سورة طه، هي السورة العشرون ضمن الجزء السادس عشر من القرآن الكريم، وهي من السور المكية، واسمها مأخوذ من الآية الأولى فيها. تتحدث عن عظمة القرآن الكريم وصفات الله تعالى، وعن قصة موسى، وعن المعاد وأحوال القيامة، وتتحدث أيضاً عن قصة آدم وحواء في الجنة وحادثة هبوطهما إلى الأرض، كما تُبيّن المواعظ والنصائح لكل المؤمنين.
سورة طه | |
---|---|
رقم السورة | 20 |
الجزء | 16 |
النزول | |
ترتیب النزول | 45 |
مكية/مدنية | مكية |
الإحصاءات | |
عدد الآيات | 135 |
عدد الكلمات | 1177 |
عدد الحروف | 5093 |
ومن آياتها المشهورة قوله تعالى في الآية (25-29): ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾، وقوله تعالى في الآية (124): ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.
ورد في فضل قراءتها روايات كثيرة، منها ما رويَ عن الإمام الصادق: لا تدعوا قراءة سورة طه، فإنّ الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أدمن من قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه، ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، وأعُطيَ في الآخرة من الأجر حتى يرضى.
تسميتها وآياتها
سُميت هذه السورة بـــ (طه)؛ لأنها ابتدأت بهذين الحرفين على حد تسمية بعض السور ، كسورة ص، وسورة ق، وقيل: إنّ (طه) في لغة بعض العرب تعني يا رجل، وقيل: إنها اسم من أسماء النبي (ص) كما هو الحال في (يس)،[١] وتسمى أيضاً بسورة الكليم،[٢] وتُعتبر من سور المئين، أي: السور التي تربو آياتها على المائة.[٣]
ترتيب نزولها
سورة طه، من السور المكية،[٤] ومن حيث الترتيب نزلت على النبي (ص) بالتسلسل (45)، لكن تسلسلها في المصحف الموجود حالياً في الجزء (16) بالتسلسل (20) من سور القرآن.[٥] آياتها (135)، تتألف من (1177) كلمة في (5093) حرف.[٦]
معاني مفرداتها
أهم المعاني لمفردات السورة:
- (خُوَارٌ): صوت البقر.
- (قَاعًا): الأرض الملساء التي لا نبات فيها ولا بناء.
- (صَفْصَفًا): المستوي من الأرض.
- (وَطَفِقَا ): شَرَعا في أول الأمر.
- (يَخْصِفَانِ): من خصف النَعل، والمراد هنا: إنهما أخذا يلصقان ورقة على ورقة لستر عورتيهما.[٧]
محتواها
يتلخّص محتوى السورة في عدّة أقسام:
- الأول: يتحدث عن عظمة القرآن الكريم وبعض صفات الله الجلالية والجمالية.
- الثاني: يتحدث عن قصة موسى ، من حيث بعثته إلى نهوضه لمقارعة فرعون، ومواجهة السَحَرة وإيمانهم، إلى عبادة بني إسرائيل للعجل.
- الثالث: يتحدث عن المعاد، وجانب من خصوصيات القيامة.
- الرابع: يتحدث عن قصة آدم وحواء في الجنة، ثم حادثة وسواس إبليس، وهبوطهما إلى الأرض.
