إسرافيل

من ويكي شيعة
المعاد
منمنمة تصوّر نفخ إسرافيل في الصور

إسْرافیل هو الملَك المكلف بالنفخ في الصور عند نهاية العالم وقيام يوم القيامة. وبحسب الروايات؛ فإن هذا الملاك هو أحد ملائكة الله المقربين، ومن مهامه النفخ في الصور، وإيصال الرسائل الإلهية إلى الملائكة الآخرين، وتلقي صحيفة أفعال الإنسان اليومية من الملائكة المخوّلين عن سجل الأفعال. كما قام بمهام مثل إيقاظ أصحاب الكهف من نومهم المديد، ومساعدة النبي صلی الله عليه وآله وسلم في غزوة بدر، ومرافقته في المعراج.

الصفات و السمات

إسرافيل هو أحد ملائكة الله المقربين، والذي يُعرف في الغالب بنفخه في الصور عند نهاية العالم. وفي الأحاديث اسمه الآخر "عبد الرحمن" وكنيته "أبو المنافخ".[١] وقد اعتبر البعض أن هذه المفردة غير عربية وأصلها عبريّ وهي مركبة من إسراف أو سيراف بمعنى العبد و"إيل" بمعنى الله.[٢] وكلمة إسرافيل لم تذكر في القرآن الكريم؛ ولكن هناك عدة آيات تتحدث عن النفخ في الصور[٣]، والتي بحسب الروايات من مسؤولية إسرافيل أن ينفخ في ذلك الصور.[٤] وبحسب الأحاديث فإن هذا الملاك هو تجسيد اسم "الرحمن" عند الله[٥] وتجسيد عمود "الحياة" في اللوح المحفوظ.[٦] وهو أيضاً أول من ذكر "سبحان ربي الأعلى وبحمده".[٧] وعن صفات هذا الملك فقد ورد في الأحاديث أن إسرافيل له اثني عشر جناحاً، أحدهما في المشرق والآخر في المغرب، والعرش أيضاً على كتفه؛ ولكن أمام عظمة الرب يصير أصغر من العصفور.[٨] يرى نفسه صغيرًا أمام الله حتى أنه يختبئ تحت أحد جناحيه من الحياء الشديد.[٩] ولا بد من الإشارة إلى أنه بحسب رأي المتكلمين والفلاسفة الشيعة فإن الملائكة كائنات غير مادية وأجنحة الملائكة لا تشبه أجنحة الطيور بل تختلف عنها.[١٠]

المهام

وفقًا لما ورد في التراث الروائي لدى الشيعة ، فإن إحدى واجبات إسرافيل المهمة هي النفخ في الصور.[١١] إسرافيل لديه جيش من الملائكة تحت تصرفه،[١٢] وعندما يقترب يوم القيامة، يأمرهم الله بإعداد مشهد يوم القيامة. بعد ذلك ينفخ إسرافيل في صوره، فتموت جميع المخلوقات وينتهي العالم،[١٣] بعد ذلك ينفخ في صوره مرة أخرى لتحيا جميع المخلوقات ويقوم يوم القيامة.[١٤]

يعتبر بعض العلماء أن إسرافيل أحد الملائكة الحاملين للعرش.[١٥] ويُعتبر هو المسؤول عن تبليغ الرسالة الإلهية إلى الملائكة الآخرين أيضاً؛ حيث، كلما أراد الله أن ينزل الوحي، أظهر اللوح المحفوظ لإسرافيل حتى يكشف ما يراه لجبريل.[١٦] وفي حديث آخر، عندما ألقى النمرود إبراهيم (ع) في النار، كان "إسرافيل" أول ملك هرع لنجدته بأمر الله.[١٧] كما وردت في روايات إسرافيل واجبات ومهام أخرى، منها:

  • رفع العذاب عن قوم يونس (ع )[١٨]
  • ايقاظ أصحاب الكهف من النوم[٢٠]
  • مصاحبة النبي قبل البعثة طيلة ثلاث سنوات[٢١]
  • مساعدة النبي في غزوة بدر[٢٢]
  • مرافقة النبي في المعراج[٢٣]
  • الصلاة على النبي[٢٤]
  • إعلان إبراهيم عن ولادة إسحاق[٢٥]
  • إقامة الأذان في السموات[٢٦]
  • استلام خطاب أفعال البشر من ملائكة الموكلين بها[٢٧]
  • نصرة جيوش المسلمين في آخر الزمان[٢٨]

