولاد ميثم من أصحاب الأئمة (ع)، كما أنّ هناك أشخاص من ذريّة ميثم كانوا رواة للحديث عن الأئمة (ع)، وبعضهم كان من أعلام الطائفة مثل علي بن اسماعيل بن شعيب بن ميثم الذي كان من وجوه المتكلمين ومن أصحاب الأئمة (ع).[١٠]
مكانته بين الأصحاب
يعتبر ميثم من التابعين، وهو من أصحاب الإمام علي (ع) والإمامين الحسن والحسين،[١١] ولو لم يكن لميثم إلا هذه الصفة لكفت في الدلالة على منزلته من أهل البيت (ع). إلا أنه بالإضافة إلى ذلك، قد اشتهر بسبب صحبته للإمام علي (ع) وقربه منه حتى عُدّ من حوارييه. وهو من أصفياء أصحاب الإمام علي (ع) في شرطة الخميس.[١٢][١٣] كما أنه كان قريباً جداً من أهل بيت النبوة، ويشهد على ذلك ما قالته أم سلمة - زوجة الرسول الأكرم (ص) - من أن الإمام الحسين (ع) كثيراً ما كان يذكره.[١٤]
سكن البصرة، وكان من كبار المتكلّمين من أصحابنا،[١٥] وقد كان أيضاً من مفسّري القرآن ومن رواة الحديث.
وقال الشيخ المفيد من علماء القرن الرابع والخامس في كتاب الإختصاص، أنّ ميثما التمار من الأركان التابعين.[١٦]
إخباره ببعض الأمور الغيبية
صحب ميثم الإمام علي (ع) وكان محبّاً لأهل البيت عليهم السلام. وقد كان ميثم لأمير المؤمنين (ع) كما كان سلمان بالنسبة للرسول الأكرم (ص)،[١٧] وهذا ما دفعه (ع) إلى اصطفائه من بين أصحابه ليعلّمه بعضاً من علمه (ع)، فعلّمه علم البلايا و المنايا؛ لذا فقد كان ميثم يحدّث بوفيات بعض الأشخاص وكيفية وفاة البعض الآخر، إضافة إلى ما سيحدث مع البعض. نذكر منها:
- ذكره لاستشهاد الإمام الحسين (ع)
- إخباره بكيفية استشهاد أمير المؤمنين (ع) عندما أتى إلى داره، ونادى بأعلى صوته: انتبه أيها النائم فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك.[١٨]
- ذكره لموت معاوية بن أبي سفيان لعنه الله؛ عندما كان بالفرات، وهبّت ريح وهو في سفينة من سفن الرمان، قال: فخرج، فنظر إلى الريح فقال: شدّوا برأس سفينتكم إنّ هذه ريح عاصف، مات معاوية الساعة.[١٩]
- إخباره بكيفية استشهاده.
- إخباره للمختار الثقفي بأنه سينجو من السجن، ويطلب بثأر الإمام الحسين (ع)[٢٠]
استشهاده
وعن كيفية استشهاد ميثم التمار والتنبؤ بذلك وردت أخبار منها:
إخبار الإمام علي عليه السلام باستشهاده
كان ميثم الأسديّ ممن نزل الكوفة وله بها ذريّة، وكان من خاصة الإمام علي (ع)، وكان (ع) طالما يخرج من جامع الكوفة، فيجلس عنده فيحادثه، وربما كان يبيع له التمر إذا غاب، قال له ذات يوم: "ألا أُبَشّرك يا ميثم؟"، ثم بشّره الإمام (ع) بأنه يموت مصلوباً، ودلّه على الموضع الذي سيصلب فيه والنخلة التي سيتعلق بها.
