المجلس الأعلى الإسلامي في العراق هو حزب سياسي عراقي تم تأسيسه عام 1982م بعد الثورة الإسلامية في إيران؛ لتوحيد الجماعات العراقية ومجابهة حكومة صدام. وقد ترأسه أسرة الحكيم، ونشط ضد صدام حسين خلال فترة حكمه، وأدار شؤون المهاجرين العراقيين في إيران وغيرها من البلدان. ويعد المجلس الأعلى ما بعد صدام؛ أحد الأركان الأساسية للتحالف الوطني الشيعي في العراق. اغتيل السيد محمد باقر الحكيم أحد قادة هذا التشكيل في تفجير بعد عودته إلى العراق. لطالما كان يحظى المجلس الإسلامي الأعلى في العراق دائماً بدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران.

المجلس الأعلى الإسلامي في العراق
التأسيس
سنة التأسيس1982 م
الشخصيات
الرئيسالسيد محمود هاشمي الشاهرودي‌
السيد محمد باقر الحكيم
السيد عبد العزيز الحكيم
السيد عمار الحكيم
همام حمودي‌
المقرات
الأفكار
الخلفيةإسلامي
الهويةعراقي
معلومات أخرى
الصحيفة الرسميةحدود الـ 10 مناشير أو مجلات

التأسيس

تأسس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عام 1982م في ظل فراغ القيادة السياسية بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر. وكان الهدف من تشكيل هذا المجلس هو جمع كل القوى المعارضة للنظام العراقي في عهد صدام.[بحاجة لمصدر] لم تكن فكرة إنشاء المجلس الأعلى مطروحة بداية، وسمّوه "جيش التحرير الإسلامي في العراق". وكانت فكرة تشكيل هذا الجيش وليدة التأثر بأحداث الثورة الإسلامية في إيران، وإنشاء وحدة لحركات التحرر في الحرس الثوري الإسلامي. تلاها تأسّس نواة "جماعة العلماء المجاهدين"، ثم تم إنشاء "مكتب الثورة الإسلامية في العراق"؛ وأخيراً تم الاتفاق على تأسيس "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق" ثم باشر المجلس المُنشأ بممارسة نشاطه في شتى المجالات السياسية والتبليغية والثقافية والعسكرية والخدمية.[١]

رئاسة المجلس

في بداية تشكيل المجلس الأعلى وفي مراحله الأولى من التشكيل لم يكن مستعداً للكشف عن أسماء أعضائه. وخلال هذه الفترة التي استمرت 30 شهراً، كانت رئاسة المجلس الأعلى تقع على عاتق السيد محمود هاشمي الشاهرودي. وبعد هذه الفترة انتخب أعضاء المجلس السيد محمد باقر الحكيم رئيساً له، وتولى هذه المسؤولية لمدة 19 عاماً تقريباً. وبعد اغتيال محمد باقر الحكيم، وقعت رئاسة المجلس على عاتق أخيه السيد عبد العزيز الحكيم، وبعد وفاة عبد العزيز، تولى نجله السيد عمار الحكيم رئاسة المجلس الأعلى.[٢] ليستقيل بعدها من رئاسة المجلس عام 2016م،[٣] ويُنتخب بعده همام حمودي رئيسا للمجلس الأعلى.[٤]

النشاطات

المرحلة الأولى

المرحلة الأولى هي مرحلة التأسيس. وكان مؤسسو المجلس يتألفون من 16 عضواً، بحيث كان البعض منهم يمثل تياراً واتجاهاً معيناً من المعارضة العراقية ضد نظام صدام حسين آنذاك، وكان من بينهم سياسيون ورجال دين معروفون، وكانوا مستعدين لأخذ زمام المبادرة بإعداد وتجميع اللائحة الداخلية للمجلس. وحينها تم تعيين رئاسة مجلس النواب لمدة ستة أشهر.[٥]

المرحلة الثانية

وفي هذه الفترة ازداد عدد أعضاء المجلس إلى 33 شخصاً، وهو بالطبع ما أحدث تغييرات في تشكيلته. وفي هذه المرحلة تم تعيين رئيس المجلس لمدة عامين.[٦]

