أسامة بن زيد

أسامة بن زيد، صحابي شارك في بعض غزوات النبي والسرايا، وأبوه زيد بن حارثة معتوق الرسول ومن المسلمين الأوئل، وعليه يعتبر زيد ووالده من موالي الرسول (ص).

أسامة بن زيد

معلومات شخصية
الاسم الكامل	أسامة بن زيد بن حارثة
الكنية	أبو خارجة - أبو زيد
اللقب	الكلبي
تاريخ الولادة	حوالي 4 بعد البعثة
الموطن	مكة - المدينة - الشام
المهاجرون/الأنصار	المهاجرين
النسب/القبيلة	بني كلب بن قضاعة
الأقرباء	أبوه: زيد بن حارثة - أمه: أم أيمن
الوفاة/الاستشهاد	سنة 52 هـ - الجرف (منطقة قريبة من المدينة)
المدفن	المدينة
معلومات دينية
المشاركة في الحروب	شارك في العديد من غزوات النبي
الهجرة إلى	المدينة
سبب الشهرة	من صحابة النبي - لعن النبي كل من تخلف عن جيش أسامة بن زيد

وقد عينه النبي (ص) في أواخر عمره الشريف -مع أنه كان شاباً- قائداً لجيش المسلمين لمواجهة الروم، ولكن تخلف بعض كبار الصحابة في حياة الرسول عن اللحوق بجيشه، وفي فترة حكْم الإمام علي امتنع عن البيعة مع عدد من الصحابة.

النسب والولادة والكنية

ينحدر إسامة من قبيلة بني كلب بن قضاعة، وكان أبوه زيد بن حارثة معتوق رسول الله ومن أوائل المسلمين، وبناء عليه يعتبر زيد وابنه أسامة من "موالي" النبي ، كما كانت أم أيمن والدة أسامة جارية، فعتقها النبي .

كان يكنى أسامة بأبي يزيد وأبي خارجة، ويحتمل أن يكون أبو يزيد تصحيفا لأبي زيد، وبما أن أسامة كان يبلغ من العمر 19 سنة عند وفاة النبي ، فتقدر ولادته السنة الرابعة من البعثة.

في عهد النبي (ص)

هاجر أسامة ووالداه إلى المدينة مع من هاجر في ذلك الحدث، ويبدو أنه كان حاضرا في معركة بدر ومعركة أحد كما تشير إلى ذلك معظم الروايات من جملة الأشخاص الذين لم يأذن لهم النبي بالقتال بسبب صغر سنهم.

ولكنه شارك في سرية بشير بن سعد لفتح فدك في شعبان سنة 7 للهجرة، وكذلك في سرية غالب بن عبد الله الليثي في صفر سنة 8 للهجرة، وكان من جملة الأشخاص الذين لم يتركوا النبي في غزوة حنين

وقد جاء في الروايات المعروفة بالإفك والتي اتهمت من خلالها عائشة، ويعود معظم أسانيدها إليها أن النبي تشاور بشأن هذه التهمة مع علي (ع) وأسامة وأن الأخير أثنى على عائشة خلافا لعلي (ع)؛ ولكن ذات الروايات تدل على أن هذه الحادثة وقعت بعد غزوة المريسيع في رمضان 5 للهجرة، وقد كان أسامة آنذاك أصغر من أن يستشيره النبي في مثل هذا الأمر المهم.

قيادته للجيش

من أهم أحداث حياة أسامة هو تعيينه لقيادة جيش الإسلام من قبل النبي (ص)، فبادر بعد عودته من حجة الوداع إلى إعداد جيش ضم فيه المهاجرين والأنصار وفيهم كبار الصحابة لقتال الروم في البلقاء (منطقة في الأردن) برئاسة أسامة الذي كان عمره عشرين سنة يقول الواقدي، ولم يدع النبي من المهاجرين الأوئل إلا دُعي إلى الحرب وهناك أخبار تتحدث أن الذين دعوا إلى الجيش هم من أهم شخصيات المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وسعد ابن أبي وقاص.

وقد عسكر أسامة في الجرف بالقرب من المدينة، وكان المسلمون يسارعون إليه ولكن بعض الصحابة جاهروا باعتراضهم على تعيين أسامة لقيادة الجيش بحجة أنه ولد شاب لا يصلح للقيادة، وتباطؤوا في اللحوق بالجيش حتى صعد رسول الله على المنبر وهو مريض، وأكد على تنفيذ أوامره.

