شهادة السيدة فاطمة (ع)، هي إحدى المعتقدات المعروفة والقديمة عند الشيعة، حيث يعتقد الشيعة بأنّ فاطمة بنت النبي محمد لم تمت موتاً طبيعياً، بل استشهدت على أثر ما أصابها من قبل بعض صحابة النبي، وأن السبب الرئيسي في شهادتها هو عمر بن الخطاب.
يعود أساس الخلاف بين أهل السنة والشيعة في قضية شهادتها إلى الفترة القصيرة في حياتها بعد رحيل النبي، وما صاحبه من نزاعات على خلافة النبي، والأحداث التي وقعت سنة 11 هجرية، حيث وقع الخلاف في تاريخ شهادتها بعد وفاة النبي، وأنها مضت شهيدة بعد كسر أضلاعها وسقط جنينها كما يعتقده معظم الشيعة، وبين أنها توفيت بالموت الطبيعي على أثر المرض وما أصابها من الغم والهمّ لوفاة النبي الأكرم كما يعتقده أهل السنة.
تقيم الشيعة لها العزاء في الأيام الفاطمية، مستندين في استشهادها إلى الروايات، منها: رواية عن الإمام الكاظم (ع) التي ورد فيها أن السيدة فاطمة (ع) صديقة شهيدة، وقد أورد المتكلم الشيعي محمد بن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة رواية عن الإمام الصادق (ع) أنها استشهدت بسبب سقط جنيها إثر ما أصابها من الضرب، ومن أبرز ما تحدثت به الروايات عن الاستشهاد هو حادثة الهجوم على بيت فاطمة والإمام علي، وسقط جنينها المحسن، ولطمها وضربها.
حاول بعض الباحثين تشويه صحة الروايات الواردة حول إحراق بيت الإمام علي وفاطمة، وذلك من خلال إثارة إشكالات وتساؤلات تاريخية في هذا الشأن، وقد أجاب عليها الباحثون والمؤرخون، منهم السيد جعفر مرتضى العاملي (ت 1441 هـ).
بحسب الروايات المتعددة أن فاطمة دفنت ليلاً، وأورد الباحث في التاريخ الإسلامي يوسفي الغروي أن فاطمة هي التي أوصت بأن تُدفن ليلاً لكراهتها من أن يحضر تشييع جنازتها ودفنها من ظلمها. ويذهب المرجع الديني في القرن الخامس عشر الميرزا جواد التبريزي إلى أن ما قاله الإمام علي حين دفن فاطمة، ورواية الإمام الكاظم، ورواية الإمام الصادق، واختفاء قبرها ووصيتها بدفنها ليلاً، من أوضح الدلائل على إثبات شهادتها.
أهمية القضية
إن قضية استشهاد فاطمة الزهراء من المعتقدات المهمة عند الشيعة، حيث يعتقدون أنها لم تمت موتاً طبيعياً، بل توفيت بما أصابها من الضرب واللطم على يد بعض صحابة النبي ، وبذلك مضت شهيدة بعد كسر أضلاعها وسقط جنينها، في قِبال ما ذهب إليه أهل السنة بأنها توفيت بالموت الطبيعي أو على أثر المرض وما أصابها من الغم والهمّ لـوفاة النبي الأكرم .[١] وقد تعد هذه القضية من الأمور الخلافية بين الشيعة وأهل السنة،[٢]
إن للشيعة موسم عزاء باسم الأيام الفاطمية، وذلك لإقامة العزاء على شهادة السيدة الزهراء ،[٣] كما وقع الخلاف في تاريخ شهادتها بين أربعين يوماً بعد وفاة النبي ،[٤] وبين (75) يوماً، أي: 13 جمادى الأولى،[٥] و(95) يوماً،[٦] أي: 3 جمادى الآخرة[٧] التي هي من أشهر الأقوال عند الشيعة.[٨]
يُقيم الشيعة في مختلف البلدان العزاء لها بهذه المناسبة، كما يُعدّ في إيران يوم 3 من جمادى الآخرة[٩] عطلة رسمية،[١٠] وبما أن الشيعة تعتقد بأن السبب الرئيسي في استشهاد فاطمة هو عمر بن الخطاب، فإنهم يلقون الكلمات التي تذمه في أكثر مجالس العزاء التي تنعقد فيها،[١١] وبلغت هذه القضية درجة جعلت بعض الشيعة يفرحون بيوم 9 ربيع الأول وهو يوم مقتل عمر بن الخطاب على رواية، وهناك من عدّه عيداً تحت عنوان عيد الزهراء .[١٢]
التاريخ
الاسم | فاطمة |
---|---|
الكنية | أم أبيها - أم الحسن - أم الحسين |
تاريخ الميلاد | 20 جمادى الآخرة من السنة الخامسة للبعثة |
