زيارة القبور

من ويكي شيعة
مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف

زيارة القبور، وهي تعاهد المسلمين لقبور موتاهم إكراماً لهم، أو استئناساً، أو تبركاً بهم إن كانوا من الصالحين، ويعتقد المسلمون بجواز زيارة القبور، بل استحبابها، فإنَّ فيها العبرة لمن أراد أن يتذكر أو يخشى، وقد دلَّ عليها القرآن الكريم و السُنّة الشريفة، ولم يقل أحد من الفقهاء المسلمين بحرمتها، أو إنها من البدع والضلالات، حتى بَرَزَ ابن تيميّة في القرن الثامن الهجري.

أعلن ابن تيمية الحرب على المراقد وأصحابها، وحَرَّمَ شد الرحال اليها، ومن بينها قبر النبي الأكرمصلی الله عليه وآله وسلم ،واعتبر التوسل بالرسولصلی الله عليه وآله وسلم وأصحاب المراقد من الشرك، والزيارة والتبرك بها عبادة لغير الله ، وقد تبعه على هذه العقيدة محمد بن عبد الوهاب.

التعريف

  • الزيارة لغة

قال الفيومي: و(الْمَزَارُ) يَكُونُ مَصْدَراً وَمَوْضِعُ (الزِّيَارَةِ) و(الزِّيَارَةُ) فِي الْعُرْفِ قَصْدُ الْمَزُورِ إِكْرَاماً لَهُ واسْتِئْنَاساً بهِ.[١]

  • الزيارة اصطلاحاً

وهي قصد المزور إكراماً له، واستئناساً به وزيارة المقابر، القصد منها السلام على الأموات والدعاء لهم والاعتبار .

  • القبور لغة

القَبْرُ: مقرّ الميّت، ومصدر قَبَرْتُهُ: جعلته في القَبْرِ، وأَقْبَرْتُهُ: جعلت له مكاناً يُقْبَرُ فيه. نحو: أسقيته: جعلت له ما يسقى منه. قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَمٰاتَهُ فَأَقْبَرَهُ،[٢] قيل: معناه ألهم كيف يدفن، والْمَقْبَرَةُ والْمِقْبَرَةُ موضع الْقُبُورِ، وجمعها: مَقَابِرُ. قال : ﴿حَتّٰى زُرْتُمُ الْمَقٰابِرَ،[٣] كناية عن الموت. وقوله : ﴿إِذٰا بُعْثِرَ مٰا فِي الْقُبُورِ،[٤] إشارة إلى حال البعث. وقيل: إشارة إلى حين كشف السّرائر، فإنّ أحوال الإنسان ما دام في الدّنيا مستورة كأنّها مَقْبُورَةٌ، فتكون القبور على طريق الاستعارة، وقيل: معناه إذا زالت الجهالة بالموت، فكأنّ الكافر والجاهل ما دام في الدّنيا فهو مَقْبُورٌ، فإذا مات فقد أنشر وأخرج من قبره.[٥]

  • القبور اصطلاحاً

وهي مدافن الأموات، وهي ديار الموتى ومنازلهم، وعليها تنزل الرحمة على محسنهم، فإكرام هذه المنازل واحترامها من تمام محاسن الشريعة الإسلامية.

زيارة القبور في المصادر الإسلامية

في القرآن الكريم

لقد وردت بعض الآيات التي دلت على زيارة القبور في القرآن الكريم ومنها:

  • قال : ﴿وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا.[٦]

ويُتّخذ المسجد ليأتيه الناس، فيُستدل بذلك على ان مراقد أصحاب الكهف أضحت مزاراً، وذلك بعد إقامة المسجد عليها حيث يأتيها المؤمنون لذكر الله . وهذا دليل قرآني على أهمية احترام مراقد الأولياء وتعاهدها بالزيارة، ناهيك عن اتخاذها مسجداً أو الإقامة عندها.

  • قال : ﴿ولا تُصَلِّ عَلى أحَدٍ مِنْهُمْ ماتَ أبَداً وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ إنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ ورَسُولهِ وماتُوا وَهُم فاسِقُونَ.[٧]

إنّ الآية تسعى لهدم شخصية المنافق، ورفع العصا في وجوه حزبه ونظرائه. والنهي عن هذين الأمرين بالنسبة إلى المنافق، معناه ومفهومه مطلوبية هذين الأمرين (الصلاة والقيام على القبر) بالنسبة لغيره أي للمؤمن.[بحاجة لمصدر] أما معنى قوله : ﴿وَلا تَقُمْ عَلى قَبْرِهِ؟ هل المعنى هو القيام وقت الدفن فقط، حيث لا يجوز ذلك للمنافق، ويستحب للمؤمن، أو المعنى أعمّ من وقت الدفن وغيره؟

إنّ بعض المفسّرين وإن خصّوا القيامَ نفياً وإثباتاً بوقت الدفن، لكن البعض الآخر فسّروه في كلا المجالين بالأعمّ من وقت الدفن وغيره. قال السيوطي في تفسيره: ولا تَقم على قبره لدفن أو زيارة.[٨]

وقال الآلوسي البغدادي: ويفهم من كلام بعضهم أنّ (على) بمعنى (عند) والمراد: لاتقف عند قبره للدفن أو للزيارة.[٩]

في السُنّة الشريفة

لقد وردت الكثير من الروايات الشريفة التي دلت على مشروعية زيارة القبور، ومنها: إنّ النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم جسّد بعمله مشروعية زيارة القبور ـ مضافاً إلى أنّه أمر بها، وعلّم كيفيتها، وكيف يتكلّم الإنسان مع الموتى، فقد ورد في غير واحد من المصادر، أنّه صلی الله عليه وآله وسلم زار البقيع، ومن النصوص الدالة عليه:

  • روى مسلم عن عائشة أنّها قالت: كان رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم كلّما كان ليلتها من رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: «السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون، غداً مؤجَّلون وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون، اللّهمّ اغفر لأهل بقيع الغرقد».[١٠]
  • وعن عائشة في حديث طويل أنّ النبي صلی الله عليه وآله وسلم قال لها: «أتاني جبرئيل فقال: إنّ ربّك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم» قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: «قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ورحم الله المستقدمين منّا والمستأخرين وإنّا إن شاء الله بكم لاحقون».[١١]
  • عن أنس قال: «نهى رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم عن ثلاث : عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث وعن زيارة القبور وعن النبيذ في هذه الظرف، ثم قال: ألا إني نهيتكم عن ثلاث ثم بدا لي فيهن: نهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث ثم بدا لي أنّ الناس ينفقون إدامهم ويتحفون ضيفهم ويختبئون لغائبهم، فكلوا وأمسكوا ونهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا ولا تقولوا هجراً وإنه يرق القلب ويدمع العين ويذكر الآخرة ونهيتكم عن هذه الأوعية، فاشربوا فيما شئتم».[١٢]

