يأجوج ومأجوج
يأجوج ومأجوج هما اسما قبيلة أو قبائل ورد ذكرهما في القرآن الكريم والنصوص الدينية اليهودية والمسيحية. تصف النصوص الدينية يأجوج ومأجوج بأنهم جماعة مؤذية؛ بسبب ظلمهم ونهبهم لممتلكات الآخرين. وبحسب آيات القرآن الكريم، بنى ذو القرنين -وبناءً على طلب من سكان المناطق التي كانت تتعرض للمضايقة من قبل يأجوج ومأجوج- سدا لمواجهة نفوذهم، وهو ما يُعرف بسد ذو القرنين أو سد يأجوج ومأجوج. ويعد تدمير السد وخروج يأجوج ومأجوج من علامات آخر الزمان المذكورة في القرآن الكريم والنصوص الدينية عند المسيحيين واليهود. يحتمل البعض أن هذا السد يقع في شمال جورجيا.
هوية أمة أو فرد
وقد تم طرح عدة احتمالات فيما يتعلق بهوية يأجوج ومأجوج:
- اسم فرد: ورد في بعض المصادر، أن يأجوج ومأجوج هو اسم فرد.[١] في العهد القديم، مأجوج هو الابن الثاني ليافث، أحد أبناء نوح
.[٢]
- منطقة جغرافية: وفقًا لبعض المصادر الدينية، فقد تمت الإشارة إلى يأجوج ومأجوج كمنطقة جغرافية.[٣]
- القبائل التي كانت تعيش في شمال آسيا: في المصادر الإسلامية، كان يأجوج ومأجوج من القبائل التي كانت تعيش في شمال آسيا، والتي كانت تقوم بقتل ونهب ممتلكات القبائل الأخرى. وبحسب هذه المصادر فإن منطقة إقامتهم كانت من شمال شرق آسيا، أي التبت والصين، إلى المحيط المتجمد الشمالي، وتمتد غربًا إلى أرض تركستان. ولذلك يعدّ بعض المفسرين أن أصل كلمة يأجوج ومأجوج يعود إلى الكلمة الصينية «منگوگ» أو «منجوگ»، والتي تحولت في العبرية والعربية إلى يأجوج ومأجوج، وفي اليونانية تلفظان بلفظ «گاگ وما گاگ».[٤]
- اسم آخر للمغول: احتمل البعض أيضًا أن يأجوج ومأجوج كانوا قبيلة مغولية هاجمت من موطنها في شمال شرق بحر قزوين إلى المناطق القريبة مثل بلاد ما وراء النهر، وأرمينيا وأذربيجان، وحتى الصين وشبه القارة الهندية، وبنوا سور الصين العظيم، وسد ذو القرنين لاحتوائهم.[٥] وعليه، فإن خروج يأجوج ومأجوج في آخر الزمان بحسب ورد في القرآن، يتزامن مع غزو المغول في القرن السابع الهجري.[٦]
سد يأجوج ومأجوج
ذو القرنين أحد الملوك المؤمنين، في إحدى أسفاره وصل إلى منطقة تقع بين جبلين. فأخبره أهل تلك المنطقة أن يأجوج ومأجوج سيدخلون أرضهم من وراء الجبل ويرتكبون القتل والنهب، فطلب أهل هذه المنطقة من ذي القرنين بناء سد مقابل مبلغ من المال لمنع تسلل ومضايقة يأجوج ومأجوج، وبدون أن يتقاضى أي أموال، وبمساعدة أهالي المنطقة، بنى سدًا من الحديد المنصهر والنحاس لمنع غزو يأجوج ومأجوج، والذي أصبح يعرف بسد ذي القرنين أو سد يأجوج ومأجوج.[٧] ويروي القرآن هذه القصة في الآية 93 إلى 98 من سورة الكهف.[٨] يعتقد البعض أن السد يقع في مضيق داريال شمال تفليس، على الحدود بين جورجيا وروسيا.[٩]
عودة يأجوج ومأجوج من علامات آخر الزمان
وقد أخبر القرآن الكريم عن عودة يأجوج ومأجوج وتمردهم في الآية 96 من سورة الأنبياء كأحد علامات آخر الزمان: ﴿ حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَ مَأْجُوجُ وَ هُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾،[١٠] وقد ورد ذكر خروجهم في آخر الزمان أيضًا في سفر حزقيال في العهد القديم، ورؤيا يوحنا في العهد الجديد.[١١]
الهوامش
- ↑ العهد القديم، سفر حزقيال النبي، الأصحاح38، الفقرة 2 و3.
- ↑ العهد القديم، سفر التكوين، الأصحاح10.
- ↑ العهد القديم، سفر حزقيال النبي، الأصحاح38، الفقرة 2 و3.
- ↑ الحسيني الطهراني، معرفة المعاد، ج4، ص51 ـ 52.
- ↑ الحسيني الطهراني، معرفة المعاد، ج4، ص51 ـ 52.
- ↑ جعفري، ذو القرنين وقوم يأجوج ومأجوج، ص99.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج9، ص354 ـ 355.
- ↑ سورة الكهف، الآية 93 ـ 98.
- ↑ الحسيني الطهراني، معرفة المعاد، ج4، ص54.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل، ج10، ص245.
- ↑ العهد القديم، سفر حزقيال النبي، الأصحاح38، الفقرة 2 و3؛ العهد الجديد، رؤيا يوحنا، الأصحاح20، الفقرة 7 ـ 9.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الحسيني الطهراني، محمد حسين، معرفة المعاد، تعريب: عبد الرحيم مبارك، بيروت، دار المحجة البيضاء، ط1، 1416 هـ/ 1995 م.
- العهد الجديد، رؤيا يوحنا، الأصحاح20، الفقرة 7 ـ 9.
- العهد القديم، سفر حزقيال النبي، الأصحاح38، الفقرة 2 و3.
- جعفري، يعقوب، ذو القرنين وقوم يأجوج ومأجوج، وقف میراث جاویدان، العدد41 ـ 42، ربيع وصيف 1382 ش.
- خرمشاهي، بهاء الدين، اصطلاحات قرآن در محاوره فارسي، قم، مجلة بينات، مؤسسة معارف إسلامي إمام رضا(ع)، العدد1، ربيع 1373 ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي
، ط1، 1426هـ.