بيت الأحزان

من ويكي شيعة
صورة قديمة للبقيع ويظهر فيها بيت الأحزان برقم 1 عند تكبير الصورة

بيت الأحزان، هو البيت الذي كانت تأوي إليه السيدة الزهراءعليه السلام للبكاء على أبيها رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم بعد رحيله، حيث بناه أمير المؤمنينعليه السلام لها في البقيع، فكانتعليها السلام تخرج له يومياً وبين يديها الحسنان عليهما السلام فسُمّيَ ببيت الأحزان.

يقع بيت الأحزان في أعلى نقطة في البقيع على يمين الداخل، وخلف مشهد الأئمة من أهل البيتعليهم السلام، حيث كان هذا البيت يُزار سابقاً كما تُزار المشاهد المقدسة، إلى أن تعرّض للهدم، واختفت معالمه بعد الهجوم الثاني للوهابيين على المدينة، سنة 1344 هـ.

موقع بيت الأحزان

أهم أحداث حياة الزهراء (ع)
20 جمادي الآخرة

السنة 5 هـ

ولادتها
10 رمضان

السنة 10 للبعثة

وفاة أمها خديجة الكبرى
أواخر شهر صفر

السنة 2 هـ

عقدها بـعلي بن أبي طالب
1 ذي الحجة

السنة 2 هـ

زواجها بعلي(ع) وبداية الحياة المشتركة
15 رمضان

السنة 3 هـ

مولد الحسن (ع)

أكبر أولدها

7 شوال

السنة 3 هـ

حضورها بعد أحد لضماد جراحة الرسول (ص)
3 شعبان

السنة 4 هـ

مولد الحسين (ع)

ابنها الثاني

5 جمادى الأولى

السنة 5 أو 6 هـ

مولد بنتها زينب الكبرى
السنة 6 هـ مولد بنتها الثانية أم كلثوم
السنة 7 هـ؟ منح النبي (ص) فدكا لها
24 ذي الحجة

السنة 9 هـ

مع رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في المباهلة
28 صفر

السنة 11 هـ

رحيل الرسول (ص)
ربيع الأول

السنة 11 هـ

مصادرة فدك بأمر من أبي بكر
ربيع الأول

السنة 11 هـ

إلقاء الخطبة الفدكية في مسجد النبي (ص)
ربيع الأول

السنة 11 هـ

بناء بيت الأحزان في البقيع على يد علي(ع) لتقيم الزهراء فيه المأتم على أبيها
ربيع الثاني

السنة 11 هـ

الهجوم على بيت الزهراء وإصابتها وطرح ابنها المحسن
13 جمادى الأول أو

3 جمادى الآخرة السنة 11 هـ

الشهادة

يقع بيت الأحزان في البقيع خلف مشهد الأئمة من أهل البيتعليهم السلام الذي يقع بدوره في أعلى نقطة في البقيع على يمين الداخل.[١]

وكان هذا البيت يُزار في العقود والقرون السالفة والآلفة، كما تُزار المشاهد المقدسة، إلى أن هُدّم بأمر عبد العزيز بن سعود لمّا استولى على الحجاز وهدم المقدسات في البقيع، عملاً بما يقتضيه مذهبه الوهابي، وذلك سنة 1344 هـ.[٢]

لمحة تاريخية

أورد العلماء أنه بعد رحيل الرسولصلی الله عليه وآله وسلم اشتد حزن السيدة الزهراءعليه السلام وعدم رضاها عن الوضع الجديد، فبنى الإمام عليعليه السلام لها بيتاً خارج المدينة وتحديداً في مقبرة البقيع؛ لكي تقيم العزاء لأبيها. ويُنقل أنه كانت السيدة الزهراءعليه السلام تخرج يومياً وبين يديها الحسنانعليهما السلام إلى ذاك البيت الذي أصبح يُدعى ببيت الأحزان، ثم كانت ترجع عند الغروب إلى بيتها في المدينة برفقة أمير المؤمنينعليه السلام. وبناء على بعض الروايات فإنّه وبعد سبعة وعشرين يوماً من رحيل الرسولصلی الله عليه وآله وسلم لم تستطع السيدة الزهراءعليه السلام الوصول إلى بيت الأحزان بسبب مرضها.[٣]