في كلمات الفقهاء والعلماء

جرت سيرة المسلمين على زيارة القبور خصوصا قبر النبي (ص)، وصرّح بها فقهاء الاَُمّة، وتضافرت السنّة على استحبابها، و من كلمات العلماء في المقام :

  1. قال ابن هبيرة (499 - 560 هـ) الفقيه الحنبلي في كتابه «اتفاق الأئمة» أن مالك والشافعي وأبا حنيفة وأحمد بن حنبل حكموا بـاستحباب زيارة قبر النبي (ص).[١٣]
  2. روي عن أحمد بن حنبل: «اذا دخلتم المقابر فاقرؤوا الفاتحة والمعوذتین.»[١٤]
  3. نقل[١٥] عن شمس الدين بن عبد الواحد المقدسي أنه قال طالما يزور المسلمون القبور ويقرؤون القرآن لموتاهم، و عدّ المقدسي هذه السُنّة إجماعية بين المذاهب حيث لم ينكره إحد، وقد استند في قوله على بعض الروايات منها «من دخل المقابر ثم قرأ فاتحة الكتاب، و قل هو اللّه أحد، و ألهاكم التكاثر، ثم قال: إني جعلت ثواب ما قرأت من كلامك لأهل المقابر من المؤمنين و المؤمنات كانوا شفعاء له إلى اللّه تعالى‏»[١٦]
  4. قال أبو عبد الله الحسين بن الحسن الحليمي الجرجاني الشافعي(ت403هـ) بعد الحث على تعظيم النبيّ الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم: «فأما اليوم فمن تعظيم زيارته، فقد جاء عنه صلی الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي). ومن تعظيمهم: تعظيم حرمه -أعني المدينة- والانتهاء، كما حرمه منها وقتها، وأكرم أهلها لأجل سلفهم الذين آووه ونصروه».[١٧]
  5. وممّن بسط الكلام في زيارة النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم الغزالي في كتاب الحجّ من إحياء العلوم قال: «الجملة العاشرة في زيارة المدينة وآدابها قال صلی الله عليه وآله وسلم: «من زارني بعد وفاتي فكأنّما زارني في حياتي». وقال صلی الله عليه وآله وسلم: «من وجد سعة ولم يَفِد إليَّ فقد جفاني» - إلى أن قال - : فمن قصد زيارة المدينة فليصلّ على رسول الله صلی الله عليه وآله وسلمفي طريقه كثيراً، فإذا وقع بصره على حيطان المدينة وأشجارها قال: اللّهمّ هذا حرم رسولك، فاجعله لي وقاية من النار، وأماناً من العذاب وسوء الحساب» ،ثمّ ذكر آداب الزيارة وصيغتها، كما ذكر زيارة الشيخين وزيارة البقيع بمن فيها، كزيارة قبر عثمان بن عفان وقبر الحسن بن علي، ثم قال: «ويصلّي في مسجد فاطمة رضي الله عنها، ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله وقبر صفيّة عمّة رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم فذلك كلّه بـالبقيع، ويستحبّ له أن يأتي مسجد قباء في كلّ سبت ويصلّي فيه لما روي أنّ رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم قال: «من خرج من بيته حتّى يأتي مسجد قباء ويصلّي فيه كان له عدل عمرة».[١٨]
  6. قال الشيخ موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي الحنبلي(ت620هـ): يستحب زيارة قبر النبيّ صلی الله عليه وآله وسلم، ثم ذكر حديثي ابن عمر و أبي هريرة من طريق الدارقطني وأحمد.[١٩]
  7. ـ وقال شمس الدين ابن قدامة الأندلسي: فإذا فرغ من الحج استحبّ زيارة قبر النبي صلی الله عليه وآله وسلم واستدلّ على ذلك بروايتي ابن عمر، وأبي هريرة.[٢٠]
  8. قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المقدسي: إنّ ابن تيمية ذكر في مناسكه «باب زيارة قبر النبيّصلی الله عليه وآله وسلم: إذا أشرف على مدينة النبي صلی الله عليه وآله وسلم قبل الحج أو بعده، فليقل ما تقدّم، فإذا دخل استحب له أن يغتسل، نصّ عليه الإمام أحمد، فإذا دخل المسجد بدأ برجله اليمنى وقال: بسم الله والصلاة على رسول الله ، اللّهمّ اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، ثم يأتي الروضة بين القبر والمنبر، فيصلّي بها ويدعو بما شاء، ثم يأتي قبر النبي فيستقبل جدار القبر ولا يمسّه ولايقبّله، ويجعل القنديل الّذي في القبلة عند القبر على رأسه؛ ليكون قائماً وجاه النبي، ويقف متباعداً كما يقف لو ظهر في حياته بخشوع وسكون منتكس الرأس، غاضّ الطرف، متحضّراً بقلبه جلالة موقفه ثمّ يقول: «السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا نبي الله وخيرته من خلقه، السلام عليك يا سيّد المرسلين، وخاتم النبيين، وقائد الغرّ المحجّلين، أشهد أنْ لا إله إلاّ الله وأشهد أنّك رسول الله، أشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربك، ونصحت لاَُمتك، ودعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت الله حتّى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ماجزى نبياً ورسولاً عن أُمّته اللّهمّ آته الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقاماً محموداً...»[٢١]
  9. قال زين الدين أبو بكر بن الحسين بن عمر القريشي العثماني المصري المراغي(ت816هـ): وينبغي لكلّ مسلم اعتقاد كون زيارته صلی الله عليه وآله وسلم قربة عظيمة، للأحاديث الواردة فيذلك، ولقوله تعالى: ﴿ولوْ أنَّهم إذْ ظَلموا أنفسَهُمْ جاءُوكَ فَاستغفَروا اللهَ واستغفَرَ لَهُمُ الرَّسولُ، لاَنّ تعظيمه لاينقطع بموته.[٢٢]
  10. قال السيد نور الدين السمهودي (ت 911هـ) بعد ذكر أحاديث الباب: وأمّا الإجماع ، فأجمع العلماء على استحباب زيارة القبور للرجال كما حكاه النووي بل قال بعض الظاهرية بوجوبها، وقد اختلفوا في النساء، وقد امتاز القبر الشريف بالأدلّة الخاصّة به. قال السبكي: ولهذا أقول: إنّه لا فرق في زيارته بين الرجال والنساء. وقال الجمال الريمي في (التفقيه): يستثنى من محل الخلاف قبر النبيصلی الله عليه وآله وسلم وصاحبيه ثم قال: وقد ذكر ذلك بعض المتأخرين وهو الدمنهوري الكبير، وأضاف إليه قبور الأولياء والصالحين والشهداء.[٢٣]
  11. قال الشيخ محمد بن علي بن محمد الحصني المعروف بعلاء الدين الحصكفي الحنفي المفتي بدمشق (ت 1088هـ): وزيارة قبرهصلی الله عليه وآله وسلم مندوبة بل قيل واجبة لمن له سعة.[٢٤]
  12. قال أبو عبد الله محمد بن عبد الباقي الزرقاني المالكي المصري(ت1132هـ): قد كانت زيارة النبي (ص) مشهورة في زمن كبار الصحابة معروفة بينهم، لمّا صالح عمر بن الخطاب أهل بيت المقدس جاءه كعب الأحبار فأسلم ففرح به وقال: هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبره صلی الله عليه وآله وسلم وتتمتّع بزيارته؟ قال: نعم.[٢٥]