تاريخ الوفاة | 3 جمادى الآخرة سنة 11 للهجرة |
مكان الميلاد | مكة |
مكان الدفن | غير معلوم |
مدة حياته | 18 سنة |
الألقاب | الزهراء، الصديقة، الكوثر، المرضية، الراضية، سيدة نساء العالمين، البتول، |
الأب | الرسول الأعظم(ص) |
الأم | خديجة بنت خويلد |
الزوج | الإمام علي(ع) |
الأولاد | الحسن، الحسين، زينب، أم كلثوم، المحسن |
إن الخلاف حول موضوع شهادة السيدة فاطمة عليها السلام أو موتها الطبيعي خلاف طويل يعود على قرون متمادية، فبناء على قول بعض الباحثين ورد في كتاب "التحريش" لضرار بن عمرو والذي ألف في القرن الثاني للهجرة، أن الشيعة تعتقد بأن فاطمة توفيت على أثر ما ضربها عمر بن الخطاب.[١٣] وقد أشار عبد الله بن يزيد الفزاري وهو من متكلمي القرن الثاني للهجرة في كتاب "الردود" إلى أن الشيعة تعتقد بأن فاطمة أسقطت جنينها بسبب ما أصابها من الضرب والإيذاء من قبل بعض الصحابة.[١٤] وقال محمد حسين كاشف الغطاء (وفاة 1373 هـ) أن شعراء الشيعة في القرن الثاني والثالث أمثال الكميت الأسدي، والسيد الحميري، ودعبل الخزاعي وغيرهم أوردوا في أشعارهم وقصائدهم ما أصاب فاطمة من الظلم والاضطهاد.[١٥]
وذكر عبد الكريم الشهرستاني (وفاة 548 هـ) وهو باحث سني في الفرق الإسلامية، أن إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة 221 هـ) كان يذهب أن فاطمة أسقطت جنينها إثر ما أصابها من ضرب عمر بن الخطاب،[١٦] وحسب ما أورده الشهرستاني فإن ما ذهب إليه النظام المعتزلي جعلته أن يبتعد عن أقرانه.[١٧] وأشار الالقاضي عبد الجبار المعتزلي (وفاة 415 هـ) في كتاب "تثبيت دلائل النبوة" إلى ما تعتقده الشيعة حول ما تلقته فاطمة من الضرب واللطم وإسقاط الجنين، كما ذكر أسماء بعض علماء الشيعة المعاصرين له في مصر وبغداد وبعض مناطق الشام، ويقول بأنهم يقيمون العزاء لفاطمة وابنها المحسن.[١٨] وبالنسبة إلى كتب أهل السنة فإنها تعتبر من يعتقد بشهادة السيدة الزهراء (ع) رافضيا.[١٩]
جذور الخلاف
يعود أساس الخلاف في قضية شهادة فاطمة إلى أنّ فاطمة توفيت بعد فترة قصيرة من رحيل النبي (ص) وأثناء النزاعات على خلافة النبي، فبعد أن بايع جماعة من المهاجرين والأنصار أبا بكر في سقيفة بني ساعدة، امتنع جماعة أخرى من الصحابة عن مبايعة أبي بكر، وذلك بناء على وصية النبي بالخلافة لعلي بن أبي طالب، وعليه أمر أبو بكر عمرَ بن الخطاب وجماعة أخرى أن يتوجهوا إلى بيت علي (ع) لأخذ البيعة منه، فهدّد عمر بإحراق البيت على من فيها إذا لم تتم البيعة.[٢٠] وفي هذه الفترة واحتجاجا على مصادرة فدك من قبل عمّال أبي بكر، التقت فاطمة بأبي بكر وطالبت منه إرجاع فدك،[٢١] وبعد امتناع جهاز الخلافة من إرجاع فدك ألقت خطبة احتجاجية في مسجد النبي.[٢٢]
وتتفق أغلب المصادر الشيعية أن المحسن وهو جنين فاطمة أُسقط إثر الهجوم على البيت،[٢٣] وهناك بعض مصادر أهل السنة تذهب أنه وُلد حيا، ثم مات طفلا،[٢٤] وعلى رغم ذلك، فقد أشار شارح نهج البلاغة ابن أبي الحديد المعتزلي (وفاة 656 هـ) في مناظرة مع أستاذه أبي جعفر النقيب إلى أن المحسن أُسقط في أحداث أخذ البيعة من علي (ع)،[٢٥] كما ينسب هذا الرأي إلى إبراهيم بن السيار الشهير بالنَظّام المعتزلي (وفاة 221 هـ).[٢٦]
وبناء على روايات متعددة أن فاطمة دفنت ليلا،[٢٧] وأورد الباحث الإسلامي في التاريخ في القرن الخامس عشر للهجرة يوسفي الغروي أن فاطمة هي التي أوصت بأن تُدفن ليلا؛[٢٨] إذ ورد في عدة روايات[٢٩] أن فاطمة كرهت أن يحضر تشييع جنازتها ودفنها من ظلمها.
