التواضع هو انكسارٌ للنفس يمنعها من أن ترى لِذَاتها الفضل على الغير، وهو خُلُقٌ إسلامي وردت فيه آيات قرآنية تدعوا إلى التحلي به، وكذلك روايات عن طريق أهل البيتعليهم السلام في فضله وآثاره، وله علامات يُعرف بها صاحبه.

الأخلاق
الآيات الأخلاقية
آيات الإفكآية الأخوةآية الاسترجاعآية الإطعامآية النبأآية النجوىآية الأذن
الأحاديث الأخلاقية
حديث التقرب بالنوافلحديث مكارم الأخلاقحديث المعراجحديث جنود العقل وجنود الجهل
الفضائل الأخلاقية
التواضعالقناعةالسخاءكظم الغيظالإخلاصالحلمالزهدالشكر
الرذائل الأخلاقية
التكبرالحرصالحسدالكذبالغيبةالتبذيرالافتراءالبخلعقوق الوالدينحديث النفسالعجبالسمعةقطيعة الرحم
المصطلحات الأخلاقية
جهاد النفسالجهاد الأكبرالنفس اللوامةالنفس الأمارةالنفس المطمئنةالذنبالمحاسبةالمراقبةالمشارطة
علماء الأخلاق
محمد مهدي النراقيأحمد النراقيالسيد علي القاضيالسيد رضا بهاء الدينيالسيد عبد الحسين دستغيبالشيخ محمد تقي بهجت
المصادر الأخلاقية
القرآن الكريمنهج البلاغةمصباح الشريعةمكارم الأخلاقالمحجة البيضاءمجموعه ورامجامع السعاداتمعراج السعادةالمراقبات

معناه

لغة، التواضع: مصدره وَضُعَ يقال وَضُعَ الرجل (يَوْضُعُ) ضِعَةً ووضاعة: صار وَضِيعا، أي دنيئاً، وتواضع فلان: تذلّل وتخاشع، وتواضعت الأرض: انخفضت عمّا يليها،[١] والتواضع هو التذلّل.[٢]

اصطلاحاً، انكسار للنفس يمنعها من أن يرى [ صاحبها ] لِذَاتها جميلاً على الغير, وتلزمه أفعال وأقوال موجبة لاستعظام الغير وإكرامه،[٣] أوهو احترام الناس حسب أقدارهم، وعدم الترفع عليهم.[٤]

التواضع في الإسلام

أولى الإسلام أهمية بالغة لصفة التواضع بلحاظ كونها قيمة كمالية، يَتَحَتَّمُ على العبد أن يبذل جهدا في كسبها والتَّحلّي بها، وفي مقابل ذلك ذمّ التكبر الذي يقابله، وحذّر الإنسان من الوقوع في مستنقعاته.[٥]

التواضع في القرآن

رغم عدم ورود لفظة التواضع في القرآن الكريم، إلا أنّ المولى تعالى قد تطرّق لقيمة التواضع وبَيَّنَ أهميتها من خلال ذمّ ما يقابل التواضع وهو التكبّر، كما أيضاً عبّر عن قيمة التواضع من خلال الوصف والكناية.[٦]

  • قال تعالى: ﴿وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا»،[٧] فالهون هو التذلل والتواضع،[٨] وكذلك معنى الهون في سورة الفرقان.[٩]
  • قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ  »[١٠]
  • قال تعالى: ﴿وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ »[١١] حيث ذكر تعالى ما يناقض التواضع وهو التكبر ليؤكد على أهمية التواضع.

التواضع في الروايات

آثاره

لكل فضيلة يزكي بها العبد نفسه آثارها التي تظهر عليه حين تكون التزكية خالصة لله سبحانه وتعالى،وكذلك التواضع له آثاره منها:

