حادثة فدك

هذه مقالة حول قضية غصب فدك. لقرية‌ فدك طالع فدك.

صورة لبقايا نخيل فدك

حادثة فدك هي واقعة مصادرة أرض فدك من فاطمة على يد أبي بكر بعد وفاة النبي . حيث ادعى أبو بكر معتمداً على حديث (يقال إنه راويه الوحيد) عن رسول الله أن الأنبياء لا يورثون، لكن السيدة فاطمة ردّت بأن النبي أعطاها فدكاً قبل وفاته، وجاءت بالإمام علي وأم أيمن شاهدين على كلامها. وبحسب علماء الشيعة وبعض علماء السنة فإن النبي أعطى فدكاً لفاطمة بعد نزول الآية 26 من سورة الإسراء، والتي طلبت منه إعطاء حق "ذوي القربى".

وفي رواية أن أبا بكر قبِل في وثيقة ملكية فاطمة، فأخذ عمر بن الخطاب تلك الورقة من فاطمة ومزّقها. وفي رواية أخرى أن أبا بكر لم يقبل شهود السيدة فاطمة. ولمّا لم تجد ابنة النبي لمطالبها مع زوجها الإمام علي آذاناً صاغية؛ ذهبت إلى مسجد النبي وخطبت بالناس، وأشارت في تلك الخطبة التي تعرف بالخطبة الفدكية إلى غصب الخلافة، وإلى أن قول أبي بكر أن الأنبياء لا يورثون مخالف لكتاب الله، وتركته لحكم الله يوم القيامة. وبعد هذه الحادثة استاءت فاطمة كثيراً من أبي بكر وعمر، وظلت غاضبة عليهما حتى استشهدت.

وبعد وفاة النبي صارت أرض فدك إلى أيدي الخلفاء، وباتوا يتناقلونها فيما بينهم. ورغم أن بعضهم كعمر بن عبد العزيز الأموي والمأمون العباسي قاموا بإعطاء فدك أو دخلها لأولاد فاطمة؛ إلا أن الخلفاء اللاحقين استرجعوها منهم.

وقد كتبت حول هذه الحادثة مؤلفات بلغات متعددة، منها كتاب فدك في التاريخ للسيد محمد باقر الصدر، وهو ذو منهج تحليلي. حيث اعتبر المؤلف في هذا الكتاب المطالبة بفدك نقطة البداية لنهضة السيدة فاطمة ضد السلطة، ومرحلة من مراحل دفاعها عن الإمامة.

أهم أحداث حياة الزهراء (ع)

20 جمادي الآخرة السنة 5 هـ	ولادتها
10 رمضان السنة 10 للبعثة	وفاة أمها خديجة الكبرى
أواخر شهر صفر السنة 2 هـ	عقدها بـعلي بن أبي طالب
1 ذي الحجة السنة 2 هـ	زواجها بعلي(ع) وبداية الحياة المشتركة
15 رمضان السنة 3 هـ	مولد الحسن (ع) أكبر أولدها
7 شوال السنة 3 هـ	حضورها بعد أحد لضماد جراحة الرسول (ص)
3 شعبان السنة 4 هـ	مولد الحسين (ع) ابنها الثاني
5 جمادى الأولى السنة 5 أو 6 هـ	مولد بنتها زينب الكبرى
السنة 6 هـ	مولد بنتها الثانية أم كلثوم
السنة 7 هـ؟	منح النبي (ص) فدكا لها
24 ذي الحجة السنة 9 هـ	مع رسول الله في المباهلة
28 صفر السنة 11 هـ	رحيل الرسول (ص)
ربيع الأول السنة 11 هـ	مصادرة فدك بأمر من أبي بكر
ربيع الأول السنة 11 هـ	إلقاء الخطبة الفدكية في مسجد النبي (ص)
ربيع الأول السنة 11 هـ	بناء بيت الأحزان في البقيع على يد علي(ع) لتقيم الزهراء فيه المأتم على أبيها
ربيع الثاني السنة 11 هـ	الهجوم على بيت الزهراء وإصابتها وطرح ابنها المحسن
13 جمادى الأول أو 3 جمادى الآخرة السنة 11 هـ	الشهادة

فدك وأهميتها

المقالة الرئيسة: فدك

كانت فدك أرضاً خصبة بالقرب من خيبر، وتبعد 200 كم عن المدينة المنورة، وكان اليهود يعيشون فيها، وكانت مليئة بالعديد من الحقول والحدائق والبساتين. وبعد وفاة النبي حدث نزاع حول ملكية فدك، فصادرها الخلفاء لصالح الخلافة، وألقت السيدة فاطمة خطبتها الفدكية دفاعاً عن ملكيتها لها. ويعتقد الشيعة أن فدك اغتصبت من قبل الخلفاء، ويعتبرونها رمزاً لمظلومية السيدة فاطمة .