توهم الشرك في زيارة القبور

يتهم الوهابيون زوار قبور الأئمة عليهم السلام بالشرك، ويقيناً أنهم لو راجعوا مضامين الزيارات - إن لم يكونوا معاندين - لخجلوا من هذه الفرية.[بحاجة لمصدر]

لا يوجد أي شخص عاقل يعبد النبي صلی الله عليه وآله وسلم أو الأئمة عليهم السلام، بل لا تخطر بذهن أحد هذه الفكرة إطلاقاً، وجميع المؤمنين الواعين يذهبون لزيارتهم احتراماً وطلباً للشفاعة.[بحاجة لمصدر]

وأغلب الزوار يذكرون (الله أكبر) مائة مرة قبل البدء بقراءة متن الزيارة، فهم على هذا يؤكدون مبدأ التوحيد مائة مرة لإبعاد أي شائبة للشرك من نفوسهم . نقول في الزيارة المعروفة بـزيارة أمين الله وأمام قبور الأئمة :«أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه حتى دعاك الله إلى جواره.»[٢٦]، أفهل هناك توحيد أكثر من هذا؟!

ونقول في خطابنا لهؤلاء العظماء في الزيارة الجامعة الكبيرة: «إِلى اللَّهِ تَدْعُونَ وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَإِلَى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ»[٢٧] وجميع الضمائر في الجمل الست السابقة تعود إلى الخالق سبحانه وتعالى. فالدعوة إلى الله تعالى موجودة في كل موضع من هذه الزيارات، أفهل هذا شرك أم إيمان؟![بحاجة لمصدر]

ذرائع الوهابية في منعهم من زيارة القبور

على الرغم من إجماع علماء الإسلام على مشروعية زيارة القبور - وقد تقدّم منا ذكر كلماتهم - الاّ ان الوهابيين تذرعوا بذرائع واحتجوا بأدلة واهية ما أنزل الله بها من سلطان لتحريم زيارة القبور، ومن هذه الأدلة:

  • الدليل الأول: يجب أن لا تتخذ القبور مساجد

يقولون: أنَّ البناء على القبور يؤدي بالنتيجة إلى عبادتها والحديث النبوي شاهد على عدم جواز ذلك لقوله صلی الله عليه وآله وسلم: «لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد»[٢٨]

رده: إنّ ما زعموه واضح لجميع المسلمين، فلا يوجد أحد يقوم بعبادة قبور أولياء الله ، وهناك فرق واضح بين (الزيارة) و(العبادة)، فكما نذهب لزيارة الأحياء ونقدّم لهم الإحترام للكبار ونطلب منهم الدعاء، نذهب لزيارة الأموات احتراماً لزعماء الدين وشهداء الإسلام، ونطلب منهم الدعاء.[بحاجة لمصدر]

فـنبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم كان يذهب لـزيارة قبور البقيع، وهناك الكثير من الروايات التي أشارت لهذا.[بحاجة لمصدر]

فزيارة القبور لا علاقة لها بالعبادة يقيناً، ولايوجد أيّ إشكال في الصلاة بجوار قبر النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم وقبور سائر الأولياء، والحديث المذكور ناظر إلى هؤلاء الذين يعبدون القبور واقعاً.[بحاجة لمصدر]

رده: ويرد على الإستدلال بهذا الحديث:[بحاجة لمصدر]

أولا: إنّ في سند هذا الحديث أشخاصاً غير موثقين من رجال أهل السنة، وبعضهم كان من أهل التدليس وبالخصوص (سفيان الثوري) و (ابن أبي ثابت).

ثانيا: على فرض صحة سند الحديث فانَّ معناه أن يكون القبر مسطحاً (على شكل ظهر السمكة كما كان الكفار يعملون ذلك)، وهناك الكثير من فقهاء أهل السنة أفتوا بوجوب كون القبر مسطحاً ولا علاقة لهذا الأمر بما نحن فيه.

ثالثا: على فرض كون معنى الحديث أنه يجب أن يكون القبر على مستوى سطح الأرض لا بروز فيه. وهذا الموضوع لا علاقة له بالبناء على القبور، لنفرض أنَّ هناك حجراً على قبر النبي صلی الله عليه وآله وسلم يوازي سطح الأرض، وفي الوقت نفسه توجد قبة فوق ضريحه، فلا منافاة مع الحكم المذكور.

إنّ الوهابيين يجحدون التوجه والاستشفاع بهم عليهم السلام، وليس فقط يجحدون ركنيته في الدين، بل يجحدون التدين به ومن ثم يسوغون لأنفسهم هدم قبور الأنبياء والأوصياء.

رده: إن الأستشفاع و التوسل والتوجه بـ النبي صلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيته عليهم السلام، ليس أمراً مشروعاً وراجحاً ومرغباً فيه فحسب، بل قد دلت جملة من الآيات القرآنية على كونه شرطاً لقبول الأعمال، بل لقبول الأيمان، وذلك للبراهين التالية:

البرهان الأول: قوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْناً وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى.[٣٠]

وردت كلمة (مقام إبراهيم) في القرآن مرتين، الأولى في هذه السورة، الثانية في سورة آل عمران، والتعبير في كلا الآيتين للدلالة على التفخيم والتعظيم لذلك المكان وهو حجر من الأحجار.

