التشيع

مقالة ضعيفة
دون صندوق معلومات
استنساخ من مصدر جيد
دون مصادر موثقة
خلل في أسلوب التعبير
عدم الشمولية
من ويكي شيعة
(بالتحويل من شيعي)
الشيعة
(عقائد الشيعة)
أصول الدين التوحيدالنبوةالمعادالعدلالإمامة
عقائد أخري العصمةالولايةالمهدوية: الغيبة (الغيبة الصغرى، الغيبة الكبرىانتظار، ظهور و الرجعةبداء
فروع الدين (الأحكام العملية)
العبادات الصلاةالصومالخمسالزكاةالحجالجهاد
الأحكام غيرالعبادية الأمر بالمعروفالنهي عن المنكرالتوليالبراءة
مصادر الإجتهاد كتاب اللهالسنة (روايات النبي والأئمة)العقلالإجماع
الاخلاق
الفضائل العفوالسخاءالمواساة
الرذائل الكبرالعُجبالغرورالحسد
المصادر نهج البلاغةالصحيفة السجاديةكتب أخرى
المسائل الخلافية
خلافة النبيالشفاعةالتوسلالتقيةزيارة القبورالعزاءالمتعةعدالة الصحابة
الشخصيات
أئمة الشيعة الإمام علي عليه السلامالإمام الحسن المجتبى عليه السلامالإمام الحسين عليه السلامالإمام السجاد عليه السلامالإمام الباقر عليه السلامالإمام الصادق عليه السلامالإمام الكاظم عليه السلامالإمام الرضا عليه السلامالإمام الجواد عليه السلامالإمام الهادي عليه السلامالإمام الحسن العسكري عليه السلامالإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه
الصحابة الرجال
سلمان الفارسيالمقداد بن الأسودأبوذر الغفاريعمار بن ياسرمالك الأشترمحمد بن أبي بكرعقيلعثمان بن حنيفأبو أيوب الأنصاريجابر بن عبد الله الأنصاريابن عباسعبد الله بن جعفرخزيمة بن ثابت
النساء
فاطمة(عليها السلام) • زينبأم كلثوم بنت عليأسماء بنت عميسأم أيمنأم البنين
علماء أدباءأصوليونشعراءرجاليونفقهاءفلاسفةمفسرون
المزارات
مكة مكرمة و المسجد الحرامالمدينة المنورة، مسجد النبي و البقيعبيت‌ المقدس و المسجد الأقصیالنجف الأشرف، حرم الإمام علي و مسجد الكوفةكربلاء المقدسة و حرم الإمام الحسينالكاظمية و حرم الإمامين الكاظمينسامراء و حرم الإمامين العسكريينمشهد المقدسة و حرم الإمام الرضادمشق و حرم السيدة زينبقم المقدسة و حرم السيدة فاطمة المعصومة
الأعياد الدينية
عيد الفطرعيد الأضحىعيد الغديرالمبعثمولد النبيمواليد الأئمة
مناسبات العزاء
الأيام الفاطميةمحرم (عزاء محرم، تاسوعاء، عاشوراء و الأربعين)
حوادث
حادثة المباهلةغدير خمسقيفة بني ‌ساعدةفدكأحداث بيت فاطمةحرب الجملحرب صفينحرب النهروانواقعة كربلاءحديث الثقلينأصحاب الكساءآية التطهير
الكتب
القرآننهج البلاغةالصحيفة السجاديةالكتب الأربعة : الكافيالاستبصارتهذيب الأحكاممن لا يحضره الفقيهمصحف فاطمةمصحف عليكتاب سليم بن قيسوسائل الشيعةبحار الأنوارالغديرمفاتيح الجنانمجمع البيانتفسير الميزان
فرق الشيعة
الإثنى عشريةالإسماعيليةالزيديةالكيسانية

التشيّع، أحد الفريقين الرئيسيين في الإسلام، يرى أتباعه أنّ النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم قد نصّ على أنّ خليفته ووصيّه من بعده مباشرة هو علي بن أبي طالبعليه السلام، وتعدّ الإمامة من الأصول العقدية عند الشيعة وهي التي تميزهم عن أهل السنة، وبناء عليها فالإمام يُعيَّن من قبل الله، ويعرّفه الرسول للناس.

ويقول جميع فرق الشيعة ما عدا الزيدية بعصمة الإمام. ومن العقائد المختصة بالشيعة الحسن والقبح العقليان، وتنزيه صفات الله، والأمر بين الأمرين، والتقية، والتوسل، والشفاعة، وعدم عدالة الصحابة. وهناك خلاف بين بعض فرق الشيعة في تفاصيل هذه العقائد.

وتعتمد الشيعة -كـأهل السنة- في استنباط الأحكام الشرعية على المصادر الأربعة، وهي القرآن والسنة والعقل والإجماع، غير أن الشيعة تعتبر سنة الأئمة المعصومين -إضافة إلى السنة النبوية- حجّة عليهم.

ولمذهب التشيع ثلات فرق حاليا، هي الإثني عشرية (الإمامية) والإسماعيلية والزيدية، والمنتمون لفرقة الإمامية هم الأكثر عددا، فهم يعتقدون بإمامة الأئمة الإثني عشر، وآخرهم هو المهدي الموعود. ويعتقد الإسماعيلية بأئمة الإمامية حتى الإمام السادس وهو الصادق (ع)، لكن يعتقدون بإمامة إسماعيل بن جعفر من بعده، ثم ولده محمد وأن الأخير هو المهدي الموعود. ولا تحدّد الزيدية عدد الأئمة، ويرون أن من قام من أولاد الزهراء (ع) وهو يتمتع بالعلم والزهد والشجاعة والسخاء فهو إمام.

