انتقل إلى المحتوى

الإمام الحسين بن علي عليه السلام

أصبحت مقالة جيدة في 25 محرم 1440 هـ
من ويكي شيعة
(بالتحويل من الحسين بن علي)
الإمام الحسين بن علي عليه السلام
حرم الإمام الحسين
الكنيةأبو عبد الله
تاريخ الميلاد3 شعبان سنة 4 هـ
تاريخ الوفاة10 محرم سنة 61 هـ
مكان الميلادالمدينة
مكان الدفنكربلاء (حرم الإمام الحسين)
مدة إمامته11 سنين (من سنة 50 هـ - حتى بداية 61 هـ)
مدة حياته57 سنة
الألقابسيد الشهداء، ثأر الله، قتيل العبرات
الأبأمير المؤمنين عليعليه السلام
الأمفاطمة الزهراءعليه السلام
الزوجرباب، ليلى، أم إسحاق، شهر بانو
الأولادالإمام السجاد، علي الأكبر، علي الأصغر، سكينة، فاطمة، جعفر
المعصومون الأربعة عشر
النبي محمد · الإمام علي · السيدة الزهراء . الإمام الحسن المجتبي · الإمام الحسين · الإمام السجاد · الإمام الباقر · الإمام الصادق · الإمام الكاظم · الإمام الرضا · الإمام الجواد · الإمام الهادي · الإمام الحسن العسكري · المهدي المنتظر


الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، المعروف بسيد الشهداء والمكنى بأبي عبد الله (4 ــ 61 هـ)، ثالث أئمة الشيعة. تولّى أمر الإمامة بعد استشهاد أخيه الإمام الحسنعليه السلام لأحد عشر عاماً حتى استشهاده في واقعة الطف يوم العاشر من محرم سنة 61 هـ. وهو ثاني أبناء الإمام عليعليه السلام وفاطمة الزهراء، كما أنه السبط الثاني للنبي محمدصلی الله عليه وآله وسلم.

أسماه النبي حسيناً بعد ولادته، وأخبر أنه سوف يُقتل على يد مجموعة من أمته. وكان النبيصلی الله عليه وآله وسلم يحب الحسن والحسينعليه السلام حباً شديداً، ويدعو الآخرين لحبهما أيضاً.

ويُعدّ الحسين بن عليعليه السلام أحد أصحاب الكساء الذين نزلت في حقهم آية التطهير وآية المباهلة. ووردت روايات كثيرة عن جدّهصلی الله عليه وآله وسلم في فضله، منها: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وإنّ الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة.

وفي العقود الثلاثة التي تلت وفاة النبيصلی الله عليه وآله وسلم لم يذكر إلا القليل من سيرة الحسينعليه السلام، فكان سنداً لأبيه أمير المؤمنينعليه السلام حينما تولّى الخلافة، وشارك في جميع مشاهد تلك الحقبة.

ووقف مسانداً لأخيه الحسنعليه السلام في الصلح مع معاوية. وبعد استشهاد الحسنعليه السلام بقي ملتزماً بالصلح، ولذلك عندما راسله شيعته وأظهروا استعدادهم في مساندته كإمام لهم للقيام بوجه حكومة بني أمية دعاهم بالصبر والتريّث لحين موت معاوية.

وقد تزامن عهد إمامة الحسين بن عليعليه السلام مع حكومة معاوية. وبناءً على ما ورد في المصادر، أنّ الإمام الحسينعليه السلام كان له موقف معارض لحكم معاوية، فمنه توجيه رسالة تدين معاوية على قتل حُجر بن عَدِي، كما أنه في مُجريات مساعي معاوية لاستخلاف ولده يزيد استنكر ذلك على معاوية وأبى مبايعته، ففي مجلس حضره معاوية وآخرون، عارض فيه علانية بيعة يزيد وبيّن بعض صفات يزيد التي تدلّ على فسقه وانغماسه في الملذّات، وأكّد للحاضرين على مكانته وحقه بالخلافة والإمامة. ومن أهم المواقف السياسية المعارضة للسلطة الحاكمة هي الخطبة التي ألقاها الإمام في منى. ورغم هذا ورد أنّ معاوية كان في الظاهر يكنّ كامل الاحترام للإمام الحسينعليه السلام يتبع في ذلك الخلفاء الثلاث.

