الخوارج
هذه مقالة أو قسم تخضع حاليًّا للتوسيع أو إعادة هيكلة جذريّة. إذا كانت لديك استفسارات أو ملاحظات حول عملية التطوير؛ فضلًا اطرحها في صفحة النقاش قبل إجراء أيّ تعديلٍ عليها. فضلًا أزل القالب لو لم تُجرَ أي تعديلات كبيرة على الصفحة في آخر شهر. Ahmadnazem |
الخَوارِج، جماعة من جيش الإمام علي(ع) في حرب صفّين، اتّهموه بـالكفر وثاروا عليه. وقد سُمّوا بالخوارج لخروجهم على خليفة المسلمين، وكانوا يُكفّرون كل من قبل التحكيم ولم يعتقد بكفر علي.
ومن أعمال الخوارج رفعهم الشعار ضد الإمام علي في مسجد الكوفة وتهديده بالقتل. وبعد تنفيذ التحكيم، ازدادوا تشدّداً في معارضتهم للإمام علي(ع)، فبايعوا عبد الله بن وهب، وأثناء خروجهم من الكوفة إلى النهروان قتلوا الأبرياء من الناس. وبعد أن أقام الإمام الحجة عليهم، قاتلهم في سنة 38هـ فقُتل أكثرهم، غير أنّ جماعة منهم بقوا أحياء. وقد انقرضت فرق الخوارج المختلفة عبر التاريخ، ولم يبقَ منهم إلا الإباضية الذين تُعدّ آراؤهم أقرب إلى عقائد سائر المسلمين، وهم موجودون في مناطق مثل عُمان والجزائر.
ذكرت المصادر الإسلامية خصائص متعدّدة وأحياناً متناقضة للخوارج؛ منها أنّهم كانوا يحفظون القرآن ويتلونه بلا تدبّر، كما اتّصفوا بالجهل وضيق الأفق، والغرور والجدل، إضافةً إلى التعصّب في معتقداتهم. وقد اعتُبروا أوّل جماعة معارضة وأوّل فرقة دينية في تاريخ الإسلام. وكان اعتقادهم أنّ من ارتكب الكبيرة فهو كافر. كما أنّ معظم الخوارج رفضوا تنصيب الخليفة من قِبل النبي(ص)، ورأوا أنّ الخلافة اختيارية. كذلك أنكروا رجم الزاني، ورفضوا التقية قولاً وعملاً.
ومع أنّ الميل إلى الأبحاث العلمية كان ضعيفاً عند الخوارج الأوائل، إلا أنّه قد نُقل عنهم مؤلفات في العلوم القرآنية، والكلام، والفقه وأصوله، وكذلك في التوحيد والإمامة. ويرى ابن النديم أنّ الخوارج كانوا يخفون مؤلفاتهم بسبب معارضة الناس وضغطهم. كما وردت مؤلفات مستقلّة وغير مستقلة في ردّ أفكارهم وأعمالهم، منها الروايات الواردة في ذمّهم، وأيضاً كتابات بعض العلماء مثل ابن أبي الحديد في تفنيد اعتقادهم بتكفير مرتكب الكبيرة.
وانقسم الخوارج عبر التاريخ إلى عدّة فرق، وهي: الأزارقة، والنجدية، والصفرية، والإباضية.
النشأة والأسماء
يُرجِع بعض الباحثين نشأة جماعة الخوارج إلى الأحداث التي وقعت في معركة صفّين؛ حينما رفض الإمام علي(ع) نقض التحكيم.[١] فمع أنّ هذه الجماعة هي التي طرحت أصلًا فكرة التحكيم، إلّا أنّها بعد قبول الإمام علي(ع) بها وتوقّف القتال، عدلت عن مطلبها، ودعَت الإمام علي(ع) إلى التوبة.[٢] ورأت الخوارج أنّ قبول التحكيم كفر، وبعد عودة الإمام علي(ع) إلى الكوفة، توجّهوا إلى حروراء قرب الكوفة.[٣]
خلافًا لرأي المتكلمين والمؤرخين، اعتبر الخوارج خروجهم على الإمام علي(ع) إنكارًا للحكم وحكومة الجَور، ولهذا قارنوا عملهم بهجرة النبي.[٤] وبالإضافة إلى الاسم الشائع «الخوارج» الذي ورد في كلام الإمام علي أيضًا،[٥] أُطلقت عليهم أسماء أخرى، منها: المُحَكِّمة، المأخوذة من شعارهم «لا حكم الا لله» في رفض التحكيم،[٦] والحَروريّة، نسبة إلى المكان الذي قصدوه،[٧] والمارقة (المارقون)، بمعنى المنحرفين.[٨]
ولعداوتهم مع الإمام علي(ع)، سُمّوا أحيانًا النواصب أو النّاصبة أيضًا،[٩] ومن حيث إنّهم كانوا أوّل من كفّر من ارتكب الكبائر، عُرفوا بالمُكفّرة.[١٠] كما سُمّوا «أهل النهر» أو «أهل النهروان».[١١] وأُطلق عليهم أيضًا اسم «الشُراة»، أي الذين يبيعون أنفسهم للجنّة.[١٢]