ومن الدول الشيعية الأدارسة وعلويو طبرستان والبويهيون ودولة الزيدية في يمن والفاطميون والصفوية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقد كان للتشيع الدور البارز - على مرّ التاريخ- في جميع الصُعد الثقافية والسياسية والفكرية وخاصة في العقود الأخيرة، حيث لعب الشيعة دوراً بارزاً في السياسة والاجتماع والمتغيّرات التي تطال العالم بأسرة.

معنى الشيعة

التشيع لغة يطلق، ويراد منه معنيان:

  • المعنى الأول: الشيعة هم القوم المشايعون لغيرهم الذاهبون على أثرهم كما في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ،[١] فكل من وافق غيره في طريقته فهو من شيعته تقدم أو تأخر قال تعالى: ﴿وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ'.[٢]
  • المعنى الثاني: التبعية والحب للآخرين كما ورد في قوله تعالى في سورة القصص: ﴿فَاسْتَغاثَهُ الَّذي مِنْ شيعَتِهِ عَلَى الَّذي مِنْ عَدُوِّه‏.[٣]

وقد أطلقت مفردة التشيع اصطلاحاً في الكتب والمصادر الإسلامية على ثلاث معان هي:[٤]

  • الأول: المحب لأهل بيت النبوة عليهم السلام، فمن أحب علياً عليه السلام وأبناءه دخل في التشيع انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبى،[٥] والشيعة على هذا التعريف يدخل جميع المسلمين إلاّ النواصب.[٦]
  • الثالث: الشيعة هم الذين شايعوا علياً عليه السلام على الخصوص، وقالوا بإمامته وخلافته نصاً ووصية، واعتقدوا أن الإمامة لا تخرج من أولاده من نسل فاطمة عليها السلام وإن خرجت فبظلم يكون من غيره أو بتقية من الإمام. وقالوا: ليست الإمامة قضية مصلحة تناط باختيار العامة وينتصب الإمام بنصبهم، بل هي قضية أصولية وهي ركن الدين لا يجوز للرسل عليهم السلام إغفاله وإهماله ولا تفويضه إلى العامة وإرساله. ويجمعهم القول بوجوب التعيين والتنصيص.[٨] وقد أطلق خصوم الشيعة لقب الرافضة على هذا الصنف من الشيعة.

منشأ التشيع

تؤكد المصادر التاريخية أن مفردة التشيع والشيعة بمعنى أتباع علي بن أبي طالب عليه السلام والمحبين لهم إنما وردت لأول مرة على لسان النبي الأكرم (ص) حيث روى محدثو أهل السنة عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنّه قال [٩]: «كنا عند النبي صلى الله عليه وآله فأقبل عليّ عليه السلام، فقال النبي (ص): «والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة»، ثم نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.[١٠]

وقد ورد في روايات كثيرة أنّ المراد من قوله تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ هم علي عليه السلام وشيعته.

وفي رواية أخرى ذكرها ابن حجر: «يا علي، أنت وأصحابك في الجنة أنت وشيعتك في الجنة».[١١]

ومن هنا صار الاستعمال النبوي لهذه المفردة- وعلى مر التاريخ – وصفا لمن يوالي علياً ويسير على نهجه ويحبه ويجالسه وأنهم شيعة علي عليه السلام.

وعليه يكون المؤسس للتشيع وأول منْ وضع بذرته في حقل الإسلام هو نفس صاحب الشريعة الإسلامية، قال الشيخ حسين كاشف الغطاء بعد استعراضه للأحاديث النبوية التي تمدح عليا عليه السلام وشيعته: «والقصارى إنِّي لا أحسب أنَ المنصف يستطيع أنْ ينكر ظهور تلك الأحاديث وأمثالها في إرادة جماعة خاصة من المسلمين، ولهم نسبة خاصة بعلي عليه السلام، يمتازون بها عن سائر المسلمين الَّذين لم يكن فيهم ذلك اليوم من لا يحب علياً عليه السلام، فضلاً عن وجود من يبغضه».[١٢]

والجدير بالذكر أن المسلمين في ذلك الوقت لم يكونوا قد انقسموا إلى فريقين شيعة وسنة، وإنما حصل ذلك بعد رحيل النبي صلى الله عليه وآله والاجتماع في سقيفة بني ساعدة واختيار أبي بكر كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله على المسلمين، الأمر الذي واجه اعتراض علي بن أبي طالب عليه السلام وجميع بني هاشم وسلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وابن التيهان وعثمان بن حنيف وغير هؤلاء من الصحابة والمشايعين لعلي عليه السلام، ومن هنا بدأت تنمو بذرة التشيع لعلي عليه السلام؛ لأنهم يؤمنون بوجوب إطاعة أوامر الرسول صلى الله عليه وآله في هذا المجال، ولا يحقّ لأحد أن يعمل رأيه أو يجتهد في مقابل النص النبوي، ومن ذلك الوقت بدأ التمايز بين الشيعة والسنة يطفو على السطح.[١٣]

فرق الشيعة

لا يوجد في عصرنا الراهن من الفرق المنسوبة إلى الشيعة إلّا ثلاث فرق شيعية هي: الشيعة الاثنا عشرية، والزيدية، والإسماعيلية.

وقد ظهر في العقود الأخيرة فرقة تدعي الانتساب إلى التشيع وهي فرقة البهائية والتي تطرح نفسها كدين جديد، إلا أنه انتساب ظالم، وأن الشيعة منها براء بل حكم أعلام الشيعة شأنهم شأن سائر علماء المسلمين بكفر هؤلاء وأن الدين الإسلامي هو الدين الخاتم وأن البهائية خارجة عن الجسد الإسلامي ومتمردة عليه.