وهذا المقام هو موضع قدم إبراهيم عليه السلام ، حيث أمرنا الله بأتخاذه مصلى أي قبلة، يعني نجعل الكعبة ومقام إبراهيم عليه السلام قبلة في صلاة طواف الحج والعمرة ، فأصبح أحد الأتجاهات التي نتجه بها الى الله ، ومن دون أتخاذه مصلى يكون من الوثنية عند الله ، فماذا يقول الوهابيون في حجر لامس النبي إبراهيم عليه السلام جعله الله أحد المواضع التي نتجه به إليه .

إذاً نفس هذه الآية تفتح لنا الباب لقاعدة دينية شريفة أخرى وهو التبرك بمواضع الأنبياء عليهم السلام، ومن هنا يتضح أن نبذ ورفض ذلك هو من صميم الوثنية.

البرهان الثاني: قال تعالى حكاية عن قول عيسىعليه السلام :﴿وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا[٣١]

وهذا يعني أن عيسى عليه السلام جعله الله مصدر البركة و التبرك أين ما حل، فما بالك بـ خاتم الأنبياء صلی الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام ومن يصلي عيسى عليه السلام خلفه عند نزوله ويكون وزيراً له؟! فهذه الآية من سورة مريم تناغم ما في سورة البقرة: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى

البرهان الثالث: قوله تعالى: ﴿قالَ فَما خَطْبُكَ يا سامِرِيُّ قالَ بَصُرْتُ بِما لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُها وَكَذلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي.[٣٢]

كان السامري على مقدمة قوم موسى عليه السلام يوم أغرق الله فرعون وأصحابه فنظر الى جبرائيل عليه السلام وكان على حيوان في صورة رمكة [٣٣] وكانت كلما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري وكان من خيار أصحاب موسىعليه السلام فأخذ التراب من حافر رمكة جبرائيل عليه السلام وكان يتحرك، ومن خواص هذا التراب أنه لا يلقى على شيء إلا حلت فيه الحياة ودخلت فيه الروح، فصرّه في صرّه فكان عنده يفتخر به على بني إسرائيل فلما جاءهم إبليس وأتخذوا العجل قال للسامري: هات التراب الذي معك...[٣٤]

إذاً إذا كان تراب وطأه حافر فرس جبرائيل عليه السلام يكون ينبوع الحياة ببركته، فكيف بـخاتم الأنبياء صلی الله عليه وآله وسلم وعترته عليهم السلام.[بحاجة لمصدر]

  • الدليل الرابع: التبرك

إنّ الذين يذهبون لزيارة قبور العظماء يذهبون طلباً للتبرك وتقبيل الأضرحة، وهذا العمل فيه شائبة الشرك، ولهذا يرى زوار بيت الله الحرام جنوداً غلاظاً وأشداء يقفون حول القبر الطاهر للنبي صلی الله عليه وآله وسلم يمنعون الناس من الاقتراب منه، والبعض ينسب هذا الأمر إلى (ابن تيمية) و(محمد بن عبد الوهاب).

رده :يقيناً إنّ هذين الشخصين المؤسسين للمذهب الوهابي لو كانا في عصر نبي الإسلام صلی الله عليه وآله وسلم ورأيا بعيونهما حوادث صلح الحديبية أو فتح مكة عندما كان النبي صلی الله عليه وآله وسلم يتوضأ فينطلق أصحابه وأتباعه يتسابقون للفوز بقطرات من ماء وضوئه حتى لا تسقط أي قطرة على الأرض‌ لقالا في سرهما إنّ هذا لا يتناسب مع شأن النبي صلی الله عليه وآله وسلم وإن فيه شائبة الشرك، إن لم يتمكنا من التصريح بذلك.

وكذلك لو كانا في المدينة بعد رحيل النبي صلی الله عليه وآله وسلم ورأيا بعيونهما كيف وضع أبو أيوب الأنصاري المضيّف الأول لـالنبي صلی الله عليه وآله وسلم وجهه على قبر النبي صلی الله عليه وآله وسلم طلباً للتبرك‌، أو ما فعله بلال مؤذّن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم حيث جلس بجوار قبره صلی الله عليه وآله وسلم يرفع صوته بالبكاء ويعفر وجهه بترابه‌ لقاما بأخذ بلال وأبي أيوب من تلابيبهما وقذفاً بهما جانباً؛ لأنّ هذا العمل شرك عندهما، كما يفعل أتباع هذا المذهب اليوم مع زوّار قبر النبي صلی الله عليه وآله وسلم .[بحاجة لمصدر]

في الوقت الذي لا يوجد أقل علاقة بين طلب التبرك و العبادة، بل التبرك هو نوع من الاحترام مع أدب، على أمل أن ينزل الله على زوّار رسوله صلی الله عليه وآله وسلم بركاته لأجل هذا الاحترام.[٣٥]

أدلة وجوب عمارة قبر النبي (ص) والأولياء

  • الدليل الأول

أمر النبي صلی الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام أن يُدفن حيث قُبض في وصيتهِ وهكذا فعل عليه السلام، وقد قُبض النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم في الغرفة التي كانت مشتركة بينه صلی الله عليه وآله وسلم وبين فاطمة عليها السلام وهي الغرفة التي نزل فيها هو وأبنتهِ أول ما هاجر إلى المدينة المنورة والتي ضمتها عائشة بعد ذلك إلى غرفتها بعد وفاة النبي صلی الله عليه وآله وسلم ووفاة أبنته عليها السلام وأزالت الجدار الذي كان بينها وبين غرفتها. وعلى أي تقدير فإن أمرهُ صلی الله عليه وآله وسلم بالدفن في الغرفة ودفنهُ من قِبل أمير المؤمنين عليه السلام وهو بناءٌ حول القبر الشريف أدلُ دليل على تشعيره صلی الله عليه وآله وسلم لقبره كمعلم للدين الحنيف.[بحاجة لمصدر]

وهذا أمرٌ قطعي بضرورة الدين لا يجحده إلا المكابر والعاتي المتبع للأهواء والتواق إلى البدع والابتداع، إذ جعل مثوى بدنه الشريف منذ اللحظة الأولى لدفنه وقبره في غرفة خاصة به وبناء جدران الغرفة الشريفة كهيئة أضلاع الضريح المبني على قبور أهل بيته عليهم السلام، ومن ذلك يُعلم أن عمارة قبره وأهل بيته عليهم السلام سنّة قطعيّة في الدين، لا تُجحد إلا بغرض طمس هذا المعلم ومحاربة الركن الثاني في الدين وهو الشهادة الثانية.[بحاجة لمصدر]

