الإمام محمد الجواد عليه السلام

من ويكي شيعة
الإمام محمد الجواد عليه السلام
الإمام التاسع عند الإمامية
الاسممحمد
الكنيةأبو جعفر
تاريخ الميلاد10 رجب سنة 195 هـ
تاريخ الوفاةآخر ذي القعدة سنة 220 هـ
مكان الميلادالمدينة
مكان الدفنالكاظمية - العراق
مدة إمامته17 عاماً
مدة حياته25 عاماً
الألقابالجواد، التقي، ابن الرضا
الأبالإمام الرضاعليه السلام
الأمسبيكة
الزوجأم الفضل، سمانة
الأولادالإمام الهادي عليه السلام وموسى، وفاطمة، وأُمامة، وحكيمة، وخديجة، وأم كلثوم
المعصومون الأربعة عشر
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر


الإمام محمد الجواد عليه السلام، (195 - 220 هـ) هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر، المعروف بـالجواد أو جواد الأئمة، تاسع أئمة أهل البيت عند الشيعة الإثني عشرية، حيث استمرت إمامته 17 سنة. ولد في المدينة المنورة في سنة 195 هـ، وکان في الثامنة من عمره عندما تولى الإمامة بعد استشهاد أبيه الرضا (ع)، فأدّى صغر سنه إلى أن يتردد جمع من أصحاب الإمام الرضا (ع) في إمامته، إلا أنّ معظم الشيعة اعتقدوا بإمامة الجواد (ع) خلفاً لأبيه.

وقد حصلت في حياة الإمام الجواد (ع) عدة مناظرات بينه وبين علماء البلاط العباسي، وقد وردت أحاديث كثيرة في الكتب الروائية عنه (ع) في المسائل العقدية وتفسير القرآن ومختلف أبواب الفقه. وكان يتواصل مع شيعته عبر وكلائه وعن طريق المكاتبات.

استشهد في بغداد، وله 25 سنة على يد المعتصم العباسي؛ وعليه كان أقل أئمة أهل البيت (ع) سِنّاً حينما استشهد، ودفن في حرم الكاظمية إلى جوار قبر جدّه موسى بن جعفر (ع).

هناك أعمالا عديدة ألفت حول الإمام التاسع بمختلف اللغات، وأنها تبلغ حوالي 605 عمل بين كتاب، ومقالة، ورسالة جامعية، ومنها: وفاة الإمام الجواد، ومسند الجواد، وموسوعة الإمام الجواد عليه السلام، والحياة السياسية للإمام الجواد، وحياة الإمام محمد الجواد عليه السلام.

سيرته الذاتية

هو محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. تاسع أئمة الشيعة الاثني عشرية والمعروف بالجواد. أبوه الإمام الرضا (ع) وهو الإمام الثامن للشيعة الاثني عشرية، وأمه سبيكة وهي من أسرة مارية القبطية زوجة نبي الإسلام محمد (ص). وقد ذكرت بعض المصادر أنّ أمه كانت تسمّى بـخيزران أو ريحانة.[١]

كنيته أبو جعفر ويذكر في المصادر الحديثية بكنية أبي جعفر الثاني حتى لا يُشتبه بأبي جعفر الأول وهو الإمام الباقر (ع).[٢] ومن ألقابه التقي والمرتضى والقانع والرضي والمختار والمتوكل والمنتجب، وأشهرها الجواد.[٣]

الولادة

ولد الإمام الجواد (ع) سنة 195 هـ. في المدينة المنورة. وقد اختلفت كلمة المؤرخين في اليوم والشهر اللذين ولد فيهما الإمام الجواد (ع)، فذهب المشهور ومنهم الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد إلى أنّ ولادته كانت في العاشر من شهر رجب.[٤] لكن أكثر المصادر تذكر أنّ تاريخ ولادة الإمام كان في شهر رمضان المبارك،[٥] فقال البعض ولد في 15 رمضان،[٦] وقال آخرون في 19 رمضان.[٧]

مولود كله خير وبركة

ولد الإمام الجواد (ع) في أواخر أيام أبيه (ع)، ولم يكن للإمام الرضا (ع) ولد قبله؛ لذلك بثّ بعض المخالفين بين المسلمين بأنّ الإمام الرضا (ع) لم يورث، وأنّ الإمامة ستنتهي به، والواقع أنّهم أرادوا بهذه الشبهة إظهار بطلان كلام رسول الله (ص) عندما قال: «الأئمة من بعدي اثنا عشر إماماً»؛ لأن الإمام الرضا (ع) لم يعقّب، وأنّ سلسلة الإمامة قد ختمت بالإمام الثامن! لكن حينما ولد الإمام الجواد (ع) وجاؤوا به إلى أبيه وهو صغير قال (ع): «هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم على شيعتنا بركة منه».[٨]

الزوجات والأولاد

تزوج الإمام الجواد (ع) في سنة 215 هـ أو (214 هـ) من أم الفضل ابنة المأمون العباسي.[٩] وقد حصل الزواج بطلب من المأمون، فوافق الإمام الجواد (ع) على ذلك، وعيّن لها من الصداق مهر جدته السيدة الزهراء (ع) أي 500 درهم. ولم تنجب أم الفضل ولداً للإمام (ع)،[١٠] فجميع أولاد الإمام كانوا من زوجته الأخرى سمانة المغربية.[١١]

وقيل إن الإمام الجواد (ع) قد سافر إلى خراسان حين إقامة الإمام الرضا (ع) فيها مرة واحدة[١٢] وفي تلك السفرة زوّجه المأمون ابنته أم الفضل.