ولكثرة الشيعة الإمامية كلما أطلقت مفردة الشيعة منفردة انصرفت إلى الشيعة الاثني عشرية والتي تسمى أحيانا بالإمامية أو الشيعة الجعفرية، وتوسم من قبل خصومها بالرافضية.

عقائد الشيعة

الإمامة

تعد عقيدة الإمامة المحور الأساسي والمائز الرئيسي بين الشيعة وبين غيرهم من فرق المسلمين، حيث ذهبت الشيعة إلى الإعتقاد – انطلاقاً من القرآن وأحاديث النبي الأكرم (ص) - بأن الرسول صلى الله عليه وآله قد نصبه، وبما لا ريب فيه علي بن أبي طالب عليه السلام إماماً للمسلمين، وأنه صلى الله عليه وآله بلغ الأمر بإمامته إلى جميع المسلمين ومن بعده عليه السلام تكون الإمامة للمعصومين عليه السلام من أبنائه- الأحد عشر- من ولد فاطمة عليها السلام، وعلى جميع المسلمين الامتثال لأمرهم والتسليم بإمامتهم، وهم:

تعتقد الشيعة واستناداً إلى آية الإبتلاء أن مقام الإمامة والذي ناله كل من إبراهيم، ولوط، وإسحاق، ويعقوب، والنبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم أرفع من مقام النبوة؛ وذلك لأنّ إبراهيم عليه السلام إنما حبي به في أخريات حياته، وقد كان قد حبّي من قبل بمقامي النبوة والخلة، وإنّه إنما نال مقام الإمامة بعد تجاوزه للاختبارات والابتلاءات الصعبة التي ابتلاه الله بها كالأمر بذبح ابنه إسماعيل.

وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على مقام الإمامة وأهميته، فقد روي عن النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم أنّه قال: «مَنْ ماتَ و لَمْ يعْرِفْ إمامَ زَمانِهِ، ماتَ ميتَةً جاهِليةً».[١٦] ونظائره من الأحاديث التي تحمل نفس المضمون.[١٧] عليه تكون الإمامة من الأركان الأساسية للدين الإسلامي الحنيف والتي من دونها يعيش الإنسان الجاهلية.

ويستفاد من هذا الحديث أيضاً أن الجهل بالإمام مع حضوره يؤدي إلى ميتة الجاهلية، ولا يمكن تفسير الحديث بغير هذا المعنى لوضوح دلالته.[١٨]

ومن الأمور التي تعتقدها الشيعة أن للإمام جميع ما للرسول إلاّ وحي النبوة، وأنّ الإمام يقوم بشؤون الرسالة في ثلاثة محاور أساسية[١٩]:

  • المرجعية الثقافية: وتستفاد هذه المهمة الموكلة إلى أهل البيت عليهم السلام من حديث الثقلين المجمع عليه في المصادر الرئيسة للفريقين، حيث رسم طريق النجاة من الضلال، وحدد معالمها من خلال التمسك بالثقلين القرآن الكريم والعترة المطهرة التي تمثل العدل الثاني في المعادلة، مما يؤمن سلامة الطريق والضمان من الوقوع في الضلال والانحراف. وتظهر الحاجة إلى الثقلين كمرجعية ثقافية فيما إذا أخذنا بنظر الاعتبار عدم توفر الفرصة للنبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم في الإجابة عن جميع التساؤلات وبيان الأحكام من جهة وظهور موضوعات مستجدة من جهة أخرى، مما يلزم أن تواصل الطريق مرجعية ثقافية أمينة ومعصومة.

ولا ريب أن الإمام هو الواسطة الأمينة التي تنقل للأمة المعارف الدينية عن رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم والسهر على الشريعة وصيانتها من الزيغ والتحريف، بالإضافة إلى بيان أحكام المسائل المستجدة التي لم تسنح الفرصة لبيانها من قبل الرسول صلی الله عليه وآله وسلم، وإنما أودعها لدى الأئمة ليبينوها في وقتها المناسب.

  • القيادة الاجتماعية والسياسية: المهمة الثانية التي تقع على كاهل الإمام بعد النبيصلی الله عليه وآله وسلم مسؤولية حفظ النظام الاجتماعي للمجتمع الإسلامي وإقامة العدل وإجراء الأحكام الإسلامية ذات البعد الاجتماعي كالحدود و...
  • الولاية: من الأمور الأخرى التي تؤمن بها الشيعة أنّ الأئمة ولقربهم المعنوي من الله قد منحهم الله الولاية التكوينية وأنّ على جميع المؤمنين طاعتهم والامتثال لأمرهم.

والملاحظ في الفكر الشيعي أن الإمام هو الإنسان الكامل وأنه خليفة الله في الأرض، ومن هنا نرى بعض الروايات تشير إلى أن الإمامة هي غاية الخلق وفلسفته إلى الحد الذي يقول فيه الإمام: « لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت».[٢٠]

والجدير بالذكر أن حدود طاعة الإمام واسعة جداً بحدود طاعة النبيصلی الله عليه وآله وسلم مع فارق أساسي بينهما يتمثل في اختصاص النبي بوحي الرسالة والنبوة دون الإمام؛ لأنّها من خصائص النبي وأنّ النبوة ختمت به، علماً أن هذا لا ينافي الاعتقاد بأنّ الإمام يلهم، وأن الملائكة تكلمه.[٢١]

صفات الإمام

  • الأفضلية: ومن الأمور التي تؤمن بها الشيعة ضرورة كون الإمام هو الأفضل من الكل في زمانه تقوى وعلماً وتقرباً من الله تعالى وفي سائر الصفات اللازم توفرها في الإمام والقائد كالشجاعة.
  • العلم:

تعتقد الشيعة بأن الأئمة (عليهم السلام) يتوفرون على العلم الإلهي الذي حصلوا عليه عن طريقي الإلهام وتعليم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لهم بالمباشرة أو عن طريق نقل الإمام السابق للإمام اللاحق، ومن هنا يكون الأئمة هم العالمين حقيقة بعلوم الشريعة فقهاً وتفسيراً وعقائداً و....

