القاسم بن محمَّد، هو ابن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم من زوجته أم المؤمنين خديجةعليها السلام، وهو بِكْره، وبه كان يُكنّى أبا القاسم، وقد تُوفي صغیراً في مكة، كما اختلف في تاريخ وفاته، فمنهم من قال قبل البعثة، ومنهم من قال بعدها.

القاسم بن محمد (ص)
صورة قديمة لمقبرة أم المؤمنين خديجة (س) وأبنها القاسم
صورة قديمة لمقبرة أم المؤمنين خديجة (س) وأبنها القاسم
سبب الشهرةابن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم
تاريخ الميلادقبل البعثة
مكان الميلادمكة المكرمة
مكان الدفنمقبرة الحجون في مكة
مدة حياتهتوفي وهو رضيع
الأبالنبي محمد (ص)
الأمالسيدة خديجة بنت خويلد
العباس بن علي(ع) · زينب الكبرى · علي الأكبر · فاطمة المعصومة . السيدة نفيسة · السيد محمد · عبد العظيم الحسني · أحمد بن موسى · موسى المبرقع

مولده وحياته

وُلد القاسم في مكة قبل البعثة، وهو أول مولودٍ ذكر وُلد له ، وعاش حتى بلغ سناً تمكنه من المشي غير أن رضاعته لم تكن قد اكتملت.

فقيل عاش 17 شهرًا، وقيل: عاش سنتين، أو عاش حتَّى مشى.

ويؤكد ذلك ما رواه يونس بن بكير عن جابر الجعفي عن محمَّد بن علي بن الحسين  قال: «كَانَ الْقَاسِم ابْن رَسُول اللَّه قَدْ بلغ أن يركب الدابة، ويسير عَلَى النجيبة»[١].[٢]

وفاته

وهو أوّل مولد تُوفي له في مكة،[٣] وقد اختلف المؤرخون وأهل السير في تاريخ وفاته، فمنهم من قال: كانت وفاته قبل البعثة النبوية.[٤] ومنهم من قال: بل كانت بعدها.[٥]

واستدل للقول الثاني بما روي عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها الحسين بن علي  من أن النبي محمَّد  دخل على أم المؤمنين خديجة بنت خويلد بعد موت القاسم وهي تبكي، فقالت:

«يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان الله أبقاه حتى يَستكمل رَضَاعَه»، فقال رسول الله  : «إن إتمام رضاعه في الجنة»، فقالت: «لو أعلم ذلك يا رسول الله لَهوّن عَليّ أمره»، فقال لها: «إنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ فَأَسْمَعَكِ صَوْتَهُ»، قالت: «بل صدق الله ورسوله».[٦]

وهذا مما يدّل على أن القاسم تُوفي بعد أن نزول الوحي على النبي  . وما ورد في بعض الأخبار من أن العاص بن وائل السهمي،[٧] قال لما قُبض القاسم: «لقد أصبح محمَّداً أبتر من ابنه». أي لا عقب له. فأنزل الله عز وجل: ﴿إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ عوضًا يا مُحَمَّد عَنْ مصيبتك بالقاسم، ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَك هُوَ الْأَبْتَر.[٨]. وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: كانت قريش تقول: إذا مات ذكور الرجل: بتر فلان، فلما مات ولد النبي   قال العاص بن وائل: بتر.[٩] أي النبي  ، فنزلت السورة.

وجاء هذا المعنى في تفسير روح المعاني للمقصود بالكوثر، بقوله: (وقيل: هو أولاده ؛ لأنّ السّورة نزلت ردا على من عابه  وهم والحمد للّه كثيرون قد ملؤوا البسيطة).[١٠]

الهوامش

  1. النَّجِيبَةُ: مؤنث النَّجيب. والجمع: نَجائب. ويقال: نَجَائِبُ الإبل: خِيارُها. ونجائبُ الأشُياء: لُبابُها وخالصها. (المعجم الوسيط).
  2. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 4، ص 357.
  3. سيرة ابن إسحاق، ص245؛ سيرة ابن هشام، ج‏1، ص190.
  4. ابن هشام، السيرة النبوية، ج1، ص190.
  5. القسطلاني، المواهب اللدنية بالمنح المحمَّدية، ج1، ص479.
  6. ابن ماجة، سنن ابن ماجة، ص356، ح1516.
  7. العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج٢٢، ص١٦٦.
  8. سيرة ابن إسحاق، ج5، ص292. البداية والنهاية، ج‏3، ص104 .
  9. الرازي، تفسيرالقرآن العظيم، ج 10، ص 333.
  10. الألوسي، تفسير روح المعاني، ج 30، ص 245.

المصادر والمراجع

  • المجلسي، محمَّد باقر، بحار الأنوار، مؤسسة الوفاء، بيروت، ط 2، 1403 هـ/ 1983 م.
  • ابن إسحاق، سيرة إبن إسحاق، كتاب السير والمغازي، المغرب، معهد الدراسات والتقريب، مطبعة محمَّد الخامس، 1976 م‏.
  • ابن هشام، عبد الملك السيرة النبوية، القاهرة، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط 2، 1955 م.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت‏، دار‌ الفكر، د.ت.
  • ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة، تحقيق: صدقي جميل العطار، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1424 هـ/ 2003 م.
  • ابن الأثير، عز الدين، أسد الغابة، تحقيق: علي محمَّد معوض، دار الكتب العلمية، الطبعة: الثانية، بيروت، 1424 هـ/ 2003 م.
  • القسطلاني، شهاب الدين، المواهب اللدنية بالمنح المحمَّدية، مصر، المكتبة التوفيقية، د.ت.
  • الرازي، فخر الدين، مفاتيح الغيب (التفسير الكبير)، بيروت، دار الفكر، ط 1، 1401 هـ.
  • الألوسي، شهاب الدين البغدادي، تفسير روح المعاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، د.ت.