  • الدليل الثاني

وهو قولهُ صلی الله عليه وآله وسلم مستفيضاً (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) وفي لفظٍ (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياضُ الجنة ومنبري على حوضي)[٣٦]

وقد روي هذا الحديث متواترا عن عدة: منهم أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام و جابر الأنصاري وعائشة وأم سلمة وعبد الله بن عمر وأبو سعيد الخدري وسعد والزبير وعبد الله بن زيد وعمر بن الخطاب ،ويدل هذا الحديث المتواتر على تشعير قبر النبي صلی الله عليه وآله وسلم معلماً للعبادة وجعله من المشاعر الدائمة إلى يوم القيامة كما شَعَّرَ النبي صلی الله عليه وآله وسلم عموم المدينة حرماً له. ومعنى الحرميّة هو التشعير والتقديس والتبرك والملجئ والملاذ فضلًا عن مسجده الشريف وعن ما بين قبره ومنبره.[بحاجة لمصدر]

والتشعير في الشريعة لا يُقاسُ بالوقف إذ التشعير الذي يتم بيد الشارع في البقاع الخاصة أبديٌ إلى يوم القيامة ويُضفي عليه هالة من التقديس والتعظيم ويكون مواطن للعبادة بغض النظر عن المسجديّة كما هو الحال في إزدياد ثواب العبادة في سائر بقاع الحرم المكي وإن لم يكن من المسجد الحرام، نعم يتضاعف ثواب العبادة في المسجد الحرام كما تتضاعف في البقعة المكيَة المشرفة.[بحاجة لمصدر]

  • الدليل الثالث

قد روى أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي هريرة قال: (زار النبي صلی الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وبكى من حوله فقال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلماستأذنت ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في ان أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)[٣٧]

وروي مسلم في صحيحه في باب استئذان النبي صلی الله عليه وآله وسلم ربه لزيارة أمه: (زار النبي صلی الله عليه وآله وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله) فقال استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي فزوروا القبور فإنها تذكر الموت)[٣٨]

ويظهر من أحاديث زيارة النبي صلی الله عليه وآله وسلم لقبر أمه عليها السلام وحشرنا الله في زمرتها، أن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أقام مأتماً عند قبر أمه عليها السلام وأقام مجلس عزاء في مقام مصاب فقد والدته الشريفة عليها السلام، وأنه سَنَ سُنة عظيمة في مشهدٍ عام من المسلمين كي تكون مبدأ ومنطلقاً لهم في أقامة المآتم ومجالس العزاء على مصائب أهل بيته عليهم السلام عند قبورهم. والطريف في هذا الحديث المتواتر عندهم أن الذي قام بعملية البكاء هو شخص النبي صلی الله عليه وآله وسلم فبكى من حوله وأبكى.[بحاجة لمصدر]

  • الدليل الرابع

روى ابن ماجه عن ابن مسعود أن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم قال: (كنت نهيتكم عن زيارة القُبور فزوروها. فإنها تزهد في الدنيا، وتذكر الآخرة)[٣٩]

  • الدليل الخامس

ومن الأدلة ما روي مستفيضاً في قوله صلی الله عليه وآله وسلم: (من حج ولم يزرني فقد جفاني ومن زارني وجبت له شفاعتي)[٤٠] وهذا التوقيت وإن لم يكن حصرياً ولكنه أحد مواقيت زيارته بفعل الحج).

وروى المتقي الهندي في كنز العمال عنه صلی الله عليه وآله وسلم: (من حج وقصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان)[٤١]

وظاهر الحديث تمحض القصد لزيارته وهو يدحض ما ابتدعته الوهابيّة من حصر قصد السفر إلى المدينة المنورة أنه لابدَّ أن يكون بقصد مسجده النبوي لا بقصد قبره الشريف ولا بقصد زيارته صلی الله عليه وآله وسلم بانين ذلك على ما تخيّلوا في استظهاره من حديث (لا تشد الرحال).[بحاجة لمصدر]

ثم أن الحديث يُفيدُ تكثير الثواب لزيارته صلی الله عليه وآله وسلم مضاعفاً على الحج، ولا يتوهم في معناه سد باب الحج وهو انه والعياذ بالله ينهى عن الحج، بل هو تأكيدٌ لأهميتهِ وولاية الرسول صلی الله عليه وآله وسلم وضرورة ضم زيارته.[بحاجة لمصدر]

  • الدليل السادس

ما ورد من متفرقات الروايات الدالة على الحياة البرزخية لأهل القبور منها:

  1. ما رواه مسلم في مسنده عن أبي هريرة عنه صلی الله عليه وآله وسلم: (أن امرأةً سوداء كانت تقوم في المسجد- أوشاباً- ففقدَها رسُولُ الله صلی الله عليه وآله وسلم، فسأل عنها أو عنه، فقالوا: مات. قال: أفلا كنتم آذنتموني، قال: فكأنهم صغروا أمرها أو أمرهُ- فقال دُلوني على قبره فدلوهُ فصلى عليه أو عليها ثم قال: (إن هذه القُبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله ينورها لهم بصلاتي عليهم)[٤٢]
  1. و منها أن النبي صلی الله عليه وآله وسلم أمر في معركة بدر بأن تلقى أجساد المشركين في بئر (قليب) ثم خاطبهم قائلا: (فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم. قال فقال عمر: يا رسول الله ما تكلّم من أجساد لا أرواح فيها، فقال رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. قال قتادة أحياهم الله حتى أسمعهم قوله توبيخا وتصغيرا ونقمة وحسرة وندما)[٤٣]

فهذا التعجب والاعتراض من بعض الصحابة لجهلهم بالحياة البرزخيّة لأصحاب القبور فرد النبي صلی الله عليه وآله وسلم بأنه (ما أنتم بأسمع). ومفاد هذا الحديث يطابق ما ورد من مخاطبة النبي شعيب عليه السلام لقومه بعد هلاكهم في قوله تعالى: ﴿فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا الَّذِينَ كَذَّبُوا شُعَيْباً كانُوا هُمُ الْخاسِرِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالاتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ فَكَيْفَ آسى عَلى قَوْمٍ كافِرِينَ[٤٤]

آثار زيارة القبور

ان زيارة القبور ولاسيّما قبور العظماء في الإسلام وخاصة أهل البيت صلی الله عليه وآله وسلم لها آثار إيجابية كثيرة، منها:[بحاجة لمصدر]

أولا: إنّ الفائدة من تكريم السابقين هو حفظ حرمة هؤلاء الأعزاء وتقديرهم؛ لأنّهم عنوان للعزة والشرف الإنساني، وسبب لترغيب الشبّان في سلوك نهجهم.