ثم إنّ العلم والعصمة لا يختصان بمرحلة عمرية خاصة، بل هما متوفران للأئمة في السنين الأولى من عمرهم، وقد أثبت الواقع التاريخي صحة هذه المقولة حيث تعرض البعض منهم، وهم صغار إلى الكثير من التساؤلات فأجابوا عنها بكل دقة وعمق.

  • النصب الإلهي: الأمر الآخر الذي تؤمن به الشيعة هو الاعتقاد بكون منصب الإمامة كمنصب النبوة لا يحق لأي أحد التدخل به نصباً وعزلاً، وإنما هو من شؤون الباري تعالى؛ لأنّ «اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ»، فلا مشروعية لمن يتصدى لمنصب الإمام إلاّ إذا نصب من قبل الله تعالى وعلى لسان نبيّه الكريم، ولا قيمة للإجماع أو الشورى وما شابه ذلك.

في المقابل نرى المدرسة السنية تؤمن بوجوب الإذعان لمن تم نصبه من قبل النبي نصاً، إلاّ أنهم يناقشون في وقوع هذا النص، ويقولون: بأنّ النبي صلى الله عليه وآله سكت عن هذا الأمر، وأنّه مات ولم يستخلف وترك الأمر إلى الأمة هي التي تختار. ويخالفهم الشيعة في ذلك ويؤكدون اهتمام النبي صلى الله عليه وآله بهذه القضية وأنه عيّن للأمة الخليفة الشرعي من بعده بالاسم تارة وبالصفة تارة أخرى، بدأ من أمير المؤمنين (عليه السلام) وانتهاء بالإمام الحجة المهدي (عج). وقد ساقوا في ذلك الكثير من الأدلة منها:

آية الولاية، آية إكمال الدين، حديث الغدير، حديث المنزلة، حديث يوم الدار، حديث الإثني عشر خليفة، حديث جابر (اللوح)، حديث القلم والدواة.

المهدوية

تؤمن الشيعة بأنّ الإمام الثاني عشر مازال حياً، وأنّه الإمام الشرعي، وقد شاءت الإرادة الإلهية والحكمة الربانية عن الأنظار غيبتين:

لم يعلم الوقت الذي يأذن الله تعالى به في خروجه عليه السلام، ولا يحق لأي شخص في تلك الفترة أن يدعي النيابة الخاصة عنه، وكل من يدعي ذلك فهو كذّاب. نعم، ذكرت المصادر الروائية مجموعة من العلامات التي تقع قبل ظهوره بفترة قصيرة.

المرجعية والحكومة

أرجع الأئمة عليهم السلام شؤون الناس وإدارة أمورهم إلى المجتهد الجامع للشرائط كنائب عن الإمام بالنيابة العامة، وأنّه يتولى القيام بمهام الحكم والقضاء وإجراء الحدود والتعزيرات وغيرها انطلاقا من نيابته العامة.[٢٢] وهي النظرية التي عرفت بنظرية ولاية الفقيه.

فضائل أهل البيت عليهم السلام

اتفقت كلمة المسلمين على وجوب احترام أهل البيت عليهم السلام وتوقيرهم ومحبتهم، إلا أنّ الفكر الشيعي يرى لأهل البيت منزلة خاصة وأنّهم أصحاب الكساء الذين نزلت آية التطهير بحقهم وهم الذين جمعهم الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله تحت الكساء، ولم يدخل معهم غيرهم وهم: النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام وفاطمة الزهراء (عليها السلام) والحسن والحسين عليه السلام، بالإضافة إلى التسعة المعصومين عليهم السلام من ذرية الإمام الحسين عليه السلام.

وقد أكد فضلهم وتميزهم - وخاصة أمير المؤمنين عليه السلام - عن سائر الناس، وهم الأفضل إلا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فهناك الكثير من الآيات والروايات التي تدل على ذلك، منها: آية التطهير، آية المباهلة، آية المودة، آية الولاية، سورة الإنسان، آية النجوى، حديث الثقلين، حديث يوم الدار، حديث الطائر المشوي، حديث السفينة.

الشيعة والتصدي لظاهر الغلو

إن الشيعة مع اعتقادهم بكون الأئمة عليهم السلام هم الأفضل، وأنهم معصومون، ولهم صفات لا يشاركهم فيها غيرهم، لكنهم مع ذلك لا يخرجونهم عن البشرية، ويرون أنّهم بشر مخلوقون لله تعالى، وأنهم عبيده، وأنه تعالى اختارهم خلفاءً له في الأرض ليواصلوا مهمة الدفاع عن الرسالة المحمدية وتطبيقها في الأرض. كل ذلك بتسديد الله تعالى لهم، وأنهم كسائر الناس يتزاوجون، ويأكلون الطعام، ويمرضون، ويموتون و.... فلا يغالون فيهم، بل يكفرون الغلاة. وقد تصدى أئمة الشيعة وعلماؤهم لظاهرة الغلو بكل قوة على مرّ التاريخ.[٢٣]

وبعد أن استعرض العلامة المجلسي الروايات الكثيرة في هذا الباب أشار إلى علامات الغلو قائلاً: «اعلم أن الغلو في النبي والأئمة (عليهم السلام) إنما يكون بالقول بإلوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبودية أو في الخلق والرزق أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول في الأئمة عليهم السلام أنهم كانوا أنبياء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي. والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين، كما دلت عليه الأدلة العقلية والآيات والأخبار السالفة وغيرها، وقد عرفت أن الأئمة عليهم السلام تبرؤوا منهم، وحكموا بكفرهم، وأمروا بقتلهم، وإن قرع سمعك شيء من الأخبار الموهمة لشيء من ذلك، فهي إما مؤولة أو هي من مفتريات الغلاة».[٢٤]

سائر أصول الشيعة

لم تختلف الشيعة عن سائر فرق الشيعة في أصول الدين الأساسية كالتوحيد والنبوة والمعاد، وإنّما وقع الاختلاف في أصلي العدل والإمامة.