وتأكد ميثم من الإمام (ع) أنه يموت على الإسلام، فصار يتردد إلى ذلك الموضع ويصلي هناك، ويقول لبعض جيران النخلة بأنه يريد أن يجاوره. حتى جاء عبيد الله بن زياد إلى الحكم وظفر به، وصلبه بالكيفية التي أخبرها له الإمام علي (ع) وعلى نفس النخلة التي ذكرها (ع).[٢١]
الرواية الأولى في قتله
قدِم ميثم إلى الكوفة، فأخذه عبيد الله بن زياد فأُدخل عليه، وقيل له بأن ميثم كان آثر الناس عند الإمام علي (ع)، وأخبره ميثم بأنه [أي ابن زياد] سيقتله بالطريقة التي أخبره عنها الإمام (ع). فحبسه، وحبس معه المختار بن أبي عبيد الثقفي - بعد شهادة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة بيومين أو ثلاث - فقال ميثم للمختار: إنك ستفلت، وتخرج ثائراً بدم الحسين، فتقتل هذا الذي يريد أن يقتلك.
وأمر ابن زياد بميثم، فصلبوه، وكان يريد أن لا يقتله، كما قال له الإمام، فلمّا رفع على الخشبة عند باب عمرو بن حريث قال عمرو: قد كان - والله - يقول لي: إني مجاورك. فجعل ميثم يحدّث الناس بفضائل عليّ وبني هاشم. فقيل لابن زياد: قد فضحكم هذا العبد. قال: ألجموه. فكان أول من أُلجم في الإسلام، فلمّا أن كان اليوم الثالث من صلبه طُعن بالحربة، فكبّر، ثم انبعث في آخر النهار فمه وأنفه دماً.[٢٢]
الرواية الثانية في قتله (قطع لسانه)
أتى ميثم إلى دار أمير المؤمنين (ع) حيث كان نائماً، فناداه ميثم بأعلى صوته انتبه أيها النائم فوالله لتُخضَّبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين (ع) فقال: أَدخِلوا ميثماً، فقال له: أيها النائم - والله - لتخضبن لحيتك من رأسك. فقال: صدقت وأنت والله لتُقطّعن يداك ورجلاك ولسانك، ولتُقطّعن النخلة التي بالكناسة فتُشق أربع قطع، فتُصلب أنت على ربعها وحجر بن عدي على ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها.[٢٣]
شكّ ميثم بذلك فسأل الإمام علي (ع)، فأجابه بأن هذا عهد من الرسول (ص). بعد هذه الحادثة، صار لميثم مع تلك النخلة علاقة خاصة إلى أن أتى ذلك اليوم الذي أتاه قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا، ويولي علينا غيره. قال: وكنت خطيب القوم فنصت لي وأعجبه منطقي.[٢٤]
ثم تدخّل عمرو بن حريث قائلاً بأن هذا ميثم. فيروي ميثم ما قاله له الإمام علي (ع)، فامتلأ ابن زياد غيظاً وأراد أن يُكذّب الإمام علي (ع) ويُبقِي لسان ميثم ثم أمر به فقُطعت يداه ورجلاه، ثم أُخرج فأُمر به أن يُصلَب فنادى بأعلى صوته أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون عن علي بن أبي طالب (ع)؟ قال: فاجتمع الناس وأقبل يُحدّثهم بالعجائب. قال: وخرج عمرو بن حريث وهو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: ميثم التمّار يُحدِّث الناس عن علي بن أبي طالب، فقال: فانصرف مسرعاً، فقال: أصلح الله الأمير بادر، فابعث إلى هذا من يقطع لسانه، فإني لست آمن أن يُغيّر قلوب أهل الكوفة، فيخرجوا عليك، قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه، فقال: اذهب فاقطع لسانه. قال، فأتاه الحرسيّ، فقال له: يا ميثم! قال: ما تشاء؟ قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه، قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني، ويكذب مولاي هاك لساني، قال: فقطع لسانه، وتشحَّط ساعة في دمه ثم مات، وأمر به فصلب، قال صالح،[ملاحظة ١]فمضيت بعد ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنتُ دَقَقتُ فيه المسمار.[٢٥]
قبره
يقع قبره خارج مسجد الكوفة بقرب بيت الإمام علي، في بنية واسعة، ومقام صلبه في السّبخة.[٢٦]
آثاره
تفسير القرآن
خرج ميثم ذات يوم من بيت أم سلمة، فإذا بابن عباس جالس، فقال له ميثم: يا ابن عباس سلني ما شئت من تفسير القرآن، فإني قرأت تنزيله على أمير المؤمنين وعلمني تأويله، فقال: يا جارية هاتي الدواة والقرطاس، فأقبل يكتب.[٢٧]
أحاديث أهل البيت عليهم السلام