ثانياً: أخذ الدروس والعبر من تلك القبور الصامتة، أما نداؤها فهو جلاء لصدأ الغفلة عن قلب الإنسان، وإيقاظه من غفلة الدنيا وتخديرها. والتقليل من سيطرة الهوى والهوس، وبتعبير أمير المؤمنين عليه السلام : «فكفى واعظاً بموتى عاينتموهم».

ثالثاً: تسلية أهالي المتوفى، لأنّ الناس يشعرون براحة أكثر وهم بجوار قبور أعزّائهم وكأنّهم يعيشون بينهم، وهذه الزيارة تقلل من شدّة آلامهم، وبهذا الدليل نجدهم يقومون بإنشاء قبر رمزي للفقيد، ويجلسون بجواره تخليداً لذكراه.

رابعاً: يعدّ تكريم قبور العظماء الماضين طريقاً لحفظ التراث الثقافي لكل قوم وأمّة، والشعوب اليوم هي حيّة بثقافاتها القديمة، ومسلمو العالم يملكون ثقافة غنية وتراثاً عظيماً، ومن أهمها قبور ومراقد الشهداء والعلماء العظام وطلائع العلم والثقافة، وبالخصوص المراقد المشرفة لأئمّة الدين العظام.

فكان حفظ آثارهم وإحياء ذكراهم سبباً لحفظ الإسلام وسنّة النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم على الرغم ممّا فعله عديمو الذوق من إزالة الآثار العظيمة لزعماء الإسلام في مكة والمدينة وبعض المناطق الأخرى، حيث أصيب المجتمع الإسلامي بخسارة عظيمة، وقد أنزل السلفيون الجهلة المتخلفون- وللأسف الشديد- خسائر فادحة لا يمكن تعويضها بالتراث الثقافي للإسلام بذرائع واهية.

أفهل هذا التراث التاريخي العظيم يختص بهذه المجموعة المحدودة حتى يدمر بهذا الشكل الفظيع؟ ألا يجب أن يوكل أمر حفظ هذه الآثار إلى مجموعة من العلماء الواعين من جميع البلدان؟

خامساً: إنّ لزيارة قبور أئمّة الدين العظام عليهم السلام وطلب الشفاعة منهم عند الله المرافق للتوبة والإنابة إلى ساحة العبودية أثراً في تربية النفوس وتنمية الأخلاق والإيمان، وقد تاب الكثير من المذنبين والعصاة بجوار تلك المراقد الملكوتية لهؤلاء، وما زالوا، ليصبحوا صلحاء دائماً، ويرتقون إلى مراتب أعلى من الصلاح.

  • آثار زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) إنموذجاً

لقد ذكرت الروايات الشريفة الكثير من الاثار المترتبة على زيارة سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ومنها :

  1. إطالة الأعمار وزيادة الارزاق : كما ورد في صحيحة منصور بن حازم : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْيَرِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ قَالَ : (سَمِعْنَاهُ يَقُولُ‏ مَنْ أَتَى عَلَيْهِ حَوْلٌ لَمْ يَأْتِ قَبْرَ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَنْقَصَ اللَّهُ مِنْ عُمُرِهِ حَوْلًا وَلَوْ قُلْتُ إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَمُوتُ قَبْلَ أَجَلِهِ بِثَلَاثِينَ سَنَةً لَكُنْتُ صَادِقاً وَذَلِكَ لِأَنَّكُمْ تَتْرُكُونَ زِيَارَةَ الْحُسَيْنِ عليه السلام فَلَا تَدَعُوا زِيَارَتَهُ يَمُدُّ اللَّهُ فِي أَعْمَارِكُمْ وَيَزِيدُ فِي‏ أَرْزَاقِكُمْ‏ وَإِذَا تَرَكْتُمْ زِيَارَتَهُ نَقَصَ اللَّهُ مِنْ أَعْمَارِكُمْ وَأَرْزَاقِكُمْ فَتَنَافَسُوا فِي زِيَارَتِهِ وَلَا تَدَعُوا ذَلِكَ فَإِنَّ الْحُسَيْنَ شَاهِدٌ لَكُمْ فِي ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ وَعِنْدَ فَاطِمَةَ وَعِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ)[٤٥].
  2. غفران الذنوب والخلود في الجنة: كما ورد في صحيحة الريان بن شبيب: قال الإمام الرضا عليه السلام :(يَا ابْنَ شَبِيبٍ لَقَدْ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عليهم السلام أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ جَدِّيَ الْحُسَيْنُ عليه السلام أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَتُرَاباً أَحْمَرَ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ بَكَيْتَ عَلَى الْحُسَيْنِ حَتَّى تَصِيرَ دُمُوعُكَ‏ عَلَى‏ خَدَّيْكَ‏ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتَهُ صَغِيراً كَانَ أَوْ كَبِيراً قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيراً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَلْقَى اللَّهَ وَلَا ذَنْبَ عَلَيْكَ فَزُرِ الْحُسَيْنَ عليه السلام يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَسْكُنَ الْغُرَفَ الْمَبْنِيَّةَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّ صلی الله عليه وآله وسلم فَالْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ يَكُونَ لَكَ مِنَ الثَّوَابِ مِثْلَ مَا لِمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فَقُلْ مَتَى ذَكَرْتَهُ‏ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً يَا ابْنَ شَبِيبٍ إِنْ سَرَّكَ أَنْ تَكُونَ مَعَنَا فِي الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجِنَانِ فَاحْزَنْ لِحُزْنِنَا وَافْرَحْ لِفَرَحِنَا وَعَلَيْكَ بِوَلَايَتِنَا فَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَحَبَّ حَجَراً لَحَشَرَهُ اللَّهُ مَعَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ).[٤٦]
  3. ان الملائكة عند قبر الإمام الحسين عليه السلام تشهد بالوفاء لزائره، وتشيعه الى داره وتعوده إذا مرض، وتصلي عليه إذا مات: كما ورد في صحيحة أبي حمزة الثمالي عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ وَكَّلَ بِقَبْرِ الْحُسَيْنِ عليه السلام أَرْبَعَةَ آلَافِ مَلَكٍ‏ شُعْثاً غُبْراً فَلَمْ يَزَلْ يَبْكُونَهُ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى زَوَالِ الشَّمْسِ فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ هَبَطَ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ وَصَعِدَ أَرْبَعَةُ آلَافِ مَلَكٍ فَلَمْ يَزَلْ يَبْكُونَهُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ وَيَشْهَدُونَ لِمَنْ زَارَهُ وَيُشَيِّعُونَهُ بِالْوَفَاءِ إِلَى أَهْلِهِ وَ يَعُودُونَهُ إِذَا مَرِضَ وَيُصَلُّونَ عَلَيْهِ إِذَا مَاتَ).[٤٧]

