انتقل إلى المحتوى

زيارة الناحية المقدسة

من ويكي شيعة
زيارة الناحية المقدسة
الموضوعزيارة الإمام الحسين
مأثورة/غير مأثورةمأثورة
صادر عنتنسب لـ الإمام الحجة (عج)
رواة الزيارةأحد النواب الأربعة
وقت الزيارةيوم عاشوراء وأيّ زمن ومكان
المصادرالمزار الكبير
زيارات مشهورة
زيارة عاشوراء . زيارة الجامعة الكبيرة . زيارة وارث . زيارة أمين الله . زيارة الأربعين


زيارة الناحية المقدسة هي إحدى زيارات الإمام الحسينعليه السلام التي يُوصى بقراءتها في يوم عاشوراء، إلا أنّ الشيعة يقرؤون هذه الزيارة في أيام أخرى أيضًا. تبدأ هذه الزيارة بالسلام على الأنبياء والأئمةعليها السلام، ثم تستمر بالسلام على الإمام الحسينعليه السلام وأصحابه. وبعد ذلك، تتناول شرحًا لصفات وأفعال الإمام، وخلفيات قيامه، وشرح استشهاده ومصائبه، وحزن العالم والمخلوقات عليه.

ذكر زيارة الناحية المقدسة ابن المشهدي (وفاة: 610هـ) في كتاب المزار الكبير، وبحسب ما ذكره العلامة المجلسي، فإنّ الشيخ المفيد (وفاة: 413هـ) قد نقلها أيضًا. ولم يُذكر في المصادر الحديثية اسم الإمام الذي أصدرها، إلا أنّ البعض يعتبرها صادرة عن الإمام المهديعليه السلام.

التسمية والأهمية

زيارة الناحية المقدسة هي زيارة تشتمل على مصائب الإمام الحسينعليه السلام وأصحابه.[١] ولهذا يستند إليها الخطباء والرواديد كثيرا.[٢] وقد ذكر ابن المشهدي أنّها من أعمال يوم عاشوراء؛[٣] إلا أن الشيعة يقرؤونها في أيام أخرى من السنة أيضًا.[٤]

وتُسمى هذه الزيارة أيضًا بـ«زيارة الناحية المشهورة»[٥] أو «زيارة الناحية المعروفة»،[٦] في مقابل زيارة الشهداء التي تُسمى بـ«زيارة الناحية غير المشهورة».[٧]

والناحية المقدسة هو مصطلح كان الشيعة يستخدمونه من عهد الإمام الهاديعليه السلام حتى نهاية الغيبة الصغرى للإشارة إلى الإمام المعصوم.[٨]


من هو الإمام الذي صدرت عنه زيارة الناحية المقدسة؟

لم تُصرّح المصادر الحديثية بالإمام الذي صدرت عنه زيارة الناحية المقدسة. ففي كتاب المزار الكبير لـابن المشهدي (وفاة: 610هـ)، ورد فقط أنّها صدرت عن «الناحية عليه السلام».[٩] كما أن العلامة المجلسي، الذي نقلها عن ابن المشهدي وعن الشيخ المفيد (وفاة: 413هـ)، لم يشر إلى الإمام الذي صدرت عنه.[١٠]

ومع ذلك، استنتج بعض الباحثين من كلام ابن المشهدي عند نقله للرواية أنّ الزيارة قد صدرت عن الإمام المهدي(عج) إلى أحد النواب الأربعة.[١١] حيث يقول ابن المشهدي: «وَمِمَّا خَرَجَ مِنَ النَّاحِيَةِ عَلَيْهِ السَّلَامُ إِلَى أَحَدِ الْأَبْوَاب».[١٢]

محتوى الزيارة

تبدأ زيارة الناحية المقدسة بالسلام على الأنبياء، وأهل البيت، والإمام الحسينعليه السلام وأصحابه في كربلاء. ثم تنتقل إلى شرح صفات وأفعال الإمام الحسين قبل حادثة كربلاء، وخلفيات ثورة عاشوراء، وشرح استشهاده وآلامه وأصحابه، وحزن المخلوقات في العالم. وتختتم الزيارة بالتوسل إلى أهل البيت، والدعاء.[١٣]