في البداية كانت الكوفة والبصرة من القواعد الرئيسة للخوارج.[١٣] وكان عدد خوارج البصرة أكثر من الكوفة، إذ إنّ كثيرًا من خوارج الكوفة تركوا صفوفهم بعد محاورة الإمام علي معهم.[١٤] وبعد ذلك تفرّق الخوارج في مدن ومناطق عديدة؛ من إيران واليمن إلى شمال أفريقيا ومناطق المغرب الإسلامي.[١٥] وقد انقرضت الفرق المختلفة للخوارج عبر التاريخ، ولم يبقَ منهم إلّا الإباضية الذين اقتربت آراؤهم من عقائد سائر المسلمين، وما زالوا موجودين في عُمان، سيوة، حضرموت، جربة، زنجبار، طرابلس الغرب والجزائر.[١٦]
اتهام الكفر للإمام علي(ع)
الخوارج بعد مخالفة الإمام علي(ع) لطلبهم بشأن نقض التحكيم، وانفصالهم عن علي بن أبي طالب، ومساعي عبد الله بن عباس والإمام علي(ع) لإعادتهم إلى الكوفة،[١٧] عادوا مرّة أخرى في الكوفة إلى المعارضة، فكفّروا كل من قبل بالتحكيم ولم يكفّر علياً.[١٨] ولم يقتصروا على تكفير الحكمين، بل أنكروا وجود الحاكم الإسلامي نفسه.[١٩] كانوا يجاهرون في الأماكن العامة، خصوصاً في مسجد الكوفة، برفض التحكيم صراحة، واتهام الإمام علي(ع) بالكفر، بل وتهديده بالقتل، ورفع الشعارات أثناء خطبته لإثنائه عن قبول التحكيم وإقناعه بمواصلة القتال. ومع ذلك لم يقاتلهم الإمام علي(ع) ما لم يبدؤوا هم بالقتال وسفك الدماء.[٢٠]
بعد تنفيذ التحكيم في شعبان أو رمضان سنة 37هـ بين أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص، وانتهائه بلا نتيجة بعد أن خُدع أبو موسى بعمرو بن العاص،[٢١] اعتبر الإمام علي(ع) حكم الحكمين مخالفاً لحكم القرآن، فأعدّ نفسه مرة أخرى للحرب مع معاوية، وكتب رسالة إلى عبد الله بن وهب الراسبي ويزيد بن حصين، وهما من قادة الخوارج الذين اجتمعوا في النهروان، يدعوهم فيها للانضمام إليه في القتال ضد معاوية ومواصلة حرب صفين. فأجابوه بأن يقرّ بالكفر ويتوب منه وإلا سيبتعدون عنه. وبعد إعلان حكم الحكمين، ازداد تشدد الخوارج في معارضتهم للإمام.[٢٢]
وفي 10 شوال سنة 37هـ، بايع الخوارج عبد الله بن وهب كأمير، واتفقوا على الخروج من الكوفة والذهاب إلى النهروان.[٢٣] وكان تركيب جيش الخوارج بحيث لم يوجد بينهم أي من صحابة رسول الله(ص).[٢٤] وفي طريقهم قتلوا الأبرياء. وبعد دعوة الإمام لهم إلى الحق وإتمام الحجة، اضطر لقتالهم، فكانت معركة النهروان سنة 38هـ التي قضى فيها على معظمهم. وقد انسحبت جماعة منهم بقيادة فروة بن نوفل منذ البداية بسبب ترددهم في مواجهة الإمام علي(ع).[٢٥]
ومع أن الإمام علي(ع) انتصر، بقي الخوارج جماعة سياسية وفكرية وعسكرية قائمة. وقد أوصى الإمام علي(ع) شيعته بعدم قتال الخوارج من بعده.[٢٦] الإمام الحسن بعد الصلح مع معاوية، رفض طلب معاوية بمحاربة الخوارج.[٢٧]
خصائصهم
ذكرت في الكتب التاريخية والمصادر خصائص مختلفة وأحيانا متناقضة للخوارج مع سائر الفرق الإسلامية ومذاهبها، كما أن هذه الخصائص المذمومة عادتا تعطى صورة للخوارج بأن لديهم فهم خاطئ للقرآن، ومن خصائصهم الأخرى كانوا يتمتعون بضيق النظر، والغرور، الأنانية، والنضال والتعصب والتشدد، وهذه الخصائص وردت في مختلف الكتب الإسلامية ومنها نهج البلاغة، وهي على ما يلي:
- المعرفة غير الصحيحة للسنة النبوية وأحكام الدين[٣٠]
- الفهم الخاطئ للقرآن الكريم ومن ثم تطبيقه غير الصحيح للآيات حسب مطالبهم، مع البساطة والسطحية.[٣١]
- الميل إلى الجدل والمناظرة والاحتجاج الضعيف.[٣٣]
- اللجاجة والتعصب والتشدد والتطرف في الآراء والعقائد.[٣٤]
- تحقيق العدالة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد مع حكام الجور كأعلى مراتب المبادئ الاجتماعية،[٣٥] حتى أنهم أحيانا يكفرون من لم يقم بالأمر بالمعروف، ويقعد عن الجهاد.[٣٦]
- الفوضى والاضطراب وعدم الخضوع للنظام.