إهداء فدك للسيدة فاطمة

سقطت فدك في عهد النبي في أيدي المسلمين دون معركة، ولذلك أعطاها النبي لفاطمة . ويرى علماء المسلمين، مستشهدين بآية الفيء، أن الأموال التي تقع في أيدي المسلمين دون حرب أو نزاع هي ملك للنبي وحده.

وبحسب جعفر السبحاني فإن مفسري الشيعة وعدداً من محدّثي السنة يرون أن النبي أعطى فدكاً لفاطمة بعد نزول آية ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْ‌بَیٰ حَقَّهُ﴾. وقد روى هذه المسألة من علماء السنة: جلال الدين السيوطي في الدر المنثور، والمتقي الهندي في كنز العمال، والحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل، والقندوزي في ينابيع المودة، وغيرهم.

علاقة فدك بالإمامة

يعتقد حسين علي المنتظري، وهو مجتهد شيعي توفي عام 2008م، أن فدك هي رمز الإمامة وأن إعطاءها لفاطمة كان من أجل إعداد مصدر دخل لبيت الإمامة. كما أن النبي أعطاها لفاطمة وليس لعلي حتى لا يستطيعوا غصبها بسهولة. ولإثبات هذا الرأي نقل حديثاً مفاده أن هارون العباسي طلب من الإمام الكاظم أن يحدد حدود فدك، فحدد الإمام حدود الدولة العباسية بل وأكثر، فقال هارون "لم يبق لنا شيء". وفي رواية عن أم أيمن أيضاً أن فاطمة طلبت من النبي أن يهب لها فدكاً، حتى إن كانت لها حاجة في المستقبل قضتها منها.

مصادرة فدك ودعوى فاطمة

وكانت فدك في يد فاطمة حتى وفاة النبي وكان الناس يعملون فيها كوكلاء وسماسرة وعمال. وبعد وصول أبي بكر إلى الخلافة أعلن أن فدكاً ليست ملكاً لأحد؛ وصادرها لصالح الخلافة. ولم تعد ملكية فدك إلى آل النبي في عهد عمر بن الخطاب أو عثمان.

دعوى السيدة فاطمة

وبعد الاستيلاء على فدك طالبت فاطمة أبا بكر بها. فقال أبو بكر أنه سمع النبي يقول أن ماله للمسلمين من بعده، وأنه لا يورّث، فقالت السيدة فاطمة أن أباها أعطاها هذه الأرض. فطلب أبو بكر من فاطمة أن تحضر شهوداً لإثبات دعواها. وفي بعض المصادر شهد علي (عليه السلام) وأم أيمن، وفي البعض الآخر: أم أيمن وأحد موالي النبي، وفي البعض الآخر: الإمام علي وأم أيمن والحسنان . فقبل أبو بكر وكتب كتاباً بذلك حتى لا يتصرف أحد بفدك. ولما خرجت فاطمة من المجلس أخذ عمر بن الخطاب الكتاب فمزقه. وبحسب بعض المصادر السنية فإن أبا بكر لم يقبل شهود فاطمة وطالب بشهادة رجلين. يقول ابن أبي الحديد المعتزلي: "سألت ابن الفارقي أستاذ المدرسة الغربية ببغداد: هل كانت فاطمة صادقة؟ فقال ابن الفارقي: نعم. فقلت لماذا لم يعطها أبو بكر فدكاً؟ فقال إنه إذا فعل ذلك فستطالبه بالخلافة لزوجها غداً، ولا يستطيع أبو بكر أن يرد كلامها، لأنه قبل كلامها في فدك بلا شاهد". ويكمل ابن أبي الحديد فيقول: "وإن كان ابن الفارقي قال ذلك مازحاً، إلا أن كلامه كان صحيحاً".

وفي كتاب الاختصاص بحسب رواية عن الإمام الصادق فإن إجهاض المحسن كان في حادثة احتجاج فاطمة على غصب فدك. لكن المصادر التاريخية اعتبرت أن إجهاضه مرتبط بحادثة الهجوم على دارها.

استدلال أبي بكر بعدم توريث الأنبياء

روي أن أبا بكر قال لفاطمة في جواب دعواها: سمعت النبي يقول: نحن معاشر الأنبياء لا نورث، ما تركناه صدقة. وفي المقابل؛ أشارت السيدة فاطمة في الخطبة الفدكية إلى آيات من القرآن تشير إلى توريث الأنبياء، واعتبرت كلام أبي بكر هذا مخالفاً لآيات القرآن. وقال علماء الشيعة: لم يرو هذه العبارة أحد من الصحابة إلا أبو بكر.

