البراق
البراق، دابّة بيضاء تُشبه الفرس، نزلت من السماء لتنقل النبي محمد في رحلة الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ووسيلة هذه الرحلة هي البُرَاق، وعند ما وصل النبي (ص) إلى بيت المقدس قد ربطه على حائطٍ وأتمّ صلاته، ثمّ عرج إلى السماء في رحلة أخرى تُكمّل الأولى تُسمّى رحلة المعراج.
تعريفها
- لغةً: جاءَ في كتاب لسان العرب: أبرَق بسيفه يُبْرق إذا لمع به. وما برَق في السماء نجم أي: ما طلع، وكله من البرق، والبُرَاق: دابّة يركبها الأَنبياء ، مشتقة من البَرْق، وقيل: البُرَاق فرس جبرئيل .[١]
- اصطلاحاً: جاءَ في کتاب عوالم العلوم والمعارف: البراق- بضمّ الباء-: وهي دابّة ركبها رسول اللّه ليلة الإسراء، وسُمّي بذلك لنصوع لونه وشدّة بريقه، وقيل: لسرعة حركته تشبيهاً بالبرق.[٢]
جاءَ في كتاب عیون أخبار الرضا : قال رسول اللّه : إنّ اللّه سخّرَ ليَ البُرَاقَ وهي دابّةٌ من دوابِّ الجنّة ليست بالقصير ولا بالطويل، فلو أنّ اللّه تعالى أذِنَ لها لجالت الدنيا والآخرة في جريةٍ واحدةٍ، وهي أحسنُ الدوابِّ لوناً.[٣]
وصف البراق
- عن الإمام الباقر قال: أتى جبرئيلُ رسُول اللّه بالبُرَاق أصغرَ منَ البغلِ، وأكبرَ من الحِمارِ، مُضطرِبَ الأذُنينِ، عينيهِ فِي حافرِهِ، وخُطاهُ مدَّ بصرِهِ، وإِذا انتهى إِلى جبلٍ قَصُرَت يداهُ وطالت رِجلاهُ، فإِذا هبط طالت يداهُ وقصُرَت رِجلاهُ، أهدَبَ العُرفِ الأيمنِ، لهُ جناحانِ من خلفهِ.[٤]
- عن الإمام الصادق: جاءَ جبرئيلُ رسولَ الله وهو بالأبطح بالبُرَاق، أصغرَ من البغلِ وأكبرَ من الحمارِ، عليه ألفُ ألفُ مِحفةٍ من نور.[٥]
- عن ابن عباس: إنّ النبي لما جاءَ جبرئيل ليلة الإسراء بالبُراق وأمره عن أمرِ الله بالركوب قال: ما هذه؟ فقال: دابّةٌ خُلقت لأجلك ولها في جنّة عدن ألف سنة. فقال: له النبي: وما سير الدابّة؟ فقال: إن شئتَ أن تجوز بها السموات السبع والأرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام مرّة كلمح البصر قدَرت.[٦]
البراق مركب النبي
جاءَ في تفسير روح المعاني: إنّه كان للنبي ليلة الإسراء خمسة مراكِب، الأول: البُرَاق إلى بيت المقدس، الثاني: المعراج منه إلى السماء الدنيا، الثالث: أجنحة الملائكة منها إلى السماء السابعة، الرابع: جناح جبرئيل منها إلى سدرة المنتهى، الخامس: الرفرف منها إلى قاب قوسين، ولعل الحكمة في الركوب إظهار الكرامة وإلا فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يوصله إلى أيّ موضع أراد في أقل من طرفةِ عين.[٧]
ما يتعلق في البراق
- رحلة الإسراء وردت في نص قرآني، حيث قال تعالى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾.[٨] جاءَ في تفسير التبيان للطوسي: إنّ النبي صلّى المغرب في المسجد الحرام، ثمّ أُسري به إلى بيت المقدس من ليلته، ثمّ رجع فصلّى الصبح في المسجد الحرام.[٩]
- رحلة المعراج، قد ورد ذكرها كثيراً في الروايات، وروي عن علي(ع) أن النبي أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى مسيرة شهر، وعُرج به في ملكوت السموات مسيرة خمسين ألف عام في أقل من ثُلُث ليلة حتى انتهى إلى ساقِ العرش.[١٠]
البراق مركب الأنبياء