- بغض الإمام علي
وعدائه حتى بعد استشهاده.[٣٧]
- القتال والبارز والمقاومة في المعركة والانضباط العسكري[٣٨] وهذه الخصائص كانت هي السبب في انتصارهم على الأمويين وإن كان عدد الخوارج أقل منهم، وهناك أخبار تتحدث عن فرارهم من ساحات الحرب أيضاً.[٣٩] وأحيانا ينزلون من أفراسهم، ويشهرون سيوفهم في معارك الحرب، ويحاربون كأنهم رجل واحد لا يعبؤون بالموت ابتغاء دخول الجنة حسب ظنهم،[٤٠] حتى عرفت هجماتهم بالحملات الخارجية، كما أنهم كانوا يحلقون رؤوسهم لإظهار العبودية أو الاستعداد للموت والجهاد، وعليه كان سائر المسلمين لا يحلقون رؤوسهم للتمييز بينهم وبين هؤلاء،[٤١] وأحياناً يحلقون وسط رؤوسهم، ويتركون شعرهم مستديرا على الرؤوس.[٤٢]
دور الخوارج في تاريخ الإسلام
الخوارج، عُدّوا ذوي تأثيرات مهمة في تاريخ الإسلام؛ منها الانشقاق وإيجاد الانقسام في جيش الإمام علي(ع)[٤٣] الذي أدّى إلى پيدايش أول مجموعة معارضة وفرقة دينية في تاريخ الإسلام.[٤٤] كان للخوارج في البداية توجه سياسي، ولكن في عهد خلافة عبد الملك بن مروان، خلطوا تعاليمهم بـالمباحث الكلامية.[٤٥]
بحسب ما يرى مؤرخون كـالطبري وابن أعثم، فإن مواجهة الخوارج للإمام علي(ع) وقتلهم له، مهّد الفرصة لـمعاوية للاستيلاء على الحكم.[٤٦] ومع ذلك، انضم الخوارج إلى جيش الإمام الحسن(ع) للقتال ضد معاوية[٤٧]، وبعد الصلح واصلوا النضال ضد معاوية والأمويين.[٤٨] كانوا يرون الأمويين وأنصارهم كفاراً، ويعتقدون بوجوب الجهاد ضد الكفار لرفع الظلم.[٤٩]
الخوارج شاركوا في قيامات كبيرة ضد الأمويين، ومن أجل ذلك قدّموا الدعم لـعبدالله بن الزبير، زيد بن علي وأبومسلم الخراساني.[٥٠] ومع ذلك، فقد صالحوا في بعض الأحيان الخلفاء الأمويين، وتولّوا مناصب أو حكومة مناطق بأمر منهم.[٥١] وأحياناً تولّوا السلطة بصورة مستقلة في بعض المدن، وسمّوا أنفسهم بـ«الإمام» و«أمير المؤمنين» و«الخليفة».[٥٢] الأمويون، ولا سيما في العراق وإيران، سعوا بقسوة وشدة لإخماد الخوارج.[٥٣] وقد اعتبرت هذه الحروب من أهم أسباب ضعف وسقوط الدولة الأموية.[٥٤]
مرتضي مطهري فقيه ومؤرخ شيعي:
أول جريان من الجمود وقع في العالم الإسلامي هو الجمود الذي أبداه الخوارج. إذا أردتم أن تفهموا ماذا صنع الجمود بالعالم الإسلامي، فخذوا هذا المثال: حيناً نقول: من قتل علياً؟ وحيناً نقول: ما الذي قتل علياً؟ إذا قلنا: من قتل علياً؟ فالجواب عبدالرحمن بن ملجم. ولكن إذا قلنا: ما الذي قتل علياً؟ فيجب أن نقول: الجمود، والتعصب، والتزمت.
مطهري، مجموعة آثار، 1389ش، ج21، ص92
الآراء والعقائد
من أهم عقائد الخوارج هو تكفير من يرتكب الذنوب الكبيرة، ولهذا المعتقد دور مؤثر في تطوير علم الكلام، وهناك آراء ومعتقدات ذكرت للخوارج في الكتب، فمنها:
- تكفير من يرتكب الذنوب الكبيرة: أول عقيدة المتفق عليها عند الخوارج، هو تكفير من يرتكب الذنوب الكبيرة،[٥٥] وهناك فرقة متطرفة بين الخوارج تسمى الأزارقة تشددت في هذا الجانب، وتعتقد إن من يرتكب الذبوب الكبيرة ليس له أن يتوب، ويؤمن مرة أخرى، ولا بد أن يقتل هو وأولاده بسبب ارتداده وهو مخلد في النار،[٥٦] ويستندون في تكفيرهم لمرتكب الذنوب الكبيرة إلى آية 44 لسورة المائدة.[٥٧]
- الإمامة: يعود نظرة الخوارج للإمامة إلى نظرتهم حول المرتكب للكبيرة من الذنوب، وبناء عليه من يرتكب الذنوب الكبيرة لا يمكنه أن يتولى إمامة المسلمين، وإذا تقلد هذا المنصب فعلى المؤمنين الخروج عليه،[٥٨] كما أن أكثر الخوارج يخالفون أن تكون هناك منصبا للخلافة بعد النبي
، ويعتقد من يعمل بالكتاب والسنة هو يتأهل لمنصب الإمامة، وينعقد إمامته حتى بمبايعة شخصين معه فحسب،[٥٩] وكانوا يعتقدون باختيار الإمام،[٦٠] وهذا خلاف المعقتد الرائج آنذاك الذي ينص على أن تكون الخلافة محصورة في قريش ولا تتعاداه إلى غيرها.[٦١]
- الخلفاء الراشدين: ونظرا إلى الأحداث التي وقعت خلال فترة الخلفاء الراشدين، قبل الخوارج أبا بكر وعمر كخليفة للنبي
، وبالنسبة إلى عثمان، فإنهم قبلوه خليفته في ست سنوات الأولى من حكمه ، وأما الإمام علي
فإنهم يرون خلافة صحيحة حتى قضية التحكيم، ويكفرون الأخيرين (عثمان والإمام علي) في ما تبقى من حكمهم، ويعزلونهم من منصبهم.[٦٢]
- الأفكار الفقهية: وردت بعض من الآراء الفقهية لفرق الخوارج، منها: رجم الزانية، وذلك استنادا إلى ما ورد في القرآن الكريم، جواز قتل أطفال المخالفين ونسائهم، الاعتقاد بأن أطفال المشركين يدخلون النار مع آبائهم، ورفض التقية بالقول والعمل،[٦٣] وبناء على معتقد الأزارقة يجب قتل من لم ينتم إلى الخوارج، بينما يحرمون قتل النصارى والمجوس واليهود.[٦٤]
فرقهم
للخوارج عدة فرق، وهي:
الأزارقة
تُنسب هذه الفرقة إلى قائدها الأول(نافع بن الأزرق)، وهي أكثر فرق الخوارج عددا وأحدها شوكة، وهي الأكثر تطرفا وتشددا، وهذا ما جعل أكثر أفرادها يقضون حياتهم في الوقائع الحربيّة، وخاصة من المهلب بن أبي صفرة، ويمكن التعرف على بعض عقائدهم من خلال ما قاله قائدهم نافع بن الأزرق حيث قال: «الدار دار كفر إلا من أظهر إيمانه، ولا يحل أكل ذبائحهم، ولا تناكحهم، ولا توارثهم، ومتى جاء منهم جاءٍ، فعلينا أن نمتحنه، وهم ككفار العرب لا نقبل منهم إلا الإسلام، والسيف والقَعد بمنزلتهم والتقيّة لاتحل».[٦٥] وقد أورد الشهرستاني بعض عقائدهم.[٦٦]
النجديّة