وذهب ابن كثير إلى القول بأنّ عقد الزواج بينهما تمّ في حياة الإمام الرضا (ع) والزواج سنة 215 هجرية حيث قال: «في أواخر المحرم من سنة خمس عشرة ومائتين ركب المأمون في العساكر من بغداد قاصداً بلاد الروم لغزوهم، فلمّا كان بـتكريت تلقاه محمد بن علي بن موسى (ع) من المدينة، فأذن له المأمون في الدخول على ابنته أم الفضل بنت المأمون. وكان معقود العقد عليها في حياة أبيه علي بن موسى (ع)».[١٣] ولا منافاة بين هذا الكلام وبين من قال بأنّ زواجه (ع) كان في سنة 202 هـ، لكنه لا ينسجم مع ما ورد من مناظرةٍ مشهورةٍ للإمام (ع) مع يحيى بن أكثم [١٤] في بغداد.

الأولاد

ذكر الشيخ المفيد في الإرشاد أن الجواد (ع) خلّف بعده من الولد عليّاً، وموسى، وفاطمة، وأُمامة،[١٥] وذكر البعض أن بنات الإمام ثلاثة: حكيمة، وخديجة، وأم كلثوم.[١٦]

الشهادة

استدعى المعتصم العباسي الإمام الجواد (ع) من المدينة إلى بغداد. فدخل بغداد في اليوم الثامن والعشرين من شهر محرم سنة 220 هــ، فأقام بها حتى توفي أواخر ذي القعدة من ذلك العام.[١٧]

أما اليوم والشهر الذي توفي فيه، فقد ذكرت بعض المصادر أنّه اليوم الأخير من ذي القعدة.[١٨] > وفي بعضها الآخر الخامس أو السادس من ذي الحجة،[١٩] قيل في سبب وفاته أن قاضي بغداد ابن أبي داوود وشاه عند الخليفة المعتصم العباسي؛ ذلك لأنّ الأخير كان قد قبل رأي الإمام (ع) في قطع يد السارق، مما أدى إلى فضيحة ابن أبي داوود وكثير من الفقهاء والحاشية، فلما سمع الخليفة وشايته، همّ بقتله رغم صغر سنه (ع). فنفّذ المعتصم هذه النية المشؤومة على يد كاتب أحد وزرائه، فسمّ الأخير الإمام وقتله.[٢٠] ويعتقد البعض أن سمّ الإمام (ع) كان عن طريق زوجته أم الفضل بنت المأمون.[٢١]

قال الشيخ المفيد (المتوفي سنة 413 هـ) عن وفاة الإمام الجواد(ع): «وقيل إنّه مضى مسموماً، ولم يثبت بذلك عندي خبر، فأشهد به».[٢٢] أمّا المسعودي346 هـ) فيقول: «لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون، ويعملون الحيلة في قتله، فقال جعفر لأُخته أُمّ الفضل... لأنّه وقف على انحرافها عنه وغيرتها عليه لتفضيله (ع) أُمّ أبي الحسن ابنه عليها (أي على أُمّ الفضل)... فجعلت السمّ في عنب، وناولته للإمام (ع)». ثم استطرد المسعودي قائلاً: «لقد ندمت أم الفضل بعد هذا العمل ندماً عظيماً، وبكت بكاءاً شديداً، ولما أكله بكت، فقال: لم تبكين ليضربنك الله بفقر لا يجبر وبلاء لا يستر، فبليت بعلة أنفقت عليها جميع ما تملكه».[٢٣]

فترة الإمامة


استمرت إمامة الإمام الجواد (ع) سبعة عشر عاماً، أي: من سنة 203 هـ السنة التي استشهد فيها الإمام الرضا (ع) حتى سنة 220 هـ. وقد عاصر الإمام الجواد (ع) خليفتين من خلفاء الدولة العباسية هما:

كان الإمام الجواد (ع) يقيم في المدينة المنورة، لكنه رحل عنها مكرهاً إلى بغداد بطلب من هذين الخليفتين، وختم سفره الثاني الذي كان بأمر المعتصم بشهادته. فقد سافر إلى بغداد مرّة في خلافة المأمون (214 أو 215 هـ)، وبعد توقف قصير هناك وإجراء مناظرة علمية عاد إلى المدينة ومعه زوجته أم الفضل (ابنة المأمون) وذلك عند موسم الحج. وأمّا رحلته إلى بغداد فقد كانت أيام خلافة المعتصم، فلم يمكث فيها الّا عدّة أيام، عمد خلالها إلى إجراء عدّة مناظرات مع العلماء والفقهاء والقضاة المعروفين في قصر الخلافة وغيرها وفي شتى المسائل المختلفة.[٢٤]

