حليمة السعدية، هي مرضعة النبي صلی الله عليه وآله وسلم من قبيلة هوازن، وبنت أبو ذؤيب بن عبد الله، وزوجها الحارث بن عبد العُزّى، ولها عدّة أبناء وهم: عبد الله بن الحارث، وأنيسة بن الحارث، والشيماء، لم يقبل النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم ثدي امرأة غيرها، وذكرت الأخبار باتفاق جميع المسلمين منقبتها ورعاية النبي صلی الله عليه وآله وسلم والاعتناء بها، وأسلمت هي وزوجها بعد بعثة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، وروت عنه الحديث، وتوفيت بعد عمرٍ طويل، ودُفنت في مقبرة البقيع.

حليمة السعدية
قبر حليمة السعدية في مقبرة البقيع
قبر حليمة السعدية في مقبرة البقيع
تاريخ ولادةقبل الإسلام
تاريخ وفاةسنة 8 هـ وعلى رواية في عهد عمر بن الخطاب
دفنمقبرة البقيع
دينالإسلام
أعمال بارزةمرضعة رسول الله (ص)


نسبها

هي: حليمة بنت أبي ذؤيب بن عبد الله،[١] بن الحارث بن سجنة بن جابر بن رزام بن ناصرة بن فُصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خَصفة بن قيس بن عيلان بن مُضر.[٢]

زوجها وأبنائها

كانت زوجة الحارث بن عبد العُزّى بن رفاعة بم مِلان بن ناصرة بن فُصية بن نصر بن سعد بن بكر بن هوازن، ويكنى أبا ذُؤيب. وأنجبت منه:[٣]

  • عبد الله بن الحارث.
  • أنيسة بنت الحارث.
  • حُذافة بنت الحارث وهي الشيماء، غلب ذلك على اسمها فلا تُعرف في قومها إلا به.

الرضاعة

كانت قريش ترسل أبناءها إلى قبائل البادية المحيطة بمكة، كقبيلة بني سعد بن بكر؛ لإرضاعهم لِما اشتهرت به تلك القبائل من صفاء اللسان ونقاء اللغة، فُعرض (ص) على حليمة السعدية، فتسلمته، ونشأ في بادية بني سعد، ولذلك قال النبي (ص): أنا أفصح من نطق بالضاد، بيد أني من قريش واسترضعتُ في بني سعد.[٤] وبناء على ذلك، كان من عادة أشراف مكة أنهم يرسلون الأطفال إلى البادية للرضاع، حيث يرون أنّ بذلك ينشأ أطفالهم؛ لأنهم أصح لساناً، وأقوى جناناً، وأصفى فكراً وقريحة.[٥]

قصة رضاعتها للنبي (ص)

روي أنّ عبد المطلب عرض على النبي (ص) نساء قريش وبني هاشم، فلم يقبل ثدي واحدة منهنّ، فقيل له: هناك امرأة عاقلة من بني سعد، وهي حليمة بنت أبي ذؤيب، فأرسل عبد المطلب لأبیها... إلى أن قال أبو حارث (أبوها) لعبد المطلب: هاتيك حليمة، فتسلمته واعتنت به.[٦]

إسلامها

جاء في كتب التاريخ أنها أسلمت وزوجها بعد أن قَدِمت على رسول الله (ص) بعد الإسلام.[٧]

منزلتها عند النبي (ص)