ينتسبون إلى زعيمهم الأول نجدة بن عامر الثقفي، وقد سُمي أتباعه بالنجدات العاذريّة لعذرهم أهل الخطأ في الاجتهاد إذا كانوا جاهلين بوجه الصواب فيه، وقد كان نجدة مع نافع يدا واحدة إلى أن نَقِمَ عليه أشياء رأى نجدة أنها من البدع المضلة، ففارق نافعا، واستقل عنه بمن تبعه من أصحابه.[٦٧]
الصفريّة
اختلفت كلمة أصحاب المقالات في مؤسّس هذه الفرقة، فأنّ المبرّد يعرّفهم بأنّهم أصحاب ابن صفار، وانّهم إنّما سمّوا بصفرة لصفرة عَلَتْهم، بينما الأشعري والشهرستاني ينسبانها إلى زياد بن أصفر، ولكن يقول المقريزي: إنّهم أتباع زياد بن الأصفر ويُضيف، ربّما يُقال: إنّهم أتباع النعمان بن الصفر، وقيل: بل نسبوا إلى عبداللَّه بن صفار، ويُقال لهم أيضاً: الزيادية.[٦٨]
الإباضيّة
وهم أتباع عبد اللَّه بن إباض، وقد وصفت الإباضيّة في كلام غير واحد بأنّهم أقرب الناس إلى أهل السنّة، وأنّهم هم الفرقة المعتدلة من الخوارج، ولأجل هذا أُتيح لهم البقاء إلى يومنا هذا، فهم متفرّقون في عمان، وزنجبار، وشمال أفريقيا، ويُعتبر مذهبهم، المذهب الرسمي في عُمان.[٦٩]
الآثار العلمية والأدبية
الخوارج منذ منتصف القرن الثاني للهجرة، أخذوا بالتدريج يؤلفون كتباً دينية وفقهية وتاريخية، وبرز من بينهم رواة وعلماء وفقهاء.[٧٠] ولم يكونوا من أهل نقل الروايات، بل كانوا يعتبرون نص القرآن وحده مصدراً فقهياً.[٧١] ولم يبق لنا من مكتبهم الفلسفي والفقهي نظام واسع ومنسجم؛ غير أن إحدى فرقهم وتسمى الإباضية، خلفت آثاراً في الاعتقادات والتعاليم الفقهية.[٧٢]
ابن النديم في كتابه «الفهرست» يرى أن الخوارج كانوا يخفون آثارهم بسبب معارضة الناس وضغطهم.[٧٣] ومع ذلك فقد ذكر ابن النديم أسماء عدد من علماء الخوارج ألّفوا في علوم القرآن، والكلام، والفقه وأصول الفقه.[٧٤] كما نقلت عن الخوارج مؤلفات في التوحيد والإمامة، إضافة إلى ردود على خصومهم مثل المعتزلة والمرجئة والشيعة والغلاة.[٧٥]
كذلك كان للخوارج خطباء وشعراء كثيرون، واشتهر بعضهم.[٧٦] ومعظم أشعار الخوارج اعتبرت من أوزان الرجز التي كانوا ينشدونها في حروبهم.[٧٧] كما نقلت بعض الخطب والرسائل المنسوبة إلى 18 من قادتهم، تدور حول الدعوة والمسلوك الديني والسياسي للخوارج، إضافة إلى الحث على الخروج والجهاد والأمر بالمعروف.[٧٨]
خلفيات التكوّن
ترى المصادر الإسلامية أن عوامل عديدة كانت مؤثرة في نشوء الخوارج، من أبرزها روحية البدو. فقد اعتبر بعض الكتّاب أن القادة الرئيسين للخوارج كانوا من سلوك البادية وأعراب الجاهلية الذين كانوا يثورون على رؤساء قبائلهم، ويتمردون على التقاليد والقيم القبلية، ويغضبون لأبسط الأسباب، فيحاربون ويُطرَدون من قبائلهم.[٧٩] وقد خرج معظم أعلام الخوارج من هؤلاء الأعراب ولم يكونوا منتمين إلى أي من القبائل العربية الشهيرة.[٨٠] وبناءً على ذلك لم ينضم إلى الخوارج أحد من الصحابة سواء من المهاجرين أو الأنصار.[٨١]
ورأى بعض الباحثين أن ظهور الخوارج كان امتداداً للثورة على عثمان بن عفان[٨٢] واعتبروا أن قتل عثمان والاختلاف بين الصحابة في مسألة الخلافة أوجد رأياً يقول بإمكانية خلع الخليفة أو قتله إذا خالف رأي الأمة وأحكام الدين أو أساء التدبير ولم يقم بالعدل والإنصاف.[٨٣] وتصرح مصادر إسلامية مثل تاريخ الطبري بأن رؤساء المعترضين على عثمان وعددهم حوالي 30 رجلاً، أصبحوا فيما بعد من قادة الخوارج.[٨٤]
كذلك عدّت عوامل أخرى مؤثرة، مثل استياء بعضهم من سياسة الإمام علي(ع) في تقسيم الغنائم على أساس المساواة، واندلاع حروب داخلية كالجمل وصفين، حيث تقاتل فيها المسلمون لأول مرة فيما بينهم.[٨٥] ويرى مرتضي مطهري الباحث الإسلامي (ت 1358ش) أن أعظم سبب لانقراض الخوارج كان رفضهم للمنطق وإقصاؤه عن أعمالهم، خاصة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فضلاً عن جمودهم وتعصبهم.[٨٦]
نقد عقائد الخوارج
منذ نشأة الخوارج في التاريخ الإسلامي، أُلّفت مؤلفات كثيرة في الرد على معتقداتهم، كما وردت في المصادر الحديثية روايات تذم عقائدهم وأفعالهم. ومن تلك الروايات ما يتضمن تنبؤات النبي محمد بشأن الخوارج وخروجهم من الدين، حيث يُذم طريقتهم في التدين وأفعالهم، ويُجعل قتالهم وقتلهم عملاً مأجوراً.[٨٧] كما اعتبر علماء الشيعة، استناداً إلى حديث عن النبي(ص), أن من قاتل الإمام علي فهو كافر، إذ جاء في الرواية أن من قاتل علياً كمن قاتل النبي نفسه.[٨٨]
وفي التفاسير أيضاً انتُقد استشهاد الخوارج بالقرآن لتأييد عقائدهم، مثل زعمهم كفر مرتكبي الكبائر. فقد استندوا إلى الآية 97 من سورة آل عمران ليقولوا إن ترك الحج كبيرة تؤدي إلى الكفر، فكذلك كل كبيره هي كفر. وأُجيب عليهم بأن الكفر في النصوص الدينية له معنى واسع يشمل كل مخالفة للحق، سواء في العقائد أو في الفروع، وأن المراد بالكفر في الآية 97 من آل عمران هو ترك الحج من القادر المستطيع شرعاً، وليس الكفر بمعنى الخروج من الإسلام كما زعموا.[٨٩] وقد رد ابن حزم هذا الزعم بالاستناد إلى آيات أخرى من القرآن الكريم.[٩٠]
ذات صلة
الهوامش