دلائل الإمامة

ودلّت على إمامته روايات وقرائن منها ما ورد عن صفوان بن يحيى أنّه سأل الإمام الرضا (ع) يوماً عمن يخلفه بعده؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر (الإمام الجواد (ع)) وهو قائم بين يديه.[٢٥]

وفي رواية أخرى عن الإمام الرضا (ع) أنّه قال: «هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي، وصيرته مكاني، إنّا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة».[٢٦]

وفي رواية أخرى عن أبي الحسن بن محمد ـ وهو من أصحاب الإمام الرضا (ع ـ يقول سمعته (ع) يقول: «أبو جعفر وصيي وخليفتي في أهلي من بعدي».[٢٧]

مسئلة الإمامة في الصِغَر

تسنّم الإمام الجواد (ع) منصب الإمامة وهو في الثامنة من عمره، وهذه المسألة أدّت ببعض الشيعة إلى عدم قبول إمامته والذهاب إلى القول بإمامة غيره، فيما بقى البعض الآخر متحيراً في أمره حتى اتّضحت هذه المسألة وهي إمكان أن يتسنّم الإمام الإمامة في أيام صباه. عندها اعتقدوا بإمامته، وهذه كانت من المسائل والشبهات التي طرحها البعض في زمن الإمام الرضا (ع) وفي حياة الإمام الجواد (ع) وقد أجاب عنها مستشهداً بـالقرآن الكريم، فقد ورد في إحدى الأجوبة إشارة إلى نبوّة النبي يحيى (ع) الذي بعث للنبوة صبيا قال تعالى: ﴿وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً.[٢٨]

والجواب الآخر كان كلام النبي عيسى (ع) عند ولادته[٢٩] وقد بين الله سبحانه في كتابه العزيز في الآية 30 – 32 من سورة مريم على لسان عيسى بن مريم (ع) ﴿قالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وجَعَلَني‏ نَبِيًّا * وَجَعَلَني‏ مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وأَوْصاني‏ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا *وَبَرًّا بِوالِدَتي‏ وَلَمْ يَجْعَلْني‏ جَبَّاراً شَقِيًّا.[٣٠]

الشيعة بعد شهادة الإمام الرضا (ع)

استشهد الإمام الرضا (ع) سنة 203 هـ، ولم يتجاوز الإمام الجواد (ع) الثامنة من عمره، واستلم الإمامة بعد أبيه، وقد أدت هذه المسألة إلى الاختلاف بين الشيعة حيث ذهب بعضهم إلى عبد الله بن موسى بن جعفر أخي الإمام الرضا (ع) فسألوه عدة أسئلة؛ لأن ديدن الشيعة عدم التسليم لإمامة أحد دون دليل. وعندما تحيّر في الجواب تركوه، كما مال بعض الشيعة إلى الواقفية، ومن هنا ذهب النوبختي إلى القول بأن علة ظهور الاختلاف، هو عدم اعتبارهم البلوغ شرطا من شرائط الإمامة.[٣١]

في المقابل نجد أن أكثر الشيعة قد اعتقدت بإمامة الإمام الجواد (ع) مع صغر سنه. نعم، تحدث بعضهم عن هذا الأمر بحضور الإمام الجواد (ع) نفسه، فاحتج عليهم بما ورد في خلافة النبي سليمان (ع) لـالنبي داوود (ع)، حيث قال: «إنّ الله أوحى إلى داوود أن يستخلف سليمان وهو صبي يرعى الغنم».[٣٢]

وعندما تسنم الإمام الجواد (ع) الإمامة في صغر سنه اجتمع ثمانون رجلاً من فقهاء بغداد والأمصار وعلمائهم، وخرجوا إلى المدينة، وأتوا دار الإمام الصادق (ع)، فدخلوها، وبسط لهم بساطا أحمر، وخرج إليهم عبد الله بن موسى، فجلس في صدر المجلس، وقام مناد فنادى: هذا ابن رسول الله (ص)! فمن أراد السؤال فليسأل. فسأله بعضهم، وأجاب من عنده، فتحيّر الشيعة، وحزنوا لذلك. عندها دخل أبو جعفر (ع) المجلس، فأعادوا عليه المسائل، فأجاب على جميعها وبأدلة قاطعة، فخرج القوم، ودعوا له.[٣٣]

علاقته بالشيعة

كان الإمام الجواد (ع) يتصل بالشيعة من خلال وكلائه الذين عيّنهم في المناطق المختلفة من العالم الإسلامي، لكن لماذا لم يكن ارتباطه بالشيعة بصورة مباشرة، بل عن طريق وكلائه؟ ذكرت لذلك أسباب عديدة، منها أن الإمام (ع) كان يُراقب أشدّ المراقبة من قبل السلطة الحاكمة آنذاك، ومنها أنّ الإمام (ع) أراد أن يهيء الشيعة لمسألة الغيبة.

