النبي عزير (ع)

من ويكي شيعة
النبي عزير (ع)
الاسم في القرآنعُزير
الاسم في كتاب المقدسإرميا
مكان الولادةبيت المقدس
الإقامةبابل، فلسطين
القومبني إسرائيل
أهم الأقاربالنبي هارون
الدينالتوحيد
العمر150 عاماً
تكرار اسمه
في القرآن
مرة واحدة
المعارضوننبوخذ نصر
أهم الأحداثإحياؤه بعد مماته مائة سنة، إحياؤه للتوراة بعد حرقها ونسيانها
الأنبياء
النبي محمد(ص)إبراهيم(ع)نوح(ع)عيسى(ع)موسى(ع)سائر الأنبياء


النبي عُزَير عليه السلام، هو أحد أنبياء الله لبني إسرائيل، قد توفي وهو بعمر الشباب بأمر من الله تعالى، وقد أحياه الله بعد مائة سنة من مماته. ذُكر في القرآن الكريم صريحاً مرةً واحدة في سورة التوبة الآية 30، كما أُشير لحادثة مماته في آية أخرى. كان في زمانه نبوخذ نصر ملك بابل الذي قام بهدم بيت المقدس محل سكن بني إسرائيل، وأخذهم إلى بابل أُسارى. يعتبر اليهود أن عُزيراً من أحيى التوراة بعد حرقها ونسيانها، كما يعتبروه من جدد لهم الدين من خلال إعادة كتابة التوراة.

هويته

النبي عزير هو من نسل النبي هارون شقيق النبي موسى عليهما السلام،[١] ولد مع توأم له في بيت المقدس.[٢] كما أنه ذُكر في بعض المصادر باسم إرميا،[٣] وأنه أحد أنبياء بني إسرائيل،[٤] لكنه ذُكر في القرآن الكريم صريحاً لمرةٍ واحدة في سورة التوبة الآية 30، وقد اعتبر بعض المفسرين أن الآية 259 من سورة البقرة تُشير لحادثة مماته وإحيائه.[٥] عاش النبي عُزير في زمن ملوك الأخمينيين، وقد سُمي في النصوص العبرية بـ"عزرا"،[٦] وعلى حدّ قول العلامة الطباطبائي في تفسيره الميزان أن عُزيراً من الذين لم يتبين نبوتهم جيداً.[٧]

إحياء عُزير بعد مماته

بحسب ما ورد في القرآن الكريم وفي المصادر التاريخية أن عُزيراً مات وهو في سن الشباب، وقد أحياه الله بعد مائة سنة،[٨] حيث مرّ على حماره في قرية خربة قد هلك فيها سكانها، فنزل عن حماره ومعه سلة فيها تين، وأخرى فيها عنب، فاعتصر من العنب الذي كان معه بداخلها، ثم أخرج خبزاً يابساً معه، فألقاه في العصير ليبتل ثم يأكله، وأثناء ذلك استلقى على قفاه وهو ينظر إلى سقف تلك البيوت الخاوية والعِظام البالية فقال متعجباً: ﴿أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا،[٩] فأماته الله، ثم أحياه بعد مائة سنة، فسُئل عن المدّة التي مرّت عليه، حيث كان يتصور عزير أنه نام ليومٍ أو بعض يوم، فقيل له إنه قد مات لمئة عامٍ مع بقاء طعامه الذي كان معه على وضعه ولم يصبه الفساد، ثم قيل له إنظر إلى عِظام حمارك الذي هلك معك لترى كيف يتم إحياء الأموات، ومن هذه الواقعة أقرّ عزير بقدرة الله تعالى.[١٠] يعتقد المراغي من علماء أهل السنة أن عُزير لم يمت بل كان في حالة إغماء وغيبوبة.[١١]

بعثه بعد مائة سنة ومحاولته لإثبات هويته

بعد أن أحيا الله عزيراً، رجع إلى قريته، حيث بحث عن بيته بسبب ما حدث من تغييرات خلال هذه السنين، سأل امرأة عجوز عن منزله، فبكت لسماعها اسم عُزير، ثم أعطته عنوان البيت. عمل عُزير على إثبات هويته لبني إسرائيل وادعائه بالحياة بعد موته، وبحسب طلب امرأة عمياء منه الدعاء قد أبصرت، ولكي يحصل على ثقة أبناءه الشيوخ وبحسب طلبهم آراهم علامة على كتفه، لكن بني إسرائيل وبسبب عدم تصديقهم له طلبوا منه قراءة التوراة التي أُحرقت من قبل نبوخذ نصر وقد نُسي بعدها، فقرأ عزير من التوراة عن ظهر قلبٍ، كما أراهم التوراة التي دُفنت زمن أبيه فقارنوا ما ورد في هذه التوراة مع ما قرأه عزير، فصدقوه واعتبر البعض منهم أنه ابن الله.[١٢]

إرجاع اليهود إلى بيت المقدس

بحسب بعض المصادر أن عُزيراً كان من بني إسرائيل، وهو من أعاد اليهود إلى فلسطين بعد أسرهم من قبل نبوخذ نصر وهو الملك الظالم بحسب ما تنقله بعض المصادر، حيث قام نبوخذ نصر بالهجوم على بيت المقدس وتدمير المعابد اليهويدية في المدينة، وحرق التوراة وقتل الكثير من بني إسرائيل، بالإضافة إلى أسر البقية منهم وأخذهم إلى بابل.[١٣] وبحسب بعض المصادر التاريخية أيضاً أن عزيراً طلب من الملك كوروش الذي غزى مدينة بابل، العودة مع قومه بني إسرائيل إلى بيت المقدس.[١٤]