فضائل

الساحة الربوبية لها أربعة ملائكة مقربين وعظماء وهم إسرافيل، جبرائيل، ميكائيل وعزرائيل، الذين يشار إليهم بـ "رؤوس الملائكة".[٢٩] ورد في الأحاديث أن الله خلق إسرافيل وجبريل وميكائيل من تسبيحة واحدة،[٣٠] وإسرافيل وجبريل أقرب الخلق إلى الله، إذ ليس بينهم وبين الله إلا أربعة حجب، حيث أن بين الله و بين سائر المخلوقات مقدار سبعون ألفا الحجاب.[٣١] وجاء في الحديث أن النبي (ص) كان دائما يخاطب الله في صلاة الليل بهذه الكلمات: «اللَّهُمَّ ربّ جبرئیل و میکائیل و اسرافیل»[٣٢] وكان الإمام السجاد (ع) يدعو له أيضاً بهذه الطريقة: «اللَّهُمَّ وَحَمَلَةُ عَرْشِكَ الَّذِينَ لا يَفْتُرُونَ مِنْ تَسْبِيحِكَ،... وَإسْرافِيْلُ صَاحِبُ الصُّوْرِ، الشَّاخِصُ الَّذِي يَنْتَظِرُ مِنْكَ الاذْنَ وَحُلُولَ الامْرِ، فَيُنَبِّهُ بِالنَّفْخَةِ صَرْعى رَهَائِنِ الْقُبُورِ.» [٣٣]

إسرافيل في الأديان و الحضارات

يتكلم التوراة في طياته عن ملائكة إسمهم "سارافين" يجلسون على كرسي ويهتفون "قدوس قدوس قدوس".[٣٤] ورغم وجود أحاديث حول التسبيح وحمل العرش على كتفي إسرافيل في المصادر الإسلامية، إلّا أنه اسم ملاك واحد فقط، أما "سيرافين" في الديانة اليهودية فهو اسم زمرة من الملائكة.[٣٥]


إن النفخ في الصور الذي يقوم به إسرافيل لا يختلف عن عمل "شيفا" في الهندوسية، الذي يقتل أو يحيي الناس بقرع طبله.[٣٦] كما كان هناك اعتقاد لدى أهل مصر القديمة بأن اهل الجنّة تنتعش من الإستماع إلى غناء إسرافيل.[٣٧] كما يتحدث أحد علماء سوريا القديمة عن ملاك، حسن الغناء؛ اسمه إسرافيل، أنه عندما يترنم بالتسيح، يتوقف أهل السماء عن العبادة ويستمعون إلى تسبيحه.[٣٨]

الهوامش

  1. ضیائي ارزگاني، «اسرافیل»، ج1، ص241.
  2. ابن منظور، لسان العرب، 1414ق، ج9، ص151؛ طبري، تفسیر جامع البیان، ج2، ص390.
  3. سورة زمر، الآية 68؛ سورة یس، الآية53.
  4. راجع، العلامه المجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج6، ص340.
  5. رستمي وآل‌بويه، سیري در اسرار فرشتگان، 1393ش، ص259.
  6. ابن الفناري، مصباح الانس، 1374ش، ص402.
  7. پاکتچي،‌ «اسرافيل»، ج8، ص286.
  8. الطباطبایي، الميزان، 1417ق، ج17، ص11.
  9. پاکتچي،‌ «اسرافیل»، ج8، ص286.
  10. الطباطبایي، المیزان، 1417ق، ج8، ص170.
  11. القمي، تفسير القمي، ج2، ص252.
  12. الحِمْيَرِي، قرب الإسناد، ص112.
  13. سورة یس، الآية 53.
  14. سورة الزمر، الآية 68.
  15. الامام الخمیني، آداب‌الصلواة، ‍1386ش، ص273.
  16. الطباطبایي، الميزان، 1417ق، ج20، ص257.
  17. الأصبهاني، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، ج1، ص20.
  18. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص134.
  19. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص153.
  20. قطب الدين الراوندي، قصص الأنبياء، ج2، ص133.
  21. الطبري، تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري، ج2، ص386؛ الشيخ المفيد، الإختصاص، ص130.
  22. پاکتچي، «اسرافيل»، ج8، ص288.
  23. طباطبایي، الميزان، 1417ق، ج13، ص8.
  24. پاکتچي، «اسرافيل»، ج8، ص288.
  25. العياشي، تفسير العياشي، ج2، ص153.
  26. السيوطي، الحبائك في أخبار الملائك، ج1، ص35.
  27. ابن طاووس، سعد السعود للنفوس منضود، ص226.
  28. الشيخ المفيد، الإختصاص، ص209؛ الشيخ المفيد، الأمالي، ص45.
  29. رجالي تهراني، فرشتگان تحقیقي قرآني روایي وعقلي، 1376ش، ص106.
  30. القمي، تفسير القمي، ج2، ص206.
  31. القمي، تفسير القمي، ج2، ص10.
  32. پاکتچي، «اسرافيل»، ج8، ص286.
  33. صحيفة سجادية، 1387ش، دعاي سوم، ص20.
  34. کتاب مقدس، اشعياء نبي، 6: 2-3.
  35. الکتاب المقدس (العهد القديم)، إشَعياءَ، 6: 2.
  36. بلخاري، «طبل شيوا و صور اسرافيل»، ص53.
  37. پاکتچي، «اسرافيل»، ج8، ص287.
  38. المجلسي، بحارالانوار، 1403ق، ج 93، ص261؛ پاکتچي، «اسرافيل»، دايرة المعارف بزرگ اسلامي، ج8، ص286.

