عمار بن ياسر، من صحابة الرسول (ص) والسابقين إلى الإسلام ومن شيعة الإمام علي (ع). تعرّض هو وأبوه وأمّه وأخوه لأشدّ أنواع التعذيب التي صبّها عليهم المشركون، فراح ضحيتها أبواه شهيدين.
معلومات شخصية | |
---|---|
الاسم الكامل | عمار بن ياسر بن عامر |
الكنية | أبو اليقظان |
اللقب | العنسي |
تاريخ الولادة | 57 أو 54 ق.هـ (570 م) |
الموطن | مكة - المدينة |
المهاجرون/الأنصار | مهاجر |
النسب/القبيلة | مذحج |
الأقرباء | والده: ياسر بن عامر - أمه: سمية بنت خباط |
الوفاة/الاستشهاد | ربيع الأول سنة 37 هـ - سوريا - استشهد في معركة صفين |
المدفن | مدينة الرقة في سوريا |
معلومات دينية | |
زمن الإسلام | في أوائل البعثة النبوية |
المشاركة في الحروب | جميع غزوات النبي - معركة الجمل - معركة صفين |
الهجرة إلى | الحبشة - المدينة |
سبب الشهرة | صحابي ومن أصحاب الإمام علي |
وبعد وفاة النبي (ص) كان عمار بن ياسر من الرافضين لبيعة أبي بكر والمدافعين عن أحقية علي بن أبي طالب بالخلافة، وفي زمن حكم عثمان بن عفان كان من المعترضين على حكمه وتصرفه في بيت المال وقد تعرض للتعذيب بسبب هذا الموقف.
في عصر خلافة أمير المؤمنين علي كان من الملازمين له وقد شهد معه معركة الجمل، وقد استشهد في معركة صفين سنة 37 هـ على يد جيش معاوية بن أبي سفيان، وقد قال النبي لعمار: تقتلك الفئة الباغية.
نسبه وإسلامه
- نسبه: هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانة بن قيس المذحجي ثم العنسي كنيته أبو اليقظان، وكان حليفا لـبني مخزوم،[١] أمّه سميّة وهي أوّل من استشهد في سبيل الله عز وجل.
- إسلامه: كان عمار من السابقين الأولين إلى الإسلام وكذا والداه، كما أنّ إسلامه كان بعد بضعة وثلاثين، وهو ممّن عذب في الله.[٢]
تحت سياط القرشيين
صبّت قريش في بدايات الدعوة الإسلامية سياطها على الثلة المؤمنة وعلى رأسهم: عمار، وأبوه ياسر، وأمّه سمية، وأخوه عبد الله، مع صهيب بن سنان وبلال والخباب بن أرت و...
فقد تعرض المؤمنون الأوائل لأبشع أنواع التعذيب، ليحيدوا عن إسلامهم، ويتراجعوا عن إيمانهم بنبيّ الإسلام، استشهد على أثر ذلك ياسر وسمية كأوّل شهيدين في قائمة شهداء الإسلام.[٣]
قال رسول الله (ص):
صبرا يا آل ياسر، إن موعدكم الجنة.
ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 4، ص1589
لمّا أخذ المشركون عماراً وعائلته، وسقط أبواه شهيدين تحت تعذيب المشركين قال لهم عمار– تحت شدة التعذيب- كلمة أعجبتهم تقيّة (أي: سبّ النبي (ص) وذكر آلهتهم بخير)، ثم تركوه، وخلّوا عنه، فلحق بـرسول الله ، فأخبروه بالذي كان من أمرهم، واشتد على عمار الذي كان تكلم به، فقال له رسول الله : كيف كان قلبك حين قلت الذي قلت؟ أكان منشرحاً بالذي قلت أم لا؟ قال: لا. فأنزل الله: ﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾، سورةالنحل: الأية16.[٤]
وروى ابن عبد البر عن أنس عن رسول الله أنه قال: «اشتاقت الجنة إلى علي ، وعمارٍ، وسلمان، وبلالٍ».[٥]
دوره في بناء مسجد قباء
لمّا قدم رسول الله المدينة، قال عمار: ما لرسول الله بُد أن نجعل له مكاناً إذا استظل من قائلته ليستظل فيه ويصلي فيه، فجمع حجارة فبنى مسجد قباء، فهو أوّل مسجد بني في الإسلام وكان ذلك على يد عمّار.[٦]
عصر الخلفاء
كان عمار من الجماعة التي امتنعت عن بيعة أبي بكر.[٧] لكنه شهد – أي اشترك في- اليمامة، فأبلى فيها أيضاً، ويومئذٍ قطعت أذنه.[٨]
و كان لعمّار مواقف مشرفة في الدفاع عن بيت مال المسلمين في زمن الخليفة الثالث حتى تعرّض بسببها لأشد العذاب، وهذا ما أثبتته الوثائق التأريخية، فقد روى المفيد في أماليه:
إن عثمان بن عفان بعث إلى الأرقم بن عبد الله وكان خازن بيت مال المسلمين، فقال له: أسلفني مائة ألف [ألف] درهم.
فقال له الأرقم: أكتب عليك بها صكاً للمسلمين.
قال: وما أنت وذاك لا أم لك، إنما أنت خازن لنا!.
فلما سمع الأرقم ذلك خرج مبادراً إلى الناس، فقال: أيها الناس! عليكم بمالكم، فإني ظننت أنّي خازنكم، ولم أعلم أنّي خازن عثمان بن عفان حتى اليوم، ومضى فدخل بيته.
فبلغ ذلك عثمان فخرج إلى الناس حتى دخل المسجد، ثم رقي المنبر، وقال: أيها الناس! إن أبا بكر كان يؤثر بني تيم على الناس، وإن عمر كان يؤثر بني عدي على كل الناس، وإني أوثر - والله - بني أمية على من سواهم. ولو كنت جالساً بباب الجنة، ثم استطعت أن أدخل بني أميّة جميعاً الجنة لفعلت، وإن هذا المال لنا فإن احتجنا إليه أخذناه، وإن رغم أنف أقوام!.
فقال عمار بن ياسر: معاشر المسلمين اشهدوا أن ذلك مرغم لي.
فقال عثمان: وأنت هاهنا ثم نزل من المنبر فجعل يتوطأه برجله حتى غشي على عمار، وحملوه وهو مغمى عليه إلى بيت أم سلمة.
فأعظم الناس ذلك، وبقي عمار مغمى عليه لم يصل يومئذ الظهر والعصر والمغرب، فلمّا أفاق قال: الحمد لله فقديما أوذيت في الله، وأنا أحتسب ما أصابني في جنب الله بيني وبين عثمان العدل الكريم يوم القيامة.
فبلغ عثمان أن عماراً عند أم سلمة، فأرسل إليها، فقال: مِمّا هذه الجماعة في بيتك مع هذا الفاجر أخرجيهم من عندك!!.
فقالت: والله ما عندنا مع عمار إلا بنتاه، فاجتنبنا يا عثمان، واجعل سطوتك حيث شئت، وهذا صاحب رسول الله يجود بنفسه من فعالك به!!.
فندم عثمان على ما صنع بعمار، فبعث إلى طلحة والزبير، فسألهما أن يأتيا عماراً، فيسألاه أن يستغفر له، فأتياه فأبى عليهما، فرجعا إلى عثمان فأخبراه.
ثم إنّ عماراً صلح من مرضه فخرج إلى مسجد رسول الله ، فبينما هو كذلك إذ دخل ناعي أبي ذر على عثمان من الربذة – حيث كان عثمان قد أبعده إلى الربذة قبل ذلك - فقال إنَّ أبا ذر مات بالربذة وحيداً، ودفنه قوم سفر.
فاسترجع عثمان وقال: رحمه الله.
فقال عمار: رحم الله أبا ذر من كل أنفسنا. فقال له عثمان: وإنك لهناك بَعدُ – ووجه إليه كلمات قبيحة جداً- أتراني ندمت على تسييري إيّاه!!.
