آبار علي، هي منطقة معظمها من النخيل. تقع في جنوب المدينة وتبعد عنها 8 كيلومترات، وفيها آبار تنسب إلى علي بن أبي طالب (ع)، وتعد من مواقيت الحج، وفي الوقت الراهن يطلق على آبار علي، وذي الحليفة، ومسجد الشجرة للإشارة إلى هذه المنطقة.

المفهوم اللغوي

آبار هي جمع "بئر"، وآبار علي هي آبار ماء تنسب إلى علي، والبؤرة أيضا بمعنى الحفرة،[١] وفي المصادر الفقيهة للشيعة[٢] وأهل السنة[٣] عبّروا عن آبار علي ببئر علي، وأبيار علي وآبيار علي.

الموقع الجغرافي

تقع آبار علي في جنوب المدينة المنورة[٤] في وادي العقيق عند سفح جبل عير الغربي وهي تبعد عن المدينة 8 كيلومترات وعلى طريق مكة وفيها آبار ماء ونخيل.[٥]

يعرف هذا المكان اليوم باسم آبار علي،[٦] وكانت تسمى سابقا هذه المنطقة التي تقع فيها الآبار بالشجرة وذو الحليفة، لكن بعد فترة من الزمن بدأت تسمى ببئر علي أو آبار علي وغلبت عليها هذه التسمية، وقدم الباحثين دراسات في هذا الخصوص.[٧] وتشير لوحة الإشارة أيضا إلى اسم آبار علي مصحوبة بذي الحليفة ومسجد الشجرة.

من مواقيت الحج

بما أن آبار علي والمسجد الشجرة يقعان في منطقة واحدة يعتبر الشيعة والسنة آبار علي في عداد مواقيت الحج (ميقات لأهل المدينة المنورة)، وذكرت مصادر أهل السنة أيضا منذ القرن الثامن والتاسع للهجرة فلاحقا أن آبار علي وذو الحليفة، ومسجد الشجرة اسم لمكان واحد وهو ميقات لأهل المدينة.[٨]

التاريخ

وقع اختلاف في المصادر التي تتحدث عن منطقة آبار علي وزمان حفر الآبار ومكانها، فتشير بعض المصادر إلى أن هذه الآبار كانت موجودة في المدينة قبل هجرة النبي (ص) إليها، وأن الإمام علي (ع) حارب الجن بأمر رسول الله (ص) في هذه المكان وهزمهم، وتروي مصادر أهل السنة هذا الحدث بشكل مختصر، وتعده مما يعتقده عامة الناس مؤكدة عدم صحتها،[٩] وقد انتقد علماء الشيعة في الآونة الأخيرة هذه الأخبار سندا ومن ناحية المحتوى.[١٠]

ويعتقد البعض الآخر أن هذه الآبار لم تكن موجودة، وقد حفرها الإمام علي (ع) بيده، وبناء على هذه النظرية، عندما كان الإمام علي (ع) جليس بعد وفاة النبي (ص) حفر هذه الآبار في هذا المكان وأوقفها للزائرين والحجاج.[١١] ويرى جعفر سبحاني مستندا إلى ما ورد عن الإمام الصادق (ع) أن الإمام علي (ع) حفر هذه الآبار في طريق مكة والكوفة.[١٢] ورد عن الإمام الصادق (ع) في المناقب أن الإمام علي (ع) أعتق ألف عبد من كد يده، وأخرج مائة عين في منطقة ينبع وجعلها للحجاج، وحفر آبارا في طريق مكة والكوفة.[١٣]

انتساب الآبار إلى علي(ع)

سعى بعض علماء السنة إنكار انتساب هذه الآبار إلى علي بن أبي طالب (ع)، ومن هؤلاء العلماء عالم سني من أهل مصر حيث ينسب آبار علي في ميقات الحجاج بالمدينة إلى سلطان دارفور في جنوب السودان علي بن دينار، ويتابع أن علي بن دينار عندما ذهب إلى الحج سنة 1898م/1315هـ قام بتجريف وإعادة بناء آبار ذي الحليفة وأحياها، ومنذ ذلك الحين سميت المنطقة باسمه آبار علي.[١٤]