ويعد التوحيد الأصل الأساسي والركن الركين الذي تقوم عليه معرفة الله وسائر المعتقدات، ولا ينحصر التوحيد عند الشيعة بالتوحيد الذاتي، بل يشمل التوحيد الصفاتي والتوحيد الأفعالي إضافة إلى الاعتقاد بعينية الذات والصفات بمعنى أن صفاته عين ذاته.[٢٥] يضاف إلى ذلك التوحيد في العبادة حيث تحصر الشيعة العبادة فيه تعالى، ولا يجوز عبادة غيره عزّ شأنه، ومن عبد غيره فقد أشرك بالله تعالى وهو كمن يعبد صنماً.

نعم، لابد من التفريق بين العبادة التي تنحصر بالله تعالى وبين الاحترام والتوقير، فإنّ هذه الصفات لا تختص بالله تعالى، فيجوز بل يجب توقير الأنبياء والأولياء واحترامهم، وأنّ زيارة قبورهم تدخل تحت هذا العنوان لا عنوان العبادة، وكذلك التوسل بهم لا بعنوان كونهم آلهة، بل بعنوان كونهم مقربين من الله تعالى، وهذا لا يتنافى طبعاً مع التوحيد قطعاً.

وتعتقد الشيعة بأنّه تعالى لا يوصف بما تُوصف به المخلوقات؛ فليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهراً ولا عرضاً، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه. كما لا ندَّ له، ولا شبه، ولا ضدّ، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم يكن له كفواً أحد، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. ومن قال بالتشبيه في خلقه، بأن صوَّر له وجهاً ويداً وعيناً، أو أنّه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنّه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك، فإنّه بمنزلة الكافر به. جاهل بحقيقة الخالق المنزَّه عن النقص.[٢٦]

وتتوافق الشيعة مع سائر الفرق الإسلامية في كل من النبوة والخاتمية والمعاد والمعاد الجسماني.[٢٧] إلاّ العصمة حيث تؤمن الشيعة بعصمة جميع الأنبياء في تلقي الرسالة وتبليغها وفي غيره من الأمور.

بعض الفروع الاعتقادية الخاصة بالتشيع

تعتقد الشيعة وانطلاقاً من المعارف التي تلقتها من أهل البيت عليهم السلام بأمور أضفت على الكلام الشيعي صبغة الاستقلالية، منها:

القضاء والقدر

وقعت مسألة القضاء والقدر مثار جدل بين متكلمي المسلمين، فذهب البعض منهم إلى نفيها ظناً منهم أنّها تتعارض مع اختيار الإنسان، إلاّ أن الشيعة حاولت حل الإشكالية بين القول بالقضاء والقدر من جهة وبين الاختيار من جهة أخرى؛ وذلك بطرح نظرية الأمر بين الأمرين والتي تختلف اختلافاً جوهرياً مع كل من نظريتي الجبر والتفويض. وعليه يكون الإنسان مختاراً في فعله، وأنّه الفاعل الحقيقي لما يصدر عنه، ولكنه في الوقت نفسه لم يخرج عن حيطة القدرة الإلهية.

البداء

عقيدة البداء من العقائد التي شنّع فيها على الشيعة جهلاً بما يذهب إليه الشيعة في هذه المسألة، ومن هنا فصّل علماؤنا بين البداء للإنسان والبداء بالنسبة لله تعالى بالقول: البداء في الإنسان: أن يبدو له رأي في شيء لم يكن له ذلك الرأي سابقاً بأن يتبدَّل عزمه في العمل الذي كان يريد أن يصنعه؛ إذ يحدث عنده ما يغيِّر رأيه وعلمه به، فيبدو له تركه بعد أن كان يريد فعله، وذلك عن جهل بالمصالح، وندامة على ما سبق منه.

والبداء بهذا المعنى يستحيل على الله تعالى؛ لأنّه من الجهل والنقص، وذلك محال عليه تعالى، ولا تقول به الإمامية.

والصحيح في ذلك أن نقول كما قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: «يَمْحوُا اللهُ ما يَشَآءُ وَيُثبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الكِتَابِ».[٢٨]

ومعنى ذلك: أنّه تعالى قد يُظهر شيئاً على لسان نبيِّه أو وليِّه، أو في ظاهر الحال لمصلحة تقتضي ذلك الإظهار، ثم يمحوه فيكون غير ما قد ظهر أولاً، مع سبق علمه تعالى بذلك، كما في قصة إسماعيل عليه السلام لما رأى أبوه إبراهيم عليه السلام أنّه يذبحه. وقريب من البداء في هذا المعنى نسخ أحكام الشرائع السابقة.[٢٩]

الرجعة

تذهب الإمامية ـ أخذاً بما جاء عن آل البيت عليهم السلام ـ إلى الاعتقاد بأنّ الله تعالى يعيد قوماً من الأموات إلى الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعزّ فريقاً، ويذلّ فريقاً آخر، ويديل المحقّين من المبطلين والمظلومين منهم من الظالمين، وذلك عند قيام مهدي آل محمّد (عج). وهذا المعتقد لا يلتقي بحال من الأحوال مع ما تذهب إليه بعض الفرق من القول بالتناسخ والذي تبطله الشيعة.