في بداية هذه الزيارة، يُسلّم على 24 نبيًّا والخمسة آل العباء مع ذكر صفاتهم المشهورة.[١٤] ويكون السلام على الإمام الحسين تارةً بذكر اسمه وفضائله وأعماله، وتارةً بأعضائه وجوارحه مع ذكر المصائب التي نزلت بها.[١٥]

بيان خصائص الإمام الحسين

تذكر هذه الزيارة بعض خصائص الإمام الحسينعليه السلام:

سند الزيارة

وردت هذه الزيارة في كتاب المزار الكبير من تأليف ابن المشهدي (وفاة: 610هـ).[١٧] ومن الجدير بالذكر أنّ العلّامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار، قد ذكره نقلاً عن كتاب المزار للشيخ المفيد (وفاة: 413هـ)؛[١٨] لكنّ هذه الزّيارة غير موجودةٍ في النّسخ الموجودة من هذا الكتاب.[١٩]

وقد ذكر ابن المشهدي في مقدّمة كتابه أنّ ما ورد فيه قد وصل إليه عن طريق رواةٍ ثقاتٍ إلي السادات.[٢٠] ويري بعضهم أنّ مقصوده بالسّادات هم الأئمة المعصومون، لذلك يعتبرون روايات هذا الكتاب موثوقةً وصحيحةً، حتّي لو كانت مرسلةً.[٢١] كما أنّ هذه العبارة منه تعدّ من التوثيقات العامّة حيث يري بعض علماء الرّجال أنّها تدلّ على وثاقة جميع رواة الكتاب.[٢٢]

وفي مقابل ذلك، يرفض آية الله الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث، اعتبار كتاب المزار الكبير، ويصف ابن المشهدي بأنّه مجهول الهويّة.[٢٣] وقد شكّك محمد هادي اليوسفي الغروي (ولادة: 1327ش) - وهو محقّق تاريخي - في سند هذه الزّيارة، حيث أشار إلى أنّ بعض مضامينها لا تتّفق مع المسلّمات التّاريخيّة والأخبار المعتبرة في المقاتل.[٢٤] مع ذلك، يرى نجم الدين الطبسي (ولادة: 1334ش) - وهو باحث في الحديث - أنّ ثقة علماءٍ مثل السيد ابن طاووس، والشهيد الأول، والعلامة المجلسي، والمحدث النوري بابن المشهدي، تمثّل سببًا للاطمئنان بوثاقته.[٢٥]

التشكيك في صدرو بعض فقرات الزيارة

إستشكل البعضُ في بعض فقرات هذه الزيارة، منها :
عبارة « السَّلامُ عَلَى الاَجْسامِ الْعارِيَةِ فِى الْفَلَواتِ، تَنْـهَشُهَا الذِّئابُ الْعادِياتُ، وَ تَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السِّباعُ الضّـارِياتُ» بينما جاء في خبر أبي مخنف الصحيح أن أهل الغاضرية من بني أسد دفنوا الحسين وأصحابه بيوم واحد أي في اليوم الحادي العشر من المحرم أي حيث كان العسكر زهاء عشرة آلاف لازالوا معسكرين هناك فلم تصل وحوش الفلوات الى تلك الجثث الطواهر الزواكي.[٢٦]
عبارة «فَهَوَيْتَ إِلَى الاَرضِ جَريحاً، تَطَؤُك َ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها... » مما ظاهره أنّ ذلك كان قبل قتل الحسين.
عبارة «فَلَمّا رَأَيْنَ النِّـسآءُ جَوادَك َ مَخْزِيّاً، وَ نَظَرْنَ سَرْجَك َ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، ناشِراتِ الشُّعُورِ عَلَى الْخُدُودِ، لاطِماتِ الْوُجُوهِ سافِرات» التي تدلّ علي أنهن خلعن الحجاب من شدة حزنهن!! ظاهر العبارة أن ذلك كان باختيارهن مسامحة في الحجاب وهذا لايمكن الموافقة عليه وانفرد به هذا النص ولايؤيده أي خبر آخر.[٢٧]

وعبارة «الشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ، وَ مُولِـغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِك، قابِضٌ عَلى شَيْبَتِك َ بِيَدِهِ، ذابِـحٌ لَك َ بِمُهَنَّدِهِ...» التي لاتطابق الأخبار المعتبرة العديدة التي تدل على أنّ سنان بن أنس النخعي هو القاتل المباشر، ذبحه بأمر شمر بن ذي الجوشن.[٢٨]