يقول الواقدي: إن هذا الجيش لم يتحرك حتى بعد 14 يوما من صدور أمر النبي ، ويبدو أن مرض النبي كانت الذريعة على عصيان الصحابة من اللحوق بالجيش، وكانت أم أيمن والدة أسامة من الذين طالبت النبي بتأخير حركة الجيش حتى يشفى من مرضه، لكن رفض النبي ذلك، ورغم تأكيد النبي على تنفيذ جيش أسامة أوامره، إلاّ أنّ هناك الكثير ممن دعي إلى الجيش، فخالف الأمر، حتى توفي النبي ، وعندما تولى أبو بكر الخلافة وجه في الفور أسامة لتنفيذ المهمة التي كان النبي قد كلفه بها.

حب النبي(ص) إياه

هناك روايات كثيرة تدل على الحب البالغ الذي كان يكنّه له النبي (ص)؛ فقد قيل أن أسامة كان مع النبي عندما دخل الكعبة أثناء فتح مكة. وقد خص في بعض كتب الحديث أيضا بابا تحت عنوان مناقب أسامة، لكن يبدو أن مثل هذه الروايات وضعت في مقابل الروايات الدالة على حبّ النبي الشديد لأهل البيت (ع)، أي الإمام علي (ع) والإمامين الحسن والحسين (ع).

روايته للحديث النبوي

كان أسامة من رواة أحاديث النبي ، ونقل عن أبيه بعض الأحاديث، وروى عن أسامة أشخاص مثل أبي عثمان النهدي، وعروة ابن الزبير، والبعض الآخر من التابعين.

وقد ذكرت المصادر مسنداً لأسامة ألّفه محمد بن عبد الله البغوي وهو من علماء أهل السنة في القرن الثالث للهجرة، وأشار ابن نديم إلى هذا المسند في كتابه الفهرست.

في عهد الخلفاء الثلاثة

زمن أبي بكر

عندما تولى أبو بكر الخلافة وجه في الفور أسامة لتنفيذ المهمة التي كان النبي (ص) قد كلفه بها، ولم يعر أهمية لاعتراضات الصحابة الكبار، وطلب من أسامة أن يترك عمر لمساعدة الخليفة، وشايع أسامة بنفسه ماشيا. انطلق أسامة بجيشه إلى منطقة البلقاء – في الشام- وهجم على قرية اُبنى، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ويقتل قاتل أبيه كما تفيد بذلك بعض الروايات، ثم عاد إلى المدينة بعد 40، أو 60 يوما، واستقبل أهل المدينة -الذين كانوا يخشون ارتداد القبائل العربية- نبأ انتصاره بالفرح والسرور. واستخلف أبو بكر أسامة أيضا عندما خرج بنفسه من المدينة لمحاربة المرتدين في ذي القصة.

كما روي أن أسامة كان قائدا للجناح الأيسر في جيش خالد بن الوليد عند قتال مسيلمة الكذاب، وذلك في رواية غير مشهورة.

وتشير بعض الأخبار إلى أن أسامة لم يكن في البدء موافقا على خلافة أبي بكر، ويبدو هذا الموضوع واضحا بشكل كامل في الجواب الشديد اللهجة الذي بعثه أسامة إليه، ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار بعضاً من مضامين تلك الرسالة التي يلاحظ فيها طابع المناظرات الكلامية التالية حول موضوع السقيفة، وكذلك مواقف أسامة الأخرى في تأييد الخلافة، فإن هذه الرسالة تبدو مختلقة حتى إن هناك رواية تفيد بأن أسامة كان بعد وفاة النبي ينتظر الأمر من أبي بكر.

زمن عمر

لا تتوفر لدينا معلومات كثيرة عن أسامة في عهد خلافة عمر، وقصارى ما نعرفه استنادا إلى بعض الروايات أن عمر خصص له أثناء تقسيم العطايا في 20 هـ خصه أكثر من الآخرين، بل أكثر من ابنه عبد الله، وهذا التفضيل يعود إلى حب النبي (ص) الخاص لأسامة حسب قول عمر.

زمن عثمان

وفي خلافة عثمان كان أسامة من ضمن الصحابة الذين منحهم الخليفة قطعة من الأرض، وعندما ثار المسلمون على عثمان وولاته، كلف أسامة من جانبه بأن يذهب إلى البصرة، ويطلع على ما يدور في هذه المدينة من قضايا ومشاكل.

وقيل إن جماهير المسلمين عندما ضيقوا الخناق على عثمان تنبأ أسامة بمقتل عثمان، وطلب من علي (ع) أن يغادر المدينة كي لا يتهم بقتل عثمان.