لقد كان للإمام الجواد (ع) وكيل أو عدة وكلاء في البلدان الإسلامية المختلفة، كبغداد، والكوفة، وأهواز، والبصرة، وهمدان، وقم، والري، وسيستان، وبُست.[٣٤] وكان (ع) يرتبط بالشيعة من خلال المراسلة.(راجع: التوقيع) فإن أكثر المعارف والمفاهيم التي وصلتنا عن الإمام الجواد (ع) هي من رسائله للشيعة.[٣٥] فقد كانوا يسألونه عما يشكل عليهم من المسائل الفقهية وغيرها، فيجيب الإمام (ع) عنها. وقد يكتب اسم المرسل وعنوانه في الرسالة تارة،[٣٦] وقد لايشار إلى شيء من ذلك.[٣٧]

وتجد في موسوعة الإمام الجواد (ع)[٣٨] أسماء ثلاثة وستين شخصاً - عدا اسم والد الإمام وابنه عليهما السلام - ممن كانوا يكاتبون الإمام (ع)، حيث جمعت من مجموع المصادر الحديثية والرجالية، وبالطبع، فإنّ بعض رسائله كانت جواباً عن سؤال لمجموعة من الشيعة.[٣٩]

لقد كتب الإمام الجواد (ع) عدّة رسائل إلى وكلائه في البلدان المختلفة كهمدان وبُست، كما أن بعض الشيعة في إيران جاء إلى المدينة المنورة للقاء الإمام (ع)، هذا إضافة إلى اللقائات التي كانت تحصل بين الإمام (ع) والشيعة في أيام الحج.[٤٠]

مواجهته (ع) للفرق الكلامية

كانت فرق أهل الحديث، والواقفة، والزيدية، والغلاة لها نشاط في فترة إمامة الإمام الجواد (ع).

فكان الإمام الجواد (ع) ينهى الشيعة مِن الصلاة خلف مَن يعتقد بـالتجسيد (أي: تجسيم الله)، ودفع الزكاة إليهم،[٤١] وردّ (ع) على سؤال أبي هاشم الجعفرى عن تفسير آية ﴿لا تُدْرِكهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يدْرِك الْأَبْصار،[٤٢] ونفى (ع) رؤية الله بالعين، وأضاف: إن أوهام القلوب أكبر من أبصار العيون فهو لا تدركه الأوهام وهو يدرك الأوهام.[٤٣]

وهناك روايات ورد فيها ذم الإمام للواقفة،[٤٤] ووضع الإمام الزيدية[ملاحظة ١]والواقفة في ضمن النواصب،[٤٥] وقال آية وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ﴿2﴾عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ﴿3﴾ نزلت فيهم،[٤٦] ونهى أصحابه (ع) من الصلاة خلف الواقفة.[٤٧]

لعن الإمام الجواد الغلاة كأبي الخطاب وأتباعه، وقد لعن أيضا من تردد أو شك في لعن أبي الخطاب،[٤٨] وبيّن الإمام أن أبا الغمر وجعفر بن واقد وهاشم بن أبي هاشم هم من أتباع أبي الخطاب، وقال أن هؤلاء باسمنا أهل البيت (ع) يستغلون الناس.[٤٩]

وبناء على ما ورد في رجال الكشي أن الإمام أجاز قتل اثنين من الغلاة وهما أبو المهري وابن أبي الزرقاء؛ لأنهما سعيا في انحراف الشيعة.[٥٠] والإمام لم يواجه هؤلاء الغلاة فحسب، بل بادر بمكافحة معتقداتهم، وبذل مجهوده أن يبعد الشيعة من أفكارهم، وذلك من خلال تبين عقائدهم المنحرفة.[٥١]

ومخاطبا محمد بن سنان، ردّ الإمام (ع) على عقائد المفوضة والتي تعتقد أن خلق العالم وتدبيره بيد النبي (ص) والأئمة (ع)، وقد بيّن الإمام قضية التفويض [ملاحظة ٢]كعقيدة صحيحة وأنها تتناسب مع المشية الإلهية، وقال: هذه الديانة التي من تتدينها مرق ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق.[٥٢]

مناظراته ورواياته

حدثت في زمن الإمام الجواد عليه السلام عدة مناظرات ظهر تفوقه العلمي أمام علماء عصره، منها:

