الخطبة الغرَّاء هي من خطب نهج البلاغة المعروفة، وعرفت بالغرَّاء لفصاحتها وبلاغتها العالية جدًّا، واحتوت الخطبة على مواضيع مختلفة ومن أهمِّها حول الإنسان وماضيه، ولم ترد هذه الخطبة في نهج البلاغة فحسب، بل وردت مقاطع منها في مصادر أخرى، وهناك أكثر من ترقيم للخطبة بحسب اختلاف النسخ.

الإمام علي عليه السلام
حرم الإمام علي (ع) في النجف
ألقاب
أمير المؤمنينيعسوب الدينحيدر الكرار • المرتضى • زوج البتول • سيف الله المسلول • والوصي
الحياة
يوم الدارليلة المبيتواقعة الغدير
التراث
نهج البلاغةالخطبة الشقشقيةالخطبة الخالية من الألفالخطبة الخالية من النقطةالخطبة الخالية من الراءمرقده
الفضائل
آية الولايةآية أهل الذكرآية أولي الأمرآية التطهيرآية المباهلةآية المودةآية الصادقين-حديث مدينة العلمحديث الثقلينحديث الرايةحديث السفينةحديث الكساءخطبة الغديرحديث الطائر المشويحديث المنزلةحديث يوم الدارسد الأبواب
الأصحاب
عمار بن ياسرمالك الأشترأبوذر الغفاريعبيد الله بن أبي رافعحجر بن عديآخرون


فصاحة الخطبة

الخطبة الغراء من الخطبة المعروفة في نهج البلاغة، [١]عرفت بذلك بسبب فصاحتها وبلاغتها العالية والمقصود بالغراء هو كونها مضيئة ونورانية،[٢] ابن أبي الحديد اعتبر هذه الخطبة من معاجز الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)،[٣] ومفردات هذه الخطبة تميَّزت بالحضور المكثَّف لأدوات علم البلاغة والبيان كأن تكون سهلة سلسلة، غير مستهجنة، وغير معقَّدة، وجملها حسنة المعاني، سريعة الوصول إلى الأفهام، وقد اشتملت على أكثر المحسِّنات البديعيَّة، من المقابلة والمطابقة، وحسن التقسيم، وردِّ الكلام على صدره، والاستعارات والكنايات وغيرها من الأدوات البلاغية المذكورة في علم البلاغة والبيان.[٤]


بحسب ما ذكره الشريف الرَّضي أنَّه لمًّا خطب الإمام (عليه السلام) هذه الخطبة اقشعرَّت لها الجلود، وبكت العيون، ورجفت القلوب،[٥] وهذا الذي ذكره الشريف الرضي بسبب عمق معاني الخطبة، وتأثيرها على الإنسان، بالإضافة إلى فصاحتها العالية.

محتوى الخطبة

الخطبة احتوت على أربعة محاور رئيسية:

المحور الأول: والإنسان وسرد أحواله وماضيه.

المحور الثاني: ذم التعلُّق بالدنيا.

المحور الثالث: الوصية بالتقوى وبيان خصوصيات المتَّقين.

المحور الرابع: أحداث ما بعد الموت.

المحور الأول من الخطبة يعتبر من أهم محاور الخطبة؛ فقد تحدَّث خلال في هذا المحور حول موت الإنسان، والنِّعًم التي أعطاها الله تعالى للإنسان، وحول غفلة الإنسان، والحياة الدنيا، فناء الحياة الدنيا، وأن يتَّعظ الإنسان من العبر في هذه الحياة الدنيا.[٦]

سبب الخطبة

وبحسب قول أبي نعيم الأصفهاني في كتابه حلية الأولياء وطبقات الأصفياء أنَّ السبب في إلقاء الإمام لهذه الخطبة هو أنَّه عندما شيَّع الأمير جنازة، فلمَّا وضعت في لحدها عجَّ أهلها وبكوا، ثم قام الأمير وخطب.[٧]

مصادر الخطبة

السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب مؤلف كتاب مصادر نهج البلاغة وأسانيده، يرى أنَّ لا حاجة للبحث السندي عن هذه الخطبة، بل من يمعن النظر في هذه الخطبة فإنَّها تشهد لنفسها بنفسها على صحتها، وثبوتها للإمام أمر المؤمنين (عليه السلام) بحيث أنَّه يعجز على غير المعصوم هكذا بيان، فهي مما يفوت البلغاء وتخرس الفصحاء.[٨] وبالإضافة إلى وجود هذه الخطبة في نهج البلاغة، فقد وجدت عدة مقاطع منها في كتاب تحف العقول وكتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء.[٩]