الطقوس والشعائر

في الوقت الذي تشارك فيه الشيعة سائر المسلمين في الاحتفاء ببعض المناسبات الإسلامية كعيدي الفطر والأضحى ومبعث النبي الأكرم صلى الله عليه وآله تنفرد بإحياء مناسبات دينية ومذهبية أخرى من قبيل عيد الغدير الذي يصادف الثامن عشر من ذي الحجة والذي أعلن فيه الرسول صلى الله عليه وآله ولاية علي عليه السلام على جمهور غفير من المسلمين عند رجوعه من حجة الوداع وأمرهم بمبايعته (عليه السلام) إماماً للمسلمين وخليفة له صلى الله عليه وآله.

وكذلك تحيي الشيعة مواليد الأئمة عليهم السلام وخاصة ميلاد الإمام الثاني عشر في النصف من شعبان.

كذلك تحيي الشيعة مناسبات الحزن، ومن أبرزها إحياء ذكرى شهادة الإمام الحسين عليه السلام وصحبه الأبرار في شهري محرم وصفر من كل عام بطقوس مختلفة غير خافية على الجميع، حتى أصبحت تلك المراسم بمثابة المؤشر إلى هوية بلدان ومدن الشيعة.

ومن المستحبات التي تؤكد عليها الشيعة كثيراً زيارة قبور الأئمة والحضور عندها.

فقه الشيعة

تطلق مفردة الفقة ويراد منها اصطلاحاً العلم باستنباط الأحكام الشرعية وتحديد الوظائف العملية، من مصادرها الأصلية، حيث ترى الشيعة أن الإنسان مشمول بالأحكام الخمسة التي هي[٣٠]: الوجوب، الاستحباب، الإباحة، الكراهة، الحرمة.

وإنّ جميع تلك الأحكام مصدرها الله تعالى. ولعدم وضوحها يقوم الفقهاء الذين يملكون القدرة العلمية والطريقة المنهجية التي تساعدهم في الوصول إليها باستنباطها ومعرفتها بعد مراجعة المصادر الأصلية من كتاب وسنة.

ومن الأمور التي تؤمن الشيعة بها هنا أن الفقه كسائر العلوم لابد من الرجوع فيه إلى الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وإلى المنهج الذي رسموه لنا، ولا يحق لأحد مهما كان تخطيه وعدم الالتزام به.

وقد اختلف الشيعة مع سائر الفرق الإسلامية عند استنباطهم للأحكام الشرعية، في أمور هي:

طريق الوصول إلى سنّة النبي الأكرم (ص)

يذهب الفقهاء من أهل السنة إلى القول بعدالة الصحابة جميعا؛ ولهذا يرجعون إليهم في الرواية واستنباط الحكم الشرعي من خلال الرجوع إلى كلامهم، وتخالفهم الشيعة هنا حيث لا ترى جميع الصحابة يجوز الأخذ منهم، بل يؤخذ من خصوص من ثبتت وثاقته إضافة إلى الأخذ – وهو العمدة- عن أهل البيت عليهم السلام والثقات من أصحابهم.

الاجتهاد

ينحصر الفقه السني بفقهاء المدينة والعراق والذين سميت المذاهب الأربعة بأسمائهم، فيما ذهب الشيعة إلى فتح باب الاجتهاد، وأنّ لكل شخص حق الاستنباط فيما إذا توفرت فيه الشروط اللازمة للاجتهاد.

والمجتهد هو الشخص الذي طوى مدارج علمية خاصة كالمنطق وعلوم اللغة وأصول الفقه والرجال والدراية بحيث يصبح متمكنا من استنباط الحكم الشرعي من مصادره الأصلية، وإنّ مراجع التقليد يظهرون من وسط هؤلاء الفقهاء والمجتهدين مع توفر شروط أخرى بالإضافة إلى البعدين العلمي والاجتهادي.

مصادر الفقه الشيعي

المصادر الأساسية للفقه الشيعة تتمثل في القرآن الكريم والسنة المطهرة بالإضافة إلى العقل والإجماع.

وإنّ القرآن الكريم يقع في قمة الصدارة من بين تلك المصادر، فهو المصدر الأول للاستنباط وأنّ ظواهره حجة خلافاً للإخبارية التي ظهرت في الوسط الشيعي حيث رفضوا القول بحجية ظاهر القرآن ما لم يرد تفسير من المعصومين (عليهم السلام) فيه.

أما بالنسبة إلى السنة الشريفة فلا ريب في إيمان الشيعة بحجيتها، إلاّ أنّ فقهاء الشيعة يتشددون في إثباتها إلى المعصومين (عليهم السلام) واضعين مجموعة من الشروط التي يجب توفرها في الحديث سنداً ودلالة لإثبات صدوره عن المعصوم، ومن أهم تلك الشروط وثاقة رواة الحديث وصدقهم، وقد أفردوا علم الرجال ليتولى هذه المهمة الخطيرة. يضاف إليه علم الدراية وغيره من العلوم التي تعالج الحديث سنداً ومتناً ودلالة. فإذا توفرت الشروط أخذوا بالحديث في الفتوى، وإلا فلا.