وروي أنه لما وصل عثمان إلى الخلافة ذهبت إليه عائشة وحفصة فطلبتا منه أن يعيد لهما ما كان أبواهما يعطيانهما (الخليفة الأول والثاني)؛ فأبى عثمان وأقسم ألا يعطيهما شيئاً وقال: ألستما اللتين شهدتا عند أبويكما... أن الأنبياء لا يورثون. فمرة تشهدون أن الأنبياء لا يورثون، ومرة تطلبون ميراث رسول الله؟

الخطبة الفدكية

الصفحات الرئيسة: الخطبة الفدكية و نص:الخطبة الفدكية

وبعد عدم نجاح مطالبة السيدة فاطمة لأبي بكر، ذهبت إلى المسجد النبوي وألقت خطبة في جمع من الصحابة. وفي هذه الخطبة، المعروفة بالخطبة الفدكية، تحدثت فاطمة عن غصب الخلافة، ونفت قول أبي بكر بأن الأنبياء لا يورثون، وسألت عن القانون الذي بسببه حرمها من ميراث أبيها؟ وأي آية من القرآن قالت هذا؟ ومن ثم أسلمته إلى محكمة الله يوم القيامة، وسألت أصحاب النبي لماذا صمتوا أمام هذه المظالم. وقالت فاطمة إن ما فعلوه (أبو بكر ومن حوله) هو حنث في يمينهم، وفي نهاية الخطبة قالت بأن عار ما فعلوه سيبقى إلى الأبد، وأن عاقبته الجحيم.

حزن فاطمة حتى أواخر حياتها

بحسب الأحاديث الواردة في صحيح البخاري من صحاح أهل السنة فإن فاطمة (عليها السلام) كانت مستاءة من أبي بكر وعمر وظلت غاضبة عليهما حتى استشهدت. وقد رويت أحاديث أخرى في نفس الموضوع عند أهل السنة. وقد ورد أن أبا بكر وعمر قررا زيارة فاطمة لاسترضائها، لكنها لم تقبل. ثم التقيا بفاطمة بواسطة الإمام علي . وخلال هذا اللقاء ذكّرتهما السيدة فاطمة بحديث البضعة الذي قاله النبي في شأنها ومكانتها، ولم ترض عنهما.

موقف الإمام علي

جاء في بحار الأنوار أن الإمام علي ذهب إلى المسجد بعد مصادرة فدك واحتج على أبي بكر لمنع فاطمة مما أعطاها النبي . فطالب أبو بكر بشهادة عدل، فبيّن الإمام علي باستدلاله أنه إذا كان هناك شيء في يد شخص وادعى عليه شخص آخر، فيجب على المدعي أن يأتي بالبينة (الدليل والشاهد) وليس على فاطمة، التي كانت فدك في يدها بالفعل. ثم تلا الإمام علي آية التطهير وأقرّه أبو بكر على أن هذه الآية نزلت في شأن الإمام وأهل بيته. ثم سأله ماذا تفعل إن شهد شاهدان أن فاطمة ارتكبت الفاحشة؟ فقال أبو بكر: أقيم الحد على فاطمة. فقال الإمام: إذن فضّلت شهادة الناس على شهادة الله وستكون كافراً. وأورد الطبرسي في كتاب الاحتجاج رسالة عن الإمام علي موجهة إلى أبي بكر تحدث فيها بنبرة تهديد عن غصب الخلافة وفدك.

وكانت فدك أيضاً في أيدي المخالفين أيام خلافة الإمام علي . ورغم أن الإمام اعتبر فعل الخلفاء السابقين غصباً؛ إلا أنه ترك الحكم فيه لله. وقد ذُكرت روايات في مصادر الحديث عن السبب وراء عدم محاولة الإمام علي استعادة فدك. فمثلاً؛ يقول الإمام في خطبة له: لو أمرت بفدك أن تعاد إلى ورثة فاطمة فوالله لتفرق الناس من حولي. وجاء في حديث الإمام الصادق : أن الإمام علياً قد اقتدى بالنبي في هذا الأمر. حيث أن النبي يوم فتح مكة لم يسترد البيت الذي أخذ منه ظلماً.

وفي كتاب الإمام علي إلى عثمان بن حنيف جاء حول فدك والحكم فيها: "لم يكن في أيدينا تحت هذه السماء إلا فدك. فبخل أناس بها، وسخى عنها آخرون. ونعم الحَكَم الله، وماذا أفعل بفدك وبغير فدك، ومآل الإنسان غداً إلى القبر...".