- الخامس: تُبيّن السورة المواعظ والنصائح لكل المؤمنين، مع توجيه الخطاب في الكثير من الآيات إلى نبي الإسلام .[٨]
آياتها المشهورة
- قوله تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾.[٩] جاء في كتب التفسير: لما كان الطريق لمقارعة فرعون وأعوانه مليئاً بالمشاكل والمصاعب طلب موسى من الله أن تُيَسَر له أموره، وتكون له قدرة على البيان، وحل عقدة اللسان التي تكون مانعة من إدراك وفهم السامع، فيكون المعنى: أريد أن أتكلم بدرجة من الفصاحة والبلاغة يُدرك أيّ سامع المراد من كلامي جيداً. وقد ورد أنّ النبي (ص) دعا بهذه الدعاء بألفاظه في حق علي ولم يكن نبياً.[١٠]
- قوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾.[١١] جاء في كتب التفسير: من أعرض عن القرآن وعن الدلائل التي أنزلها الله تعالى لعباده، فتركها ولم ينظر فيها، فإنّ له عيشاً ضيقاً، وهو أن يُقتّر الله عليه الرزق عقوبة له على إعراضه، وإن وسَعَ عليه فإنه يٌضيّق عليه المعيشة بأن يمسكه ولا ينفقه على نفسه، وإن أنفقه فإنّ الحرص على الجمع وزيادة الطلب يُضّيق المعيشة عليه.[١٢]
فضيلتها وخواصها
وردت فضائل كثيرة في قراءتها، منها:
- عن النبي (ص): «من قرأ سورة طه، أُعطيَ يوم القيامة ثواب المهاجرين والأنصار».[١٣]
- عن الإمام الصادق قال: «لا تدعوا قراءة سورة طه، فإنّ الله يحبها ويحب من قرأها، ومن أدمن من قراءتها أعطاه الله يوم القيامة كتابه بيمينه ولم يحاسبه بما عمل في الإسلام، وأعُطيَ في الآخرة من الأجر حتى يرضى».[١٤]
وردت خواص لهذه السورة في بعض الروايات، منها:
- عن الإمام الصادق قال: «من كتبها وجعلها في خرقة حرير خضراء، وراح إلى قوم يريد التزويج منهم، تم له ذلك ووقع، وإن قصد في إصلاح قوم تم له ذلك، ولم يخالفه أحدٌ منهم، وإن مشى بين عسكرين افترقا ولم يُقاتل بعضهم بعضاً، وإذا شرب ماءها المظلوم من السلطان، ودخل على من ظلمه من أيِّ سلاطين زال عنه ظلمه بقدرة الله تعالى، وخرج من عنده مسروراً، وإذا اغتسلت بمائها من لا طالب لعرسها خُطبت، وسَهُل عرسها بإذن الله تعالى».[١٥]
قبلها سورة مريم |
سورة طه |
بعدها سورة الأنبياء |
الهوامش
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 196-198.
- ↑ الألوسي، روح المعاني، ج 16، 615.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 313.
- ↑ الطوسي، تفسير التبيان، ج 8، ص 691؛ الرازي، التفسير الكبير، ج 22، ص 3.
- ↑ معرفة، التمهيد في علوم القرآن، ج 1، ص 169.
- ↑ الخرمشاهي، موسوعة القرآن والبحوث، ج 2، ص 1242.
- ↑ الموسوي، الواضح في التفسير، ج 10، ص 251-275.
- ↑ مكارم الشيرازي، تفسير الأمثل، ج 8، ص 104.
- ↑ سورة طه: 25-29.
- ↑ الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 14، ص 145- 146.
- ↑ سورة طه: 124.
- ↑ الطبرسي، مجمع البيان، ج 7، ص 96.
- ↑ الزمخشري، تفسير الكشاف، ج 3، ص 949.
- ↑ الحويزي، نور الثقلين، ج 4، ص 399.
- ↑ البحراني، تفسیر البرهان، ج 6، ص 226.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الألوسي، محمود بن عبد الله، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1421 هـ.
- البحراني، هاشم، البرهان في تفسير القرآن، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1429 هـ.
- الحويزي، عبد علي بن جمعة، تفسير نور الثقلين، بيروت-لبنان، مؤسسة التاريخ العربي، ط 1، د. ت.
- الخرمشاهي، بهاء الدين، موسوعة القرآن والدراسات القرآنية، إيران - طهران، مؤسسة الأصدقاء، 1377 ش.
- الرازي، محمد بن عمر، التفسير الكبير، بيروت - لبنان، دار الكتب العلمية، ط 4. 1434 هـ.
- الزمخشري، محمود بن عمر، الكشّاف، بيروت - لبنان، دار صادر، ط 1، 1431 هـ.
- الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، قم - إيران، دار المجتبى، ط 1، 1430 هـ.
- الطبرسي، الفضل بن الحسن، مجمع البيان، طهران-إيران، دار الأسوة، ط 1، 1426 هـ.
- الطوسي، محمد بن الحسن، التبيان في تفسير القرآن، قم - إيران، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1431 هـ.
- الموسوي، عباس بن علي، الواضح في التفسير، بيروت - لبنان، مركز الغدير، ط 1، 1433 هـ.
- معرفة، محمد هادي، التمهيد في علوم القرآن، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1428 هـ.
- مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، بيروت - لبنان، مؤسسة الأميرة، ط 2، 1430 هـ.
وصلات خارجية