بقي الحسينعليه السلام على موقفه الرافض لبيعة يزيد حتى بعد هلاك معاوية واعتبرها غير شرعية، فبعدما أصدر يزيد أمراً بأخذ البيعة من الحسينعليه السلام وقتله في حالة امتناعه عنها، خرج الحسينعليه السلام مع أهل بيته من المدينة في اليوم الـ28 من رجب سنة 60 هـ متجهاً إلى مكة.

وفي فترة إقامته بمكة استلم رسائل كثيرة من أهل الكوفة تدعوه فيها بالقدوم إليهم حتى يبايعوه وأن يسمعوا له ويطيعوه، فأرسل لهم ابن عمه مسلم بن عقيل سفيرا عنه ليعرف مدى مصداقية دعواتهم له، فلما أرسل مسلم رسالة يخبر الإمام الحسينعليه السلام بصدق دعوات الكوفيين والبيعة له غادر الحسين مكّة متّجهاً إلى الكوفة في الـ8 من ذي الحجة وذلك قبل أن يطّلع على نبأ نكث الكوفيين عهودهم واستشهاد مسلم بن عقيل على يد عبيد الله بن زياد.

كان ابن زياد واليا على الكوفة عندما كان الحسينعليه السلام قادماً إليها، فلما وصل هذا الخبر إلى ابن زياد أمر بجيش يمنع الحسينعليه السلام عن مسيرة تقدمه نحو الكوفة، فأجبر الحرّ بن يزيد _وهو على رأس ألف فارس_ الإمام الحسينعليه السلام أن يعدل عن الطريق، ثم النزول بأرض كربلاء، فلمّا تجمّعت الجيوش بقيادة عمر بن سعد محاصرة ركب الحسين دارت حرب غير متكافئة في يوم عاشوراء بين معسكر الحسينعليه السلام (72 رجلاً) وجيش ابن سعد، مما أدّت إلى مقتل الحسينعليه السلام وأصحابه جميعاً. ثم أُخذت النساء والأطفال ومعهم الإمام السجادعليه السلام الذي كان وقتها مريضاً سبايا، وأرسلوا إلى الكوفة ومنها إلى الشام. وبقيت أجساد الشهداء على صعيد الأرض حتى دفنهم بنو أسد في 11 أو على رواية في 13 من محرم.

اختلفت الآراء حول ما قام به الإمام الحسينعليه السلام في حركته من المدينة إلى كربلاء؛ أكانت هي مسعى لتشكيل الحكومة أو كانت مبادرة لحفظ النفس من الغيلة والقتل؟ فاستشهاد الحسين بن عليعليه السلام ترك أثراً عميقاً في نفوس المسلمين والشيعة بالخصوص، واستلهمت من حركة الحسينعليه السلام حركات مناهضة للسلطة مما أدّت إلى توالي الثورات ضد الحكومة والسلطات الحاكمة المتعاقبة.

تأسّت الشيعة بأئمتهم في إحياء ذكرى الحسينعليه السلام والاهتمام به، وذلك بإقامة مجالس العزاء والبكاء، خاصّة في شهري محرم وصفر. وتحظى زيارة الإمام الحسينعليه السلام في روايات المعصومين عليها السلام بالتأكيد البالغ، حيث صار مرقده مزارا للشيعة على مدار السنة.

إن الحسين بن عليعليه السلام يحظى بمكانة رفيعة عند الشيعة فإنه سيد شباب أهل الجنة، وثالث أئمة أهل البيت، بل إنه يتمتع باحترام وتقدير أهل السنة أيضاً، وذلك بسبب جملة من الفضائل التي وردت على لسان رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم في حقه، وموقفه من حكم يزيد.

وقد جُمعت أقوال الحسينعليه السلام وأحاديثه، وأدعيته، ورسائله، وأشعاره وخطبه في كتابين هما موسوعة كلمات الإمام الحسين وكتاب مسند الإمام الشهيد، وألّفت كتب عديدة حول سيرته الذاتية وحياته، في ضمن موسوعات، أو تحت عنوان سيرته الذاتية، أو مقتله أو دراسات تاريخية حوله أيضاً.

