زليخا

زليخا أو زليخاء أو زليخة، هي المرأة التي ذُكرت قصتها في القرآن الكريم وتحديداً في سورة يوسف، كما ورد ذكرها في الأحاديث كثيراً، حيث كانت زوجةً لعزيز مصر، ثم وقعت في حب النبي يوسف بعد أن دخل بيت زوجها وتربّى فيه.

زليخا

إقامة	مصر
سبب شهرة	ورد في القرآن قصتها مع النبي يوسف(ع)
زوج	عزيز مصر - النبي يوسف

بحسب المصادر الروائية أنها ندمت على ما فعلته بيوسف ، وعندما أصبح عزيزاً لمصر طلبت منه أن يردّ عليها شبابها، فسأل يوسف الله ذلك، فردّ عليها الله شبابها، وتزوجها يوسف، وأنجبت له أولاداً.

حُظيت قصتها اهتماماً في الأدب والشعر العربي والفارسي، كما جُسّدت شخصيتها في مسلسل يوسف الصديق الإيراني.

هويتها

زليخا هي المرأة التي ذُكرت قصتها في القرآن الكريم وتحديداً في سورة يوسف ﴿امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا﴾، حيث كانت زوجةً لعزيز مصر، ثم وقعت في حب النبي يوسف بعد أن دخل بيت زوجها العزيز، وتربّى فيه ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾، كما ورد ذكرها كثيراً في المصادر التاريخية لا سيما مصادر التفسير الروائي.

قصتها

تناولت سورة يوسف قصة حب زليخا وعشقها يوسف بعدد من آياتها، وكذلك ورد ذكرها في سِفر التكوين من التوراة. وتبدأ قصتها كما جاء في القرآن الكريم من حيث دخول النبي يوسف بيتها بعد أن اشتراه زوجها عزيز مصر، وقال لها: ﴿أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا﴾.

مراودتها ليوسف (ع)

ترعرع يوسف في قصر العزيز إلى أن صار شاباً ذو جمال بديع، وكانت زليخا فائقة الجمال أيضاً وزوجها عنّين، فوقع حب يوسف في قلبها فأصبحت عاشقة له، فدعته إليها وألحّت عليه: ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ﴾، ظناً منها أنه سيطيعها في معصية الله. إلا أن يوسف نبي معصوم: ﴿قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ﴾، وأنجاه الله من شراكها: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾، وعندما رأى زوجها عزيز مصر أن قميص يوسف ﴿ قُدَّ مِن دُبُرٍ﴾ عرف أن زوجته هي من أرادت الخيانة به.

إدخاله السجن

عندما استعصم النبي يوسف أصرت زليخا أن يطيعها، فأدخلته السجن سعياً منها لإخضاعه: ﴿وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ﴾، فقضى يوسف في السجن مدة عشر سنين.

همت به وهم بها

وردت أقوال كثيرة في كتب التفسير في ما يخص قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا﴾، من قبيل ما ذكره الصدوق أن الإمام الرضا قال في تفسير هذه الآية: "لقد همت به لولا أن رأى برهان ربه لهمّ بها لكنه كان معصوماً، والمعصوم لا يهمّ بذنب ولا يأتيه". وما ذكره الطباطبائي عن الإمام الصادق أنه قال: "همّت بأن تفعل وهمّ بأن لا يفعل".

توبتها

نُقل في الروايات أن زليخا ندمت على ما فعلته بيوسف واعترفت بذنبها حينما طُلب من النسوة اللواتي قطعنّ أيديهنّ: ﴿ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ﴾، وبحسب بعض المصادر أن زليخا افتقرت واحتاجت حتى سألت بعد موت زوجها عزيز مصر، وعندما رأت يوسف بعد أن أصبح عزيزاً لمصر طلبت منه أن يرد عليها شبابها، فسأل الله ذلك فردّ عليها شبابها وتزوجها وهي بكر، وأنجبت له أولاداً. وفي غرر الحكم للآمدي أن الله أوحى إلى يوسف أنها قد صدقت وإني قد أحببتها.

قصتها في الشعر والفن

كان لقصة حب زليخا من النبي يوسف انعكاسات عديدة في الأدب العربي والفارسي، وقرأها الشعراء قراءات متنوّعة. تداولت عدَّة أشعار وقصائد وعبارات، منها: ما قالته زليخا لنبي الله يوسف، عندما قال لها مستغرباً: أنتي؟؟ فردت: كنتُ يوماً أنا واليوم كلي أنت.

جسدت شخصية زليخا في مسلسل يوسف الصديق الإيراني، الممثلة كتايون رياحي، ومن أبرز ما في قصتها هو أنها كانت تقضي أيامها بانتظاره وبالبكاء عليه، تجوب الشوارع والطرقات بحثاً عنه، وأنها قامت بإنفاق كل ثروتها حتى فقدت بصرها من كثرة البكاء والحزن عليه، وأصبحت بعد ذلك عجوزاً، قد عشقته مدة ثلاثين سنة وهي فترة قدوم يوسف إلى مصر، تشتاق إليه وتبكي على ضياع جمالها وثروتها وفراقها له.