تلقين الميت

من ويكي شيعة

تلقين الميت هو قراءة العقائد الإسلامية للمتوفّى لتفهيمه، وهي: الشهادتين، والإقرار بالنبي صلی الله عليه وآله وسلم، وإمامة الأئمة المعصومين عليهم السلام، وبعض الأدعية المأثورة. ويُستحب ذلك في ثلاثة مواضع: حال الاحتضار، وعند شرج اللبن في قبره ممّن نزل معه، وبعد طمّ القبر وانصراف الناس، وذكرت الروايات الشريفة كراهة حضور الحائض والجنب عند تلقين الميت.

تعريف التلقين

  • لغة: التلقين: مصدر لقَّن، يقال لَقِنَ الكلام: فهمه، وتلقّنه: أخذه وتمكّن منه، وقيل: معناه أيضاً فهمه، وهذا يصدق على إلقاء الأخذ مشافهة وعلى الأخذ من الكتب، ويقال لقّنه الكلام: ألقاه إليه ليعيده.[١]
  • اصطلاحا: تفهيم الميت الشهادتين، وإمامة الأئمة الأطهار عليهم السلام، ويستحب ذلك في ثلاثة مواضع حال الاحتضار، عند شرج اللبن في قبره ممّن نزل معه، بعد طمّ القبر وانصراف الناس.[٢]

أنواع تلقين الميت

يستحب تلقين الميت، في حال الاحتضار، وبعد الموت، وهي كما يأتي:

تلقين المحتضر

قال الفقهاء يُستحب تلقين المحتضر في حالة السوق والنزع للموت، ومن الأحكام التابعة لتلقين المحتضر:

  • الكلمات التي يُلقّن بها المحتضر

قال الفقهاء: يُستحب تلقين المحتضر الشهادتين والإقرار بالنبي صلی الله عليه وآله وسلم والأئمّة عليهم السلام، وكلمات الفرج بلاخلاف في ذلك، وصرّح بعضهم بتلقينه سائر الاعتقادات الحقّة والدعاء بالمأثور.[٣]

فقد روي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا أدركتَ الرجل عند النزع فلقّنه كلمات الفرج (لا إِله إلّا اللّهُ الحليمُ الكريمُ لا إله إلا اللّهُ العلي العظيم سبحانَ اللَّه رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهنَّ وما بينهُنَّ وما تحتهُنَّ ورب العرش العظيم والحمد للّٰه رب العالمين.[٤]

  • المباشر للتلقين

ذكر الفقهاء: إنَّ الذي ينبغي له أن يلقّن المحتضر هو الولي أو مأذونه ومع عدمهما يلقّنه من حضر.[٥]

روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام قال: سُلَّهُ سلا رفيقاً فإذا وضعته في لحده، فليكن أولى الناس مما يلي رأسه ليذكر اسم اللَّه عليه، ويُصلّي على النبي صلی الله عليه وآله وسلم ويتعوذ من الشيطان، وليقرأ فاتحة الكتاب، والمعوذتين، وقل هو اللّٰه أحد، وآية الكرسي، وإن قدر أن يحسر عن خده ويُلزقه بالأرض فعل، ويشهد ويذكر ما يعلم حتى ينتهي إلى صاحبه.[٦]

  • حكم تكرار التلقين على المحتضر

صرّح بعض الفقهاء باستحباب تكرار تلقين المحتضر إلى أن يموت.[٧]

التلقين بعد الموت

يُستحب تلقين الميت بعد الموت وهو على صورتين، وهما:

يستحب تلقين الميت بعد وضعه في القبر قبل تشريج اللِبن، واستحبابه أيضاً بعد الدفن.[٨]

فقد روى عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: إذا سللتَ الميت، فقل بسم اللَّه وباللَّه، وعلى ملة رسول اللَّه صلی الله عليه وآله وسلم اللهم إلى رحمتك لا إلى عذابك، فإذا وضعته في اللحد، فضع فمك على أُذنه، وقل: اللَّهُ ربُّك، والإسلام دينك، ومحمد نبيك، والقرآن كتابك، وعلي إمامك.[٩]