أهم أحداث حياة الإمام حسين (ع)
بالتسلسل الزمني
3 أو 5 شعبان 4 هـ الولادة[١]
7 هـ نزول آية التطهير في حق أصحاب الكساء[٢]
24 ذي الحجة 9 هـ الحضور في المباهلة[٣]
ذي الحجة 35 هـ حماية دار عثمان من الثوار بأمر من الإمام علي (ع)[٤]
ذي الحجة 35 هـ إلقاء خطبة لعامة الناس بعد البيعة مع الإمام علي (ع)[٥]
جمادي الآخرة 36 هـ الحضور في معركة الجمل[٦]
صفر 37 هـ الحضور في معركة صفين[٧]
صفر 38 هـ الحضور في معركة النهروان[٨]
41 هـ العودة من الكوفة إلى المدينة[٩]
28 صفر 50 هـ استشهاد الإمام الحسن (ع)[١٠] وبداية إمامة الإمام الحسين (ع)
51 أو 52 أو 53 هـ[١١] إرسال رسالة احتجاج على قتل حُجْر بن عَدِي وأصحابه إلى معاوية
58 هـ إلقاء خطبة في منى[١٢]
26 رجب 60 هـ الاستدعاء بدار الإمارة في المدينة للبيعة مع يزيد[١٣]
28 رجب 60 هـ الخروج من المدينة نحو مكة[١٤]
3 شعبان 60 هـ دخول مكة[١٥]
10 أو 14 رمضان 60 هـ استلام رسائل من أهل الكوفة للقدوم إليها[١٦]
15 رمضان 60 هـ ايفاد مسلم بن عقيل سفيراً عنه إلى الكوفة[١٧]
8 ذي الحجة 60 هـ الخروج من مكة باتجاه الكوفة[١٨]
2 محرم 61 هـ الوصول إلى كربلاء[١٩]
9 محرم 61 هـ إعلان الحرب بواسطة عمر بن سعد واستمهال الإمام ليوم غد[٢٠]
10 محرم 61 هـ واقعة عاشوراء واستشهاد الحسين (ع) وأصحابه[٢١]


مكانته

الحسين بن عليعليه السلام هو ثالث أئمة الشيعة، وابن الإمام الأول وسبط رسول اللهصلی الله عليه وآله وسلم. وردت في المصادر الإسلامية روايات كثيرة عن فضائله، وله مكانة خاصة لدى الشيعة، كما يحظى باحترام أهل السنة أيضاً.

في المصادر الحديثية والتاريخية

ذكرت روايات الفريقين شيعةً وسنةً إنّ الحسين بن عليعليه السلام كان أحد أصحاب الكساء،[٢٢] وأحد أهل البيتعليه السلام الذين نزلت في حقهم آية التطهير.[٢٣] وكان حاضراً في واقعة المباهلة مع نصارى نجران،[٢٤] وكان هو وأخوه الحسنعليه السلام مصداقاً لكلمة أبناءنا في آية المباهلة.[٢٥]

وبعد استشهاد الإمام الحسنعليه السلام أصبح الحسينعليه السلام زعيم قومه، مع أنّه هناك أشخاصاً أكبر منه سناً في بني هاشم، إلاّ أنّ الحسينعليه السلام كان أعظم شأناً وأوجههم؛ فأورد اليعقوبي في تاريخه، أنّ معاوية قال لابن عباس بعد أحداث استشهاد الإمام الحسنعليه السلام: ستكون بعد ذلك كبير قومك. فردّ عليه: ما بقي أبو عبد الله فلا.[٢٦] وكما ورد في بعض الروايات كان بنو هاشم يشاورون الحسينعليه السلام ويقدمون رأيه على سائر الآراء.[٢٧] وورد أنّ عمرو بن العاص كان يقول إنّ الحسينعليه السلام أكثر الأشخاص حباً عند أهل السماء.[٢٨]