شروح الزيارة

ومن شروح زيارة الناحية :

  • شرح زيارة الناحية الكبرى، الحاج حيدر بن حبيب الله الموسوي النيشابوري الكنتوري.[٢٩]
  • تحفه قائميه (فارسي)، الشيخ محمد باقر فقيهه ايماني.
  • الذخيرةالباقية (فارسي)، محمد جعفر شاملي الشيرازي.
  • سلام موعود (فارسي)، (بيان تحليلي وتوصيفي لزيارة الناحية المقدسة)، الدكتور محمد رضا سنكري.
  • الشمس الضاحية (فارسي)، نسبه في الذريعة لبعض الفضلاء المعاصرين.[٣٠]
  • كشف داحية في شرح زيارة الناحية، في ثلاث حصص، طبع بالهند كما في بعض الفهارس.[٣١]
  • كشف داحية (اردو)، لبعض علماء الهند.[٣٢]
  • موعظة عظيم آبادية (الأردو) في شرح الزيارة الناحية، للسيد علي محمد النقوي[٣٣]

زيارة الناحية غير المشهورة

والزيارة الثانية غير المشهورة وهي زيارة مروية عن الناحية المقدسة رواها السيد ابن طاووس في كتابه إقبال الأعمال، قال: خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين... [٣٤]

وقد تكرر بعض فقرات هذه الزيارة -حسب نقل الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس- في أعمال أوّل شهر رجب وليلة النصف من شعبان، واشتملت على بعض الإضافات، كزيارة الإمام الحسينعليه السلام، وزيارة علي الأكبرعليه السلام، وباقي الشهداء دون التعرّض لأسمائهم، وتُعرف هذه الزيارة بالزيارة الرجبيّة.

يقول السيد ابن طاووس في خاتمة هذه الزيارة: «وقد تقدّم عدد الشهداء في زيارة عاشوراء برواية تخالف ما سطرناه في هذا المكان، ويختلف في أسمائهم أيضاً، وفي الزيادة والنقصان. وينبغي أن تعرف ـ أيّدك الله بتقواه ـ أنّنا اتّبعنا في ذلك ما رأيناه أو رويناه، ونقلنا في كلّ موضع كما وجدناه».[٣٥]

الهوامش

  1. محمدي ريشهري، دانشنامه إمام حسين (موسوعة الإمام الحسين)، 1388ش، ج12، ص271.
  2. محمدي ريشهري، دانشنامه إمام حسين (موسوعة الإمام الحسين)، 1388ش، ج12، ص271.
  3. ابن المشهدي، المزار الكبير، 1378ش، ص496.
  4. فؤاديان، «سیری در زیارت ناحیه مقدسه».
  5. انظر «زيارة الناحية المقدسة»، موقع الكوثر.
  6. انظر الطبسي، «زيارة الناحية المقدسة»، ص194.
  7. انظر «زيارة الناحية المقدسة»، موقع الكوثر.
  8. محمدي ريشهري، دانشنامه إمام حسين (موسوعة الإمام الحسين)، ج12، ص271، الحاشية 1.
  9. ابن المشهدي، المزار الكبير، 1378ش، ص496.
  10. المجلسي، بحار الأنوار، 1403 هـ، ج101، ص317، 328.
  11. إحساني فر، «اعتبار سندي زيارهاي ناحيه مقدسه»، ص56-57.
  12. ابن المشهدي، المزار الكبير، 1378ش، ص496.
  13. انظر الشيرازي، «در محضر زيارت ناحيه».
  14. انظر الشيرازي، «در محضر زيارت ناحيه».
  15. فؤاديان، «جولة في زيارة الناحية المقدسة».
  16. الشيرازي، «در محضر زيارت ناحيه».
  17. ابن المشهدي، المزار الكبير، 1378ش، ص496-519.
  18. المجلسي، بحار الأنوار،1403هـ، ج101، ص317.
  19. محمّدي الرّيشهري، دانشنامه إمام مهدي (موسوعة الإمام المهدي)، 1393هـ، ج7، ص59.
  20. ابن المشهدي، المزار الكبير، 1378ش، ص27.
  21. إحساني فر، «اعتبار سندي زيارت‌هاي ناحيه مقدّسه»، ص53.
  22. الموسوي الغريفي، قواعد الحديث، ص188.
  23. الخوئي، معجم رجال الحديث، 1372ش، ج1، ص51.
  24. (البحث التّحليلي لسيرة مقتل كتابة عاشوراء)، موقع البحوث التّاريخيّة والثّقافيّة والحضاريّة.
  25. الطّبسي، «زيارة النّاحية المقدّسة»، ص209.
  26. أبو مخنف، وقعة الطف، ص 295.
  27. رنجبر، «پژوهشي درباره دو زيارت ناحيه وزيارت رجبيّه»، ص65-66.
  28. أبو مخنف، وقعة الطف، ص 290.
  29. الأمين، مستدركات أعيان الشيعة، ج 5، ص 145.
  30. آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 14، ص 222، برقم2289.
  31. آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 18، ص 34، برقم 552.
  32. آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 13، ص 308، برقم 1135.
  33. آغا بزرك الطهراني، الذريعة، ج 23، ص 271، برقم 8939.
  34. ابن طاووس، إقبال الأعمال ص 573-577.
  35. ابن طاووس، إقبال الأعمال، ص 577.