أما الإجماع فيعني اتفاق كلمة الفقهاء في مسالة واحدة، وهو ثالث الأدلة التي استند إليها الفقهاء في استنباطهم للحكم الشرعي، وذلك من خلال كشف الإجماع عن قول المعصوم (عليه السلام) لحكم من الأحكام، فالإجماع ليس دليلاً قائماً بنفسه مقابل الأدلّة الثلاثة: الكتاب السنة العقل. فالإجماع كاشف عن الدليل الشرعي وهو دليل على الحكم الشرعي، وليس الإجماع كاشفاً عن الحكم الشرعي مباشرةً، خلافاً لفقهاء أهل السنة حيث اعتبروا الإجماع دليلاً مستقلاً بنفسه وأنّه حجة مستقلة.

العقل: أما بالنسبة إلى المصدر الرابع وهو العقل فقد وقع مدار بحث مفصل بين الأصوليين الشيعة؛ إذ البحث فيه يستوجب البحث في الحسن والقبح ومعانيهما المختلفة، والتعرُّض لمعنى العقل يدعو إلى تقسيمه إلى عقل نظري وعقل عملي، والكلام أخيراً عن الأحكام الشرعية والأحكام العقلية ينقل إلى البحث حول مفهوم قاعدة الملازمة: أعني «كل ما حكم به العقل حكم به الشرع»، وفي النتيجة يتبين موقع ومقام العقل باعتباره أحد الأدلة الأربعة.[٣١]

رفض القياس

صحيح أنّ الشيعة قد سلّمت بحجية العقل وكونه أحد مصادر الاستنباط الشرعي، إلاّ أنّها رفضت القياس والاستحسان انطلاقاً من الروايات الصادرة عن المعصومين (عليهم السلام) والنافية للقياس والاستحسان؛ لأنّهما لا يفيدان إلا الظن الذي لم تثبت له الحجة بدليل قطعي.

فروع الدين عند الشيعة

تذهب الشيعة إلى القول بأنّ فروع الدين عشرة هي: 1 ـ الصلاة 2 ـ الصوم 3 ـ الخمس 4 ـ الزكاة 5 ـ الحج 6 ـ الجهاد 7 ـ الأمر بالمعروف 8 ـ النهي عن المنكر 9 ـ التولي 10 ـ التبري.

التقية

لا ريب أنّ كلّ إنسان إذا أحسَّ بالخطر على نفسه أو ماله بسبب نشر معتقده أو التظاهر به لا بدَّ أن يتكتَّم ويتّقي في مواضع الخطر، وهذا أمر تقضيه فطرة العقول. فالتقية التي تؤمن بها الشيعة وانطلاقاً من الظلم والتعسف الذي لحق بهم على مر التاريخ: هي كتمان الحق، وستر الاعتقاد فيه، ومكاتمة المخالفين وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرراً في الدين والدنيا. وهي من الأمور التي يشنّع بعض الناس، ويزدري على الشيعة بقولهم بها؛ جهلاً منهم بمعناها وبموقعها وحقيقة مغزاها، ولو تثبتوا في الأمر، وتريّثوا، وصبروا، وتبصّروا لعرفوا أنّ التقية لا تختص بالشيعة، ولم ينفردوا بها، بل هي من ضروري العقل، وعليه جبلّة الطباع وغرائز البشر مستندها القرآن الكريم [٣٢] ورائدها القرآن والعلم، وقائدها العقل، ولا تنفك عنهم قيد شعرة؛ إذ أنّ كل انسان مجبول على الدفاع عن نفسه والمحافظة على حياته. [٣٣]

الزواج المؤقت

اتفقت كلمة المسلمين في أصل مشروعية الزواج المؤقت في زمن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأنّه صلى الله عليه وآله شرع هذا النوع من الزواج، وقد فعله جماعة من الصحابة انطلاقاً من قوله تعالى: ﴿فما اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنهُنَّ فآتُوهُنَّ أُجورَهُنَّ فَرِيضةً،[٣٤] إلاّ أنّ فقهاء أهل السنة ذهبوا إلى منسوخية هذا الحكم، وأنّه إنّما كان جائزاً قبل النسخ، في حين ذهب الشيعة إلى القول بعدم ثبوت هذا النسخ، وأنّ ما سيق من أدلة لإثبات النسخ غير تامة.[٣٥]

المجتمع الشيعي وتوزع الشيعة في العالم

ينتشر الشيعة في جميع البلدان إلاّ أنّ الكثافة الشيعية تقع في منطقة الشرق الأوسط والخليج الفارسي خاصة. فمن الدولة التي تقطنها غالبية شيعية إيران والعراق وأذربيجان والبحرين، وتمتاز إيران والعراق بكثافتها الشيعية. وقد أصبح المذهب الشيعي في إيران المذهب الرسمي للدولة إبان العصر الصفوي، حتى أقام الإمام الخميني (ره) عام 1979م نظاماً إسلامياً يقوم على كل من نظرية ولاية الفقيه من جهة وانتخاب الشعب من جهة أخرى. وتتوزع الشيعة حسب الجدول التالي:

اسم البلد عدد الشيعة نسبة الشيعة إلى سائر المسلمين في البلد
إيران 66-70 مليون نَسَمة 90-95 بالمائة
العراق 19-22 مليون نَسَمة 65-70 بالمائة
البحرين ما يقارب الـ نصف مليون نسمة 65-70 بالمائة
أذربيجان 5-7 مليون نَسَمة 75-85 بالمائة [٣٦]
السعودية 2/5-4 مليون نَسَمة 12-15 بالمائة [٣٧]
لبنان 1-2 مليون نَسَمة 45-55 بالمائة[٣٨]
أفغانستان 7-8 مليون نَسَمة 27 بالمائة
الكويت 500 إلى 700 ألف نَسَمة مثال
اليمن 8-10 مليون نَسَمة 35-40 بالمائة
سورية 3-4 مليون نَسَمة 10-15 بالمائة
الهند 24 مليون نَسَمة 10-15 بالمائة
الباكستان 35 مليون نَسَمة 10-15 بالمائة
نيجرية حدود 4 مليون نَسَمة حدود 5 بالمائة
كندا 66000 نَسَمة 10 بالمائة
استراليا 36500 نَسَمة أقل من 10 بالمائة
نيوزلندة أقل من 370 نَسَمة أقل من 1 بالمائة
فيجي أقل من 530 نَسَمة أقل من 1 بالمائة
الأرجنتين 78500 نَسَمة أقل من 10 بالمائة
أمريكا 370000 نَسَمة أقل من 15 بالمائة

