|
|
سطر ١٦٥: |
سطر ١٦٥: |
| ==الهجرة إلى المدينة== | | ==الهجرة إلى المدينة== |
| {{مفصلة|الهجرة إلى المدينة}} | | {{مفصلة|الهجرة إلى المدينة}} |
| '''السفر إلى الطائف'''
| | === السفر إلى الطائف === |
| وما إن رفع الحصار عن [[بني هاشم]] وخرجوا من الشعب حتى فقد النبي الأكرم (ص) اثنين من أشدّ مناصريه وداعميه المتمثلين بعمّه [[أبو طالب|أبي طالب]] (ع) وزوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] (ع) في العام الذي أطلق عليه عام الحزن.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص343.</ref> | | وما إن رفع الحصار عن [[بني هاشم]] وخرجوا من الشعب حتى فقد النبي الأكرم (ص) اثنين من أشدّ مناصريه وداعميه المتمثلين بعمّه [[أبو طالب|أبي طالب]] (ع) وزوجته [[خديجة الكبرى عليها السلام|خديجة]] (ع) في العام الذي أطلق عليه عام الحزن.<ref>الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص343.</ref> |
|
| |
|
| ولما لم يجد (ص) من ينصره ويدافع عنه، ويمنعه خرج إلى [[الطائف]]، فعمد إلى ثقيف بـالطائف وتوجه إلى ساداتهم فما أجابوه إلاّ بالتهكم والسخرية اللاذعة، ولم يلق منهم أي سند ولا عون، فقفل (ص) راجعاً من الطائف إلى مكة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص60. الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص344-346.</ref> | | ولما لم يجد (ص) من ينصره ويدافع عنه، ويمنعه خرج إلى [[الطائف]]، فعمد إلى ثقيف بـالطائف وتوجه إلى ساداتهم فما أجابوه إلاّ بالتهكم والسخرية اللاذعة، ولم يلق منهم أي سند ولا عون، فقفل (ص) راجعاً من الطائف إلى مكة.<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص60. الطبري، تاريخ الطبري: ج2، ص344-346.</ref> |
|
| |
|
| '''المدنية المنورة إبّان البعثة''':
| | === المدنية المنورة إبّان البعثة === |
| | |
| ما إن فقد النبي (ص) الأمل عن توفير الأرضية المناسبة للدعوة في الطائف حتى أخذ يفكر في مكان آخر يهاجر إليه، فكانت [[المدينة المنورة]] خياره الثاني بعد الطائف؛ وذلك أنّ المدينة وكما سجل ذلك بعض المؤرخين كانت تشهد بين الحين والآخر صراعاً بين [[اليهود]] وبين سكانها من [[الشرك|المشركين]] العرب وكان أهل [[يثرب]] يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم أنّ هذا أوان نبيّ يخرج بمكّة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب، فكانوا مهيئين نفسياً لقبول الدين الذي جاء به الرسول محمد بن عبد الله (ص). | | ما إن فقد النبي (ص) الأمل عن توفير الأرضية المناسبة للدعوة في الطائف حتى أخذ يفكر في مكان آخر يهاجر إليه، فكانت [[المدينة المنورة]] خياره الثاني بعد الطائف؛ وذلك أنّ المدينة وكما سجل ذلك بعض المؤرخين كانت تشهد بين الحين والآخر صراعاً بين [[اليهود]] وبين سكانها من [[الشرك|المشركين]] العرب وكان أهل [[يثرب]] يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم أنّ هذا أوان نبيّ يخرج بمكّة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب، فكانوا مهيئين نفسياً لقبول الدين الذي جاء به الرسول محمد بن عبد الله (ص). |
|
| |
|
سطر ١٧٨: |
سطر ١٧٧: |