المرحلة الثالثة

وفي هذه المرحلة ازداد عدد أعضاء المجلس إلى 80 عضوا، ومنذ ذلك الوقت تم تشكيل الهيئة العامة على أساس الهيكل التنظيمي الجديد للمجلس. يتم انتخاب أعضاء المجلس من قبل الهيئة العامة، وتبادر الشورى المركزية بانتخاب رئيسا للمجلس، وكذلك الوحدة التنفيذية.[٧]

المرحلة الرابعة

وفي السنوات القليلة الأخيرة، ومع التطورات التي شهدها العراق، شهد المجلس الأعلى تغييرات أيضاً. ويشهد المجلس لأول مرة حضور النساء فيه وحضور الشباب من الجيل الثاني، وكما اختار رؤساء القبائل ممثلين للتواصل والحضور إلى المجلس. وتم تغيير عدد أعضاء المجلس المركزي من 10 إلى 15 شخصاً. ولا زال تشكيل المجلس ينطوي على شيء من السرية والعلنية في آن واحد، ويتحاشى تبيانه للعلن. ويحضر في المجلس المذكور ممثلون عن الحوزة العلمية ومنظمة العمل الإسلامي وحزب الله في العراق وفيلق بدر وغيرهم من القوى المستقلة. ومن الشخصيات البارزة في المجلس والشورى: الأمين التنفيذي للمجلس الشيخ علي المولى ومسؤول وحدة العلاقات العامة المهندس شهاب ومسؤول الإعلام الأستاذ أبو ياسين ومسؤول قوات التعبئة العامة والوحدات العسكرية أبو هاني، وعضو وممثل المجلس في سوريا المهندس بيان جبر وعضو المجلس وممثليه في لندن حامد البياتي وصدر الدين القبانجي والسيد عبد العزيز الحكيم.[٨]

الفعاليات

وفي الجانب السياسي، كان إيجاد رابطة صلة مع الناس والشخصيات المختلفة في المجتمع العراقي وتقديم المساعدة المادية والمعنوية للشعب، وإيجاد ركيزة سياسية ضد نظام صدام في نهاية المطاف؛ وليد الإنتفاضة الشعبانية عام 1991 م، وبعد انسحاب القوات العراقية من الكويت.[٩]

الأطفال الذين قتلت عوائلهم على يد النظام العراقي وتُركوا بلا معيل، كانوا دائماً محط حماية من المجلس الأعلى للثورة الإسلامية، حيث كان يوزع المساعدات الإنسانية التي کانت تحت تصرفه من المتبرعین والمتمکنین مالیا عليهم.[١٠]

وكانت مساعدة ميسوري الحال من العراقيين واستلام الأموال الشرعية؛ من أهم مصادر تمويل المجلس. حيث كانت منظمة المجلس الأعلى مرتبطة بمراجع التقليد، وهذا الأمر دفع العراقيين الذين كانوا خارج العراق إلى تقديم مبالغ جيدة كمساعدات لها.[١١]

ولهذا التشكيل عدة صحف منها: الشهادة والمبلغ، وإذاعتان صوتيتان تعكسان آراء المجلس الأعلى، هما: صوت الثورة الإسلامية، وصوت المجاهدين.[١٢]

الإمكانات

وللمجلس الأعلى مرافقه ومعداته الخاصة؛ كما وينشر حالياً 10 منشورات. يضم المجلس عدة محطات إذاعية نشطة، وموقعاً خاصاً في الفضاء المجازي ، وقناة تلفزيونية، لها بالطبع ساعات محددة من البرامج. ونظراً لوجود عدد كبير من العراقيين المقيمين في إيران، وخاصة في طهران، هناك العديد من المستوصفات الطبية في كل من طهران، وشهر ري وورامين، والتي يديرها أطباء حاذقين.[بحاجة لمصدر]

لدى المجلس مكاتب مهمة تمثله في كل من: جنيف ولندن وفيينا ودمشق وبيروت. إضافة إلى ذلك فإن عدداً من القوى التي يعتمد عليها المجلس منتشرة في العديد من دول العالم مثل أستراليا وكندا وأمريكا وهولندا وفنلندا والدنمارك والسويد وألمانيا وفرنسا والنمسا وغيرها. وأما عن محاولات المجلس لإعادة فتح مكاتب له في بعض الدول، بما فيها الولايات المتحدة، وبالرغم من أن 200 ألف عراقي يعيشون في هذا البلد، إلا أن محاولاته لم تتكلل بالنجاح.[١٣]

فيلق بدر

قبل بدء الحرب العراقية الإيرانية، كان من المؤكد لدى المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق عدم إمكانية إصلاح نظام البعث الحاكم في العراق، واضطر إلى تبني سياسة الكفاح المسلح اتجاه النظام. وبادر مع بداية الحرب بإنشاء وحدة عسكرية في المناطق الشمالية من العراق، التي كانت خارجة عن سيطرة القوات العراقية، وأنشأ وحداته العملياتية هناك.