مصادر الشيعة لإثبات الشهادة ودلائلهم
20 جمادي الآخرة | ولادتها |
10 رمضان | وفاة أمها خديجة الكبرى |
أواخر شهر صفر | عقدها بـعلي بن أبي طالب |
1 ذي الحجة
السنة 2 هـ |
زواجها بعلي(ع) وبداية الحياة المشتركة |
15 رمضان | مولد الحسن (ع)
أكبر أولدها |
7 شوال | حضورها بعد أحد لضماد جراحة الرسول (ص) |
3 شعبان | مولد الحسين (ع)
ابنها الثاني |
5 جمادى الأولى | مولد بنتها زينب الكبرى |
السنة 6 هـ | مولد بنتها الثانية أم كلثوم |
السنة 7 هـ؟ | منح النبي (ص) فدكا لها |
24 ذي الحجة | مع رسول الله في المباهلة |
28 صفر | رحيل الرسول (ص) |
ربيع الأول | مصادرة فدك بأمر من أبي بكر |
ربيع الأول
السنة 11 هـ |
إلقاء الخطبة الفدكية في مسجد النبي (ص) |
ربيع الأول
السنة 11 هـ |
بناء بيت الأحزان في البقيع على يد علي(ع) لتقيم الزهراء فيه المأتم على أبيها |
ربيع الثاني
السنة 11 هـ |
الهجوم على بيت الزهراء وإصابتها وطرح ابنها المحسن |
13 جمادى الأول أو
3 جمادى الآخرة السنة 11 هـ |
الشهادة |
وتستند الشيعة لاستشهاد السيدة الزهراء (ع) على روايات، منها: رواية عن الإمام الكاظم (ع) ورد فيها أن السيدة فاطمة (ع) صدّيقة شهيدة،[٣٠] وقد أورد المتكلم الإمامي محمد بن جرير الطبري في كتاب دلائل الإمامة رواية عن الإمام الصادق (ع) أنها استشهدت بسبب إسقاط جنيها بسب ما أصابها من الضرب،[٣١] وبناء على هذه الرواية أن قنفذ وهو عبد لعمر بن الخطاب ضربها بأمر عمر،[٣٢] وعلى رواية أخرى وردت في نهج البلاغة تحدث الإمام علي (ع) عن تضافر الأمّة على هضم فاطمة.[٣٣]
ويعدّ المرجع الديني في القرن الخامس عشر الميرزا جواد التبريزي ما قاله الإمام علي (ع) حين دفن فاطمة (ع)، ورواية الإمام الكاظم (ع)، ورواية الإمام الصادق (ع) في دلائل الإمامة، واختفاء قبر فاطمة (ع)، ووصيتها بأن تُدفن ليلاً من الدلائل لإثبات شهادتها.[٣٤]
مصادر الشيعة
وقد ورد في كتاب الهجوم تأليف عبد الزهراء مهدي في القرن الخامس عشر 260 رواية وخبر تاريخي عن طريق 150 روايا ومؤلفا شيعيا، حيث تتحدث كل واحدة منها عن قسم من أسباب شهادة فاطمة الزهراء، مثل الهجوم على بيت فاطمة، وإسقاط جنينها، ولطمها وضربها بالسياط.[٣٥] كما أن أقدم مصدر استند عليه كتّاب الشيعة ومؤلفيها في هذا المجال هو كتاب سليم بن قيس المتوفى سنة 90 للهجرة،[٣٦] وبناء على ما أورده الشيخ الطوسي (وفاة 460 هـ) في كتاب تلخيص الشافي، ليس هناك أي خلاف بين الشيعة أن عمر ضرب بطن فاطمة فأسقطت بذلك جنينها،[٣٧] وقد ورد روايات كثيرة عن الشيعة في هذا الخصوص.[٣٨]
استناد الشيعة إلى مصادر أهل السنة
تستند الشيعة لإثبات بعض الأحداث التي تنتهي إلى استشهاد فاطمة الزهراء (ع) إلى مصادر عديدة من الكتب الحديثية والتاريخية وحتى الفقهية لأهل السنة، على سبيل المثال: سعى كتاب الهجوم على بيت فاطمة من خلال ذكر 84 راويا ومؤلفا أن يجمع الأخبار الواردة في كتب أهل السنة حول الهجوم على بيت فاطمة،[٣٩] ويعد كتاب المغازي تأليف موسى بن عقبة (وفاة 141 هـ) أقدم مصدر في هذا المجال.[٤٠]
وقد جمع حسين غيب غلامي (ولادة 1338 ش) في كتاب إحراق بيت فاطمة في الكتب المعتبرة عند أهل السنة أكثر من 20 رواية من كتب ورواة أهل السنة،ref>غیبغلامی، احراق بیت فاطمه، 1375ش.</ref> وكانت أول رواية له نقلها عن كتاب المصنف لابن أبي شيبة (وفاة 235 هـ)،[٤١] وآخر رواية وردت في الكتاب نقلها عن كتاب كنز العمال للمتقي الهندي (وفاة 977 هـ)، كما أن في كتاب تحت عنوان «شهادت مادرم زهرا افسانه نیست» (التعريب: شهادة أمي الزهراء ليست أسطورة) يستند المؤلف إلى 18 كتاب من أهل السنة ويروي أحداث الهجوم على بيت فاطمة.[٤٢] وقد سعت مثل هذ المصادر أن تذكر قضية أخذ البيعة من الإمام علي وتهديده بحرق بيته في يوم البيعة بشتى العبارات ومن مختلف الرواة.[٤٣]
بعض التساؤلات حول الواقعة
حاول بعض الباحثين والكتّاب أن يشوّهوا صحة الروايات الواردة حول إحراق بيت الإمام علي وفاطمة (ع)، وذلك بتوجيههم اشكالات وتساؤلات تاريخية في هذا الشأن، منها: إنّ بيوت المدينة آنذاك ليست فيها أبواب، أو عدم حماية علي (ع) وآخرين عن فاطمة (ع) عند الهجوم، أو يشككوا في إسقاط جنين فاطمة الزهراء، وقد أجاب الباحثون والمؤرخون، منهم السيد جعفر مرتضى العاملي (وفاة 1441 هـ) على هذه الإشكالات والتساؤلات والشبهات.[٤٤]