| وكانت الأوس والخزرج قد اتفقتا على أن تجعلا [[عبد الله بن أبي بن سلول|عبد الله بن أبي بن سلول]] زعيما للقبيلتين وذلك لعدم مشاركته في هذه الوقعة حيث كان موضع احترام من القبيلتين وأعدوا له تاجاً يتوّجونه به، حتى يصبح أميراً في وقتِ معيّن.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص55.</ref> | | وكانت الأوس والخزرج قد اتفقتا على أن تجعلا [[عبد الله بن أبي بن سلول|عبد الله بن أبي بن سلول]] زعيما للقبيلتين وذلك لعدم مشاركته في هذه الوقعة حيث كان موضع احترام من القبيلتين وأعدوا له تاجاً يتوّجونه به، حتى يصبح أميراً في وقتِ معيّن.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص55.</ref> |
|
| |
|
| '''لقاء النبي مع وفود الحاج'''
| | === لقاء النبي مع وفود الحاج === |
|
| |
|
| في تلك الأيام اعتمد الرسول الأكرم (ص) استراتيجية جديدة في التبليغ تتمثل بعرض رسالته على وفود الحجاج القادمة إلى [[مكة]] أيام الموسم، فخرج (ص) في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كلّ موسم، فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الأنصار وكانوا ستة أنفار من الخزرج، فدعاهم إلى [[الله]] عزّ وجلّ، وعرض عليهم [[الإسلام]]، وتلا عليهم [[القرآن الكريم|القرآن]]، فأحدثت كلمات النبيّ (ص) في نفوسهم أثراً عجيباً، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأنّ صدّقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: «إِنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم، فعسى أن يجمعهم اللهُ بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعزّ منك».<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص55-56.</ref> فلما رجعوا، وأخبروهم بالحادثة أثّرت دعوتهم الجادة في [[يثرب]] تأثيراً حسناً حيث سبّبت في إسلام فريقٍ من أهل يثرب واعتناقهم عقيدة [[التوحيد]]، وكان لتنبؤ [[اليهود]] السالف دور كبير في تحقيق تلك الإستجابة السريعة. | | في تلك الأيام اعتمد الرسول الأكرم (ص) استراتيجية جديدة في التبليغ تتمثل بعرض رسالته على وفود الحجاج القادمة إلى [[مكة]] أيام الموسم، فخرج (ص) في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار فعرض نفسه على قبائل العرب كما كان يصنع في كلّ موسم، فبينما هو عند العقبة لقي رهطاً من الأنصار وكانوا ستة أنفار من الخزرج، فدعاهم إلى [[الله]] عزّ وجلّ، وعرض عليهم [[الإسلام]]، وتلا عليهم [[القرآن الكريم|القرآن]]، فأحدثت كلمات النبيّ (ص) في نفوسهم أثراً عجيباً، فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأنّ صدّقوه، وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: «إِنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر مثل ما بينهم، فعسى أن يجمعهم اللهُ بك، فسنقدم عليهم فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعزّ منك».<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص55-56.</ref> فلما رجعوا، وأخبروهم بالحادثة أثّرت دعوتهم الجادة في [[يثرب]] تأثيراً حسناً حيث سبّبت في إسلام فريقٍ من أهل يثرب واعتناقهم عقيدة [[التوحيد]]، وكان لتنبؤ [[اليهود]] السالف دور كبير في تحقيق تلك الإستجابة السريعة. |
