الخطبة الشعبانية
الخطبة الشعبانية هي خطبة النبي محمد في آخر جمعة من شهر شعبان، وهي من الخطب المهمة التي أَوْلاها علماء الشيعة اهتمامهم سواءً على مستوى بيان الفضائل والتأمل في فقراتها، أو على مستوى الشرح وبيان مطالبها. والخطبة مشتملة على فقرات في الترغيب والاستعداد لاستقبال شهر رمضان والترهيب من ارتكاب الأخطاء والزلات فيه.
رواية الخطبة
هناك روايتان في خصوص آخر جمعة من شعبان، إحداهما عن الصادق عن آبائه عن النبي الأكرم ،[١] والأخرى عن الرضا عن آبائه عن النبي الأكرم.[٢] والثانية هي المشهورة المتداولة.
سند الرواية
- أما الرواية الأولى: فيمكن تصحيح سندها من طريق الصدوق إلى أبي الورد : الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي الورد . وهذا سند صحيح.[٣]
- وأما الرواية الثانية فقد عبر عنها الشيخ محمد تقي المجلسي بأنها موثقة كالصحيح .[٤] وذلك لوجود ابنا فضّال في سندها، والمتقدمون يَرَوْنَ أنّ ما رُوِيَ عنهما إنّما كان قبل الانحراف عن المذهب الحق ، وأما بعد الانحراف فهم معتقدون أن الأصحاب قد أعرضوا عن الرواية عنهم.
شروح الخطبة
هناك العديد ممن قاموا بشرح وبيان فقرات هذه الخطبة الشريفة، ومن ذلك مثلاً: كتاب " نور عرفان في شرح خطبهء شعبان ـ بالفارسية" لآقا محمد تقي بن محمد باقر نجفي الأصفهاني.[٥]
مضامين الخطبة
أشارت الخطبتان إلى نقاط مهمة وهي باختصار:
- الإعداد لاستقبال الشهر المقبل والإعلام بأنه شهر الله .
- بيان أن هذا الشهر المبارك هو بذاته رحمة وليس فقط شهر الرحمة.
- بيان خصوصية زمانية للشهر المبارك تميزه عن باقي الشهور.
- خصوصيات أفعالية كثيرة لا توجد إلا في شهر رمضان.
- أجواء رمضانية يعيشها المؤمن ينبغي اغتنامها.
- الصفاء الباطني والروحي المستتبع للنية الصافية في الشهر الفضيل.
- المواجهة مع سُلطان العادات والنفس.
- تفرّد شهر رمضان بالتوفيق لتلاوة القرآن الكريم على مدى 30 يوما وليلة.
- التدرّب على الجوع في قبال جوع وعطش آخر.
- التدرّب على الرأفة والرحمة بالنفس والآخرين .
- حفظ النفس بحفظ الجوارح الظاهرة (اللسان، السمع، البصر).
- العلاقات الاجتماعية والرأفة بالأيتام والمحرومين.
- الوصول إلى النتيجة والمراد من خوض التجربة الروحية في هذا الشهر المبارك ألا وهي " التوبة النصوح " .
ثم سأل الإمامُ علي (ع) النبيَ (ص) عن أفضل الأعمل في هذا الشهر، فأجاب النبي (ص) إنه الورع عن محارم الله تعالى، ثم بكى النبي (ص) وبشّر الإمام علي (ع) بالشهادة في هذا الشهر، وذكر فضائل للناس في حق الإمام وأنه من أنكر إمامة أمير المؤمنين علي (ع) فقد أنكر نبوته.[٦]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
المصادر والمراجع
- آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث، قم، مكتبة الداوري، د.ت.
- الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، تحقيق: مؤسسة البعثة، قم، مركز الطباعة والنشر في مؤسسة البعثة، ط 1، 1417 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا (ع)، طهران، جهان للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1378 هـ.
- الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط 3، 1317 ش.
- المجلسي، محمد تقي، روضة المتقين، قم، د.ن، د.ت.