  • التلقين بعد الدفن

أجمع الفقهاء على استحباب التلقين بعد دفن الميت،[١٠] وكيفية هذا التلقين بأن ُينادي الملقّن بأعلى صوته ويقول: يا فلان بن فلان، الله ربّك، ومحمد نبيّك، والقرآن كتابك، والكعبة قبلتك، وعلي إمامك، والحسن والحسين، ويذكر الأئمة عليهم السلام واحداً واحداً أئمّتك، أئمّة الهدى الأبرار.[١١]

كراهة حضور الحائض والجنب عند التلقين

ذكرت الروايات الشريفة كراهة حضور الحائض والجنب عند التلقين فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: لا تحضر الحائض والجُنُبُ عند التلقين إنَّ الملائكة تتأذى بهما.[١٢]

الهوامش

  1. الفيومي، المصباح المنير، ج 2، ص 588.
  2. المازندراني، شرح فروع الكافي، ج‌2، ص 103.
  3. النراقي، مستند الشيعة، ج‌3، ص 72.
  4. الكليني، الكافي، ج 3، ص 122.
  5. النجفي، جواهر الكلام، ج 4، ص 14.
  6. الكليني، الكافي، ج 3، ص 195.
  7. اليزدي، العروة الوثقى، ج‌2، ص 19.
  8. العلامة الحلي، تذكرة الفقهاء، ج‌2، ص 95.
  9. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج‌ 1، ص 318.
  10. المحقق الحلي، المعتبر في شرح المختصر، ج‌ 1، ص 303.
  11. العلامة الحلي، منتهى المطلب، ج‌ 7، ص 400.
  12. الصدوق، علل الشرائع، ج‌ 1، ص 298.

المصادر والمراجع

  • الصدوق، محمد بن علي، علل الشرائع، ‌قم - إيران‌، الناشر: كتابفروشى داورى‌، ط 1، 1386 ه‍.
  • الطوسي، محمد بن حسن، تهذيب الأحكام، طهران – إيران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 ه‍.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، تذكرة الفقهاء، تحقيق وتصحيح: محققو مؤسسة آل البيتعليهم السلام، قم- إيران‌، الناشر: مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط 1، 1414 ه‍.
  • العلامة الحلي، الحسن بن يوسف، منتهى المطلب في تحقيق المذهب، تحقيق وتصحيح: قسم التحقيق في مجمع البحوث الإسلامية‌، مشهد - إيران‌، الناشر: مجمع البحوث الإسلامية‌، ط 1، 1412 هـ.
  • الفيومي، أحمد بن محمد، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير، بيروت – لبنان، الناشر: منشورات دار الرضي‌، د.ت.
  • الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، المحقق والمصحح: علي أكبر غفاري، طهران – إيران، دار الكتب الإسلامية، ط 4، 1407 ه‍.
  • المحقق الحلي، جعفر بن حسن‌، المعتبر في شرح المختصر،‌ تحقيق وتصحيح: محمد علي الحيدري- السيد مهدي شمس الدين- السيد أبو محمد المرتضوي- السيد علي الموسوي، قم - إيران، الناشر: مؤسسة سيد الشهداءعليه السلام، ط 1، 1407 ه‍.‌
  • النجفي، محمد حسن، جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، تحقيق وتصحيح: عباس قوچاني- على آخوندي، بيروت – لبنان، دار إحياء التراث العربي، ط 7، 1404 ه‍.
  • النراقي، أحمد بن محمد مهدي، مستند الشيعة في أحكام الشريعة، تحقيق وتصحيح: محققو مؤسسة آل البيتعليهم السلام، قم – إيران، مؤسسة آل البيتعليهم السلام، ط 1، 1415 هـ.
  • اليزدي، محمد كاظم، العروة الوثقى فيما تعم به البلوى، المحقق والمصحح: أحمد محسني السبزواري، قم - إيران‌، الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، 1419 هـ.