هل كانت بيوت المدينة آنذاك دون أبواب؟
يقول البعض أن بيوت المدينة آنذاك ليست فيها أبواب،[٤٥] واستنتجوا من هذه المعلومة أن إضرام النار في بيت فاطمة غير صحيح، في قبال ذلك، يذكر جعفر مرتضى في كتاب مأساة الزهراء مصادر يثبت من خلالها أن وجود الأبواب للبيوت آنذاك أمر متداول ورائج، وأن بيت فاطمة أيضا كان له باب.[٤٦]
لماذا لم يدافع علي وآخرون عنها؟
من التساؤلات المطروحة حول قضية الهجوم على بيت فاطمة (ع) واستشهادها، لماذا سكت الإمام علي (ع) في الدفاع عن فاطمة في حين أنه رجل معروف بالشجاعة، وكذلك لماذا سائر الصحابة لم يبادروا لحمايتها؟[٤٧] وفضلا عن أهل السنة، فإن المرجع الديني في القرن الرابع عشر محمد حسين كاشف الغطاء طرح مثل هذا السؤال.[٤٨] وكان الرد الأساسي للشيعة على هذا السؤال هو أّن علياً (ع) كان مأمورا من النبي (ص) أن يصبر، ويسكت من أجل مصالح الإسلام والحفاظ عليه،[٤٩] ومع ذلك فبناء على ما نقل عن سلمان الفارسي في كتاب سليم (والذي يذهب يوسفي الغروي أنه أقوى وأقدم رواية عن تلك الأحداث) بعد أن هجم عمر على فاطمة (ع):
- وثب إليه علي (ع) فأخذ بتلابيبه وهزّه فصرعه ووجأ (أي: ضرب) رقبته كأنه همّ بقتله ولكنه قال له: يا ابن صهاك؛ والذي أكرم محمدا بالنبوة لو لا كتاب من اللّه سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي! ثم استغاث عمر بالناس ومن كان معه من أصحابه، فخلصوه منه، وأوثقوا عليا (ع) بالحبل.[٥٠]
التشكيك في سقط المحسن بن علي
وقد شكّك جماعة من باحثي أهل السنة في قضية سقط المحسن بن علي (ع) في أحداث يوم البيعة ويعتقدون أنه قد ولد من قبل، وتوفي في طفولته،[٥١] لكن معظم الشيعة يذهبون أنه أُسقط أثناء وقائع الهجوم على بيت علي (ع) وإثر الضرب بالسياط،[٥٢] كما أن هناك عدد من مصادر أهل السنة أيضا تصرح أن محسنا قد سقط أو قد أسقط.[٥٣] ويستنتج مؤلف كتاب "المحسن السبط مولود أم سقط" محمد مهدي الخرسان في باب الثالث من الكتاب ومن خلال مقارنة النصوص التاريخية أن المحسن بن علي أُسقط في أحداث يوم الهجوم على بيت علي، وعلى أثر ما أصيبت فاطمة عليه السلام من الضرب واللطم.[٥٤]
عدم الإشارة إلى إحراق البيت في المصادر التاريخية
من التساؤلات والغموض في قضية شهادة السيدة الزهراء (ع) أن ما ورد في العديد من الكتب التاريخية والحديثية لأهل السنة هو مجرد تهديد بإحراق البيت ولم يصرح بأن هذه العملية تم تنفيذها،[٥٥] لكن مع كل هذا، فإن الباحثين ألّفوا كتبا في المصادر التي تثبت أنّ أصل قضية الهجوم حدثت، منها: كتاب الهجوم على بيت فاطمة،[٥٦] وكتاب إحراق بيت فاطمة،[٥٧] وقد صرحت بعض المصادر بأن فاطمة (ع) ضربت، وهناك من دخل في بيتها وأسقط جنينها.[٥٨]
وجماعة من كتّاب وباحثي أهل السنة شككوا في صحة سند هذه الأخبار التاريخية،[٥٩] لكن في بعض الأحيان إشكالهم ليس من الجانب السندي، على سبيل المثال المديهش وهو كاتب سني في كتاب فاطمة بنت النبي في الرد على أحداث الهجوم وقضية السقط، أسقط كتاب تاريخ اليعقوبي من الاعتبار، وذلك بذريعة أن المؤلف رافضي وكتابه لا قيمة له من الناحية العلمية،[٦٠] ويصف ما يرويه ابن عبد ربه في كتاب العقد الفريد -الذي ليس فيه إشكال سندي- بالمنكر ويقول قد يكون ابن عبد ربه شيعياً، ويجب التحقيق في مذهبه،[٦١] كما يرفض ما ورد في كتاب الإمامة والسياسية بذريعة أن مؤلفه ليس ابن قتيبة الدينوري،[٦٢] حتى أن المديهش لنفي الاستناد إلى كلام الإمام علي (ع) ينكر انتساب كتاب نهج البلاغة إلى الإمام علي (ع).[٦٣] ورغم جميع هذا، فإن مؤلفي أهل السنة وبسبب الروايات العديدة التي وردت حول التهديد، فإنهم لا ينكرون أصل التهديد والاجتماع أمام بيت فاطمة وعلي (ع).[٦٤]
التعبير بالوفاة في المصادر القديمة
ومن الدلائل التي التجأ إليها المخالفون لشهادة فاطمة الزهراء (ع) هي أن الشيعة في مصادرهم القديمة عبروا عن الوفاة ولم يعبروا عن الشهادة، وقد ردّ كتّاب الشيعة عليهم أن التعبير بالوفاة لها مفهوم وسيع في اللغة العربية، وهي تشمل الموت الطبيعي والموت بأسباب أخرى كدسّ السّم على يد آخرين، وقد ورد في مقالة "وفاة أو شهادة السيدة الزهراء سلام الله عليها" بعض استخدامات لهذا التعبير، كما أنّ المصادر التاريخية لأهل السنة استخدمت لفظ الوفاة لمقتل عمر وعثمان، في حين أنهما قد قتلا،[٦٥] وأورد الطبرسي أيضا في أحد تعابيره الوفاة لاستشهاد الإمام الحسين (ع).[٦٦]