مناظراته في مجلس المأمون

كانت إحدى أهم مناظرات الإمام الجواد (ع) أيام خلافة المأمون العباسي في بغداد مع يحيى بن أكثم قاضي القضاة آنذاك، وكان سبب إجراء المناظرة أنّه لما طلب المأمون من الإمام الجواد (ع) الزواج من ابنته أم الفضل بلغ ذلك العباسيين، فاشتدّ عليهم، واستكبروه، واعترضوا عليه؛ فقال لهم المأمون: إن شئتم، فامتحنوا أبا جعفر (ع) بما يتبين لكم به ما وصفت من حاله، فقبلوا بذلك. وخرجوا من عنده، واجتمع رأيهم على مسألة يحيى بن أكثم، على أن يسأله مسألة لايعرف الجواب فيها. فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه، وحضر معهم يحيى بن أكثم، فابتدأ يحيى بالسؤال، فقال للإمام (ع): «ما تقول جعلني الله فداك في محرم قتل صيدا؟» فطرح الإمام الجواد (ع) وجوه متعدده ومختلفة للمسألة، وقال ليحيى «أيّ الوجوه تعنيها؟» فتحيّر يحيى بن أكثم، وبان في وجهه العجز والانقطاع، ولجلج حتى عرف جماعة أهل المجلس أمره. ثم أجاب الإمام (ع) على نفس المسألة بكل فروعها وجزئياتها. عند ذلك أذعن الحضّار بما فيهم علماء بني العباس بعلم الإمام (ع) الوافر فاسترّ المأمون لذلك، وقال: الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق لي في الرأي.[٥٣]

صورة قديمة لحرم الكاظمين

مناظرة حول الخلفاء

لما زوّج المأمون ابنته أم الفضل أبا جعفر كان في مجلس وعنده أبو جعفر (ع) ويحيى بن أكثم وجماعة كثيرة، فقال له يحيى بن أكثم: «ما تقول يا ابن رسول الله (ص) في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص)، وقال: يا محمد (ص) إن الله عز وجل يقرؤك السلام، ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عني راض؟ فإني عنه راض.»، فقال أبو جعفر (ع): «لست بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (ص) في حجة الوداع قد كثرت عليّ الكذابة، وستكثر بعدي، فمن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث عني، فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي، فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي، فلا تأخذوا به، وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، وقوله تعالى «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» فالله عز وجل خفي عليه رضاء أبي بكر من سخطه حتى سأل عن مكنون سره هذا مستحيل في العقول».[٥٤] ثم قال يحيى بن أكثم وقد روي «أن مثل أبي بكر وعمر في الأرض كمثل جبرئيل وميكائيل في السماء»، فقال (ع): «وهذا أيضاً يجب أن يُنظر فيه؛ لأنّ جبرئيل وميكائيل ملكان لله مقربان لم يعصيا الله قط، ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عزّ وجلّ، وإن أسلما بعد الشرك، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله، فمحال أن يشبههما بهما».[٥٥]

قطع يد السارق

لقد حدثت جملة حوادث أيام أقامة الإمام الجواد (ع) في بغداد أدّت إلى علوّ قدره (ع) ومكانة الإمامة بين الناس، ويمكن الإشارة هنا كنموذج إلى فتوى الإمام عن السارق الذي أقرّ على نفسه بالسرقة في مجلس الخليفة، فجمع الخليفة الفقهاء وقد أحضر الإمام الجواد (ع) أيضاً، فاختلفوا في الموضع الذي يجب أن تقطع اليد منه، فقال بعضهم: من المعصم، وقال آخرون: من المرفق، فطلب المعتصم من الإمام (ع) أن يبدي رأيه، فامتنع الإمام (ع) باديء الأمر قائلاً: «قد تكلم القوم فيه» لكن الخليفة ألحّ عليه في الجواب، فأجاب (ع) بعد إصرار الخليفة قائلاً: «إنّ القطع يجب أن يكون من مفصل الأصابع فيُترك الكف» فقال الخليفة وما الحجة في ذلك؟ فقال: قوله تعالى «وَإنّ المَساجِدَ لِلهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللهِ أحَداً» فأعجب المعتصم ذلك وأمر بقطع يد السارق من مفصل الأصابع.[٥٦]

قال الامام الجواد(ع)


الْمُؤْمِنُ يَحْتَاجُ إِلَى تَوْفِيقٍ مِنَ اللهِ وَوَاعِظٍ مِنْ نَفْسِهِ وَقَبُولٍ مِمَّنْ يَنْصَحُهُ



ابن شعبة الحراني، تحف العقول، ص 457.

أحاديث الإمام (ع)

لم يجد الإمام الجواد (ع) الفرصة الكافية لنشر أحكام المذهب الشيعي وعقائده، فقد استشهد (ع) وهو في ريعان شبابه أي في الخامسة والعشرين من عمره المبارك، هذا من جهة، ومن جهة أخرى عاش الإمام (ع) رقابة السلطة الحاكمة وبطشها آنذاك، لكنه رغم ذلك كان يهتم (ع) بتربية تلامذته وبيان الأحاديث المختلفة في المسائل الفقهية والتفسيرية والعقائدية والدعاء والمناجاة وغيرها. وقد وصلنا منه (ع) في هذه الفترة 250 حديثاً في مواضيع إسلامية مختلفة.[٥٧]

