التحدي

مقالة متوسطة
خلل في أسلوب التعبير
من ويكي شيعة
علم التفسير
أهم التفاسير

الشيعية:

السنية:

المناهج التفسيرية
الاتجاهات التفسيرية
أساليب كتابة التفسير
اصطلاحات علم التفسير

التحدّي هو أنَّ الأنبياء يتحدون منكري النبوة بالمعجزات، فيطلبون منهم الإتيان بمثلها، ويأتي التحدي أيضاً لإثبات نبوة النبي عن طريق المعجزة، وقد دعا القرآن الكريم الناسَ في ستٍّ من آياته إلى الإتيان بمثله أو عشر سور أو سورة مثله، وتعرف هذه الآيات الست بآيات التحدي.

اختلفت الآراء في كيفية التحدّي القرآني، يعتقد البعض أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي فقط، أي أنه تحدّى بأن يؤتى بمثله في الفصاحة والبلاغة؛ ولكن يعتقد البعض الآخر أنَّ التحدي يعمّ كلّ ما في القرآن.

مفهوم التحدّي

التحدي في اللغة هو طلب المبارزة ليُعرف عجز المتحدّى،[١] والتحدي في اصطلاح علوم القرآن[٢] والكلام الإسلامي[٣] هو أنَّ الأنبياء يتحدّون منكري النبوة بالمعجزات، فيطلبون منهم الإتيان بمثلها.[٤]

التحدّي مِن شروط المعجزة

ذكر عضد الدين الإيجي، من متكلمي أهل السنة في القرن الثامن، أنَّ بعض المتكلمين جعلوا التحدي من شروط المعجزة؛ وذلك ليميّزوا بينها وبين سائر خوارق العادات مثل كرامات الأولياء التي لا يكون الداعي فيها التحدي.[٥]

التحدي في القرآن

هي ست آيات يتحدى القرآن بها جاحدي نبوة نبي الإسلام، ويطلق على هذه الآيات (آيات التحدي).[٦] في ثلاث آيات من آيات التحدي، يدعو الله تعالى فيها المنكرين للقرآن أن يأتوا بمثله،[٧] وفي آية واحدة، يطلب من المنكرين أن يأتوا بعشر سور مثله[٨] وفي الآيتين الأخيرتين، يتحدى القرآن فيها أن يأتوا بسورة واحدة مثله.[٩]

جوانب التحدي بالقرآن

اختلفت آراء علماء المسلمين في كيفية التحدي القرآني، يعتقد البعض أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي فقط؛ أي أنه تحدّى بأن يؤتى بمثله في الفصاحة والبلاغة؛[١٠] ولكن يعتقد البعض ومنهم العلامة الطباطبائي أنَّ التحدي يعمّ كلّ ما في القرآن من الفصاحة، والبلاغة، والأنباء الغيبية، والبراهين.[١١]

وقد رفض أيضاً محمد هادي معرفة أنَّ التحدي القرآني يقتصر على الجانب الأدبي، وقال: لو كان التحدي مقتصرا على الجانب الأدبي واللفظي لانحصر خطاب القرآن في العرب مع أنه يعم جميع الناس.[١٢]

نظرية الصرفة

طرح بعض المتكلمين معنى آخر للتحدي القرآني، حيث قالوا: ليس الإتيان بمثله خارجاً عن طوق القدرة البشرية، فهي كافية في مقام المعارضة، وإنّما العجز والهزيمة في حلبة المبارزة لأمر آخر، وهو حيلولته سبحانه بينهم وبين الإتيان بمثله.[١٣] يُطلق على هذه النظرية بالصرفة.[١٤]

محاولات تحدي القرآن

ذكرت المصادر في تفسير القرآن وعلوم القرآن أن هناك محاولات لمعارضة القرآن والإجابة على تحدّيه، منها أسجاع مسيلمة الكذاب،[١٥] وقصص النضر بن الحارث عن رستم وإسفنديار.[١٦]

وقيل إن عبد الله بن المُقَفَّع اشتغل مدة بأن يكتب ما يعارض القرآن لكنه انصرف عن ذلك،[١٧] وكتب قسيس مسيحي سورتين تقليدا لسورتي الفاتحة والكوثر، فقام آية الله الخوئي[١٨] ورشيد رضا - من مفسري أهل السنة - بنقدهما،[١٩] ومما ذكره رشيد رضا في نقدهما أن الكاتب لهما جاهل باللغة العربية.[٢٠]

وانتشر في أمريكا كتاب يحمل عنوان "الفُرقان الحق" وهو يحتوي على بعض السور التي أُلِّفت بتقليد القرآن وبمزج تعاليمه مع التعاليم اليهودية والمسيحية،[٢١] وقد ألِّفت كتبٌ في نقد هذا الكتاب منها كتاب "الانتصار للقرآن" من تأليف صالح الخالدي.