|
| |
|
| '''بيعة العقبة الاُولى'''
| | === بيعة العقبة الاُولى === |
| | |
| {{مفصلة|بيعة العقبة الأولى}} | | {{مفصلة|بيعة العقبة الأولى}} |
| فلمّا كان العام المقبل (أي السنة الثانية عشرة من البعثة) قدم [[مكة المكرمة|مكة]] اثنا عشر رجلاً من أهل يثرب، فلقوا رسول الله (ص) بالعقبة، وانعقدت هناك أوّل بيعة إسلاميّة. | | فلمّا كان العام المقبل (أي السنة الثانية عشرة من البعثة) قدم [[مكة المكرمة|مكة]] اثنا عشر رجلاً من أهل يثرب، فلقوا رسول الله (ص) بالعقبة، وانعقدت هناك أوّل بيعة إسلاميّة. |
سطر ١٩٣: |
سطر ١٩١: |
| وعاد هؤلاء النفر إلى يثرب، وبعث النبيّ (ص) لهم [[مصعب بن عمير]] وأمره أن يقرئهم [[القرآن]]، ويعلمهم الإسلام، ويفقّههم في الدين وليحدد له الحالة التي عليها المدينة.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص56.</ref> | | وعاد هؤلاء النفر إلى يثرب، وبعث النبيّ (ص) لهم [[مصعب بن عمير]] وأمره أن يقرئهم [[القرآن]]، ويعلمهم الإسلام، ويفقّههم في الدين وليحدد له الحالة التي عليها المدينة.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص56.</ref> |
|
| |
|
| '''بيعة العقبة الثانية'''
| | === بيعة العقبة الثانية === |
| | |
| {{مفصلة|بيعة العقبة الثانية}} | | {{مفصلة|بيعة العقبة الثانية}} |
| لما حلّ موسم [[الحج|الحجّ]] لسنة 13 من البعثة خرجت قافلة كبيرة من أهل يثرب للحجّ فيهم ثلاث وسبعون من المسلمين من بينهم امرأتان حتى قدموا مكّة، والتقوا رسول الله (ص) فوعدهم رسول الله (ص) بالعقبة للبيعة. | | لما حلّ موسم [[الحج|الحجّ]] لسنة 13 من البعثة خرجت قافلة كبيرة من أهل يثرب للحجّ فيهم ثلاث وسبعون من المسلمين من بينهم امرأتان حتى قدموا مكّة، والتقوا رسول الله (ص) فوعدهم رسول الله (ص) بالعقبة للبيعة. |
سطر ٢٠٨: |
سطر ٢٠٥: |
| ثم عاد الوفد إلى يثرب، ومهدوا الطريق لانتقال [[المهاجرين]] إليها فكانوا يسمّون [[الأنصار]] في مقابل المهاجرين الوافدين عليهم من المسلمين.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص56-59.</ref> | | ثم عاد الوفد إلى يثرب، ومهدوا الطريق لانتقال [[المهاجرين]] إليها فكانوا يسمّون [[الأنصار]] في مقابل المهاجرين الوافدين عليهم من المسلمين.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص56-59.</ref> |
|
| |
|
| '''مؤامرة دار الندوة'''
| | === مؤامرة دار الندوة === |
| | |
| كانت [[بيعة العقبة الثانية]] بمثابة ناقوس خطر رنّ في الوسط المكّي لما يترتب على حصول المسلمين على موضع قدم آمن من أخطار تهدد الكيان المكي على كلّ من المستوى الديني والسياسي والإقتصادي والعسكري، ومن هنا قرروا الإنتقال بالمعركة مع الرسول (ص) إلى خطوة متقدمة تتمثل بتصفيته جسدياً والتخلص منه؛ ولهذا اجتمع كلّ رؤساء القبائل المكية في «[[دار الندوة]]» أكثر من مرة للتشاور في كيفية القضاء على [[الإسلام]]، وقرروا أخيراً أن تختار [[قريش]] من كلّ قبيلة فتى من فتيانها الأشداء، ويعطى كلّ واحد منهم سيفاً ماضياً، ويعمدوا إليه بأجمعهم فيضربونه ضربة رجل واحد، فإذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلّها، ولم