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404ق، ص513-514؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص114، 122؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص63، 72، 78؛ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج3، ص144.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404ق، ص484؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص111-112.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404ق، ص513-514؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص114، 122؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص63، 72، 78؛ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج3، ص144.
- ↑ صنعاني، المصنَّف، 1403ق، ج10، ص152؛ ابنقتيبة، الامامة والسياسة، 1387ق، ج1، ص121؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج8، ص59؛ دينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص269.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح محمد عبده، خطبه 62؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص76.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص110-112؛ شهرستاني، الملل والنحل، 1415ق، ج1، ص133؛ ابنكثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص277.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص114، 122؛ سمعاني، شعر الخوارج، 1974م، ج2، ص207؛ ياقوت حموى، معجم البلدان، ذيل حروراء.
- ↑ شيخ صدوق، الأمالي، 1417ق، ص464؛ مقدسى، البدء والتاريخ، 1899-1919م، ج5، ص135، 224؛ ابنكثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص304، ج8، ص127؛ بلاذري، جُمَل من انساب الاشراف، 1417ق، ج3، ص149؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص91؛ ابنكثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج6، ص216.
- ↑ مقريزي، المواعظ والاعتبار فى ذكر الخطط والآثار، 1422-1425ق، ج4، قسم 1، ص428.
- ↑ ابنتيميه، مجموع الفتاوي، 1421ق، ج4، جزء 7، ص261؛ ج 7، جزء 13، ص208-209.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص115، 247؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص83، 166.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج9، ص272.
- ↑ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص76.
- ↑ عاملي، علي (ع) والخوارج، 1423ق، ج2، ص104.
- ↑ خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، 1415ق، ص252؛ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج4، ص27؛ مقدسي، احسن التقاسيم في معرفه الاقاليم، دار صادر، ص323؛ حميري، الحور العين، 1972م، ص202-203.
- ↑ امين، ضحي الاسلام، دار الكتاب العربي، ج3، ص336؛ عاملي، علي (ع) والخوارج، 1423ق، ج2، ص110، 270؛ سبحاني، بحوث في الملل والنحل، 1371ش، ج5، ص181.
- ↑ إسكافي، المعيار والموازنة في فضائل الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، 1402ق، ص198-120؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص122-123، 133-135؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص64-66، 73؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج7، ص278.
- ↑ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج3، ص34.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404ق، ص489، 517؛ ابن أبي شيبة، المصنَّف في الأحاديث والآثار، 1409ق، ج8، ص735، 741؛ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص122، 126، 134، 151؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص66، 72-74.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص126، 133؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص72-74؛ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج3، ص144؛ ابن أثير، الكامل في التاريخ، 1385-1386ق، ج3، ص335.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص117-126، 133؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص57، 67، 71؛ مسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج3، ص145-150.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح محمد عبده، خطبة 35؛ دينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص206؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص77-78؛ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص85.
- ↑ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص74-75؛ ابن أثير، الكامل في التاريخ، 1385-1386ق، ج3، ص335-336.
- ↑ ذهبي، تاريخ الإسلام، 1413ق، ج3، ص589.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج5، ص169؛ طبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص80-92؛ خطيب بغدادي، تاريخ بغداد، 1417ق، ج1، ص528.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح محمد عبده، خطبة 60؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387ق، ج5، ص14، 73.
- ↑ بلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج5، ص78-79؛ عاملي، دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام، 1414ق، ج1، ص37.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404 هـ، ص 491؛ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 5، ص 212، 417-418؛ حاكم نيشابوري، المستدرك علي الصحيحين، دار المعرفة، ج 2، ص 147-148؛ صالحي شامي، سبل الهدي والرشاد في سيرة خير العباد، 1414 هـ، ج 10، ص131-132.