الدراسات

  • أيضاً كتاب "«اعجاز وتحدی» پاسخ به شبهات" (الإعجاز والتحدي وجواب الشبهات) من تأليف السيد محمد حسن الجواهري في انتشارات پژوهشگاه فرهنگ واندیشه اسلامی طبع في سنة 1397 ش.

الهوامش

  1. مجمع البحوث الاسلامية، شرح المصطلحات الكلامية، ص 64.
  2. الجواهري، «واکاوی ملاک تحدی در قرآن و نقد منطق تنزّلی»، ص 112؛ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 4، ص 16 ــ 27؛ الأبياري، الموسوعة القرآنية، ج 2، ص 362؛ الزركشي، البرهان في علوم القرآن، ج 2، ص 226.
  3. مجمع البحوث الإسلامية، شرح المصطلحات الكلامية، ص 64.
  4. مؤدب، إعجاز قرآن در نظر أهل بيت، ص 17.
  5. الإيجي، شرح المواقف، ج 8، ص 224.
  6. خرمشاهي، دانشنامه قرآن و قرآن‌ پژوهی، ج 1، ص 481.
  7. الطور: 34؛ القصص: 49؛ الإسراء: 88.
  8. هود: 13.
  9. البقرة: 23؛ يونس: 38.
  10. معرفة، التمهيد، ج 6، ص 30.
  11. الطباطبائي، الميزان، ج 10، ص 162.
  12. معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 6، ص 31.
  13. المرتضى، رسائل الشريف المرتضى، ج 2، ص 323 ــ 327؛ المفيد، أوائل المقالات، ص 63؛ معرفة، التمهيد، في علوم القرآن، ج 4، ص 138 ــ 140.
  14. المرتضى، رسائل الشريف المرتضى، ج 2، ص 323 ــ 327؛ المفيد، أوائل المقالات، ص 63؛ معرفة، التمهيد، في علوم القرآن، ج 4، ص 138 ــ 140.
  15. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 1، ص 112.
  16. ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج 4، ص 41.
  17. الباقلاني، إعجاز القرآن، ص 27.
  18. الخوئي، البيان، ص 59 - 102.
  19. رشيد رضا، تفسير المنار، ج 1، ص 66 و188.
  20. رشيد رضا، تفسير المنار، ج 1، ص 188.
  21. أمين ناجي وغيره، "تحليل انتقادي "الفرقان الحق" در حوزه وحيانيت وجامعيت در معارضه با قرآن"، ص 147 - 154.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، تفسير القرآن العظيم، المحقق: محمد حسين شمس الدين، بيروت، دار الكتب العلمية منشورات محمد علي بيضون، 1419 هـ.
  • الأبياري، إبراهيم، الموسوعة القرآنية، القاهرة، مؤسسة سجل العرب، ط 1، 1405 هـ.
  • الإيجي، عضد الدين، الجرجاني، سيد مير شريف، شرح المواقف، المصحح: بدر الدين النعساني، قم، الشريف الرضي، 1325 هـ.
  • الباقلاني، أبو بكر، إعجاز القرآن، المعلق: أبو عبد الرحمن عويضة، بيروت، دار الكتب العلمية، 1421 هـ/ 2001 م.
  • الخوئي، أبو القاسم، البيان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة إحياء آثار الإمام الخوئي، 1430 هـ.
  • الزركشي، محمد، البرهان في علوم القرآن، المحققون: عبد الرحمن المرعشلي، وإبراهيم عبد الله الكردي، وجمال حمدي الذهبي، بيروت، دار المعرفة، ط 1، 1410 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، 1417 هـ.
  • الطبرسي، أحمد بن علي، الاحتجاج على أهل اللجاج، المصحح: محمد باقر خرسان، مشهد، نشر مرتضى، 1403 هـ.
  • المرتضى، علي بن الحسين، رسائل الشريف المرتضى، تحقيق: مهدي رجائي، قم، دار القرآن الكريم، 1405 هـ.
  • المفيد، محمد بن محمد، أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، قم، المؤتمر العالمي للشيخ المفيد، 1413 هـ.
  • أمين ناجي، محمد هادي وغيره، "تحليل انتقادي الفرقان الحق در حوزه وحيانيت وجامعيت در معارضه با قرآنبزوهشنامه تفسير و زبان قرآن، رقم 2، صيف 1396 هـ ش.
  • خرمشاهي، بهاء الدين، دانشنامه قرآن وقرآن پژوهي، طهران، ناهيد - دوستان، 1377 ش.
  • رشيد رضا، محمد رشيد بن علي، تفسير القرآن الكريم (تفسير المنار)، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1990 م.
  • قسم الكلام في مجمع البحوث الإسلامية،شرح المصطلحات الكلامية، مشهد، العتبة الرضوية المقدسة، 1415 هـ.
  • معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 3، 1410 هـ.
  • مؤدب، رضا، إعجاز قرآن در نظر أهل بيت عصمت وبيست نفر از علماي بزرك إسلام، قم، أحسن الحديث، 1379 ش.