يعد باستطاعة أحد من [[بني هاشم]] أن يطلب بدمه، فيختارون ديته على القتل. | | كانت [[بيعة العقبة الثانية]] بمثابة ناقوس خطر رنّ في الوسط المكّي لما يترتب على حصول المسلمين على موضع قدم آمن من أخطار تهدد الكيان المكي على كلّ من المستوى الديني والسياسي والإقتصادي والعسكري، ومن هنا قرروا الإنتقال بالمعركة مع الرسول (ص) إلى خطوة متقدمة تتمثل بتصفيته جسدياً والتخلص منه؛ ولهذا اجتمع كلّ رؤساء القبائل المكية في «[[دار الندوة]]» أكثر من مرة للتشاور في كيفية القضاء على [[الإسلام]]، وقرروا أخيراً أن تختار [[قريش]] من كلّ قبيلة فتى من فتيانها الأشداء، ويعطى كلّ واحد منهم سيفاً ماضياً، ويعمدوا إليه بأجمعهم فيضربونه ضربة رجل واحد، فإذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلّها، ولم يعد باستطاعة أحد من [[بني هاشم]] أن يطلب بدمه، فيختارون ديته على القتل. |
|
| |
|
| وفي تلك الليلة أوحى الله تعالى إلى رسوله:{{قرآن|وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}}<ref>سورة الأنفال(30)</ref>. فعرض (ص) على ابن عمّه [[علي بن أبي طالب]] (ع) أمر المبيت على فراشه– في الليلة المعروفة بـ[[ليلة المبيت]]- ليتمكّن هو من الفرار والتخلص من مؤامرة قريش، فخرج (ص) بمعيّة [[أبي بكر بن أبي قحافة]]، وبقوا في [[غار ثور]] ثلاثة أيام، فلمّا أمنوا الطلب خرجا باتجاه [[المدينة المنورة|المدينة المنوّرة]].<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص59.</ref> | | وفي تلك الليلة أوحى الله تعالى إلى رسوله:{{قرآن|وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}}<ref>سورة الأنفال(30)</ref>. فعرض (ص) على ابن عمّه [[علي بن أبي طالب]] (ع) أمر المبيت على فراشه– في الليلة المعروفة بـ[[ليلة المبيت]]- ليتمكّن هو من الفرار والتخلص من مؤامرة قريش، فخرج (ص) بمعيّة [[أبي بكر بن أبي قحافة]]، وبقوا في [[غار ثور]] ثلاثة أيام، فلمّا أمنوا الطلب خرجا باتجاه [[المدينة المنورة|المدينة المنوّرة]].<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص59.</ref> |
|
| |
|
| '''خروجه من مكة'''
| | === خروجه من مكة === |
| | |
| اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في اليوم الذي خرج فيه الرسول (ص) من مكة وكذا في اليوم الذي دخل فيه المدينة، فذهب [[ابن هشام]] إلى القول: بأنّه (ص) وصل إلى [[قبا]] منتصف نهار يوم الاثنين الثاني عشر من [[ربيع الأول|ربيع الأوّل]]، وحدد [[ابن الكلبي]] خروجه (ص) بيوم الاثنين غرة [[ربيع الأول]] وكان وصوله إلى قبا يوم الجمعة الثاني عشر من نفس الشهر، وذهب قوم إلى القول بأنّ وصوله كان يوم الثامن من ربيع الأوّل. فيما ذهب المؤرخون المتأخرون من المسلمين والأوربيين إلى القول بأنّ رحلته استمرت تسعة أيام، وكان وصوله إلى قبا في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 14 للبعثة والموافق للرابع والعشرين من سبتمبر سنة 622م. واتخذت هجرته (ص) مبدءاً للتاريخ الإسلامي. | | اختلفت كلمة الباحثين والمؤرخين في اليوم الذي خرج فيه الرسول (ص) من مكة وكذا في اليوم الذي دخل فيه المدينة، فذهب [[ابن هشام]] إلى