جاءَ في قصص الأنبياء من أنّ البُرَاق مركِب للأنبياء، فقد جاء عن الإمام الصادق قال: إنّ إبراهيم كان نازلاً في بادية الشّام فلمّا وُلِد لهُ من هاجر إسماعيل اغتمّت سارة من ذلك غمّاً شديداً لأنّه لم يكن له منها ولدٌ، فشَكا إبراهيم ذلكَ إلى اللّه عزّ وجلّ، فأمرَه اللّه أن يُخرِج إسماعيل وأُمّهُ، فقال: يا ربِّ إلى أيِّ مكانٍ، قال: إلى حرمِي وأمنِي وأوّل بُقعَةٍ خَلقتُها من الأرض وهي مكّة، فأنزَل اللّه عليهِ جبرائيل بالبُرَاق، فحَمَل هاجر وإسمَاعيل حتى وصل مكّة موضِع البيت.[١١]
البراق وآثاره
- إنّ رسول الله قيّد البُرَاق بالصخرة المقدسة حين بلغ به الإسراء إلى بيت المقدس، كما جاءَ عن رسول الله أنّه قال: ثمّ ركبت فمضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس، فربطت البُرَاق بالحلقة التي كانت الأنبياء تربطه بها، فدخلت المسجد ومعي جبرئيل إلى جنبي، فوجدنا إبراهيم وموسى وعيسى فيمن شاء الله من أنبياء الله .[١٢]
- وجاءَ أيضاً إنّ رسول الله قال: حتى أتينا بيت المقدس، فلما انتهينا إلى باب المسجد أنزلني جبريل، وربط البُرَاق بالحلقة التي كان يربط بها الأنبياء.[١٣]
- وحتى الآن يُسمى الجدار الغربي للحرم القدسي بجدار البُرَاق عند المسلمين، ويُسمّى أيضاً بحائط المبكى عند اليهود.[١٤]
الهوامش
- ↑ ابن منظور، لسان العرب، ج 10، ص 14.
- ↑ عوالم العلوم والمعارف، ص 1155.
- ↑ عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 24.
- ↑ الكليني، الكافي، ج 15، ص 792.
- ↑ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 6، ص 26.
- ↑ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 6، ص 29.
- ↑ الألوسي، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج 15، ص 14.
- ↑ الإسراء: 1.
- ↑ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن، ج 8، ص 421.
- ↑ البحراني، البرهان في تفسير القرآن، ج 6، ص 26.
- ↑ القمي، تفسير القمي، ج 1، ص 59.
- ↑ الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 13، ص 8.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 36.
- ↑ المغنية، التفسير الكاشف، ج 5، ص 11.
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، عزّ الدين، الكامل في التاريخ، بيروت-لبنان، مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1432 هـ.
- ابن منظور، محمد، لسان العرب، بيروت-لبنان، دار الفكر، ط 3، 1414 هـ.
- ابن بابويه، الصدوق، محمد، عيون أخبار الرضا، طهران-ايران، جهان، ط 1، 1378 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1427 هـ.
- القمي، علي، تفسير القمي، النجف – العراق، مكتبة الهدى، ط 3، 1378 هـ.
- البحراني، عبد الله، عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال، قم- ايران، مؤسسة الامام المهدي، ط 1، 1413 هـ.
- الكليني، محمد، الكافي، طهران ـ ايران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 هـ.
- الطوسي، محمد، التبيان في تفسير القرآن، قم-ايران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1430 هـ.
- الزمخشري، جار الله، الكشّاف، بيروت- لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الآلوسي، شهاب، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت-لبنان، دار إحياء التراث العربي، د. ط. ت.
- الطباطبائي، محمد، الميزان في تفسير القرآن، قم-ايران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- المغنية، محمد، تفسير الكاشف، بيروت-لبنان، دار الأنوار، ط 4، د.ت.