المصادر والمراجع

  • ابن المشهدي، محمد بن جعفر، المزار الكبير، تحقيق: جواد القيومي الأصفهاني، قم، مؤسسة النشر الاسلامي، ط 1، 1419 هـ.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، د.م، د.ن، د.ت.
  • ابن طاووس، علي بن موسى، مصباح الزائر، قم، مؤسسة آل البيتعليه السلام لإحياء التراث، ط 1، 1417 هـ.
  • أبو مخنف، لوط بن يحيى، وقعة الطف، تحقيق: محمد هادي اليوسفي الغروي، قم، مطبعة المجمع العالمي لأهل البيت، ط 3، 1433 هـ.
  • إحساني فر لنگرودي، محمد، «اعتبار سندي زيارت‌هاي ناحيه مقدسه»، في مجلة علوم حديث، رقم 30، 1382ش.
  • بررسي تحليلي سير مقتل‌نگاري عاشورا،موقع البحوث التاريخية، والثقافية والحضارية، تاريخ النشر 30 آذر 1392ش، تاريخ المشاهدة 23 شهريور 1402ش.
  • الخوئي، السيد أبو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، قم، 1372ش/1413هـ.
  • رنجبر، محسن، «پژوهشي دربارة دو زيارت ناحيه وزيارت رجبيّه»، في مجلة مطالعات تاريخ اسلام، رقم 26، پاييز 1394ش.
  • «زيارت ناحيه مقدسه»، موقع الكوثر، تاريخ تاريخ النشر: 5 آذر 1400ش، تاريخ بازديد: 12 مهر 1402ش.
  • آغا بزرك الطهراني، محمد محسن، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء، ط 3، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الأمين، حسن، مستدركات أعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، د.ت.
  • الأمين، محسن، أعيان الشيعة، تحقيق: حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1403 هـ/ 1983 م.
  • الصالحي نجف أبادي، نعمت الله، نگاهي به حماسه حسيني استاد مطهري، طهران، دار كوير للنشر، 1379 ش.
  • الطهراني، ميرزا أبي الفضل، شفاء الصدور في شرح زيارة العاشور، ترجمة وتحقيق: محمد شعاع فاخر، د.م، انتشارات المكتبة الحيدرية، ط 1، 1426 هـ/ 1383 ش.
  • فؤاديان، محمدرضا، «سيري در زيارت ناحيه مقدسه»، موقع پژوهه، تاريخ النشر 16 تير 1397ش، تاريخ المشاهدة 23 شهريور 1402ش.
  • محمدي ري‌شهري، محمد، دانشنامه امام حسين(ع) بر پايه قرآن حديث وتاريخ، قم، انتشارات‌ دار الحديث، 1388ش.
  • محمدي ري‌شهري، محمد، با همكاري محمدكاظم طباطبايي، دانشنامه امام مهدي(ع) بر پايه قرآن حديث وتاريخ، ترجم:: عبدالهادي مسعودي، قم، دار الحديث، 1393ش.
  • موسوي الغريفي، محي الدين، قواعد الحديث، د.ت..
  • المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.