التوحيد الذاتي

مقالة مقبولة
خلل في الوصلات
دون صورة
ذات مصادر ناقصة
خلل في أسلوب التعبير
عدم الشمولية
من ويكي شيعة

التوحيد الذاتي، أحد أنواع التوحيد؛ وهو يعني نفي التعدد؛ أي: الإعتقاد بوحدانية الله تعالى، وعدم التكثّر في الخارج، باعتقاد وجود إلهين أو آلهة متعددة.
وهو يعني أيضاً نفي التركيب؛ وهو الإيمان بالأحدية، وعدم تركيب الذات الإلهية من أجزاء سواء كان بالواقع الخارجي، أو بالفرض والإمكان العقلي. ولذلك قُسّم إلى قسمين: التوحيد الذاتي الواحدي، والتوحيد الذاتي الأحدي.

مكانة البحث

يحتلّ التوحيد المكانة العليا في الشرائع السماوية، فكان أوّل كلمة في تبليغ الرسل الدعوة إلى التوحيد و رفض الثنوية و الشرك، وكونه تعالى واحدا أحدا من أقدم المسائل الفكرية التي هي وليدة الفطرة الإنسانية، و من أهمها بحثا بين متفكري النوع البشري، و كل الأطروحات (التي لم تبتن على أسس فلسفية دينية صحيحة) قد دعّمت ركائز سلطتها على أسس توحيد الصانع. هناك امر جدیر للتوجه وهو؛ أنّ مفتاح الولوج إلى عالم التوحيد الفسيح، والأصل الذى تقوم عليه معارفه، والمنطلق لذلك كلّه هى الوحدة وتحديد المراد من توحيده سبحانه فما لم يتمّ فهم مسألة الواحد لا تتيسّر عملية فهم بقية معارف التوحيد، فالخالقية والمعبودية والرازقية وكلّ الأسماء الحسنى التى وردت فى القرآن يتعذّر فهمها حال إغفال تلك المسألة ومن هذا المنطلق فصّلوا العلماء الكلام التوحيد الى مراحل ومراتب وذلك على حسب الأدلة العقلية والتراث النقلي من القرآن والسنة الشريفة. فأول اقسام التوحيد هو التوحيد الذاتي


معنى التوحيدالذاتي

ملف:الأصل الأول من أصول الدين.jpg
التوحيد: أصل من أصول الدين

المراد منه هو أن الله سبحانه: واحد لا نظير له، فردٌ لا مثيل له، بل لا يمكن أن يكون له نظير أو مثيل.[١]


الآيات الدالة عليه

  1. قال تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[٢]حيث أشارث الآية إلى الأمر بتوحيده ونفي التركيب عن الله تعالى.
  2. قال تعالى: ﴿وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ[٣]وفي الآية دلالة على أن الله واحد لا ثاني له ولا شريك.
  3. قال تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[٤]أشارت الآية إلى التوحيد، وحصر الإلوهية بالله تعالى.
  4. قال تعالى: ﴿إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي[٥]وقد أشارت الآية إلى التوحيد الذات والتوحيد العبادي.

أحاديث داله عليه

  1. عن النبي (ص) قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند.[٦]
  2. الله تعالى، لا يشبه شيئا، ولا يشبهه شيء.[٧]
  3. أن أمير المؤمنينعليه السلام، قرأ:﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ[٨] فلما فرغ، قال: ياهو، يامن لا هو، إلا هو.[٩]
  4. عن الباقرعليه السلام قال: الأحد، الفرد المتفرد، والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد الذي لا نظير له.[١٠]
  5. عن أمير المؤمنينعليه السلام قال: هو واحد ليس له في الأشياء شبيه، وأحدي؛ يعني أنه لا ينقسم في وجود، ولا عقل، ولا وهم، كذلك الله ربنا.[١١]
  6. عن الإمام الصادقعليه السلام قال: لا إله إلا الله الواحد ﴿الذي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ[١٢]

الأدلة العقلية

وقد طرح العلماء الإلهيون براهين لإثبات وحدانية ووحدة ذات الواجب الوجود، وأوثق برهان أقيم في هذا المضمار المسمى ببرهان الصديقين وتقريره على النحو التالي:

  1. إن للوجود مرتبة و مستوى لا يمكن أن يكون أكمل من ذلك، أي أن له كمالا لا نهائيا؛
  2. مثل هذا الكيان لا يمكن أن يتضاعف ويتعدد، وإذا جاز التعبير، فهو لديه "وحدة الحقة الحقيقية"؛
  3. والنتيجة هي أن وجود الله القدير لا يتضاعف و لا يتعدد.