العلاقة الحسنة للإمام علي (ع) مع الخلفاء
من القضايا التي يستدل بها أهل السنة لإنكار شهادة فاطمة الزهراء (ع) العلاقة الودّية بين الخلفاء والإمام علي (ع) وأهل بيته، ففي كتاب "فاطمة بنت النبي" حاول المؤلف إظهار أن الخليفة الأول والثاني كانا يحبّان السيدة فاطمة (ع) كثيرا،[٦٧] ورغم هذا، يصرح المؤلف أن فاطمة بعد قضية فدك قطعت علاقتها بأبي بكر، ولم تبايعه.[٦٨] ولمحمد النافع الكاتب السني كتاب باسم "رحماء بينهم"، حاول في كتابه أن يقول الخلفاء الثلاثة كانت لهم علاقة حسنة مع علي (ع)،[٦٩] كما أن في مقال نشرتها مجلة نداء الإسلام الفصلية ذكر مؤلف المقال عدة مواقف عن علاقة الخلفاء مع الإمام علي (ع)، وأيضا علاقة نساء وبناتهم مع فاطمة (ع)، وسعى من خلالها إثبات أن هذه العلاقات لا تتلائم مع الإساءة لفاطمة وضربها والتعدي عليها.[٧٠]
وذكر المتكلم الشيعي السيد المرتضى (وفاة 436 هـ) بأن ما كان يقدّمه الإمام علي (ع) للخلفاء من استشارة ونصح لا يستفاد منه أنه كان يتعاون معهم؛ إذ أن التنبيه على الصواب في الأحكام والدفاع عن المسلمين واجب على كل عالم.[٧١] كما ناقش مؤلف موسوعة "روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفاء" (العلاقات السياسية للإمام علي (ع) مع الخلفاء) 107 موقف من استشارات الإمام علي (ع) للخلفاء، ثم استنتج أن هذه الاستشارات لا تكشف عن موافقة الإمام علي (ع) للخلفاء وتعاطفه معهم؛ إذ لم تكن استشاراتهم موجهة بصورة خاصة للإمام، بل كانت في ندواتهم ومجالسهم العامة وعند استفسارهم من عامة الناس، وليس أن الخلفاء قد عينوا عليا (ع) وزيراً ومستشاراً لهم، بل كان علي في عزلة سياسية يعمل في الزارعة وحفر الآبار، وإذا استشار الخلفاء الإمامَ عليا (ع) فكان ذلك لا محيص لهم ولحل العُقد والمشكلات.[٧٢]
ومن القضايا التى يلجأ إليها لإثبات محبة عمر وولائه لأهل البيت زواجه من أم كلثوم بنت الإمام علي، الأمر الذي لا يتناسب مع استشهاد فاطمة (ع)،[٧٣] فهناك من الباحثين ينفون وقوع هذا الزواج.[٧٤] ويعتبر المتكلم الشيعي السيد المرتضى (وفاة 436 هـ) أنه تمّ هذا الزواج بالإكراه والتهديد،[٧٥] فليس دليلاً على وجود العلاقة الودية بين الطرفين،[٧٦] وقد ورد في هذا المجال رواية عن الإمام الصادق (ع) عبر فيها عن الغصب، مما يؤيد الإكراه الذي استخدم في هذا الزواج.[٧٧]
تسمية أولاد أهل البيت باسم الخلفاء
وهناك جماعة من أهل السنة يؤكدون أن الإمام علي (ع) سمّى بعض أولاده باسم الخلفاء؛ ولذا كان يحبهم،[٧٨] وهذا لا يتلائم مع ما يدعى من استشهاد السيدة الزهراء (ع)، وقد ورد هذه المعلومات في كراسة باسم "أسئلة قادت شباب الشيعة إلى الحق".[٧٩]
وقدّم السيد علي الشهرستاني (ولادة 1337 ش) في كتاب باسم "التسميات بين التسامح العلوي والتوظيف الأموي" دراسة مفصلة عن التسمية في صدر الإسلام والقرون اللاحقة، وبعد ذكر 29 نقطة أساسية استنتج أن مثل هذه التسميات لا تكشف عن العلاقة الحسنة بين الأشخاص،[٨٠] كما أن عدم التسمية أيضا لا تكشف عن العداوة؛ إذ أن هذه الأسماء كانت رائجة قبل الخلفاء وبعدهم.[٨١] ومن جهة أخرى وبناء على رواية وردت عن الخليفة الثاني أن الإمام علي (ع) اعتبره كاذبا وخائنا،[٨٢] أو أن أبا بكر أساسا لم يكن اسما لشخص خاص، بل كنية يكنّى بها، ولم يسمّي شخص ابنه بالكنية.[٨٣]
ويعتقد العالم السني الشهير ابن تيمية الحراني (وفاة 728 هـ) أن التسمية باسم أحد لا يدل على محبته، كما أن النبي (ص) والصحابة كانوا يستخدمون أسماء الكفار للتسمية،[٨٤] ويقول السيد علي الشهرستاني أن هناك رسالتين أخريين كتبتا حول تسمية أولاد الأئمة باسم الخلفاء إحداها للوحيد البهبهاني (وفاة 1205 هـ)، والأخرى للتنكابني (وفاة 1302 هـ) مؤلف كتاب قصص العلماء.[٨٥]
الهوامش
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 3، ص431-550.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 14.