  • الحكمة:قال الإمامُ الكاظمُ (ع) :«إنّ الزَّرعَ يَنبُتُ في السَّهلِ ولايَنبُتُ في الصَّفا؛ فكذلكَ الحِكمَةُ تَعمُرُ في قَلبِ المُتَواضِعِ، ولا تَعمُرُ في قَلبِ المُتَكبِّرِ الجَبّارِ ؛ لأنّ اللّه‏َ جَعلَ التَّواضُعَ آلَةَ العَقلِ، وجَعَلَ التَّكبُّرَ مِن آلَهِ الجَهلِ».[١٦]
  • المحبة:قال أمير المؤمنين عليٌّ (ع) :«ثَمَرَةُ التَّواضُعِ الَمحَبّةُ».[١٧]
  • الرفعة:قال الرسول الأكرم (ص):«مَن تَواضَعَ للّه‏ِ رَفَعَهُ اللّه‏ُ، فهُو في نَفسِهِ ضَعيفٌ وفي أعيُنِ النّاسِ عَظيمٌ، ومَن تَكبَّرَ وَضَعَهُ اللّه‏ُ، فهُو في أعيُنِ النّاسِ صَغيرٌ وفي نَفسِهِ كَبيرٌ ؛ حتّى لَهُو أهوَنُ علَيهِم مِن كَلبٍ أو خِنْزيرٍ».[١٨]
  • كمال العقل:قال أمير المؤمنين:«كمال العقل في ثلاثة:التواضع لله,وحسن اليقين،والصمت إلا من خير».[١٩]

علاماته

للتواضع علامات يُعرف بها المتواضعون، منها :

  • المبادرة بالسلام لكل من يمر بطريق المرء
  • الجلوس في آخر المجلس.
  • البِشر بالكلام.
  • الرفق بالسؤال.
  • إجابه الدعوة.
  • والسعي في حاجات الآخرين.
  • أن لا يرى المرء نفسه خيرا من غيره.[٢٠]

فعن الإمام علي (ع): « ثلاث هنَّ رأس التواضع,أن يبدأ بالسلام من لقيه،ويرضى بالدون من شرف المجلس,ويكره الرياء والسمعة».[٢١]

التواضع وكرامة الإنسان

البعض يعتقد أنّه كلّما قلّل المرء من قيمة نفسه كلّما كان متواضعاَ, ولكن لايجدر بالمؤمن أن يقلل من قيمة نفسه لدرجة التذلل، الأفضل دائماً هو حالة الوسطية في الأمور.[٢٢]

مواضيع ذات صلة

الهوامش

  1. المعجم المحيط ص 1039-1040.
  2. الفراهيدي، كتاب العين، ج 3، ص 1961.
  3. النراقي، جامع السعادات ج 1، ص 341.
  4. الصدر، أخلاق أهل البيت, ص 36.
  5. مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 57.
  6. مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 58.
  7. الفرقان: 63
  8. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص 238.
  9. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 15، ص7.
  10. الشعراء : 215.
  11. لقمان : 18.
  12. الكليني، الكافي، ج 2، ص150، ح ر 1856.
  13. مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم، ص 249، ح 5145.
  14. المجلسي، مرآة العقول، ج 3، ص 379.
  15. الكليني، الكافي، ج 2، ص 151.
  16. المجلسي، بحار الأنوار، ج 78، ص 312.
  17. مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم، ص 249، ح 5179.
  18. المتقي الهندي، كنز العمّال، ج 6، ص 113، ح 5737.
  19. الريشهري، ميزان الحكمة, ج 7، ص 2716، ح 13526.
  20. النراقي، جامع السعادات، ج 1، ص 344.
  21. المتقي الهندي، كنز العمّال، ح 8506.
  22. مكارم الشيرازي، الأخلاق في القرآن، ج 2، ص 63.

المصادر والمراجع

  • القرآن الكريم.
  • الريشهري، محمد، ميزان الحكمة, قم، دار الحديث، ط 1، 1422 هـ.
  • الصدر، محمد مهدي، أخلاق أهل البيت، قم، دار الكتاب الإسلامي، ط 4، 1429 هـ/ 2008 م.
  • الفراهيدي، الخليل بن أحمد، ترتيب كتاب العين، طهران، انتشارات أسوة، ط 3، 1432 هـ
  • المجلسي، محمد باقر، نور وحي، قم، منشورات، د.ت، د.م.
  • النراقي، محمد، جامع السعادات, قم، اسماعيليان، ط 7، 1428 هـ.
  • مركز الأبحاث والدراسات الإسلامية، غرر الحكم ودرر الكلم, قم، دفتر تبليغات إسلامي، ط 2، 1430 هـ.
  • مكارم الشيرازي، ناصر، الأخلاق في القرآن، قم - إيران، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب (ع)، ط 2، 1426 هـ.