كان ميثم من حواريي الإمام علي (ع)، وكان ينقل الأحاديث التي سمعها عن الإمام (ع). وقد ذكرنا أن أولاده أيضاً كانوا من الرواة لحديث أهل البيت (ع) ومن أصحاب الأئمة (ع)، فقد رووا أيضاً الأحاديث عن والدهم. ومواضيع هذه الأحاديث هي محبة أهل البيت (ع) وبعض الأمور الغيبية المرتبطة بعلم البلايا والمنايا الذي علّمه إيّاه الإمام علي (ع) من قبيل مصرع الإمام الحسين وأخذ ثأره من قبل المختار و...
الهوامش
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 20، ص 109 - 110؛ المفيد، الإرشاد، ج 1، ص 323؛ الكوفي، الغارات، ج 2، ص 796.
- ↑ ابن شهرآشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 2، ص 154.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 5، ص 202.
- ↑ ن. م، ج. 20، ص. 109
- ↑ دار الرزق هو موضع بالكوفة
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، ص. 118
- ↑ النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 4، ص. 247
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، ص. 224
- ↑ النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 3، ص. 283
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251، رقم 661
- ↑ الطوسي، رجال الطوسي، ص. 96 و 105
- ↑ المفيد، الإختصاص، ص.103
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 103
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104
- ↑ النجاشي، رجال النجاشي، ص. 251
- ↑ الشيخ المفيد، الإختصاص، ص 6-7.
- ↑ النمازي، مستدركات علم رجال الحديث، ج. 1، ص. 30
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 107
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج.20، ص. 104
- ↑ ن. م، ص. 111
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 335
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 338
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص. 297
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص 297-298
- ↑ الطوسي، رجال الكشي، ج. 1، ص 298
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص. 102
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج. 20، ص. 104-105
ملاحظة
- ↑ صالح بن ميثم التمار الذي أمره أباه أن يأخد مسماراً من حديد لينقش عليه اسم ميثم واسم أبيه يودقه في بعض تلك الأجذاع.
المصادر والمراجع
- المفيد، محمد بن محمد، الإختصاص، المحقق / المصحح: غفارى، على اكبر و محرمى زرندى، محمود، الناشر: المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، ايران- قم، 1413 ق.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، ط. 5، 1413 هـ/ 1992 م.
- المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، تحقيق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لتحقيق التراث، بيروت، دار المفيد، ط. 2، 1414 هـ/ 1993 م.
- الكوفي، ابراهيم بن محمد الثقفي، الغارات، تحقيق: السيد جلال الدين المحدّث، د.م، د.ن، د.ت.
- المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الاختصاص، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1418 هـ.
- النجاشي، أبو العباس أحمد بن علي، فهرست أسماء مصنفي الشيعة ( رجال النجاشي )، تحقيق: السيد موسى الشبيري الزنجاني، جماعة المدرسين، قم
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، المطبعة الحيدرية، النجف
- الطوسي، محمد بن الحسن، رجال الطوسي، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، جماعة المدرسين، قم، 1415 هـ
- النمازي، علي الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، ط. 1، شفق، طهران، 1412 هـ
- البراقي، حسين بن أحمد، تاريخ الكوفة، تحقيق: السيد ماجد بن أحمد العطية، ط. 1، المكتبة الحيدرية، 1424 هـ/ 1382 هـ.ش.