- ↑ مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص365.
- ↑ شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا، 1363ش ، ص 154.
- ↑ الكليني، الكافي، 1363 ش، ج 1 ، ص 241 و 458.
- ↑ الطبرسي، إعلام الورى، 1417 هـ، ج 1 ، ص 300.
- ↑ الطوسي، مصباح المتهجد، 1411 هـ، ج 2 ، ص 793.
- ↑ شبیری، «شهادت فاطمه(س)» ، ص 347.
- ↑ شبیری، «شهادت فاطمه(س)»، ج 1، ص 347.
- ↑ «ماجرای تعطیل شدن روز شهادت حضرت زهرا»، سایت آفتابنیوز.
- ↑ مظاهری، فرهنگ سوگ شیعی، 1395ش، ص366.
- ↑ مسائلی، نهم ربیع، جهالتها، خسارتها، 1387ش، ص 117-119.
- ↑ «آیا اعتقاد به شهادت و مظلومیت حضرت زهرا سلام الله علیها دارای سابقه تاریخی میباشد؟»، سایت تحقیقاتی ولیعصر(عج).
- ↑ السلیمي، Early Ibadi Theology: New Material on Rational Thought in Islam from the Pen of al-Fazārī، ص 33.
- ↑ كاشف الغطاء، جنة المأوى، 1429 هـ، ص 62.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.
- ↑ القاضي عبد الجبار، تثبيت دلائل النبوة، 2006 م، ج 2، ص595.
- ↑ ينظر: الصفدي، الوافي بالوفيات، 1420 هـ، ج 6، ص15؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 1405 هـ، ج 15، ص578؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 2002 م، ج 1، ص609.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، 1387 هـ، ج 3، ص202؛ ابن عبد ربه، العقد الفرید، 1407 هـ، ج 5، ص13.
- ↑ البلاذري، فتوح البلدان، 1956م، ص40 و 41.
- ↑ شهیدی، زندگانی فاطمه زهرا علیهاالسلام، 1362ش، ص126-135.
- ↑ الله اکبری، «محسن بن علی»، ص68-72. على سبيل المثال ينظر: مقدس اردبیلی، اصول دین، 1387ش، ص113-114؛ مفید، الاختصاص، 1413 هـ، ص 185.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 1960م، ص211.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1404 هـ، ج 14، ص192–193.
- ↑ الشهرستاني، الملل والنحل، 1364 ش، ج 1، ص71.
- ↑ يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص157-162.
- ↑ يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص144-147.
- ↑ على سبيل المثال ينظر: فتال نیشابوری، روضة الواعظین، 1375 ش، ج 1، ص151.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407 هـ، ج 1، ص458.
- ↑ الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.
- ↑ الطبري، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134.
- ↑ نهج البلاغة، تصحيح صبحي صالح، ص319، خطبه202.
- ↑ تبریزی، صراط النجاة، 1418 هـ، ج 3، ص440-441.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221-356.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 221.
- ↑ الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.
- ↑ الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 154-217.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 154-155.
- ↑ غیبغلامی، احراق بیت فاطمه، 1375ش، ص79.
- ↑ جمعی از نویسندگان، شهادت مادرم زهرا افسانه نیست، 1388ش، ص25-32.
- ↑ جمعی از نویسندگان، شهادت مادرم زهرا افسانه نیست، 1388ش، ص25-32.
- ↑ برای نمونه نگاه کنید: العاملي، مأساة الزهراء، 1418 هـ، ج 1، ص266-277، ج2، ص229-321.
- ↑ طبسی، حیاة الصدیقة فاطمة، 1381ش، ص197. نویسنده کتاب، این ادعا را به کسانی نسبت میدهد که با تاریخ آشنا نیستند.
- ↑ العاملي، مأساة الزهراء، 1418 هـ، ج 2، ص229-321.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص68-70 و 83.
- ↑ كاشف الغطاء، جنة المأوى، 1429 هـ، ص 64؛ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 446.
- ↑ ينظر: العاملي، مأساة الزهراء، 1418 هـ، ج 1، ص266-277؛ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 446-449 و 452-458؛ كوثراني، 12 شبهة حول الزهراء، ص15-26.
- ↑ يوسفي الغروي، موسوعة التاريخ الإسلامي، 1438 هـ، ج 4، ص112.
- ↑ ينظر: المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 3، ص411-414؛ الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 105-111.
- ↑ الطوسي، تلخيص الشافي، 1382 ش، ج 3، ص156.
- ↑ الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 119-128.
- ↑ الموسوی الخرسان، المحسن السبط مولود أم سقط، 1430 هـ، ص 207.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 467؛ فضل الله الزهراء القدوة، 1421 هـ، ص 109-110.
- ↑ مهدي، الهجوم على بيت فاطمة (ع)، 1425 هـ، ص 154-217.
- ↑ غیبغلامی، احراق بیت فاطمه، 1375ش.