إحياء التوراة

اعتبر اليهود أن عزيراً هو من أحيا التوراة بعد نسيانها،[١٥] وذلك بعد أن أحرق نبوخذ نصر التوراة أثناء الهجوم على بيت المقدس. فقام عزير بحفظ التوراة وإحيائها، كما قام جماعة من اليهود بكتابتها من جديد.[١٦]

مناظرة الإمام الباقر (ع) حول عزير

خلال مناظرة الإمام الباقر عليه السلام مع أحد علماء المسيح حول عزير، طرح النصراني سؤالاً وكان يتصور أن الإمام قد يعجز عن إجابته، وهو ولادة توأمين ولدا في زمن واحد، وتوفيا في زمن واحد أيضاً، أحدهما عاش لخمسين عاماً والأخر كان عمره مائة وخمسين عاماً، فأجابه الإمام الباقر عليه السلام أنهما عزيز وعزير ولدا توأمين وعاشا معاً ثلاثين عاماً فقبض الله روح عزير لمائة عاماً حيث كان في عداد الأموات، بينما أخوه عزيز كان حياً يُرزق، وبعد مائة عاماً أحيا الله عزير، ثم عاش مع أخيه عشرين عاماً، ثم توفيا معاً في سنة واحدة، وبعد أن سمع العالم المسيحي إجابة الإمام تحيّر واندهش من علمه عليه السلام.[١٧]

الأماكن المنسوبة

يُنسب مكانان إلى عزير في الزمن الحالي، هما: وجود قبر منسوب إليه في مدينة العيزرية على الضفة الغربية لنهر الأردن في دولة فلسطين، وبجانبه مسجد اسمه عزير.[١٨] وهناك أيضاً قبر يُنسب إلى عزير في محافظة ميسان جنوب العراق.[١٩]

الهوامش

  1. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 43.
  2. الطبري، تفسير الطبري، ج 1، ص 164.
  3. دائرة المعرف، القرآن الكريم، ج 2، ص 534.
  4. ابن كثير، البداية والنهاية، ج 2، ص 43.
  5. الزحيلي التفسير الواسط، ج 1، ص 151.
  6. العهد القديم، سفر عزرا، الباب 3 ، الآية 7.
  7. الطباطبائي، تفسير الميزان، ج 2، ص 141.
  8. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 44.
  9. سورة البقرة: 259.
  10. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 44 ؛ الکلیني، الکافي، ج 8، ص 123.
  11. المراغي، تفسیر المراغي، ج 3، ص 23.
  12. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 45.
  13. الشبستري، أعلام القرآن، ص 663.
  14. مکارم الشیرازي، تفسير الأمثل، ج 7، ص 362.
  15. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 45 ؛ ابن‌ الجوزي، المنتظم، ج 1، ص 412.
  16. ابن کثیر، البدایة والنهایة، ج 2، ص 45 و 46 ؛ البلعمي، تاریخ الطبري، ج 1، ص 468.
  17. الکلیني، الکافي، ج 8، ص 123.
  18. «العزیریة».
  19. مرقد النبي عزیر».

المصادر والمراجع

  • القرآن الکريم.
  • الكتاب المقدس
  • ابن کثير، اسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت - لبنان،‌ دار الفکر، 1407 هـ.
  • ابن‌الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تحقيق محمد عبد القادر ومصطفی عبد القادر، بيروت - لبنان، دار الکتب العلمية، ط 1، 1412 هـ.
  • البلعمي، تاريخ الطبري، تحقيق محمد روشن، طهران - إيران، مكتبة سروش، ط4 ، 1378 ش.
  • الزحيلي، وهبة، التفسير الوسيط، دمشق - سوريا، دار الفکر، ط 2، 1422 هـ.
  • الشبستري، عبد الحسين، أعلام القرآن، مكتب التبليغات للحوزة العلمية في قم، قم – إيران، ط 1، 1379 ش.
  • الطباطبائي، محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ط 5، قم – إيران، جامعة المدرسين، 1417 هـ.
  • الطبري، محمد بن جرير، تفسير الطبري، طهران- إيران، مكتبة توس، 1356 ش.
  • الکليني، محمد بن يعقوب، الکافي، طهران – إيران، المكتبة الإسلامية، ط 2، 1362 ش.
  • المراغي، أحمد مصطفی، تفسير المراغي، بيروت - لبنان، دار إحياء التراث العربي، د.ت.
  • دائرة المعارف، القرآن الكريم، قم – إيران، بستان كتاب، ط 4، 1382 ش.
  • مکارم الشيرازي، ناصر، تفسير الأمثل، دار الکتب الإسلامية، طهران - إيران، ط 10،1371 ش.
  • "العزيرية"، موقع الجذور الشعبية، تاريخ المشاهدة: 06- 01- 2023 م.
  • مرقد النبي عزيز / "ميسان مرقد النبي العزيز"، تاريخ النشر: 10-02-2015 م، تاريخ المشاهدة: 06- 01- 2023 م.