إن الفرضية الأولى لهذا البرهان هي في الواقع نتيجة لبرهان الصديقين. لأنه من البرهان المذكور يستنتج أن السلسلة التراتبية في الوجود لابدّ أن تؤدي إلى المستوى الأعلى والأكمل حيث ليس فيه ضعف ولا عيب، أي أن له كمالا لا نهاية له. لكن الفرضية الثانية يتم توضيحها بقليل من الدقة. لأنه إذا فرض أن هذا الموجود له كثرة، فلا بد أن يكون كل واحد منهم خاليا من الكمالات الموضوعية الأخرى، أي أن كمالات كل واحد محدودة ومتناهية، أما على المقدمة الأولى فإن كمالات الواجبة الوجود لانهائية.[١٣]

أقسام التوحيد الذاتي

تارة ينظر إلى الذات الإلهية من حيث إنّها واحدة لا ثاني لها، وتارة ينظر إليها بأنّها أحدية بسيطة وليست مركبة من أجزاء؛ ولأجل التفريق بين هذين القسمين عُبّر عن الأول بالتوحيد الذاتي الواحدي، وعن الثاني بالتوحيد الذاتي الأحدي[١٤]

  1. التوحيد الذاتي الأحدي: هو نفي التركيب عن الله تبارك وتعالى، عن مطلق أنواع التركيب سوى كان هذا التركيب من الاجزاء الخارجية المادي، أو من الاجزاء الذهنية التحليلية المعنوية، وسوى كان هذا التركيب بالفعل أو بالقوة. ونفي التركيب يعني ان الله تعالى بسيط. إنه أحد لا جزء له.[١٥]
  2. التوحيد الذاتي الواحدي: هو نفي النظير، يعني لا ثاني له, لا مثيل له, لا شبيه له, لا ند له, لا شريك له.[١٦]

الهوامش

  1. السبحاني، التوحيد والشرك، ص 22.
  2. الأخلاص: 1.
  3. البقرة: 163، والزمر: 4.
  4. محمد: 19، والحشر: 23، والبقرة: 255، والقصص: 70.
  5. طه: 14.
  6. الصدوق، التوحيد، ص 284، والمجلسي، بحار الأنوار، ج 3، ص269.
  7. المجلسي، بحار الأنوار، ج 3، ص 290.
  8. الأخلاص: 1.
  9. الصدوق، التوحيد، ص90.
  10. الصدوق، التوحيد، ص 86.
  11. الصدوق، الإعتقادات، ص 112؛ التوحيد، ص 84.
  12. الشورى: 11، والكليني، الكافي، ج 1، ص 92، والمجلسي، بحار، ج 3، ص 264.
  13. المصباح الیزدی، محمد تقي، آموزش فلسفة، ج2، ص378
  14. السبحاني، الإلهيات، ج 2، ص 11.
  15. الصدوق، الإعتقادات، ص 119، والسبحاني، الإلهيات، ج 2، ص 29.
  16. الصدوق، الإعتقادات، ص 119، والسبحاني، ج 2، ص 29.

المصادر والمراجع

  • الأحسائي، علي نقي، شرح رسالة التوحيد، مؤسسة شمس، ط 2، بيروت، 1428 هـ.
  • الشريف الرضي، محمد بن الحسن، نهج البلاغة، دار الأسوة، ط 1، قم، 1415 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، الإعتقادات،قم، ط 1، 1431 هـ.
  • الصدوق، محمد بن علي، التوحيد، النشر الاسلامي، ط 1، قم، 1398 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الرسائل التوحيدية، النشر الإسلامي، قم، 1427 هـ.
  • الطباطبائي، محمد حسين، نهاية الحكمة، جماعة المدرسين، قم، 1426 هـ.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، دار المرتضى، ط 1، بيروت، 1426 هـ.
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، دار الإحياء، ط 2، بيروت، 1403 هـ.
  • السبحاني، جعفر، الإلهيات، مؤسسة الإمام الصادقعليه السلام، قم، 1430 هـ.
  • السبحاني، جعفر، التوحيد والشرك، دار الأسوة، قم، 1413 هـ.
  • السبحاني، جعفر، مفاهيم القرآن، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، بيروت، 1431 هـ.
  • مصباح اليزدي، محمد تقي، دروس في العقيدة، دار الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، بيروت، 1429 هـ.
  • مطهري، مرتضى، التوحيد، مؤسسة الحجة، ط 2، بيروت، 1430 هـ.

وصلات خارجية