فضائله ومناقبه

لقد ذكرت في المصادر فضائل ومناقب عدّة للإمام الجواد (ع)، ومنها اعتراف العلماء بعلمه وعلوّه في مناظراته معهم وهو صبيّ، كما نقلت كرامات صدرت منه (ع) منها:

لقاح الشجرة

لما توّجه أبو جعفر (ع) من بغداد قاصداً المدينة صار إلى شارع باب الكوفة ومعه الناس يشيّعونه، فانتهى إلى دار المسيّب عند مغيب الشمس، فنزل، ودخل المسجد، وكان في صحنه شجرة نبقة لم تحمل بعد، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل النبقة.... وقام (ع)، وصلى بالناس صلاة المغرب مع نوافلها وتعقيباتها، ثم سجد سجدتي الشكر، ثم خرج، فلما انتهى إلى النبقة رآها الناس، وقد حملت حملاً حسناً، فتعجبوا من ذلك، وأكلوا منها، فوجدوا نبقاً حلواً لا عجم له. ويروى عن الشيخ المفيد أنّه قد رأى هذه الشجرة، وأكل من ثمرها بعد سنين طويلة من هذه الحادثة.[٥٨]

أصحابه

لقد بلغ عدد أصحاب الإمام الجواد (ع) ومن روى عنه الـ 120 شخصاً تقريباً حيث رووا عنه 240 حديثاً في الفقه والتفسير والعقيدة وغير ذلك. أمّا قلّة هذه الروايات فيعود سببها إلى الظرف العصيب الذي عاشه الإمام الجواد (ع) تحت سيطرة الطغمة الحاكمة وإلى قصر عمره المبارك. وكان ممن روى عن الإمام (ع) وصاحبه، علي بن مهزيار، وأحمد بن أبي نصر البزنطي، وزكريا بن آدم، ومحمد بن اسماعيل بن بزيع، وحسن بن سعيد الأهوازي وأحمد بن أبي عبد الله البرقي.

ولم يكن أصحاب الإمام ورواته من الشيعة فحسب، بل كان بينهم من السنة أيضا.[٥٩]

ولكثير من أصحاب الإمام الجواد (ع) الذين كانوا من أصحاب أبيه (ع) وابنه الهادي (ع) أيضاً تآليف معروفة في الفقه والعقائد، وقد كان لهم تأثير ملحوظ في المجتمع.

عبد العظيم الحسني

عبد العظيم الحسني هو أحد أصحاب الإمام الجواد (ع) الذين رووا عنه جملة روايات. سكن الريّ، واهتم بنشر أحاديث أهل البيت (ع)، وساهم نشاطه في نشر علوم أهل البيت (ع) في ازدياد عدد الشيعة في الري آنذاك.

قيل في سبب هجرته من المدينة إلى الري، ما تعرض له من الكبت والاختناق الشديدين من قبل الخلفاء العباسيين مما أدى إلى اضطرار كثير من العلويين لترك منازلهم والهجرة من المدينة المنورة إلى شتى أنحاء المعمورة. فجاء عبد العظيم إلى مدينة الري، وبقى فيها حتى وفاته، ومزاره فيها معروف ومشهور، ويزوره عامة المسلمين فضلاً عن الشيعة.[٦٠]

إبراهيم بن هاشم القمي

إبراهيم بن هاشم أحد أصحاب الإمام الجواد (ع). ذكره علماء الرجال كعالم جليل القدر، وثقة، ومن أكابر أهل الحديث. وكان إبراهيم من أهل الكوفة، لكنه هاجر منها إلى قم، وقام بنشر أحاديث أهل البيت (ع) وأخبارهم هناك. ومن آثاره كتاب النوادر وكتاب قضاء أمير المؤمنين(ع). تتلمذ إبراهيم على يد يونس بن عبد الرحمن أحد أصحاب الإمام الرضا(ع). وروى عن الإمام الجواد (ع) في أبواب مختلفة كباب المناقب والدلالات والأصحاب والزكاة.[٦١]

كلام كبار أهل السنة فيه

ساهمت مناظرات وحوارات الإمام الجواد (ع) في عصر حكومتي المأمون والمعتصم في الإجابة على كثير من الإشكالات والمسائل العلمية والفقهية، وأدّت إلى إعجاب خصوم الإمام وكذا العلماء والمفكرين الإسلاميين شيعة وسنة وإشادتهم بشخصيته معترفين بالإمام كشخصيّة مرموقة.