المصادر والمراجع

  • قرآن کریم.
  • ابن فناري، محمد بن حمزة، مصباح الانس، تهران، نشر مولی، 1374ش.
  • الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الرسل والملوك وصلة تاريخ الطبري، بيروت، دار التراث، 1387ق.
  • الأصبهاني، أبو نعيم، حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، مصر، السعادة، 1394ق - 1974م.
  • بلخاري، حسن، «طبل شیوا و صور اسرافیل»، فصلنامه فرهنگ وهنر، بهار، 1383ش.
  • پاکتچي، احمد، «اسرافیل»، دایرةالمعارف بزرگ اسلامي،‌ ج8، به کوشش کاظم موسوي بجنوردي، تهران، مرکز دايرةالمعارف بزرگ اسلامي، 1377ش.
  • العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، طهران، المطبعة العلمية، التحقيق: سيد هاشم رسول محلاتي، 1380ق.
  • رجالي تهراني، علیرضا، فرشتگان تحقیقي قرآني روایي و عقلي، قم، انتشارات دفتر تبلیغات اسلامي، 1376ش.
  • رستمي، محمد زمان و طاهرة آل بویه، سیري در اسرار فرشتگان با رویکردی قرآنی و عرفاني، قم، پژوهشگاه علوم و فرهنگ اسلامي، 1393ش.
  • قطب الدين الراوندي، سعيد بن هبة الله، قصص الأنبياء، قم، مكتبة العلامة المجلسي، التحقيق: عبد الحليم عوض الحلي، 1430ق.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، سعد السعود للنفوس منضود، قم، دار الذخائر للمطبوعات، د. ت.
  • السيوطي، عبدالرحمن بن أبي بكر، الحبائك في أخبار الملائك، بيروت، دار الكتب العلمية، التحقيق: أبو هاجر محمد سعيد بن بسيوني زغلول، 1405ق- 1985م.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الإختصاص، قم، المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد، التحقيق: علي أكبر غفاري، 1413ق.
  • الشيخ المفيد، محمد بن محمد، الأمالي، قم، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، التحقيق: علي أكبر غفاري، 1413ق.
  • القمي، علي بن إبراهيم، تفسير القمي، قم، دار الكتاب، التحقيق:السيد طيب الموسوي الجزائري، 1404ق.
  • صحیفه سجادیه، مشهد، انتشارات آستان قدس، 1387ش.
  • ضیائي ارزگاني، رحمت‌الله، «اسرافيل» در دانشنامه کلام اسلامي، قم، ج1، انتشارات موسسه امام صادق، 1387ش.
  • الکتاب مقدس (العهد القديم)، سفر إشَعیاءَ، د. م، د. ن، د. ت.
  • الطباطبائي، سيد محمدحسين، تفسیر الميزان، قم، انتشارات جامعة مدرسين، 1417ق.
  • المجلسي، محمدباقر، بحار‌ الانوار، بيروت، دار احياءالتراث، 1403ق.
  • الموسوي الخمیني، روح‌الله، آداب الصلوة، تهران، مؤسسة التنظيم ونشر آثار الامام الخمیني، 1387ش،