- ↑ نصر بن مزاحم، وقعة صفين، 1404 هـ، ص 491؛ ابن ماكولا، الإكمال في رفع الارتياب، بيروت، ج 7، ص 251-252؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407 هـ، ج 9، ص 11.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح: محمد عبدة، خطبة 36، 127؛ الحميري، الحور العين، 1972 م، ص 385؛ ابن تيمية، مجموع الفتاوي، 1421 هـ، ج 11، جزء 19، ص 39-40؛ العاملي، علي
والخوارج، 1423 هـ، ج 2، ص 13، 137-141، 167-171.
- ↑ بخاري، صحيح البخاري، 1401 هـ، ج 8، ص 51؛ ابن تيمية، مجموع الفتاوي، 1421 هـ، ج 8، جزء 13، ص 16؛ أبو شباب، الخوارج: تاريخهم، فرقهم، وعقائدهم، 1426 هـ، ص 59-61؛ النجار، الخوارج: عقيدة وفكرا وفلسفة، 1988م، ص 142.
- ↑ ابن تيمية، مجموع الفتاوي، 1421 هـ، ج 16، جزء 28، ص 221؛ عقل، الخوارج: أول الفرق في تاريخ الإسلام، 1419 هـ، ص 32-33.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387 هـ، ج 4، ص 136-139، 169.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص145؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960 م، ص 207-208؛ النجار، الخوارج: عقيدة وفكرا وفلسفة، 1988 م، ص 141-142؛ أبو شباب، الخوارج: تاريخهم، فرقهم، وعقائدهم، 1426 هـ، ص 57-59.
- ↑ ابن قتيبة، الامامة والسياسة، 1387 هـ، ج 1، ص 121؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص202؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، 1367 هـ، ص 45؛ ابن حزم اندلسي، الفصل في الملل والاهواء والنحل، 1317-1320 هـ، ص 204.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، 1385-1386 هـ، ج 4، ص 167؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري: شرح صحيح البخاري، 1300-1301 هـ، ج 12، ص 251.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417 هـ، ج 3، ص 128-129، 257-258.
- ↑ الجاحظ، رسائل الجاحظ، 1384 هـ، ج 1، ص 41-46؛ الجاحظ، كتاب الحيوان، 1385-1389 هـ، ج 1، ص 136، 185-187، الجاحظ، البيان والتبيين، 1367 هـ، ج 1، ص 128-129؛ ابن قتيبة، الامامة والسياسة، 1387 هـ، ج 1، ص 128؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960 م، ص 279؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج 6، ص 302؛ ابن عبد ربّه، العقد الفريد، 1404 هـ، ج 1، ص 183؛ البيهقي، المحاسن والمساوئ، 1380 هـ، ج 1، ص 217، ج 2، ص 391؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407 هـ، ج 9، ص 12.
- ↑ العاملي، علي
والخوارج، 1423 هـ، ج 2، ص 77-82، 152-153.
- ↑ الجاحظ، كتاب الحيوان، 1385-1389 هـ، ج 1، ص 185-187؛ ابن قتيبة، الامامة والسياسة، 1387 هـ، ج 1، ص 128؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960 م، ص 279.
- ↑ احمد بن حنبل، مسند الامام احمد بن حنبل، دار صادر، ج3، ص64، 197؛ ابن منظور، لسان العرب، ذيل سبت، سبد؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري: شرح صحيح البخاري، 1300-1301 هـ، ج 8، ص 54؛ العيني، عمدة القارئ: شرح صحيح البخاري، 1421 هـ، ج 22، ص 68، ج 25، ص 301-302.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387 هـ، ج 8، ص 123.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص113؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص62.
- ↑ النجار، الخوارج: عقيدة وفكرا وفلسفة، 1988م، ص144؛ معيطه، الاسلام الخوارجي، 2006م، ص14، 17؛ عقل، الخوارج: اول الفرق فى تاريخ الاسلام، 1419ق، ص24-25.
- ↑ أبوالنصر، الخوارج في الاسلام، 1949م، ص41، 101-102.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص78؛ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، 1411ق، ج5، ص57-58.
- ↑ الشيخ المفيد، الارشاد في معرفة حجج اللّه على العباد، 1414ق، ج2، ص10؛ بهاءالدين الأربلي، كشف الغمّة في معرفة الأئمة، 1405ق، ج2، ص162.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج5، ص169؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص165-166؛ العاملي، علي (ع) والخوارج، 1423ق، ج2، ص51؛ القلماوي، أدب الخوارج في العصر الأموي، 1945م، ص150-151.
- ↑ السبحاني، بحوث في الملل والنحل، 1371ش، ج5، ص158-174.
- ↑ البخاري، التاريخ الصغير، 1406ق، ج1، ص192-193؛ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج5، ص360، 373؛ أخبار الدولة العباسية، 1971م، ص297-300؛ الحميري، الحور العين، 1972م، ص185-187.
- ↑ ابن أعثم الكوفي، كتاب الفتوح، 1411ق، ج47، ص274؛ الشيخ المفيد، الاختصاص، 1402ق، ص122؛ العاملي، علي (ع) والخوارج، 1423ق، ج2، ص71-76، 94-96.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج4، ص26-27؛ ابنحزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320ق، ص386؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 1993م، ج1، ص28، ج6، ص2497؛ ابن كثير، البداية والنهاية، 1407ق، ج10، ص30.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج6، ص30؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص270-277.
- ↑ العاملي، دراسات وبحوث في التاريخ والاسلام، 1414ق، ج1، ص39-40؛ أخبار الدولة العباسية، 1971م، ص251؛ المسعودي، مروج الذهب، بيروت، ج4، ص79-80.