بيت الأحزان في كلام أهل السنّة

ورد ذكر بيت الأحزان في بعض مصادر أهل السنة، منها ما ذكره أبو حامد الغزالي المتكلم والفقيه الإيراني في القرن الخامس في آداب زيارة البقيع أنّه يستحب الصلاة في مسجد فاطمة عليها السلام،[٤] وأيضاً السمهودي الشافعي مفتي المدينة المنورة ونزيلها المتوفى سنة 911 ه‍ في كتابه "وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى" حيث كتب في بيان المشاهد المعروفة اليوم بالبقيع: "والمشهور ببيت الحزن إنما هو الموضع المعروف بمسجد فاطمة في قبلة مشهد الحسن والعباس، وإليه أشار ابن جبير بقوله: ويلي القبة العباسية بيت لفاطمة بنت الرسولصلی الله عليه وآله وسلم، ويعرف ببيت الحزن".[٥] وذكر الرحالة المصري إبراهيم رفعت باشا (وفاة: 1353 هـ) أنّ السيدة الزهراء عليها السلام كانت تقيم في بيت الأحزان بعد وفاة أبيها.[بحاجة لمصدر]

هدم بيت الأحزان

اختفت معالم بيت الأحزان بعد الهجوم الثاني للوهابيين على المدينة، سنة 1344 هـ. وكان الوهابيون قد دمّروا البقيع في هجومهم الأول، لكن بعد ذلك أُعيد بناء بعض الأضرحة ومن جملتها أضرحة الأئمة الأربعةعليه السلام في البقيع، وذلك بعد انهزامهم في هجومهم الأول.[٦] ومع ملاحظة أن بعض الرحالة كانوا قد زاروا بيت الأحزان بين الهجومين،[٧] يمكن القول أن بيت الأحزان لم يصب بسوء في الهجوم الأول، أو أنّه أعيد بناؤه بين الهجومين.

وفي بعض التقارير، ذُكر أن السلطان محمود العثماني أمر بإعادة بناء قبة بيت الأحزان ضمن بناء قبب قبور زوجات الرسولصلی الله عليه وآله وسلم وقبة قبر عثمان بن عفان.[٨]

الهوامش

  1. الكوراني، جواهر التاريخ، ج 1، ص 134.
  2. شرف الدين، النص والاجتهاد، ص 302.
  3. المجلسي، بحار الأنوار، ج 43، ص 177-178.
  4. غزالي، احياء علوم الدين، دار الكتب العربي، ج3، ص84.
  5. السمهودي، وفاء الوفاء، ج 3، ص 918.
  6. جعفريان، پنجاه سفرنامه، ج 3، ص 196.
  7. حسام السلطنة، دليل الانام، في سبيل زيارة بيت الله الحرام"، ص 152.
  8. إبراهيم، مرآة الحرمين، ج 1، ص 426.

المصادر والمراجع

  • آقا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة الي تصانيف الشيعة، بيروت - لبنان، 1378 هـ.
  • السخاوي، محمد بن عبد الرحمن، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، بيروت - لبنان، 1414 هـ/ 1993 م.
  • السلطنة، حسام، دليل الانام، تصحيح: رسول جعفريان، طهران - إيران، نشر مشعر، 1374 ش.
  • السمهودي، علي بن عبد الله، وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، بيروت - لبنان، ط محمد محيي الدين عبدالحميد، 1404 هـ/ 1984 م.
  • الكوراني، علي، جواهر التاريخ، د.م، دار الهدى، ط 1، 1425 هـ/ 2004 م.
  • المجلسي، محمد باقر، بحارالانوار، بيروت - لبنان، 1403 هـ/ 1983 م.
  • المقرم، عبد الرزاق ، وفاة الصديقة الزهرا عليهاالسلام، النجف - العراق، 1370 هـ / 1951 م.
  • باشا، إبراهيم رفعت، مرآة الحرمين أو الرحلات الحجازية والحج ومشاعره الدينية، بيروت - لبنان، د.ت.
  • جعفر خليلي، موسوعة العتبات المقدسه، بيروت - لبنان، قسم المدينة المنورة، 1987 م.
  • جعفريان، رسول، پنجاه سفرنامه حج قاجاري، طهران - إيران، نشر علم، 1389 ش.
  • حسام السلطنه، سفرنامه مكه، به كوشش رسول جعفريان، طهران - إيران، مشعر، 1374 ش.
  • خرمشاهي، بهاء الدين، حافظ نامه، طهران - إيران، 1366 هـ.
  • شرف الدين، عبد الحسين، النصّ والاجتهاد، قم، سيّد الشهداءعليه السلام، 1404 هـ.
  • فرهاد ميرزا، سفرنامه مكه(م.1305ق.)، به كوشش طباطبايي، طهران - إيران، مؤسسه مطبوعاتي علمي، 1366 ش.
  • الغزالي، أبو حامد، إحياء علوم الدين، دار الكتب العربي، د.ت.
  • نفيسي، علي أكبر، فرهنك نفيسي، طهران - إيران، 1355 ش.