ترقيم الخطبة

وقد ذكر عبد الزهراء الخطيب أنَّ ابن عبد ربه المالكي في كتابه العقد الفريد اشتبه عليه الأمر، فقد سمَّى خطبة أخرى غير هذه الخطبة بالغراء،[١٠] وكذلك في كتاب تيسير المطالب في أمالي أبي طالب اعتبر الخطبة برقم 185 هي الخطبة الغراء،[١١] وأيضًا كتاب تمام نهج البلاغة للسيد صادق الموسوي اعتبر الخطبة برقم 237 قسم من أقسام الخطبة الغرَّاء.[١٢]

طبعًا، هذا لا يعني أنَّ المشكلة في خصوص ترقيم الخطبة، بل الكلام حول نسبة مضمون آخر واعتباره هو الخطبة الغراء؛ لأنَّ ترتيب الخطبة الغراء في نسخ نهج البلاغة متفاوت، ولا مشكلة في أصل ترتيب الخطبة ما دام المضمون هو نفسه.[١٣]

اسم النسخة رقم الخطبة
المعجم المفهرس، الدكتور صبحي صالح 83
ترجمة نهج البلاغة (فیض الإسلام الإصفهاني)، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة (ميرزا حبيب الله الخوئي)، شرح نهج البلاغة (الملا صالح القزويني)، شرح نهج البلاغة (ابن أبي الحدید) 82
ابن میثم البحراني 80
الشيخ محمد عبده 79
تنبيه الغافلين وتذكرة العارفين (الملا فتح الله الكاشاني) 84
في ظلال نهج البلاغة (الشيخ محمد جواد مغنية) 81

الهوامش

  1. الخطيب، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ج2، ص107.
  2. مكارم الشيرازي، پیام امام امیرالمؤمنین(ع)، ج3، ص459.
  3. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج6، ص243.
  4. كاشف الغطاء، مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه، ص150.
  5. نهج البلاغة، تصحیح صبحي صالح، خطبه 83، ص114.
  6. امین ناجی، و زهرا امینی ارمکی، «بررسی مبانی انذار و تبشیر در خطبه غراء»، ص81.
  7. الأصفهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ج1، ص77-78.
  8. الخطيب، مصادر نهج البلاغة وأسانيده، ج2، ص107-108.
  9. من أجل ملاحظة مصادر أخرى للخطبة، لاحظ: الدشتي، إسناد ومدارك نهج البلاغة، ص137-138.
  10. لاحظ: ابن‌ عبد ربه، العقد الفرید، ج4، ص163.
  11. هارون، تیسیر المطالب في أمالي أبي طالب، ص273.
  12. الموسوي، تمام نهج البلاغة، ج2، ص367.
  13. الدشتي، و کاظم محمدي، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة، ص509.

المصادر والمراجع

  • ابن‌ شعبة الحراني، حسن بن علي، تحف العقول عن آل‌ الرسول(ص)، قم، دفتر انتشارات اسلامی، 1404ق.
  • ابن‌ عبد ربه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، بیروت، دار الکتب العلمية، 1407ق.
  • الأصفهاني، أحمد بن عبدالله، حلية الأولياء و طبقات الأصفیاء، القاهرة، دار دار أم القرى، د. ت.
  • امین ناجی، محمدهادی، و زهرا امینی ارمکی، «بررسی مبانی انذار و تبشیر در خطبه غراء»، في مجلة پژوهش‌های اخلاقی، العدد: 52، صيف 1402ش.
  • انصاریان، حسین، ترجمة: نهج البلاغة، طهران، پیام آزادی، 1386ش.
  • ابن أبي الحديد، عبدالحمید بن هِبةُ‌الله، شرح نهج البلاغة، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، قم، کتابخانه آیت‌الله مرعشی نجفی، 1404ق.
  • الخطيب، السید عبد الزهراء، مصادر نهج البلاغة وأسانیده، بیروت، دار الزهراء، 1409ق.
  • الدشتي، محمد، إسناد و مدارك نهج البلاغة، قم، مؤسسة فرهنگی تحقیقاتی امیر‌المؤمنین(ع)، 1378ش.
  • الدشتي، محمد، و کاظم محمدي، المعجم المفهرس لألفاظ نهج البلاغة، قم، موسسة فرهنگی تحقیقاتی امیرالمؤمنین(ع)، 1375ش.
  • الشريف الرضي، محمد بن حسین، نهج البلاغة، تصحیح: صبحي صالح، قم، هجرت، 1414ق.
  • كاشف الغطاء، الشيخ هادي، مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات عنه، التحقيق: مصطفى ناجح الصراف، مؤسسة كاشف الغطاء العامة، الطبعة: الأولى، بيروت، 2016م.
  • مکارم الشيرازي، الشيخ ناصر، پیام امام امیرالمؤمنین(ع)، طهران، دار الکتب الإسلامية، 1386ش.
  • الموسوي، السید صادق، تمام نهج البلاغة، بیروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1426ق.
  • هارون، یحیی بن سعید، تیسیر المطالب في أمالي ابن أبي طالب، صنعا، مؤسسة الإمام زید بن علي الثقافية، 1422ق.