فعن السبط الجوزي: «لقد كان في علمه وتقواه وزهده وعفوه على سر أبيه».[٦٢]

عن الجاحظ عثمان المعتزلي ـ وقد كان من مخالفي آل علي (ع): «إن الإمام الجواد (ع) هو العاشر من الطالبيين الذين قال عنهم: إن كلاّ منهم كان عالماً وزاهداً وعابداً وشجاعاً وسخياً ونقياً وطاهراً».[٦٣]

عن ابن حجر الهيثمي: «قال له - المأمون يوماً - أنت ابن الرضا حقاً، وأخذه معه، وأحسن إليه، وبالغ في إكرامه. فلم يزل مشفقاً به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عظمته وظهور برهانه مع صغر سنه، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل، وصمم على ذلك».[٦٤]

عن الفتال النيشابوري: «وكان المأمون قد شغف بأبي جعفر (ع) لما رأى من فضله مع صغر سنه وبلوغه في العلم والحكمة والأدب وكمال العقل، مالم يساوه فيه أحد من مشايخ أهل الزمان».[٦٥]

لمزيد من المطالعة

  • مسند الإمام الجواد(ع)، جمعه ورتّبه عزيز الله العطاردي، الموتمر العالمي للإمام الرضا عليه السلام، قم: امير، 1410 هـ.
  • الحياة السياسية للإمام الجواد، جعفر مرتضى العاملي، المرکز الاسلامي للدراسات.
  • موسوعة الإمام الجواد عليه السلام، اللجنة العلمية في مؤسسة ولي العصر للدراسات الأسلامية بإشراف سماحة آية الله الشيخ أبي القاسم الخزعلي.
  • أعلام الهداية، الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، تأليف مجموعة من المؤلفين، المجمع العالمي لأهل البيت (ع)، قم، إيران.
  • الإمام الجواد (عليه السلام) قدوة وأسوة، آية الله السيد محمد تقي المدرسي.

بحوث ذات صلة

الإمام
الإمام السابق


الإمام اللاحق
علي الرضا (ع) الإمام التاسع محمد الجواد (ع) (195 - 220 هـ) علي الهادي (ع)

الهوامش

  1. الكليني، أصول الكافي، ص 315 و492؛ المجلسي، بحار الانوار، ج 50، ص 1.
  2. الكليني، أصول الكافي، ص 315 و492؛ المجلسي، بحار الانوار، ج 50، ص 1.
  3. ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ج 4، ص 379؛ المجلسي، بحار الانوار، ص 12 - 13.
  4. الطوسي، مصباح المتهجد، ص 804 ــ 805.
  5. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 273؛ الطبرسي، إعلام الورى، ج 2، ص 91.
  6. الأشعري، المقالات والفرق، ص 99.
  7. الإربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 867؛ المسعودي، إثبات الوصية، ص 216؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 379.
  8. المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 20 و23 و35.
  9. وقد ذكر الطبري أنّ زواج الإمام الجواد من أم الفضل كان سنة 202 هـ راجع: الطبري، محمد بن جرير، التاريخ، ج 7، بيروت: مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بلا تا، ص 149. (نقلا عن القرص المدمج، مكتبة أهل البيت، النسخة الثانية).
  10. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 380.
  11. القمي، منتهى الآمال، ج 2، ص 235.
  12. البيهقي، تاريخ بيهق، ص 147.
  13. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 10، ص 295.
  14. وقد وردت بقية هذه المناظرة في فقرات آتية من هذا البحث.
  15. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 284.
  16. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 380.
  17. المفيد، الارشاد، ص 481.
  18. الأشعري، كتاب المقالات والفرق، ص99؛ الطبرسي، اعلام الورى، ج 2، ص 106.
  19. ابن أبي الثلج، تاريخ الائمة، ص 13.
  20. العياشي، تفسير العياشي، ج 1، ص 320.
  21. العاملي، الحياة السياسية للإمام الجواد(ع)، ص 153.
  22. المفيد، الإرشاد، ج 2 ص 294، مؤتمر الشيخ المفيد، 1413 هجرية.
  23. المسعودي، إثبات الوصية للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ص 192.
  24. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 380.
  25. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 265.
  26. المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 266.
  27. الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 586.
  28. مريم: 12.
  29. الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 382.
  30. مريم: 30 ــ 32.
  31. ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 1، ص 382.
  32. النوبختي، حسن بن موسى، ص 88.
  33. الطبري، دلائل الإمامة، ص 204 ــ 206؛ المجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 98 ــ 100.
  34. جاسم، حسين، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم [التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر.]، ص 79.
  35. راجع: جعفريان، ص 489.
  36. الكليني، الكافي، ج 3، ص 399، ج 4، ص 275، 524، ج 5، ص 347؛ الكشي، رجال الكشي، ص 610- 611.
  37. موسوعة الإمام الجواد، ج 2، ص 515 ـ 521.
  38. موسوعة الإمام الجواد، ج 2، ص 416 ــ 508.
  39. الكليني، الكافي، ج 3، ص 331، 398، ج 5، ص 394، ج 7، ص 163؛ الكشي، رجال الكشي، ص 606، 611.
  40. جعفريان، رسول، حيات فكري وسياسي امامان شيعه، ص 492 ــ 493.
  41. الصدوق، التوحيد، ص101.
  42. الأنعام: 103.
  43. الكليني، الكافي، ج 1، ص 99.
  44. المجلسي، بحار الأنوار، ج 48 ص 267؛ العطاري، مسند الإمام الجواد، ص 150.
  45. الكشي، رجال الكشي، ص 460.
  46. الكشي، رجال الكشي، ص 229 و460.
  47. الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 379؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 3، ص 28.
  48. الكشي، رجال الكشي، ص529-528.
  49. الكشي، رجال الكشي، ص 529 - 528.
  50. الكشي، رجال الكشي، ص 529 - 528.
  51. حاجي زاده، «غاليان در دوره امام جواد(ع) و نوع برخورد حضرت با آنان»، ص 226.
  52. الكليني، الكافي، ج 1، ص 441.
  53. الطبرسي، الاحتجاج، ص 443 ــ 444؛ المسعودي، إثبات الوصية للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ص 189 - 191.
  54. الطبرسي، الاحتجاج، ج 2، ص 478.
  55. الطبرسي، الاحتجاج، ج 2، ص 478.
  56. العياشي، كتاب التفسير، ج 1، ص 319 ــ 320 والمجلسي، بحار الأنوار، ج 50، ص 5 ــ 6.
  57. العطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 249.
  58. ابن شهر آشوب، مناقب آل ابي طالب، ص 390؛ المفيد، الإرشاد، ص 278؛ فتال نيسابوري، روضة الواعظين، ص 241 ــ 242.
  59. المسعودي، إثبات الوصية للإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، ص 314 و315 و283 و319 و271.
  60. العطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 298 ــ 308.
  61. العطاردي، مسند الإمام الجواد، ص 252 ــ 253.
  62. سبط ابن الجوزي، تذكرة الخواص، ص 359.
  63. العاملي، الحياة السياسية للإمام الجواد، ص 106.
  64. ابن حجر الهيثمي، الصواعق المحرقة، ص 206.
  65. فتال النيسابوري، روضة الواعظين، ص 237.