الدوافع وراء مصادرة فدك والمطالبة بها

تسلسل أحداث فدك

شعبان سنة 6 للهجرة	سرية الإمام علي (ع) إلى فدك
صفر، سنة 7 للهجرة	فتح خيبر
صفر أو ربيع الأول سنة 7 للهجرة.	التخلي عن فدك لـلرسول من قبل اليهود
۱۴ ذي الحجة 7 للهجرة	هبة فدك لـفاطمة الزهراء (ع)
ربيع الأول سنة 11 للهجرة	مصادرة فدك بأمر من أبي بكر
حوالي سنة 30 للهجرة	إحالة فدك إلى مروان بن الحكم من قبل عثمان بن عفان
بعد سنة 40 للهجرة	تقسيم فدك بین مروان وعمرو بن عثمان ويزيد على يد معاوية
حوالي سنة 100 للهجرة	إعادة فدك إلى بني فاطمة، بأمر من عمر بن عبد العزيز
بعد سنة 101 للهجرة	غصب فدك بيد يزيد بن عبد الملك
حوالي سنة 132 إلى 136 للهجرة	إعادة أبو العباس السفاح فدكا لـبني الزهراء
حوالي سنة 140 هـ	غصب فدك على يد المنصور العباسي
حوالي سنة 160 هـ	إعادة فدك من قبل المهدي العباسي
حوالي سنة 170 هـ	غصب فدك بيد هادي العباسي
سنة 210 للهجرة	إعادة فدك بأمر المأمون العباسي.
من عام 232 إلى 247 للهجرة	غصب فدك بأمر المتوكل العباسي
سنة 248 هـ	إعادة فدك من قبل المنتصر العباسي.

يرى السيد محمد باقر الصدر في كتابه فدك في التاريخ أن المطالبة بفدك لم تكن مسألة شخصية أو خلافاً مادياً، بل هي نوع من أساليب إعلان المعارضة لسلطة ذلك الوقت وعدم شرعية أسس الحكومة (أي السقيفة). ويعتبر أن المطالبة بها هي نقطة انطلاق نهضة السيدة فاطمة ضد السلطة، ومرحلة من مراحل دفاعها عن الإمامة والولاية.

ويرى السيد جعفر شهيدي، مؤرخ توفي عام 2006م، أن غرض فاطمة من المطالبة بفدك كان إحياء سنة النبي وإقامة العدل، وكانت منبهاً وعاملاً مثيراً للقلق أمام عودة قيم الجاهلية والغلبة القَبَلية التي كانت كامنة في المجتمع الإسلامي.

وبحسب آية الله مكارم الشيرازي، أحد مرجعيات التقليد الشيعية، فقد صادر الخلفاء فدك حتى لا يكون هذا المورد الاقتصادي مصدر قوة للإمام علي وأهل بيته. ويروي في هذا الصدد رواية عن الإمام الصادق أن عمر طلب من أبي بكر بعد وصوله للخلافة أن يصادر الخمس والفيء وفدك من علي وأهل بيته ، لأن أتباع علي حين يرون ذلك سيتركونه ويلتحقون بأبي بكر.

إعادة فدك إلى أولاد فاطمة

كانت فدك في أيدي الخلفاء في العصرين الأموي والعباسي، ولم تعد إلى بني فاطمة إلا في بعض الفترات:

• أيام خلافة عمر بن عبد العزيز الأموي؛
• أيام السفاح العباسي؛
• في عهد المهدي العباسي؛ غير أنه بحسب بعض المصادر أن الإمام الكاظم طالب المهدي العباسي بفدك، لكن الأخير رفض إعادتها؛
• أيام خلافة المأمون العباسي.

وبعد المأمون أمر المتوكل العباسي بإعادة فدك إلى الوضع التي كانت عليه قبل المأمون. وبحسب بعض الباحثين فإن معظم الكتب التاريخية لم تذكر وضع فدك بعد المتوكل. وبعد عودة فدك إلى بني فاطمة كتب دعبل الخزاعي (توفي 246هـ) قصيدة يقول في أول بيت منها:

اَصْبَحَ وَجْهُ الزَّمانِ قَدْ ضَحِكا

بِرَدّ مَأْمــوُن هاشِـــمَ فَدَكــــاً

كتب ومؤلفات

تمت كتابة العديد من الكتب والمقالات حول حادثة فدك بالعديد من اللغات سيّما العربية والفارسية، ومنها:

• فدك في التاريخ لمحمد باقر الصدر. وهو كتاب باللغة العربية يتناول مقاربة تحليلية لحادثة فدك. وتمت ترجمة هذا العمل إلى لغات أخرى.
• فدك والعوالي أو الحوائط السبعة في الكتاب والسنة والتاريخ والأدب، للسيد محمد باقر الحسيني الجلالي، ويتناول هذا الكتاب تاريخ فدك وموقعها الجغرافي وأحداثها، فضلاً عن المباحث الروائية والمسائل الكلامية المتعلقة بها، وقد اختير هذا الكتاب ليكون كتاب الولاية للعام عام 2005م.
• السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري، تحقيق محمد هادي الأميني، طهران، مدرسة نينوى الحديثية، 1401هـ.

ذات صلة

• واقعة الهجوم على بيت الزهراء (ع)
• عصمة السيدة الزهراء