- ↑ أبو حاتم الرازي، كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، 1988م، قسم 3، ص 282؛ البغدادي، أصول الدين، 1346 هـ، ص 332؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، 1367 هـ، ص 73؛ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320 هـ، ج 2، ص 113؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387 هـ، ج 8، ص 113.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، 1341 ش، ص 85-86؛ البغدادي، الفرق بين الفرق، 1367 هـ، ص 82-83؛ الشهرستاني، الملل والنحل، 1415 هـ، ج 1، ص 140-141.
- ↑ الجرجاني، شرح المواقف، 1325 هـ، ج 8، ص 334؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387 هـ، ج 8، ص 114-118؛ الجرجاني، شرح المواقف، 1325 هـ، ج 8، ص 334-338.
- ↑ البغدادي، الفرق بين الفرق، 1367 هـ، ص 73؛ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320 هـ، ج 2، ص 113؛الإسفرايني، التبصير في الدين وتميز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين 1359 هـ، ص 26.
- ↑ الأشعري، المقالات والفرق، 1341 ش، ص 8؛ النوبختي، فرق الشيعة، 1355 هـ، ص 10.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، 1415 هـ، ج 1، ص 134.
- ↑ النوبختي، فرق الشيعة، 1355 هـ، ص 10؛ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320 هـ، ج 2، ص 113؛ الشهرستاني، الملل والنحل، 1415 هـ، ج 1، ص 134.
- ↑ أبو حاتم الرازي، كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، 1988م، قسم 3، ص 282؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387 هـ، ج 2، ص 274.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، 1415 هـ، ج 1، ص 140-141.
- ↑ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320 هـ، ج 4، ص 189.
- ↑ معطية، الإسلام الخارجي قراءة في الفكر والفن ونصوص مختار، ص26.
- ↑ معطية، الإسلام الخارجي قراءة في الفكر والفن ونصوص مختارة، ص26-27.
- ↑ عواجي، الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها، ص171.
- ↑ السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج5، ص235.
- ↑ السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج5، ص242.
- ↑ جولدزيهر، العقيدة والشريعة في الاسلام، 1378ق، ص193؛ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص60؛ كشّي، اختيار معرفة الرجال، 1348ش، ص229.
- ↑ الشيخ المفيد، الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة، 1374ش، ص85.
- ↑ امين، ضحي الاسلام، دار الكتاب العربي، ج3، ص334-337.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، طهران، 1417ق، ص227، 290.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، طهران، 1417ق، ص290.
- ↑ ابن النديم، الفهرست، طهران، 1417ق، ص227-228؛ سابعي، الخوارج والحقيقة الغائبة، 1420ق، ص28-39.
- ↑ تنوخي، نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة، 1391-1393ق، ج3، ص291.
- ↑ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص250-252، 256-258؛ سمعاني، شعر الخوارج، 1974م، ص10-27؛ قلماوي، أدب الخوارج في العصر الأموي، 1945م، ص46-48، 50.
- ↑ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص293-302؛ خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، 1415ق، ص251-252؛ الجاحظ، البيان والتبيين، 1367ق، ج2، ص126-129، 310-311؛ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج7، ص432-435؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج7، ص394-397.
- ↑ معروف، قراءة جديدة في مواقف الخوارج وفكرهم وأدبهم، 1988م، ص21-23؛ شلبي، موسوعة التاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية، 1982م، ج2، ص210-211؛ أخبار الدولة العباسية، 1971ق، ص335؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد، 1404ق، ج1، ص186.
- ↑ أبو النصر، الخوارج في الإسلام، 1949م، ص14، 21؛ بابطين، حركة الخوارج، 1409ق، ص250.
- ↑ الجاحظ، كتاب الحيوان، 1385-1389ق، ج6، ص455؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج7، ص396؛ ابن الجوزي، تلبيس إبليس، 1407ق، ص106، 110؛ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص60.
- ↑ ولهوزن، أحزاب المعارضة السياسية الدينية في صدر الإسلام، 1976م، مقدمة بدوي، ص13؛ معيطه، الإسلام الخوارجي، 2006م، ص17؛ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص55؛ ضيف، التطور والتجديد في الشعر الأموي، 1987م، ص87.
- ↑ أبو النصر، الخوارج في الإسلام، 1949م، ص21-23؛ أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، 1971م، ج1، ص70-71؛ معروف، الخوارج في العصر الأموي، 1406ق، ص21.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج5، ص49؛ معروف، قراءة جديدة في مواقف الخوارج وفكرهم وأدبهم، 1988م، ص25-26؛ بكاري، حركة الخوارج، 2001م، ص17.
- ↑ البلاذري، جمل من أنساب الأشراف، 1417ق، ج3، ص35-36، 56-57، 134-135؛ الدينوري، الأخبار الطوال، 1960م، ص151-152، 164-165؛ الطبري، تاريخ الطبري، بيروت، ج4، ص541-542؛ بابطين، حركة الخوارج، 1409ق، ص293، 200-302، 304؛ بكاري، حركة الخوارج، 2001م، ص11-15؛ عاملي، علي(ع) والخوارج، 1423ق، ج1، ص134-137.
- ↑ مطهري، الإسلام وحاجات العصر، صدرا، ج1، ص77.
- ↑ انظر على سبيل المثال: أبو حاتم الرازي، كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، 1988م، قسم 3، ص276؛ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320ق، ج4، ص161؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387ق، ج2، ص265-267.
- ↑ نصير الدين الطوسي، تجريد الاعتقاد، 1407ق، ص295؛ العلامة الحلي، كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، 1427ق، ص540؛ الفاضل المقداد، اللوامع الإلهية في المباحث الكلامية، 1380ش، ص372.
- ↑ انظر: ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1385-1387ق، ج8، ص114؛ الجرجاني، شرح المواقف، 1325ق، ج8، ص335؛ مكارم الشيرازي، تفسير نمونة، 1374ش، ج3، ص18.