القول: بأنّه (ص) وصل إلى [[قبا]] منتصف نهار يوم الاثنين الثاني عشر من [[ربيع الأول|ربيع الأوّل]]، وحدد [[ابن الكلبي]] خروجه (ص) بيوم الاثنين غرة [[ربيع الأول]] وكان وصوله إلى قبا يوم الجمعة الثاني عشر من نفس الشهر، وذهب قوم إلى القول بأنّ وصوله كان يوم الثامن من ربيع الأوّل. فيما ذهب المؤرخون المتأخرون من المسلمين والأوربيين إلى القول بأنّ رحلته استمرت تسعة أيام، وكان وصوله إلى قبا في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 14 للبعثة والموافق للرابع والعشرين من سبتمبر سنة 622م. واتخذت هجرته (ص) مبدءاً للتاريخ الإسلامي. |
|
| |
|
سطر ٢٢٨: |
سطر ٢٢٣: |
| ولمّا تكاثرت وفود [[المهاجرين]] على المدينة قام النبي (ص) بالمؤاخاة بينهم وبين الأنصار، وآخى بينه وبين [[علي بن أبي طالب]] (ع).<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص150-153.</ref> وبعد ذلك قام (ص) بعقد معاهدة بين المسلمين وبين [[اليهود|يهود]] المدينة يؤمن خلالها الحقوق الاجتماعية والدينية للطرفين.<ref>ابنهشام، السيرة النبوية: ج2، ص147.</ref> | | ولمّا تكاثرت وفود [[المهاجرين]] على المدينة قام النبي (ص) بالمؤاخاة بينهم وبين الأنصار، وآخى بينه وبين [[علي بن أبي طالب]] (ع).<ref>ابن هشام، السيرة النبوية: ج2، ص150-153.</ref> وبعد ذلك قام (ص) بعقد معاهدة بين المسلمين وبين [[اليهود|يهود]] المدينة يؤمن خلالها الحقوق الاجتماعية والدينية للطرفين.<ref>ابنهشام، السيرة النبوية: ج2، ص147.</ref> |
|
| |
|
| '''المنافقون واليهود'''
| | === المنافقون واليهود === |
| | |
| مع أنّ الغالبية الساحقة من أبناء المدينة المنورة كانوا بين من دخل في الدين الإسلامي وبين مؤيد له إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن المدينة وما يحيط بها قد خضعت لسلطة الدين الجديد، فقد شعر [[عبد الله بن أبي]] الذي كان على وشك التصدي للرئاسة وتاج الحكم الذي أعدّ له ليصبح الرجل الأول في المدينة بأنّ الفرصة قد ضاعت منه، وأنّ قدوم النبي الأكرم (ص) إلى المدينة حرمته من نيل الفرصة الذهبية التي توفرت أمامه بعد المعارك الطاحنة التي حدثت بين [[الأوس]] {{و}}[[الخزرج]]، فلم يجد أمامه إلاّ التظاهر بالإسلام والتخطيط في السر للقضاء على الدين الجديد من خلال التآمر مع يهود المدينة.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص67-68.</ref> | | مع أنّ الغالبية الساحقة من أبناء المدينة المنورة كانوا بين من دخل في الدين الإسلامي وبين مؤيد له إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن المدينة وما يحيط بها قد خضعت لسلطة الدين الجديد، فقد شعر [[عبد الله بن أبي]] الذي كان على وشك التصدي للرئاسة وتاج الحكم الذي أعدّ له ليصبح الرجل الأول في المدينة بأنّ الفرصة قد ضاعت منه، وأنّ قدوم النبي الأكرم (ص) إلى المدينة حرمته من نيل الفرصة الذهبية التي توفرت أمامه بعد المعارك الطاحنة التي حدثت بين [[الأوس]] {{و}}[[الخزرج]]، فلم يجد أمامه إلاّ التظاهر بالإسلام والتخطيط في السر للقضاء على الدين الجديد من خلال التآمر مع يهود المدينة.<ref>شهيدي، تاريخ تحليلي اسلام: ص67-68.</ref> |
|
| |
|