لكن معظم علماء أهل السنة تطرقوا في مؤلفاتهم إلى تاريخ هذه الآبار قبل فترة علي بن دينار، أوردها بعنوان آبار علي، فمنهم: ابن تيمية (وفاة 728هـ)،[١٥] وابن حجر العسقلاني (وفاة: 852هـ)،[١٦] والعيني (وفاة: 855هـ)،[١٧] والسمهودي (وفاة: 911هـ)،[١٨] وابن نجيم المصري (وفاة: 970هـ)،[١٩] والرعيني (وفاة: 954هـ)،[٢٠] وملا علي القارئ (وفاة: 1014هـ)، والحصفكي (وفاة: 1088هـ)، والكحلاني (وفاة: 1182هـ)،[٢١] وفضلا عن ذلك هناك أدلة أخرى ذكرت في الرد على هذا الكلام.[٢٢] أشار ابن بطولة (الرحالة المسلم 703-770هـ) في كتاب رحلته عندما توجه من المدينة إلى مكة إلى بئر في منطقة عُسفان منسوبة إلى الإمام علي مضيفا أنه عليه السلام هو الذي حفرها.[٢٣]

الهوامش

  1. فراهیدی، العین، 1409ق، ج8، ص290؛ ابن‌منظور، لسان العرب، ج4، ص37؛ الزبیدی، تاج العروس، 1414ق، ج6، ص43، «بأر».
  2. على سبيل المثال: صافی، مناسک حج، ص57؛ معجم الفاظ الفقه الجعفری، ص198؛ الحج و العمره، ص175.
  3. الشعرانی، العهود المحمدیه، 1393ق، ص60؛ الدر المختار، ج2، ص522؛ الدویش، فتاوی اللجنه، ج11، ص181، 238.
  4. بدر العینی، عمدة القاری، ج25، ص62؛ المصری، البحر الرائق، 418ق، ج2، ص555؛ جعفریان،آثار اسلامی مکه و مدینه، ص: 275
  5. ينظر: المعالم الاثیره، ص103؛ معجم الفاظ الفقه الجعفری، ص198.
  6. کلمة التقوی، ج3، ص230؛ المرهون، اعمال الحرمین، 1422ق، ص13.
  7. على سبيل المثال: نجفی، مدینه‌شناسی، 1386ش، ج1، ص179.
  8. على سبيل المثال: بدر العینی، عمدة القاری، ج17، ص225؛ ج25، ص62؛ مواهب الجلیل، ج4، ص41.
  9. المصری، البحر الرائق، 1418ق، ج2، ص555؛ الدر المختار، ج2، ص522-523؛ کشف الخفاء، ج2، ص418.
  10. على سبيل المثال: تبریزی، صراط النجاة، 1416ق، ج2، ص451.
  11. مناسک حج، ابطحی، ص54-55؛ عقیقی بخشایشی، چهارده نور پاک، 1381ش، ج12، ص1671-1672.
  12. سبحانی، فروغ ولایت،1374ش، ص318.
  13. ابن‌شهر آشوب، مناقب، 1376ق، ج1، ص388.
  14. ينظر: ,http://www.yabdoo.com, http://www.ibtesama.comhttp://www.sohbanej.com,http://www.daralansar.com.
  15. شرح عمدة الفقه، ج2، ص314.
  16. فتح الباری، ج3، ص305.
  17. بدر العینی، عمدة القاری، ج17، ص225؛ ج25، ص62.
  18. السمهودی، خلاصة الوفاء، ج1، ص273، 309.
  19. المصری، البحر الرائق، 1418ق، ج2، ص555.
  20. مواهب الجلیل، ج4، ص41.
  21. الله اکبری، «آبار علی»، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج وزیارت.
  22. ينظر: الله اکبری، «آبار علی»، حوزه نمایندگی ولی فقیه در امور حج وزیارت.
  23. ابن بطوطه، رحله ابن بطوطه، 1417ق، ج1، ص366.

المصادر والمراجع