فقال له عمّار: لا والله ما أظن ذاك.
قال عثمان: وأنت أيضاً فالحق بالمكان الذي كان فيه أبو ذر فلا تبرحه ما حيينا.
قال: عمار أفعل والله لـَمجاورة السباع أحبّ إليّ من مجاورتك، فتهيّأ عمار للخروج وجاءت بنو مخزوم إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فسألوه أن يقوم معهم إلى عثمان يستنزله عن تسيير عمار، فقام، فسأله فيهم، ورفق به حتى أجابه إلى ذلك.[٩]
قول النبي عمار تقتله الفئة الباغية
اشتهر بين الصحابة مقولة النبي الأكرم لعمار، عمار تقتله الفئة الباغية،[١٠] وكانوا يترقبون تحقق تلك النبوءة المحمدية فيه، وقد وصف ابن عبد البر الحديث بقوله: وتواترت الآثار عن النبي أنه قال: «تقتل عمار الفئة الباغية». وهذا من إخباره بالغيب وإعلام نبوته وهو من أصح الأحاديث.[١١] وقيل أن خزيمة بن ثابت شهد الجمل وهو لا يسل سيفاً، وشهد صفين وقال: أنا لا أصل أبداً حتى يقتل عمار. فأنظر من يقتله فإنّي سمعت رسول الله يقول: تقتله الفئة الباغية، فلمّا قتل عمار بن ياسر قال خزيمة: قد بانت لي الضلالة، واقترب فقاتل حتى قتل.[١٢]
ولمّا استشهد عمار صلّى عليه أمير المؤمنين .[١٣] وقال ابن عبد البر: ودفنه علي في ثيابه، ولم يغسله. وروى أهل الكوفة أنّه صلّى عليه، وهو مذهبهم في الشهداء إنهم لا يغسلون، ولكنهم يصلّى عليهم. وكانت سنّ عمار يوم قتل نيفاً على تسعين، وقيل: ثلاثاً وتسعين. وقيل: إحدى وتسعين. وقيل اثنتين وتسعين سنة.[١٤]
الأبحاث ذات الصلة
الهوامش
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 43.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 43.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 13، ص 28.
- ↑ الأمين، أعيان الشيعة، ج 13، ص 28.
- ↑ ابن عبد البرّ، الإستعياب في معرفة الأصحاب، ج 3، ص 229.
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 4، ص 46.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 1، ص 524.
- ↑ ابن عبد البرّ، الإستعياب في معرفة الأصحاب، ج 3، ص 228.
- ↑ المفيد، الأمالي، ص 85-82.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 251-253. ونقل ابن سعد العبارة المذكورة مع تغيير طفيف في العبارة لكن بنفس المضمون وعلى الشكل التالي: عمار تقتله الفئة الباغية ونقل هذا في الصفحات المذكورة بأسناد مختلفة.
- ↑ ابن عبد البرّ، الإستعياب في معرفة الأصحاب، ج 3، ص 231.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 259.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 3، ص 262.
- ↑ ابن عبد البرّ، الإستعياب في معرفة الأصحاب، ج 3، ص 231.
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، علي بن محمد، أسد الغابة، بيرو ت - لبنان، دار الكتاب العربي، د.ت.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيرو ت - لبنان، دار صادر، د.ت.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الإستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق وتعليق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيرو ت - لبنان، دارالکتب العلمية، 1415 هـ/ 1995 م.
- الأمين، محسن بن عبد الكريم، أعيان الشيعة، حققه وأخرجه وعلق عليه: حسن الأمين، بيروت - لبنان، دار التعارف للمطبوعات، 1420 هـ/ 2000 م.
- المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، مشهد - إيران، آستان قدس رضوى، 1364 هـ.
- اليعقوبي، أحمد بن إسحاق، تاريخ اليعقوبي، طهران - إيران، علمي وفرهنگي، 1378 هـ.
وصلات خارجية