ومنذ ذلك الوقت؛ تم إدراج الوحدة العسكرية ضمن المخطط التنظيمي للمجلس الأعلى. وكانت هذه الوحدة مسؤولة عن تنظيم قوات المتطوعين العراقيين، وكذلك بعض العراقيين المسجونين سابقاً لدى النظام في العراق ، والذين كانوا على استعداد للقتال ضد نظام صدام. واستقر هؤلاء الأشخاص في مناطق من شمال العراق في ضواحي مريوان، وتحديداً حول مدن سيد صادق وخرمال وحلبجة، وكذلك حاج عمران وقره داغ، أو مناطق مثل أم النعاج وأجزاء أخرى في شمال البصرة. وبدؤوا عمليات هجومية داخل الأراضي العراقية.[١٤] كان فيلق بدر في البداية مجرد كتيبة، وبعد استعداد و تجهيز قواته أصبح لواء، ومن ثم صار جيشا، وأخيراً بعد حرب الخليج الثانية وتحرير الكويت، أمسى فيلقا. ولدى فيلق بدر قواعد يتم فيها تدريب القوات العراقية. وظهر فيلق بدر فعالاً للغاية خلال انتفاضة شهر شعبان عام 1991م، ووصلت يد المبادرة التي اتخذها إلى مناطق العتبات المقدسة، وخاصة مدينتي كربلاء والنجف وكذلك البصرة.[١٥]

وفي عام 2003م، بعد انهيار نظام البعث وعودة المجلس الأعلى إلى العراق، تم تغيير اسم فيلق بدر إلى منظمة بدر. كان نشاط المنظمة ذا طابع سياسي واجتماعي غالباً.[١٦] ثم في عام 2012م، انفصلت منظمة بدر عن المجلس الأعلى وواصلت نشاطها كمنظمة مستقلة. وبعد هجوم داعش على العراق، أرسلت منظمة بدر قوات إلى الجبهات باسم الحشد الشعبي وشاركت في العديد من العمليات المهمة.[١٧]

فكرة الحكومة الشيعية

ومن آراء هذا المجلس تشكيل نظام سياسي ذو توجه شيعي، لكن هذا التنظيم تخلى عن هذه الفكرة، ويسعى إلى تشكيل حكومة ديمقراطية على أساس الانتخابات التي تجري من أجل الوحدة الوطنية.[١٨]

الهوامش

  1. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت مؤسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  2. القاسمي، ساختار سياسي-اجتماعي شيعيان عراق، 1393 ش، ص 73.
  3. «استقالة الحكيم من منصب رئاسة المجلس الإسلامي الأعلى في العراق»، موقع شبكة العالم.
  4. «"همام حمودي‌" رسمياً رئيساً للمجلس الأعلى الإسلامي في العراق»، أخبار فارس.
  5. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت مؤسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  6. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت مؤسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  7. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت مؤسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  8. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت مؤسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  9. باقي، «حزب خاندان حكيم»،، سايت ماهنامه مهرنامه.
  10. باقي، «حزب خاندان حكيم»، سايت ماهنامه مهرنامه.
  11. باقي، «حزب خاندان حكيم»، سايت ماهنامه مهرنامه.
  12. باقي، «حزب خاندان حكيم»، سايت ماهنامه مهرنامه.
  13. قاسمي، ساختار سياسي- اجتماعي شيعيان عراق، 1393 ش، ص 75.
  14. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت موسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  15. تبرائيان، «مجلس در تبعيد»، سايت موسسة مطالعات وپژوهش‌ هاي سياسي.
  16. «الذكرى السنوية 35 لتأسيس منظمة بدر الظافرة»، شبكة الغدير.
  17. «الذكرى السنوية ۳۵ لتأسيس منظمة بدر الظافرة»، شبكة الغدير.
  18. قاسمي، ساختار سياسي- اجتماعي شيعيان عراق، 1393 ش، ص 76.

المصادر والمراجع