الملاحظات

  1. المقصود بعض الزيدية الذين كانوا يعادون أهل البيت في عهد الإمام الجواد (ع)
  2. فهم [النبي وآله] يحلون ما يشاؤون، ويحرمون ما يشاؤون، ولن يشاؤوا إلّا أن يشاء الله.(الكليني، الكافي، ج1، ص441.)

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن أبي الثلج، محمد بن أحمد، تاريخ الائمة، ورد ضمن مجموعة تاريخ الائمة، قم، مكتبة آية اللّه المرعشي النجفي، 1406 هـ.
  • ابن شهر آشوب، محمد بن علي، مناقب آل أبي طالب، بيروت، دار الأضواء، ط 2، 1412 هـ/ 1991 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1413 هـ/ 1993 م.
  • الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، قم، الشريف الرضي، 1401 هـ/ 1981 م.
  • الأشعري، سعد بن عبد الله، المقالات والفرق، طهران، مطبعة حيدري، 1341 ش.
  • البيهقي، علي بن زيد، تاريخ بيهق، دمشق، دار اقرأ، ط 1، 1425 هـ.
  • الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1997 م.
  • الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، تصحيح: هاشم حسيني الطهراني، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، د.ت.
  • الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا، المترجم: علي أكبر غفاري، طهران، نشر صدوق، ط 1، 1373 ش.
  • الطبرسي، أحمد بن علي بن أبي طالب، الأحتجاج، قم، انتشارات أسوه، ط 1، 1413 هـ.
  • الطبرسي، الفضل بن الحسن، اعلام الورى بأعلام الهدى، قم، مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، ط 1، 1417 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1409 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، دلائل الإمامة، قم، مؤسسة البعثة، ط 1، 1413 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، تصحيح وتعليق: حسن مصطفوي، مشهد، جامعة مشهد، 1348 ش.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، تحقيق: حسن الخراساني الموسوي، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1406 هـ/ 1985 م.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، مصباح المتهجد، بيروت، مؤسسة فقه الشيعة، ط 1، 1411 هـ/ 1991 م.
  • العاملي، جعفر مرتضى، الحياة السياسية للإمام الجواد (ع)، بيروت، المركز الإسلامي للدراسات، ط 3، 1425 هـ.
  • العطاردي، عزيز الله، مسند الإمام الجواد (ع)، قم، المؤتمر العالمي للإمام الرضا، 1410 هـ.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العيّاشي، طهران، المكتبة العلمية الاسلامية، د.ت.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • المسعودي، علي بن الحسين، إثبات الوصية للإمام علي بن أبي‌طالب، قم، مؤسسة أنصاريان، ط 3،‌ 1426 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • النوبختي، حسن بن موسى، فرق الشيعة، بيروت، د.ن، د.ت.
  • جاسم، حسين، تاريخ سياسي غيبت امام دوازدهم [التاريخ السياسي لغيبة الإمام الثاني عشر]، ترجمه: محمد تقي آيت اللهي، طهران، مؤسسة انتشارات امير كبير، 1386 ش.
  • سبط ابن الجوزي، يوسف بن عبد الله، تذكرة الخواص، طهران، مکتبة نینوی الحدیثه، د.ت.
  • موسوعه الإمام الجواد عليه السلام، قم، مؤسسة ولي العصر عليه السلام للدراسات الاسلامية، 1419 هـ.