مؤمن آل فرعون، من الشخصيات القرآنية ومن المقربين لفرعون، آمن بالله وكتم إيمانه، إلا أنه بعد أن تغلّب موسى على السحرة أظهر إيمانه، فأمر فرعون بقتله.
الاسم الأصلي | حزقيل أو حزبيل... |
---|---|
سبب وفاة | قُتل بأمر فرعون |
دين | آمن بـموسى (ع) |
زوج | صبانة |
أقارب | فرعون - آسية |
وقد تحدث عنه القرآن في سورة غافر من الآية 28 إلى 45، كما ذُكر اسمه في الروايات كأحد الصِدّيقِين إلى جانب اسم الإمام علي ، وهناك روايات عن رجعته عند ظهور الإمام المهدي .
حياته
ذكر في الروايات أسامي له كحزقيل[١] أو حزبيل[٢] أو خربيل[٣] أو حبيب،[٤] وهو إبن خال فرعون[٥] أو إبن عمه،[٦] كما كان خازنه[٧] وولي عهده.[٨] وقيل هو أخو آسية امرأة فرعون[٩]وحسب بعض الروايات هو الذي صنع تابوتا لأمّ موسى لتضع موسى (ع) فيه وتُلقيه في النيل.[١٠] وكانت زوجته صبانة ماشطة لإبنة فرعون.[١١]
- إيمانه بموسى
ورد في بعض المصادر أنه لم يؤمن من أهل مصر بموسى (ع) إلا ثلاثة أحدهم خربيل[١٢] لكنه كتم إيمانه من فرعون خوفا على نفسه[٦] وهذا ما صرح به القرآن الكريم حيث يقول عنه ﴿رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يكْتُمُ إِيمَانَهُ﴾ [غافر:28] وجاء في بعض النصوص أنه كان نبيا[ملاحظة ١][١٣] يدعو قوم فرعون إلى التوحيد ونبوة موسى.[١٤]
- قتله بأمر فرعون
قال العلامة المجلسي أظهر حزبيل إيمانه بعد أن غلب موسى على السحرة فأمر فرعون بقتله وصلبه مع السحرة[١٥] وحسب رواية عن الإمام الصادق (ع) قطعوه إربا إربا،[١٦] إلا أن الطبرسي اعتقد في تفسيره مجمع البيان أنه نجا من فرعون وعبر النيل مع موسى، وعلى قول هرب إلى جبل.[١٧]
وهناك روايات تقول بأن زوجته أيضا كانت من المؤمنين[١٨] وبعد أن انكشف إيمانها أمر فرعون بإلقائها مع أولادها في التنور.[١٩]
وصف إيمانه في القرآن
وصف القرآن الكريم في سورة غافر من آية 28 إلى 45 مؤمن آل فرعون وإيمانه واهتمامه بنجاة موسى وهداية قومه. وذكر المفسرون عدة نقاط في تفسير هذه الآيات منها أنه كان يكتم إيمانه على وجه التقية، حيث روي عن الصادق (ع) لو أظهر مؤمن آل فرعون الإسلام لقُتل،[٢٠] كما سعى لحفظ موسى أمام بطش فرعون وذلك بأسلوبه الخاص، حيث خاطب فرعون ومن حوله في بلاطه قائلا: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ﴾ فحذرهم من التعجيل في القرار في أمر موسى[٢١] واستمر بتذكيرهم بعاقبة الأقوام التي عذبهم الله كقوم نوح وقوم عاد وقوم ثمود، كما ذكّرهم بما جاء به يوسف (ع) من قبل، واستطاع بكلامه هذا أن يمنع فرعون من قتل موسى.[٢٢] وأخيرا أظهر إيمانه[٢٣] قائلا ﴿أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [غافر:44]
وقال مكارم الشيرازي هذه الواقعة وقعت بعد أن تغلّب موسى (ع) على السحرة.[٢٤]
مكانته في الروايات
هناك مجموعة من الروايات تبيّن مكانة مؤمن آل فرعون السامية، فروي عن النبي (ص) أن الصديقين ثلاثة: حزقيل مؤمن آل فرعون، وحبيب النجار مؤمن آل ياسين، وعلي بن أبي طالب (ع)، ويؤكد النبي (ص) في هذه الرواية أن علياً (ع) أفضلهم.[٢٥] وحسب رواية عن الإمام الصادق (ع) أن مؤمن آل فرعون واحد من الذين يعودون إلى الدنيا في الرجعة ويخرجون مع القائم (ع)[٢٦] كما رُوي في كتاب دلائل الإمامة، أن زوجته صبانة الماشطة أيضا تكون من النساء اللاتي يخرجن مع القائم ويداوين الجرحى.[٢٧]
وحسب رواية عن إبن عباس إن أربعة أطفال تكلموا بإعجاز من الله، أحدهم رضيع صبانة، فعندما أراد فرعون أن يحرق صبانة وأولادها بسبب إيمانها، بدأ الرضيع يكلّم أمه ويُطمئنها على أنهم على الحق.[٢٨]
الهوامش
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 24، ص 8، و 38.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 160 و 162.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، 43 و 52.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 25، ص 233.
- ↑ ٦٫٠ ٦٫١ ابن كثير، البداية و النهاية، ج 1، ص 260.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 28.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 158.
- ↑ البغدادي، المحبر، ص 388.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 52 , 163.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 163.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 51.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 2، ص 604.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 160.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 163.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 162.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 818.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 13، ص 163؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 184.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 1، ص 184.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 8، ص 810.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 246 - 248.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 253 - 260.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 270.
- ↑ مكارم الشيرازي، الأمثل في تفسير كتاب الله، ج 15، ص 250.
- ↑ ابن شهر آشوب، المناقب، ج 3، ص 90؛ الإربلي، كشف الغمة، ج 1، ص 105.
- ↑ عياشي، تفسير عياشي، المكتبة العلمية الاسلامية، ج۲، ص۳۲، حر عاملي، اثبات الهداة، ۱۴۲۵ق، ج۳، ص۵۵۰
- ↑ الطبري، دلائل الامامة، ص 484.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 1، ص 339؛ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 8، ص 260.
ملاحظات
- ↑ هو غير حزقيل النبي الذي كان من أنبياء بني إسرائيل. (الكليني، الكافي، ج 8، ص 199؛ النويري، نهاية الأرب، ج 14، ص8 و 15.)
المصادر والمراجع
- الإربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، قم، الرضي، 1421 هـ.
- ابن شهر آشوب، محمد بن علي، المناقب، قم، علامة، 1379 هـ.
- الحر العاملي، محمد بن الحسن، إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، بيروت، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، 1425 هـ.
- الصدوق، محمّد بن علي بن الحسين، الأمالي، طهران، كتابچي، 1376 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت، دار احياء التراث العربي، 1379 هـ.
- الطبرسي، فضل بن الحسن، مجمع البيان، بيروت، دار المعرفة، د.ت.
- الطبرى، محمد بن الجرير، تاريخ الأمم والملوك، بيروت، دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
- الطبري، محمد بن الجرير بن رستم، دلائل الإمامة، قم، بعثت، 1413 هـ.
- العياشي، محمد بن مسعود، تفسير العياشي، طهران، المكتبة العلمية الاسلامية، د.ت.
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، طهران، دارالكتب اسلامية، ط 2، 1362 هـ ش.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، قم، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، 1379 هـ ش.
- المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، بيروت، دار الكتب العلمية، 1420 هـ.