- ↑ سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، 1420 هـ، ج 1، ص150؛ مسعودی، اثبات الوصیة، 1384ش، ص146؛ طبری، دلائل الإمامة، 1413 هـ، ص 134؛ العياشي، تفسير العياشي، 1380 هـ، ج 2، ص67.
- ↑ المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص80.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص63.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص79-80.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص81.
- ↑ المدیهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص21-35.
- ↑ ينظر: محسنی، «شهادت یا وفات حضرت زهرا سلامالله علیها»، سایت راسخون.
- ↑ الطبرسي، الاحتجاج، ج2، ص373؛ نقلا عن محسنی، «شهادت یا وفات حضرت زهرا سلامالله علیها»، سایت راسخون.
- ↑ ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص357، تا آخر، و ج5 از ابتدا تا ص89.
- ↑ ينظر: المديهش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 4، ص521-523.
- ↑ «رحماء بینهم»، سایت نیل و فرات.
- ↑ مرجانی، «ارتباط و محبت خلفای ثلاثه با علی و فاطمه رضیالله عنهما»، سایت سنیآنلاین.
- ↑ السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص251.
- ↑ لباف، دانشنامه روابط سیاسی حضرت علی(ع) با خلفا، 1388ش، ص73-76.
- ↑ المهديش، فاطمة بنت النبي، 1440 هـ، ج 5، ص54.
- ↑ ينظر: اللهاکبری، «ازدواج امکلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.
- ↑ ينظر: السيد المرتضى، الشافي في الإمامة، 1410 هـ، ج 3، ص272-273.
- ↑ اللهاکبری، «ازدواج امکلثوم با عمر از نگاه فریقین»، ص11-12.
- ↑ الكليني، الكافي، 1407، ج5، ص346، ح1.
- ↑ حسینی، «مقدمه مترجم»، نام خلفا بر فرزندان امامان، ص11.
- ↑ الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 12.
- ↑ الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 477-488.
- ↑ الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 98-99.
- ↑ نیشابوری، المسند الصحیح، دار احیاء التراث العربی، ج3، ص1377.
- ↑ الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 427-472.
- ↑ ابنتیمیه، منهاج السنة، 1406 هـ، ج 1، ص41-42.
- ↑ الشهرستاني، التسميات، 1431 هـ، ص 14.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحدید، شرح نهجالبلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، دار إحیاء الکتب العربیة، 1385 هـ/1965 م.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، لسان المیزان، بیروت، دار البشائر الإسلامية، 2002 م.
- ابن عبد ربه، أحمد بن محمد، العقد الفرید، تحقيق: مفید محمد قمیحة وعبد المجید ترحیني، بیروت، درالکتب العلمیة، 1407 هـ/1987 م.
- ابن قتیبه دینوري، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عکاشة، القاهرة، الهیئة المصریة العامة للکتاب، 1960 م.
- ابن تیمیة، محمد بن عبد الحلیم، منهاج السنة النبویة، تحقيق: محمد رشاد سالم، ریاض، جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامیة، 1406 هـ.
- الله اکبري، محمد، ازدواج امکلثوم وعمر از نگاه فریقین، در مجله طلوع، شماره 23، پاییز 1386 ش.
- الله اکبري، محمد، «محسن بن علی»، در مجله طلوع، شماره 29، پاییز 1388 ش.
- المدیهش، إبراهيم بن عبد الله، فاطمة بنت النبي سیرتها، فضائلها، مسندها، ریاض، دار الآل والصحب، 1440 هـ.
- «بیتالاحزان في ذکر احوال سیدة نساء العالمین»، بقیةالله، شماره85، ربیع الثاني، 1419 هـ.
- البیهقي، أحمد بن حسین، دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشریعة، تحقيق: عبد المعطی قلعجي، بیروت، دار الکتب العلمیة، 1405 هـ/1985 م.
- التبریزي، جواد، صراط النجاة، قم، مکتب حضرت آیتالله العظمی التبریزي، 1418 هـ. این کتاب در اصل صراط النجاة آیتالله خوئی است که با تعلیقات آیتالله تبریزی منتشر شده است.
- جمعی از نویسندگان، شهادت مادرم زهرا افسانه نیست، د م، انتشارات امیر کلام، 1388 ش.
- «حرکت دسته عزاداری فاطمیه مقدسه زنجان»، سایت خبرگزاری فارس، تاریخ درج مطلب: 30 دی 1397ش، تاریخ بازدید: 29 آبان 1400 ش.
- حسیني، سید هادي، «مقدمه مترجم»، در کتاب نام خلفا بر فرزندان امامان، نوشته سید علی شهرستاني، قم، انتشارات دلیل ما، 1390 ش.
- دفاعا عن الآل والأصحاب، البحرین، جمعیة الآل والأصحاب، 1431 هـ.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سیر اعلام النبلاء، بیروت، مؤسسة الرسالة، 1405 هـ.
- السید رضي، نهج البلاغة، تصحیح صبحی صالح، قم، دار الهجرة، 1414 هـ.
- سلیم بن قیس، کتاب سلیم بن قیس، قم، الهادي، 1420 هـ.
- السید مرتضی، علی بن حسین، الشافي في الإمامة، تحقيق: سید عبد الزهراء حسیني، تهران، مؤسسة الصادق(ع)، الطبعة الثانية، 1410 هـ.
- الشبیري، سید محمدجواد، «شهادت فاطمه(س)»، دانشنامه فاطمی(س)، تهران، پژوهشگاه فرهنگ و اندیشه اسلامی، الطبعة الأولى، 1393 ش.