ذكر التاريخ وباتفاق جميع المسلمين إنّ إرضاعها النبي (ص) هو من فضل الله عليها، وقد حصلت على الخير والبركة بمقدمه (ص) عليها؛ لقيامها برعاية شؤونه وكفالته والعناية به. فقد جاء في الأخبار أنّه استأذنت امرأة النبي (ص) قد كانت قد أرضعته، فلما دخلت عليه قال: أمي أمي، وعمد إلى رداءه وبسطه لها، فقعدت عليه.[٨] وأنّ حليمة بنت عبد الله بن حارث مرضعة النبي (ص) جاءت إلى رسول الله (ص) بعدما تزوج خديجة، فبسط لها رداءه، فتشكّت جَدبَ البلاد وهلاك الماشية، فكلم رسول الله (ص) خديجة   فيها فأعطتها أربعين شاة وبعيرا واحدا ، وانصرفت إلى أهلها[٩]، وجاءت إليه يوم حُنين فقام إليها وبسط لها رداءه، فجلست عليه.[١٠] ولما علم بوفاة مرضعته حليمة السعدية ذرفت عينا رسول اللّه (ص) عليها.[١١]

 
القبر المنسوب إلى حليمة السعدية في البقيع

روايتها للأحاديث

روت عن النبي (ص) وروى عنها عبد الله بن جعفر، ومما روت حديث الرضاعة.[١٢] ولحليمة السعدية أحاديث وقصص، منها حديث شق الصدر وهو حادثة حصلت للنبي الأكرم (ص) في صغره عندما كان برعايةحليمة السعدية، فأخبرها النبي (ص) بنزول الملائكة عليه من السماء وشقّوا صدره، ليهيّئوه للنبوة.[١٣] وقد ذكر المحققون أدلة كثيرة في الرد على هذه الحكاية واعتبروها مختلقة.[١٤]

وفاتها

لم يُعرف تحديداً سنة وفاتها. لكن قيل: أنها عمّرت دهراً طويلاً ومكثت في المدينة المنورة حتى توفيت بعد السنة الثامنة من الهجرة، وقيل: إنّ قبرها شمال شرق قبر عثمان بن عفان في البقيع.[١٥]

ذات صلة

وصلات خارجية

الهوامش

  1. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.
  2. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 90.
  3. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 90.
  4. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.
  5. العاملي، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، ج 2، ص 147.
  6. ابن شاذان، الفضائل، ص 24 - 26.
  7. البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 419.
  8. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93.
  9. ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 1، ص 93.
  10. الأمين، أعيان الشيعة، ج 1، ص 219.
  11. محمد اليوسفي، موسوعة التاريخ الإسلامي، ج 3 ص 295.
  12. الطهطاوي، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، ج 1، ص 51.
  13. البكري، تاريخ الخميس، ج 1، ص 414.
  14. ابو ریة، أضواء علی‌ السنة المحمدیة، ص 187 - 188؛ الحسني، سیرة‌ المصطفی، ص 46؛ العاملی، الصحیح من سیرة النبی الاعظم، ج 2، ص 167 - 172.
  15. الأميني، بقيع الغرقد في دراسة شاملة، ج 1، ص 143.

المصادر والمراجع

  • ابوریه، محمود، أضواء علی‌السنة المحمدیة، قاهرة، دارالمعارف، د. ت.
  • الحسني، هاشم معروف، سیرة‌ المصطفی، بیروت، 1406 هـ..
  • العاملی، جعفر مرتضی، الصحیح من سیرة النبی الأعظم، قم، د.م، 1385هـ ش.
  • العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)، دار الحديث، قم-ايران، ط 2، 1428 هـ.
  • الزهري، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، ط 1، 1410 هـ.
  • البكري، حسين بن محمد، تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس، دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان، ط 1، 2009 م.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، دار التعارف، بيروت-لبنان، د.ط، 1406 هـ.
  • الطهطاوي، رفاعة رافع، نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز، دار الذخائر، القاهرة-مصر، ط 1، 1419 هـ.
  • اليوسفي الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، أضواء الحوزة، بيروت-لبنان، د. ط، 1433 هـ.
  • الأميني، محمد أمين، بقيع الغرقد في دراسة شاملة، دار الحديث، طهران-ايران، ط 1، 1428 هـ.
  • شاذان، سديد الدين بن جبرائيل، الفضائل، المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف، د. ط، 1381 هـ.