في عهد الإمام علي(ع)

كان أسامة عندما تولى الإمام علي (ع) الخلافة من ضمن الصحابة الذين امتنعوا عن مبايعة الإمام مثل سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد بن مسلمة وغيرهم. وقد ذكر الإمام (ع) في خطبة له تخلفهم هذا والألم يحز في نفسه. وقد تركهم الإمام لحالهم رغم إصرار عمار بن ياسر على أخذ البيعة منهم.

اعتزاله من حرب الجمل

عندما عزم أمير المؤمنين (ع) على القتال في حرب الجمل، اعتزل أسامة الحرب؛ لأنه كان قد أقسم على أن لا يقاتل أي ناطق بشهادة لا إله إلا الله، بل قيل إنه كان يحذر الإمام (ع) من التسرع في بدء الحرب، مع كل ذلك، فقد كان أسامة بناء على بعض الروايات يظهر الطاعة والحب لأمير المؤمنين (ع)، ولم يكن يخالفه إلا في الحرب.

الوفاة

عندما مرض أسامة قبل وفاته جاء الإمام الحسين (ع) لعيادته، فكان ينادي: واغماه، فسأله الإمام عن ذلك، فرد إسامة أنه للدين الذي عليه، فقال الإمام أنا أقضي عنك دينك، فقضى (ع) عنه قبل موته.

اختلف الروايات فيما يتعلق بالتاريخ الدقيق لوفاة أسامه، فذكر البعض أن وفاته كانت في السنوات الأخيرة من خلافة معاوية (58 أو 59 هـ)، ولكن استنادا إلى ما قيل من أ نه كان يبلغ من العمر عند وفاته 60 عاما، وأنه ولد حوالي السنة الرابعة للبعثة، فمن المفترض أن وفاته كانت في حدود سنة 52 هـ. ورأى ابن عبد البر أن سنة 54 هـ أكثر صحة، وذكر في رواية أنه توفي بعد مقتل عثمان، وهي تتناقض مع الأخبار التاريخية الأخرى.

روي عن الإمام الباقر (ع) أن الإمام الحسن (ع) هو الذي كفن أسامة.

الأبحاث الكلامية

يوجد بعض الأبحاث العقائدية التي تتعلق بحياة أسامة بن زيد ومواقفه، ومنها:

جيش أسامة

المقالة الرئيسة: جيش أسامة

إن موضوع "جيش أسامة" يعتبر من أهم المسائل الجدلية والكلامية في حياته، والقضية الرئيسة التي يتم مناقشتها في هذا المجال هي حضور أبي بكر وعمر وكبار الصحابة الآخرين في جيش كان قد أمر النبي (ص) بأن يتولى أسامة قيادته، وأن ينطلق في أسرع وقت ممكن، وقد أدى ذلك إلى أن تشير الفرق -المختلفة خلال تناولها هذا الموضوع- إلى شخصية أسامة أيضا، وعلى سبيل المثال، فقد رأى الجاحظ –الذي كان من المعتزلة- أن توليه للقيادة دليل على فضله، وأكد بشكل خاص على تأييده للخلفاء بعد النبي . كما أشير إلى إمرة أسامة وموضوع جيشه في بحث صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل، ولكن الإمامية الذين ينظرون إلى حادثة "إنفاذ جيش أسامة" بشكل آخر من الناحية التاريخية تحدثوا في المباحث الكلامية عن أبي بكر وتخلفه عن الحضور في جيش أسامة بلهجة جادة، بل إن هذا الموضوع أصبح، فضلا عن تخصيص باب مستقل عنه، موضوعا لرسالة مستقلة لأحد علماء الإمامية في القرن 11 هـ، ويدعى محمد بن الحسن الشيرواني تحت عنوان جيش أسامة.

امتناعه من بيعة الإمام علي(ع)

إن قضية تخلف أسامة عن مبايعة أمير المؤمنين علي (ع)، ثم اعتزاله لأحداث هذا العصر؛ من القضايا التي أدى إلى أن البعض يعتبر أسامة مع عدد آخر من الصحابة جزءً من فرقة خاصة. ويثني أهل الحديث على أسامة والصحابة الآخرين بسبب ابتعادهم عن "الفتنة"، لكن علماء الإمامية وبعض المعتزلة انتقدوا بشدة هذا الموقف من أسامة والصحابة الآخرين. ومع كل ذلك، فقد نقل في بعض مصادر الحديث عن الأئمة (ع) أن أسامة عدل عن رأيه فيما بعد؛ ولذلك يجب أن لا يذكر إلا بالخير، بل إن أمير المؤمنين (ع) استنادا إلى هذه المصادر نفسها قبل عذره في عدم تأييده له، وكتب إلى عامله في المدينة بأن يخصص لأسامة بعض العطايا.

وصلات خارجية

• دائرة المعارف الإسلامية الكبرى