النساء وزيارة القبور

يعتقد الشيعة بانَّ دخول النساء في البقيع ،أو سائر مراقد الأنبياء والائمة والصالحين عليهم السلام مستحب شرعا ،لاستواء الرجال والنساء في الأحكام الشرعية الا ما خرج بدليل قطعي، ولا دليل في المقام على عدم الجواز ، بل الدليل على الجواز فقد وردت الكثير من الروايات والآثار عند الفريقين الدالة على الجواز ومنها :

  • ما ورد عن عبد الرزاق عن بن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه قال:(كانت فاطمة بنت رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم تزور قبر حمزة كل جمعة).[٤٨]
  • أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال أخبرنا بن أبي مليكة أن النبي صلی الله عليه وآله وسلم قال: (ائتوا موتاكم فسلموا عليهم وصلوا عليهم فإن لكم فيهم عبرة) قال بن أبي مليكة: (ورأيت عائشة تزور قبر أخيها عبد الرحمن بن أبي بكر ومات بالحبشي وقبر بمكة).[٤٩]

ورد حديث في كتب أهل السنة ينهى فيه النبي صلی الله عليه وآله وسلم عن زيارة النساء للقبور وغاية ما يدل عليه هذا الحديث الكراهة وهذا ما ذكره الترمذي في سننه فقد قال :(أن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم لعن زوارات القبور قال: وفي الباب عن ابن عباس وحسان بن ثابت قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي صلی الله عليه وآله وسلم في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء وقال بعضهم: إنما كرهت زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن).[٥٠]

هدم القبور من قبل الوهابية

بناءاً على الفهم الخاطئ لبعض النصوص، فقد انفرد علماء الوهابية بوجوب هدم كل قبر من قبور الأولياء وتبديع كل من يذهب لهذه القبور من أجل زيارتها ومن هذه الفتوى الظالمة ما نقلته لنا جريدة أم القرى في عددها (69) بتأريخ (17 شوال 1344 هـ) (اي بعد هدم قبور البقيع بتسعة أيام) : غادر مكة في شهر رمضان الماضي الشيخ عبدالله بن بليهد، قاضي قضاة الوهابيين في الحجاز ، قاصداً المدينة المنورة، وقد تلقّت جريدة أم القرى من مكاتبها في المدينة أن الشيخ أبن بليهد أجتمع بعلماء المدينة وباحثهم في أمور كثيرة، ثم وجه إليهم السؤال الآتي:

بسم الله الرحمن الرحيم، ما قول علماء المدينة المنورة- زادهم الله فهماً وعلماً- في البناء على القبور واتخاذها مساجد، هل هو جائز أم لا؟

واذا كان غير جائز، بل ممنوعٌ منهيٌ عنه نهياً شديداً، فهل يجب هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟

وإذا كان في البناء مسبّلة- كالبقيع- وهو مانع من الانتفاع بالمقدار المبنيّ عليه، فهل هو غصب يجب رفعه، لِما فيه من ظلم المستحقين ومنعهم استحقاقهم، أم لا؟ وما يفعله الجُهّال عند هذه الضرائح، مِن التمسّح بها، ودعائها مع الله، والتقرب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السُرُج عليها، هل هو جائز أم لا؟

وما يُفعل عند حجرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم، من التوجه إليها عند الدعاء وغيره، والطواف بها وتقبيلها والتمسّح بها، وكذلك ما يفعل في المسجد الشريف، من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع، أم لا؟.

أفتونا مأجورين، وبيّنوا لنا الأدلة المستند إليها، لا زلتم ملجأ للمستفيدين.

وهذا نصّ الجواب:

أما البناء على القبور ، فهو ممنوع إجماعاً؛ لصحّة الأحاديث الواردة في منعه، وبهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه؛ مستندين على ذلك بحديث علي (رضي الله عنه) عنه أنه قال لأبي الهيّاج: (ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم، أن لا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبراً مشرفاً إلا سوّيته)[٥١]

وأما اتخاذ القبور مساجد، والصلاة فيها، فممنوع مطلقاً، وإيقاد السُرُج عليه ممنوع أيضاً؛ لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله صلی الله عليه وآله وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسُرُج). رواه أهل السُنن. وأما ما يفعله الجُهّال عند الضرائح، من التمسح بها، والتقرب إليها الذبائح والنذور، ودعاء أهلها مع الله، فهو حرامٌ، ممنوع شرعاً، لا يجوز فعله أصلًا. وأما التوجه إلى حجرة النبي صلی الله عليه وآله وسلم عند الدعاء، فالأولى منعه، كما هو معروف من فقرات كتب المذهب؛ ولأن أفضل الجهات جهة القبلة. وأما الطواف بها والتمسح بها وتقبيلها، فهو ممنوع مطلقاً. وأما ما يُفعل من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات المذكورة، فهو مُحدثٌ. هذا ما وصل إليه علمنا السقيم.[بحاجة لمصدر]

ويلي ذلك توقيع 15 عالماً.

وقد علّقت جريدة أم القرى على هذه الفتوى بمقالة إفتتاحية قائلة: (إنّ الحكومة ستسير في تنفيذ أحكام الدين رضي الناس أم كرهوا).[بحاجة لمصدر]

وبناءاً على هذه الفتوى الضالة وأخواتها الصادرة من شذاذ الآفاق هدم الوهابيون قبور أئمة أهل البيت عليهم السلام و الصالحين في البقيع ،وكذلك حاولوا هدم قبور أئمة أهل البيت عليهم السلام في العراق في الزمن السابق وفي زماننا الحاضر و لكن الله كان لهم بالمرصاد فقد خذلهم واخزاهم وكشف عوارهم فرجعوا مذمومين مدحورين في الدنيا والآخرة.[بحاجة لمصدر]