في الثقافة الشيعية

أضحى شخص الإمام الحسينعليه السلام بعد استشهاده (سنة 61 للهجرة)، في الأوساط الشيعية وغيرها، رمزا لمطالبة الحق وعنوانا للشجاعة والشهادة، وقد غلبت الصفات المذكورة، الكثير من الصفات التي وردت بحقه في الروايات.[٢٩] ولواقعة قتل أبي عبد الله الحسينعليه السلام أثر بليغ في التأريخ عامة وفي نفوس الشيعة خاصة؛ باعتبارها أول سابقة خطيرة هُتك فيها حرم الرسولصلی الله عليه وآله وسلم،[٣٠] وأضحت نهضته أيضا رمزا لمحاربة الاضطهاد وانتصار الدم على السيف وإحياء للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعنوانا لامعا للتضحية والبسالة.[٣١]

وكان لاستشهاد الحسينعليه السلام الأثر الكبير في نفوس محبي أهل البيتعليه السلام، حيث ظنّ البعض بأنّ الطائفة الشيعية بدأت بالظهور بعد النهضة الحسينية. [٣٢] ونشهد طوال التأريخ الإسلامي أن حدثت ثورات على غرار ثورة الحسينعليه السلام رافعة شعار "يا لثارات الحسين".[٣٣]

يحتلّ شهري محرم وصفر مكانة ممتازة عند الشيعة، لا سيما في أيام تاسوعاء وعاشوراء والأربعين الحسيني، ففي هذه الأيام تقام مجموعة من الشعائر إحياء لذكرى النهضة الحسينية.[٣٤] وكلما شرب الشيعة الماء يذكرون عطش الحسينعليه السلام ويسلمون عليه، اقتداءً بسيرة أئمتهم في ذلك.[٣٥]

عند أهل السنة

قال إمام المذهب الشافعي في رثاء الحسينعليه السلام:


تَأَوَّهَ قلبي والفؤاد كئيب‌
وأرق نومي فالسهاد عجيب‌
فمن مبلغ عني الحسين رسالة
وإن كرهتها أنفس وقلوب‌
ذبيح بلا جرم كأن قميصه‌
صبيغ بماء الأرجوان خضيب‌
فللسيف إعوال وللرمح رنة
وللخيل من بعد الصهيل نحيب‌
تزلزلت الدنيا لآل محمد
وكادت لهم صم الجبال تذوب‌
و غارت نجوم واقشعرت كواكب‌
وهتك أستار وشق جيوب‌
يصلى على المبعوث من آل هاشم
ويغزى بنوه إن ذا لعجيب‌
لئن كان ذنبي حب آل محمد
فذلك ذنب لست عنه أتوب‌
هم شُفَعَائِي يوم حشري وموقفي‌
إذا ما بدت للناظرين خُطُوب


ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب، ج 4، ص 124

هناك أحاديث كثيرة في مصادر موثوقة لدى أهل السنة في فضل ومكانة الإمام الحسينعليه السلام.[٣٦] [٣٧] وبغض النظر عن روايات الفضائل، فإنّ مقام الحسينعليه السلام ومكانته الرفيعة هو ناتج عن قناعة لدى عامة المسلمين، بأنّ الحسينعليه السلام ضحّى بنفسه وماله وأعز ما لديه في سبيل الله.[٣٨]

مع ذلك فإنّ أهل السنة ينقسمون حول ثورة الحسينعليه السلام إلى قسمين: فقسم مادح وقسم ذام. فمن جملة من ذم ثورة الحسينعليه السلام هو أبو بكر بن العربي، فيقول إنّ الناس حاربوا الحسينعليه السلام بسبب سماعهم أحاديث عن النبيصلی الله عليه وآله وسلم في ذم من يريد أن يشق صفّ الأمة.[٣٩] ويعتقد ابن تيمية إنّ ثورة الحسينعليه السلام، لم تغيّر واقع الأوضاع السياسية والاجتماعية القائمة آنذاك، بل زادت بين الأمّة شرّاً وفتنة.[٤٠]

إنّ ابن خلدون أظهر رأياً مغايراً عمّا اعتقده ابن العربي؛ فهو يشترط لزوم وجود إمام عادل يقود الحرب ضد الظالم، ولا يرى شخصاً آخر غير الحسينعليه السلام مؤهلاً في تلك الحقبة الزمنية لإقامة العدل، وقيادة الثورة ضد الحكم الظالم - الخروج على حكم بني أمية-.[٤١]

