نهر الفرات

مجرى نهر الفرات

نهر الفرات (والفرات لغة هو الماء العذب)؛ هو نهر ينبع من تركيا ويصب في الخليج الفارسي بعد المرور عبر سورية والعراق. ووقعت أحداث واقعة عاشوراء على ضفاف أحد الأنهار المتفرعة من نهر الفرات، ومن المعروف أن العباس استشهد بالقرب منه. وفي الروايات ذُكرت فضائل لهذا النهر.

تعريفه وموقعه الجغرافي

الفرات لغة يعني الماء الشديد العذوبة، وهو في الاصطلاح نهر يبلغ طوله حوالي 2740 كم، وينبع من المناطق الشرقية من تركيا، ثم يمر عبر سورية والعراق. يتوازى الفرات ودجلة تقريبا مع بعضهما البعض، ويجتمع النهران بالقرب من الخليج الفارسي ويطلق عليهما في تلك المنطقة شط العرب، وبعد أن ينضم نهر كارون إليهما؛ يطلق عليه مجرى أروند؛ الذي يشكل الحدود بين إيران والعراق. ويمر النهر عبر مدن دير الزور والرقة والميادين وحديثة وهيت والرمادي والفلوجة والكوفة والناصرية.

أدى وجود نهري دجلة والفرات إلى تكوين أرض خصبة في هذه المنطقة المعروفة باسم بلاد ما بين النهرين. هذه الأرض هي واحدة من أقدم مراكز الحضارة الإنسانية، وعلى مر التاريخ نشأت وتطورت فيها العديد من الحضارات، ومنها على سبيل المثال مدينة بابل؛ عاصمة بابل القديمة، التي بنيت على ساحل الفرات.

الفرات في الأحاديث

وفقا لبعض الأحاديث، فإن نهر الفرات نهر مقدس وذو فضيلة، ويصب فيه ميزابان من الجنة. وورد أن الطفل الذي يحنّك بماء الفرات يكون محبّاً لأهل البيت . كما جاء في الحديث أن الفرات هو مهر السيدة الزهراء . وفي حديث آخر، فإن الفرات نهر مؤمن، وهو نهر من الجنة.

يستحب الغسل بماء الفرات لزيارة الإمام الحسين وهو ما يوجب مغفرة الذنوب. وجاء في رواية أن الإمام علياً وصف نهر الفرات بأنه أحد أنهار الجنة، وأن الماء سيد شراب الدنيا والآخرة، وذكر أربعة أنهار في الدنيا على أنها من أنهار الجنة، وهي الفرات نهر الماء، والنيل نهر العسل، وسيحان نهر الخمر، وجيحان نهر اللبن. ويقول العلامة محمد باقر المجلسي في شرحه للرواية أن هذه الأنهار الأربعة ربما تشترك مع أنهار الجنة الأربعة في اسمها وفضيلتها، لكون التسمية بها من جهة الوحي والإلهام، ويحتمل أن يصب فيها شيء من تلك الأنهار التي في الجنة كما ورد ذلك بشأن الفرات في الروايات. ووفقاً لرواية عن الإمام علي أيضاً في تفسير الآية 23 من سورة المؤمنون ﴿وَآوَينَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾؛ فإن عيسى بن مريم قد ولد في مسجد الكوفة، بالقرب من مياه الفرات.

الفرات آخر الزمان

روى إبراهيم بن محمد بن جعفر عن أبيه أن الإمام الصادق قال: "في عام الفتح (ظهور إمام الزمان )، ترتفع مياه الفرات وتفيض في أزقة الكوفة".

الفرات في واقعة عاشوراء

رسم تشبيهي حول موقع الفرات في واقعة كربلاء

جرت أحداث واقعة الطف على ضفاف أحد الأنهار التي تتفرع من نهر الفرات. حيث حاصر عبيد الله بن زياد وجنده الإمام الحسين وأصحابه في كربلاء في شهر محرم من سنة 61 للهجرة، ومنعوا المياه عن مخيم الإمام الحسين حيث خيامه وأطفاله. ومن المعروف أن العباس بن علي ذهب لجلب الماء للأطفال العطشى، وبترت يداه واستشهد بجانب شريعة الفرات. وفي الثقافة الشيعية؛ تعتبر مياه الفرات - مثل تربة كربلاء - رمزاً لواقعة الطف، لذلك من الشائع تحنيك الأطفال بماء الفرات أو بالتربة الحسينية للتبرك.