- ↑ ابن حزم الأندلسي، الفصل في الملل والأهواء والنحل، 1317-1320ق، ج3، ص235-243؛ الجرجاني، شرح المواقف، 1325ق، ج8، ص324-325.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1385ـ1387 هـ/1965ـ1967 م(أفست، بيروت، د ت).
- ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، مجموع الفتاوى، تحقيق: مصطفي عبد القادر عطا، بيروت، 1421 هـ/2000 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، فتح الباري شرح صحيح البخاري، القاهرة، بولاق، 1300ـ1301 (طبعة أفست بيروت، د ت).
- ابن حزم الأندلسي، علي بن أحمد، الفصل في الملل والأهواء والنحل، مصر، 1317ـ1320ق (أفست، بيروت، د ت).
- ابن عبد ربّه، أحمد بن محمد، العقد الفريد، ج1 و2، تحقيق: مفيد محمد قميحة، بيروت، 1404 هـ/1983 م.
- ابن قتيبة، الإمامة والسياسة (المعروف بتاريخ الخلفاء)، تحقيق: طه محمد الزيني، القاهرة، 1387 هـ/1967م، (طبعة أفست بيروت، د ت).
- ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، 1407 هـ/1986 م.
- ابن ماكولا، علي بن هبة الله، الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، ج7، تحقيق: نايف عباس، بيروت، محمد أمين دمج، د ت.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب.
- أبو حاتم الرازي، أحمد بن حمدان، كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية، تحقيق: عبد اللّه سلوم السامرائي، بغداد، 1988 م.
- أبو سعدة، محمد، الخوارج في ميزان الفكر الإسلامي، القاهرة – مصر، د.ن، 1998 هـ.
- أبو شباب، أحمد عوض، الخوارج: تاريخهم فرقهم وعقائدهم، بيروت، 1426 هـ/2005 م.
- أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، بيروت، دار صادر، د ت.
- الأزهري، محمد بن أحمد، تهذيب اللغة، تحقيق: أحمد عبد الحليم البردوني، مراجعة: علي محمد البجاوي، د.م، د.ن، د.ت.
- الأصبحي، مالك بن أنس، موطأ مالك، دمشق – سوريا، دار القلم، ط 1، 1413 هـ - 1991 م.
- البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، أصول الدين، أسطنبول، 1346 هـ/1928م (أفست، بيروت، 1401 هـ/1981م).
- البغدادي، عبد القاهر بن طاهر، الفرق بين الفرق، تحقيق: محمد زاهد كوثري، القاهرة، 1367 هـ/1948 م.
- البلاذري، أحمد بن يحيي، جُمَل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت، 1417 هـ/1997 م.
- البيهقي، إبراهيم بن محمد، المحاسن والمساوي، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، 1380 هـ/1961 م.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، البيان والتبيين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، بيروت، 1367 هـ/1948 م.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، رسائل الجاحظ، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1384 هـ.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، كتاب الحيوان، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، مصر، 1385ـ1389 هـ/1965ـ 1969م (طبعة أفست بيروت، د ت).
- الحاكم النيشابوري، محمد بن عبد الله، المستدرك على الصحيحين، وبذيله التلخيص للحافظ الذهبي، بيروت، دار المعرفة، د ت.
- الحميري، نشوان بن سعيد، الحور العين، تحقيق: كمال مصطفي، 1972 م.
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطِّوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، القاهرة، 1960 م (أفست قم، 1368ش).
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، بيروت- لبنان، دار المسيرة، د.ت.
- السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنحل، مؤسسة الإمام الصادق
، قم - إيران، ط 3، 1433 هـ - 1391 ش. - الشريف الرضي، نهج البلاغة، تحقيق: محمد عبده، بيروت، د ت.
- الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، تحقيق محمد سيد كيلاني، بيروت - لبنان، دار المعرفة، د.ت.
- الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، د.م، الناشر: مؤسسة الحلبي، د.ت.
- الصالحي الشامي، محمد بن يوسف، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض، بيروت، 1414 هـ/1993 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، د.ن، د ت.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، تحقيق: محمد أبو الفضل ابراهيم، مصر، دار المعارف، ط 2، د.ت.
- العاملي، جعفر مرتضى، علي
والخوارج: تاريخ ودراسة، بيروت، 1423 هـ/2002 م. - العيني، محمود بن أحمد، عمدة القاري: شرح صحيح البخاري، تحقيق: عبد اللّه محمود محمد عمر، بيروت، 1421 هـ/2001 م.
- الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، مصر، مطبعة المصطفى البابي، د.ت.
- المسعودي، علي بن الحسن، مروج الذهب، تدقيق: يوسف أسعد داغر، بيروت- لبنان، دار الأندلس، ط 2، 1973 م.*
- المعتزلي، أبي القاسم البلخي، مقالات الاسلاميين، تحقيق: فؤاد سيد، تونس، الدار التونسية للنشر، 1393 هـ -1974 م.
- النجار، عامر، الخوارج: عقيدة وفكرا وفلسفة، القاهرة، 1988 م.
- عقل، ناصر بن عبد الكريم، الخوارج: أول الفرق في تاريخ الإسلام، الرياض، 1419 هـ/1998 م.
- عواجي، غالب بن علي، الخوارج تاريخهم وآراؤهم الاعتقادية وموقف الإسلام منها، د.م، د.ن، د.ت.
- معطية، أحمد، الإسلام الخارجي قراءة في الفكر والفن ونصوص مختارة، د.م، دار الحور للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1، 2000 م.
- معمر، علي يحيى، الإباضيّة بين الفرق الإسلامية، عمان - الأردن، د.ن، 1406 هـ.
- نصر بن مزاحم، وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، القاهرة، 1382 هـ (طبعة أفست قم، 1404ق).