الأماكن المقدسة عند الشيعة

يجمع المسلمون بكل مذاهبهم على قداسة كل من مكة والمدينة وبيت المقدس، وقد أضيف إلى ذلك في الفكر الشيعي كل من كربلاء والنجف والكاظمين وسامراء ومشهد ومدينة قم، والتي تحتضن مراقد لأئمة أهل البيت (عليهم السلام)، وتعد مزاراً تهفوا إليه القلوب.

الهوامش

  1. الصافات: 83.
  2. سبأ: 54؛ الطباطبائي، الميزان، ج 17، ص 147.
  3. القصص: 15.
  4. السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 6، ص 7.
  5. الشورى: 23.
  6. السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 6، ص 7.
  7. السبحاني، بحوث في الملل والنحل، ج 6، ص 8.
  8. الشهرستاني، الملل والنحل، ج 1، ص 189.
  9. السيوطي، الدر المنثور، ج 6، ص 379.
  10. البينة: 7.
  11. ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، ص 161.
  12. كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص 187.
  13. الصدر، نشأة التشيع والشيعة، ص 63 ــ 80.
  14. الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، ص 59 ــ 60.
  15. الطباطبائي، الشيعة في الإسلام، ص 60 ــ 61.
  16. الكليني، الكافي، ج 1، ص 376.
  17. ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 4، ص 96؛ ابن حبان، صحيح ابن حبان، ج 10، ص 434.
  18. التفتازاني، شرح المقاصد، ج 5، ص 239؛ الطوسي، تلخيص المحصل، ص 407.
  19. المطهري، الإمامة والقيادة، ص 55.
  20. الكليني، أصول الكافي، ج 1، ص 137.
  21. المطهري، الخاتمية، ص 40.
  22. المظفر، عقائد الامامية، ص 46.
  23. الكراجكي، البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان.
  24. المجلسي، بحار الأنوار، ج 25، ص 261.
  25. المظفر، عقائد الإمامية، ص 52 ــ 53.
  26. المظفر، عقائد الإمامية، ص 49.
  27. المظفر، عقائد الإمامية، ص 168.
  28. الرعد(13)، 39.
  29. المظفر، عقائد الإمامية، عقيدتنا في البداء.
  30. كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص 161.
  31. البقاعي اللبناني، الحكم الشرعي وتقسيماته، المبحث الخامس: العقل.
  32. آل عمران: 28.
  33. المظفر، عقائد الإمامية ص 115.
  34. النساء: 24.
  35. كاشف الغطاء، أصل الشيعة وأصولها، ص 198.
  36. http://www.velayattv.com/fa/page.php?bank=goghrafeyia&id=3
  37. اقرأ أيضاً الشيعة في الجزيرة العربية
  38. Mapping the Global Muslim Population: A Report on the Size and Distribution of the World's Muslim Population". Pew Research Center. september 2013.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن حبان، محمد، صحيح ابن حبان، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط2، 1414هـ/ 1993م.
  • ابن حجر الهيتمي، أحمد بن محمد، الصواعق المحرقة، القاهرة، مكتبة القاهرة، ط2، 1385هـ.
  • ابن حنبل، أحمد بن محمد، مسند أحمد بن حنبل، بيروت، دار صادر، د.ت.
  • البقاعي اللبناني، محمد علي الحسيني، الحكم الشرعي وتقسيماته، د.م، د.ن، د.ت.
  • التفتازاني، سعد الدين، شرح المقاصد، قم، الشريف الرضي، ط1، 1409هـ/ 1989م.
  • السبحاني، جعفر، بحوث في الملل والنحل، قم، مؤسسة الإمام الصادقعليه السلام، ط2، 1424هـ.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، الدر المنثور فى تفسير المأثور، قم، مكتبة آية الله المرعشي النجفي، 1404هـ.
  • الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، قم، الشريف الرضي، ط3، 1364ش.
  • الصدر، محمد باقر، نشأة التشيع والشيعة، تحقيق: عبد الجبار شراره، قم، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، 1414هـ/ 1993م.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الشيعة في الإسلام، اعداد: مركز بقية الله الاعظم للدراسات، بيروت، بيت الكتاب للطباعة والنشر، ط1، 1999م.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، 1417هـ/ 1997م.
  • الطوسي، محمد بن محمد، تلخيص المحصل، بيروت، دار الأضواء، ط2، 1405هـ.
  • الكراجكي، محمد بن علي، البيان عن جمل اعتقاد أهل الإيمان، د.م، د.ن، د.ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، طهران، دار الكتب الإسلامية، ط3، 1388هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403هـ/ 1983م.
  • المظفر، محمد رضا، عقائد الإمامية، تحقيق: عبد الكريم الكرماني، بغداد، مؤسسة الرافد للمطبوعات، ط1، 1432هـ/ 2011م.
  • كاشف الغطاء، محمد حسين، أصل الشيعة وأصولها، تحقيق: علاء آل جعفر، د.م، مؤسسة الإمام علي، د.ت.

وصلات خارجية