الهوامش

  1. الفيومي، المصباح المنير، ج‌ 2، ص 260.
  2. سورة عبس: 21.
  3. سورة التكاثر: 2.
  4. سورة العاديات: 9.
  5. الأصفهاني، مفردات ألفاظ القرآن، ص 651.
  6. سورة الكهف: 21.
  7. سورة التوبة: 84.
  8. السيوطي، تفسير الجلالين، ص 255.
  9. الآلوسي، روح المعاني، ج 10، ص 155.
  10. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 669.
  11. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 669.
  12. المتقي الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ج 5، ص 355.
  13. محمدی نژاد، زیارت قبور و سفرهای زیارتی از نگاه اهل سنت، ص 135.
  14. أحمد عبد الرحمن البنا، الفتح الرباني لترتيب مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 8، ص 105..
  15. محمدی نژاد، زیارت قبور و سفرهای زیارتی از نگاه اهل سنت، ص 136.
  16. الباركفوري، تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، ج 3، ص 240.
  17. الجرجاني، المنهاج في شعب الإيمان، ج 2، ص 130.
  18. الغزالي، إحياء علوم الدين، ج 2، ص 258.
  19. المقدسي، المغني، ج 3، ص 599.
  20. الحنبلي، الشرح الكبير على متن المقنع، ج 3، ص 494.
  21. ابن عبد الهادي، الصارم المنكي في الردّ على السبكي، ص 16 ـ 17 .
  22. القسطلاني، المواهب اللدنية، ج 3، ص 589.
  23. السهمودي، وفاء الوفا، ج 2، ص 4.
  24. الحنفي، الدر المختار في شرح تنوير الأبصار، ص190.
  25. المالكي، شرح المواهب، ج8، ص299.
  26. المجلسي، بحار الأنوار، ج 99، ص 177.
  27. الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج‌ 2، ص 613.
  28. البخاري، صحيح البخاري، ج 3، ص 1273.
  29. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 666.
  30. سورة البقرة: 125.
  31. سورة مريم: 31.
  32. سورة طه: 95-96.
  33. الفرس تتخذ للنسل.
  34. القمي، تفسير القمي، ج ‏2، ص 62.
  35. الشيرازي، الشيعة شبهات وردود، ص 86-87.
  36. البخاري، صحيح البخاري، ج 1، ص 399.
  37. ابن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، ج 2، ص 441.
  38. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 671.
  39. ابن ماجه، سنن ابن ماجه، ج 1، ص 501.
  40. الأصبحي، موطأ مالك، ج 3، ص 448.
  41. المتقي الهندي، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، ج5، ص223.
  42. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 659.
  43. البخاري، صحيح البخاري، ج 4، ص 1461.
  44. سورة الاعراف: 91-93.
  45. ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 151.
  46. عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج ‏1 ،ص 300.
  47. ابن قولويه، كامل الزيارات، ص 191.
  48. الصنعاني، مصنف عبد الرزاق، ج 3، ص 572.
  49. الصنعاني، مصنف عبد الرزاق، ج 3، ص 570.
  50. الترمذي، سنن الترمذي، ج 3، ص 371.
  51. النيسابوري، صحيح مسلم، ج 2، ص 666.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن بابويه، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا عليه السلام، طهران- إيران، الناشر :نشر جهان، ط 1، 1378 هـ.
  • ابن عبد الهادي، محمد بن أحمد، الصارم المنكي في الردّ على السبكي، بيروت - لبنان، مؤسسة الريان، ط 1، 1992 م.
  • ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات، النجف الأشرف - العراق، الناشر : دار المرتضوية، ط 1، 1356 ش.
  • ابن ماجه، محمد بن يزيد، سنن ابن ماجه، بيروت - لبنان، الناشر : دار الفكر، د.ت.
  • الأصبحي، مالك بن أنس، موطأ مالك، دمشق-سوريا، الناشر: دار القلم، ط 1 ، 1413 هـ - 1991 م.
  • الأصفهاني، الحسين بن محمد، مفردات ألفاظ القرآن، دمشق / سوريا - بيروت / لبنان، دار القلم - الدار الشامية، ط 1، 1412 هـ.
  • الألوسي، محمود ابن عبدالله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، بيروت - لبنان، الناشر : دار ابن كثير، ط 3، 1407 هـ - 1987 م.
  • الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • الجرجاني، الحسين بن الحسن، المنهاج في شعب الإيمان، د.م، الناشر: دار الفكر، ط 1، 1399 هـ - 1979 م.
  • الحنبلي، عبد الرحمن بن محمد، الشرح الكبير على متن المقنع، د.م، الناشر: دار الكتاب العربي للنشر والتوزيع، د.ت.
  • الحنفي، محمد بن علي، الدر المختار في شرح تنوير الأبصار، د.م، مطبعة الفتح الكريم، 1302 هـ.
  • السمهودي، نور الدين، وفاء الوفا، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر، تفسير الجلالين، القاهرة - مصر، الناشر: دار الحديث، ط 1، د.ت.
  • الشيباني، أحمد بن حنبل، مسند أحمد بن حنبل، القاهرة - مصر، الناشر: مؤسسة قرطبة، د.ت.
  • الشيرازي، مكارم، الشيعة شبهات وردود، قم - إيران، الناشر: مدرسة أمير المؤمنينعليه السلام، ط 1 ، 1428 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، من لا يحضره الفقيه، قم - إيران، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، 1413 ه‍.
  • الصنعاني، عبد الرزاق بن همام، مصنف عبد الرزاق، بيروت -لبنان، الناشر: المكتب الإسلامي، ط 2، 1403 هـ.
  • الغزالي، محمد بن محمد، إحياء علوم الدين، بيروت - لبنان، الناشر : دار االمعرفة، د.ت.
  • الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي، قم - إيران، منشورات دار الرضي، ط 1، د.ت.
  • القسطلاني، أحمد بن محمد، المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، القاهرة - مصر، الناشر: المكتبة التوفيقية، د.ت.
  • القمي، علي بن ابراهيم، تفسير القمي، قم - إيران، د.ن، ط 3، 1404 هـ.
  • المالكي، محمد بن عبد الباقي، شرح المواهب، مصر، بالمطبعة الأزهرية المصرية، ط 1 ،1302 هـ.
  • المتقي الهندي، علي بن حسام الدين، كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، بيروت - لبنان، الناشر: مؤسسة الرسالة، 1989 م.
  • المجلسي،محمد باقر، بحار الانوار، بيروت - لبنان، مؤسسة الطبع والنشر، ط 1، 1410 هـ.
  • المقدسي، عبد الله بن أحمد بن قدامة، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، بيروت - لبنان، الناشر : دار الفكر، ط 1، 1405 هـ.
  • النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، د.م، الناشر : دار إحياء التراث العربي، د.ت.