وقال في موضع آخر: بعد ظهور فسق يزيد لعامة الناس، أوجب الحسينعليه السلام على نفسه الخروج على يزيد؛ لأنه كان أهلاً لذلك وقادراً عليه،[٤٢] فإنّ الآلوسي لعن ابن العربي في كتابه روح المعاني، وقال إنّ قوله على الحسينعليه السلام كذب وافتراء وتهمة كبيرة.[٤٣]

وكتب عباس محمود العقاد في كتابه «أبو الشهداء الحسين بن علي»: إنّ الأوضاع الحاكمة في زمن يزيد وصلت إلى مستوى من الظلامة حيث لم يغيّرها شيء إلاّ دم الشهادة.[٤٤] معتقداً أنّ مثل هكذا ثورات ضد الظالم لا تتأتّى إلاّ من إنسان نادر الوجود والذي خُلق من أجل ذلك، ولا يمكن مقارنة حركته الإصلاحية بحركات أخرى تريد الإصلاح والتغيير؛ لأنّ مثل هؤلاء الناس يفهمون بشكل مختلف ويطالبون بشيء مختلف أيضاً.[٤٥]

المؤلف المعاصر طه حسين يعتقد أنّ امتناع الحسين من البيعة ليزيد لم يكن عناداً أو ركوباً لرأسه، وإنما كان على علم أنّ يزيد سيأخذه بالبيعة أخذاً عنيفاً، فإن بايع غشّ نفسه وخان ضميره وخالف دينه؛ لأنه كان يرى بيعة يزيد إثماً.[٤٦]

ويؤكّد عمر فروخ أنّ السكوت على الظلم لا يجوز بوجه من الوجوه، معتقداً أنّ المسلمين في الوقت الحاضر يحتاجون إلى أن ينهض حسيناً من بينهم ويهديهم إلى الصراط المستقيم في الدفاع عن الحق.[٤٧]

اسمه، نسبه، كناه، وألقابه

تذكر المصادر الإسلامية شيعةً وسنةً أن النبيصلی الله عليه وآله وسلم هو من أسماه حسيناً بعد ولادته.[٤٨] وذكرت روايات أخرى أنّ تسميتهعليه السلام بالحسين كان بأمر من الله تعالى.[٤٩] ولم يعرف قبل الإسلام عند العرب أنه سمّي أحدٌ باسمَي الحسن والحسين.[٥٠] وهما يعادلان شُبّر وشَبير (أو شَبّير) في العبرانية،[٥١] أبناء النبي هارونعليه السلام.[٥٢]

وأخبار أخرى تقول أنّ أباه علياًعليه السلام اختار للحسينعليه السلام اسم حَرب أو جَعفر، لكن جدّه النبيصلی الله عليه وآله وسلم سمّاه حسيناً، وذلك بعد تسمية عليعليه السلام.[٥٣] وقد رفض بعض الباحثين هذه الروايات، وجعلوها في عداد الموضوعات.[٥٤]

إنّ الحسينعليه السلام هو ابن الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام وفاطمةعليه السلام وسبط النبيصلی الله عليه وآله وسلم. ويرجع نسبه إلى بني هاشم، وينحدر من قبيلة قريش. وهو أخ لكل من الإمام الحسن المجتبىعليه السلام والعباس، ومحمد بن الحنفية، وزينب الكبرىعليه السلام، وله أخوة، وأخوات  آخرون.[٥٥]

وكنيته أبو عبد الله.[٥٦] وقد كُني أيضا بأبي علي وأبي الشهداء، وأبي الأحرار إضافة إلى أبي المجاهدين.[٥٧]

وألقاب الحسينعليه السلام كثيرة اشترك ببعضها مع أخيه الحسنعليه السلام، منها سيد شباب أهل الجنة، والزكيّ، والطّيب، والوفي، والسّيد، والمُبارك، والنّافع، والدّليل على ذات الله، والرّشيد، والتّابع لمرضاة الله.[٥٨] وقال ابن طلحة الشافعي: إنّ لقب الزكي هو أشهر القاب الحسينعليه السلام وإنّ لقب سيد شباب أهل الجنة أهمّها.[٥٩