- الشهرستاني، سید علي، التسمیات بین التسامح العلوی والتوظیف الأموي، مشهد، مؤسسة الرافد، 1431 هـ.
- الشهرستاني، محمد بن عبد الکریم، الملل والنحل، تحقيق: محمد بدران، قم، انتشارات شریف رضي، 1364 ش.
- الشیخ، عبد الستار، فاطمة الزهراء بنت رسول لله وام الحسنین، دمشق، دار القلم، 1436 هـ.
- الشیخ مفید، محمد بن محمد، الاختصاص، تصحیح علیاکبر غفاری ومحمود محرمی زرندي، قم، الموتمر العالمی لالفیة الشیخ المفید، 1413 هـ.
- الصفدي، خلیل بن ایبک، الوافی بالوفیات، بیروت، دار إحياء التراث، 1420ق
- الطبرسي، حسن بن علي، مناقب الطاهرین، تحقيق: حسین درگاهی، تهران، رایزن، 1379 ش.
- الطبري، محمد بن جریر بن رستم، دلائل الامامة، قم، مؤسسه بعثت، 1413 هـ.
- الطبسي، محمدجواد، حیاة الصدیقة فاطمة، قم، بوستان کتاب، 1381 ش.
- الطوسي، محمد بن حسن، تلخیص الشافي، تحقيق: حسین بحرالعلوم، قم، انتشارات محبین، 1382 ش.
- العاملي، سید جعفر مرتضی، مأساة الزهراء، بیروت، دارالسیرة، 1418 هـ/1997 م.
- عیاشي، محمد بن مسعود، تفسیر العیاشي، تحقيق: سید هاشم رسولی محلاتي، تهران، المطبعة العلمیة، الطبعة الأولى، 1380 هـ.
- غیبغلامی، حسین، إحراق بیت فاطمه في الکتب المعتبرة عند أهل السنة، نشر مؤلف، 1375 ش.
- الفتال نيشابوري، محمد بن أحمد، روضة الواعظین وبصیرة المتعظین، قم، انتشارات رضي، الطبعة الأولى، 1375 ش.
- فضل الله، سید محمدحسین، الزهراء القدوة، گردآوری حسین أحمد الخشن، بیروت، دار الملاک، 1421 هـ.
- القاضی عبد الجبار بن أحمد، تثبیت دلائل النبوة، تحقيق: عبد الکریم عثمان، القاهرة، دارالمصطفی، 2006 م.
- کاشف الغطاء، محمدحسین، جنة المأوی، تحقيق: سید محمدعلی قاضی طباطبائي، قم، انتشارات دلیل ما، 1429 هـ.
- الکلیني، محمد بن یعقوب، الکافي، تصحیح علیاکبر غفاری ومحمد آخوندي، تهران، دار الکتب الاسلامیة، 1407 هـ.
- «ماجرای تعطیل شدن روز شهادت حضرت زهرا»، سایت آفتابنیوز، تاریخ درج مطلب: 17 اردیبهشت 1390ش، تاریخ بازدید: 29 آبان 1400 ش.
- محسنی، مصطفی، «شهادت یا وفات حضرت زهرا سلامالله علیها»، سایت راسخون.
- «مراسم بزرگ عزاداری فاطمیه با حضور حضرت آیتالله وحید خراسانی و دستههای عزاداری برگزار شد»، سایت خبرگزاری شفقنا، تاریخ درج مطلب: 28 دی 1399ش، تاریخ بازدید: 29 آبان 1400 ش.
- مرجانی، حبیبالله، «ارتباط و محبت بین خلفای ثلاثه و حضرت علی و فاطمه رضیالله عنهما»، در فصلنامه ندای اسلام، شماره 54، زاهدان، دار العلوم، 1396 ش.
- مسائلی، مهدی، نهم ربیع: جهالتها خسارتها، الطبعة الثانية، قم، انتشارات وثوق، 1387 ش.
- المسعودي، علی بن حسین، اثبات الوصیة، قم، انصاریان، 1384 ش.
- مظاهري، محسنحسام، فرهنگ سوگ شیعی، ویراست یکم، تهران، نشر خیمه، 1395 ش.
- المقدس الأردبیلي، أحمد بن محمد، اصول دین، تحقيق: محسن صادقي، قم، مؤسسه بوستان کتاب، 1387 ش.
- مهدي، عبد الزهراء، الهجوم علی بیت فاطمة، تهران، انتشارات برگ رضوان، 1425 هـ.
- الموسوی الخرسان، السید محمد مهدي، المحسن السبط مولود أم سقط، النجف، منشورات رافد، 1430 هـ.
- «نظر مراجع تقلید درباره توهین به مقدسات اهلسنت»، سایت خبرگزاری مهر، تاریخ درج مطلب: 15 آبان 1398ش، تاریخ بازدید: 29 آبان 1400 ش.
- النيشابوري، مسلم بن حجاج، المسند الصحیح، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بیروت، دار احیاء التراث العربي، د ت.
- یوسفی الغروي، محمدهادي، موسوعة التاریخ الاسلامي، قم، مجمع الفکر الاسلامي، الطبعة الخامس، 1438 هـ.
- Al-Salimi, Abdulrahman, Early Ibadi Theology: New Material on Rational Thought in Islam from the Pen of al-Fazārī, BRILL, 2021.