بنو النضير
المؤسس | |
---|---|
النسب | من نسل هارون |
العصر | ماقبل الإسلام |
المذهب | اليهودية |
الإقامة | الشام (قبل مهاجرتهم إلى يثرب) |
مكان الإقامة | يثرب |
بنو النضير قبيلة من قبائل اليهود التي سكنت يثرب (المدينة المنورة) قبل ظهور الإسلام، وبعد هجرة النبي الأكرم إلى المدينة عقد معاهدة معهم على أن يبقوا على دينهم وأن يُساندوا المسلمين إذا ما هاجمهم العدو.
في سنة 4 هـ نقض بنو النضير المعاهدة وتآمروا على قتل النبي، فوقعت غزوة بني النضير التي أُخرجوا على إثرها من المدينة.
نسبهم وأصولهم
قال اليعقوبي: أنهم فخذ من قبيلة جذام إلا أنهم تهودوا ونزلوا بجبل يُقال له النضير، فسموا به،[١] وروى آخرون أن كلا من بني النضير وبني قريظة ولد الكاهن ابن هارون بن عمران أخي موسى بن عمران وكانوا نزولا بنواحي يثرب بعد وفاة موسى بن عمران.[٢]
محل سكناهم
لقد كان محل سكنى بني النضير وغيرهم من اليهود قبل الإسلام في الشام حتى هجم عليهم الروم وقتلوهم، ونكحوا نساءهم فخرج بنو النضير وبنو قريظة وبنو بهدل هاربين منهم إلى أرض الحجاز، فبعث ملك الروم في طلبهم ولكن جيشه مات عطشا، ولما قدم بنو النضير وبنو قريظة وبهدل المدينة نزلوا الغابة.[٣]
نزل بنو النضير وبنو قريظة خارج المدينة في حدائق لهم، ومنازلهم التي غزاها النبي (ص) بعد غزوة أحد في منطقة تسمى (وادي بطحان)،[٤] ومنطقة (البوَيْرَةُ) وهو تصغير البئر التي يُستقى منها الماء، [٥] وذكر ابن سعد في طبقاته أن منازلهم كانت بناحية الغرس وما والاها مقبرة بني خطمة اليوم فكانوا حلفاء لبني عامر.[٦]
معاهدتهم مع المسلمين
بعد هجرة النبي الأكرم إلى المدينة المنورة عقد المسلمون مع اليهود معاهدة على أن لهم دينهم وعليهم أن يقفوا إلى جانب المسلمين إذا هاجمهم عدو من الأعداء بالإنفاق عليهم فترة الحرب،[٧] ولكن اليهود في سنة 4 هـ نقض اليهود هذا المعاهدة وتآمروا على النبي وأرادوا قتله، فوقعت غزوة بني النضير في ربيع الأول وتم إجلاء بني النضير من المدينة.[٨]
مكيدتهم بالنبي (ص)
ذكر المؤرخون: إنَّ عمرو بن أمية قتل رجلين لما وجهه رسول الله مع أصحاب بئر معونة، وكان لهم من رسول الله جوار وعهد فكتب عامر بن الطفيل إلى رسول الله: إنك قتلت رجلين لهما منك جوار وعهد، فابعث بديتهما، فانطلق رسول الله إلى قباء، ثم مال إلى بني النضير مستعينا بهم في ديتهما، ومعه نفر من المهاجرين والأنصار، وجلسوا إلى جنب جدار من بيوتهم، فقال اليهود لبعضهم: من رجل يعلو على هذا البيت فيُلقي عليه صخرة فيقتله بها فيُريحنا منه؟ فانتدب لذلك عمرو بن جحاش بن كعب، فأتى رسول الله الخبر ن السماء بما أراد القوم فقام ورجع للمدينة وأرسل لهم محمد بن مسلمة يُخبرهم بما أرادوا فعله ويأمرهم بالجلاء.[٩]
غزوة بني النضير
حاصر المسلمون بني النضير ثلاثة وعشرين يوماً وأمر النبي الأكرم بقطع نخلهم، فقالوا: نحن نخرج عن بلادكم، فأجلاهم عن المدينة، وولى إخراجهم محمد بن مسلمة، وحملوا النساء والصبيان، وتحملوا على ستمائة بعير، فقال لهم رسول الله: اخرجوا ولكم دماؤكم، وما حملت الإبل إلا الحلقة،[١٠] فقبض رسول الله الأموال والحلقة، فوجد من الحلقة خمسين درعا وخمسين بيضة وثلاثمائة وأربعين سيفا.[١١]
الذين أسلموا منهم
لم يُسلِم من بني النضير إلا يامين بن عمير بن كعب، وهو ابن عم عمرو بن جحاش، وأبو سعيد بن وهب، وأحرزا أموالهما، بعد أن قسّم النبي أموال بني النضير بعد غزوهم.[١٢]
ذكرهم في القرآن
لقد ورد ذكر بني النضير في القرآن الكريم في سورة الحشر من الآية (2) إلى الآية (6) قال تعالى:﴿هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْ لاَ أَنْ كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ * ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ * وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلاَ رِكَابٍ وَلٰكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾.[١٣]
مواضيع ذات صلة
الهوامش
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 49.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 22، ص 343.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، ج 22، ص 344.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، ج 5، ص290.
- ↑ الحموي، معجم البلدان، ج 1، ص 512.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 2، ص 44.
- ↑ ابن هشام، السيرة النبوية، ج 1، ص 503.
- ↑ المباركفوري، الرحيق المختوم، ص 269.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 2، صص 550 - 551.
- ↑ الحلْقَةَ: وهي بإسكان اللام (الدرع).
- ↑ الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 3، ص 204.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 2، ص 62.
- ↑ الحشر: 2 - 6.
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت، دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ - 1997 م.
- ابن سعد، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، بيروت، دار الكتب العلمية، ط 1، 1410 هـ - 1990 م.
- ابن هشام، عبد الملك بن هشام، السيرة النبوية، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، مصر، الناشر: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، ط 2، 1375 هـ - 1955 م.
- أبو الفرج الأصفهاني، علي بن الحسين، الأغاني، بيروت، دار إحياء التراث العربي، ط 1، 1415 هـ.
- الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، المحقق: محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ - 1992 م.
- الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، بيروت - لبنان، الناشر: دار صادر، ط 2، 1995 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري، د.م، الناشر: دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
- المباركفوري، صفي الرحمن، الرحيق المختوم، د.م، دار الهلال، ط 1، د.ت.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، قدم له وعلّق عليه: السيد محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف - العراق، الناشر: منشورات المكتبة الحيدرية، 1384 هـ - 1964 م.