البصرة

من ويكي شيعة
البصرة
المعلومات العامة
البلدالعراق
المحافظةالبصرة
المساحة19070 كم2
عدد السكان3.5 مليون نسمة
التسمياتالفيحاء، قبة الإسلام، ثغر العراق الباسم.
اللغةاللغة العربية
الديانةالإسلام
المذهبالتشيع
القوميةالعربية
المعلومات التاريخية
تاريخ التأسيسالفتح الإسلامي
ورود الإسلامالفتح الإسلامي
الأحداث التاريخيةمعركة الجمل، ثورة الزنج، الإنتفاضة الشعبانية.
الأماكن
مزارات أولاد الأئمةعبد الله بن علي بن جعفر بن علي الهادي (ع) في منطقة العشار
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين (ع) ويقع في قضاء المدينة، نحو 120 كم شمال مدينة البصرة .
المقابرمقبرة الحسن البصري، وتٌعد واحدة من أقدم المقابر الإسلامية؛ إذ يزيد عمرها على أربعة عشر قرناً.
الحوزات العلميةالحوزة العلمية في البصرة.
المساجدجامع البصرة القديم (جامع الخطوة)، جامع المقام.
الشخصيات
العلماءأبو الأسود الدؤلي، الخليل بن أحمد الفراهيدي، الحسن بن الهيثم، الجاحظ، محمد بن سيرين.
آخرونطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام. وقبر أنس بن مالك. وقبر الحسن البصري، ومرقد محمد بن سيرين، ومرقد مالك بن دينار ، وقبر علي بن يقطين، ومرقد صدر الدين الشيرازي وغيرهم.


البصرة، ثاني أكبر مدن العراق، وهي المركز الإداري والسياسي لمحافظة البصرة، وصل تعداد سكانها إلى 3.5 مليون نسمة في عام 2012 م، وتعتبر سادس أكبر محافظة بالعراق من حيث المساحة ( 19070 كم 2)، تقع في أقصى جنوب العراق وتتكئ على الضفة الغربية لشط العرب، حيث ملتقى نهري دجلة والفرات، تشترك البصرة بحدود دولية مع كل من السعودية والكويت جنوباً وإيران شرقاً، والحدود المحلية لمحافظة البصرة تشترك مع كل من محافظة ذي قار وميسان شمالاً، والمثنى غرباً.

تعد البصرة من أشهر مدن العراق التاريخية التي كان لها دور هام في التاريخ الإسلامي المبكر. وبنيت عام 636 ميلادياً أو 14 هجرياً. بناها عتبة بن غزوان المازني وهي أول مدينة إسلامية بنيت خارج الجزيرة العربية زمن الفتوحات الإسلامية، أرادها عتبة بن غزوان مجرد استراحة لجيشه المثقل بالفتوحات، فكانت مهد الثقافة العربية، وحاضرة العلوم الإسلامية. تفجرت فيها علوم النحو والصرف، وقامت فيها دنيا الشعر والأدب والفلسفة والفكر.

ومن الناحية الاقتصادية تعتبر البصرة العاصمة الإقتصادية للعراق، إذ تضم ميناء العراق الأوحد، ومنفذهُ البحري الأكبر، كما تزخر البصرة بحقول النفط الغنية، تقع البصرة في منطقة وبيئة زراعية صالحة لزراعة نخيل التمر بشكل رئيسي، والرز، والشعير، والحنطة، والدخن بشكل ثانوي، بالإضافة إلى وجود ثروة حيوانية متنوعة.

التسمية

كان للبصرة أسماء كثيرة سميت بها ذكرت بأمهات الكتب، فمن ذلك أنها كانت تدعى قبل الفتح الإسلامي بالخُرَيبة (بسبب وجود مدينة قديمة خرِبة قريبة من موقعها)، وبعد بنائها وتمصيرها سميت بأسماء كثيرة منها: قبة الإسلام، أم العراق، خزانة العرب، عين الدنيا، ذات الوشامين، البصرة العظمى، الفيحاء، ثغر العراق الباسم، كما تجمع مع الكوفة أيضاً ويطلق عليهما البصرتين، من باب التغليب.[١] إذ أن كل من البصرة والكوفة كانتا تعتبران اعظم أمصار العالم الإسلامي بدون منازع - وذلك قبل بناء مدينة بغداد. أما معنى اسمها الحالي فقيل فيه الكثير من الأخبار منها أن البصرة في كلام العرب: الأرض الغليظة ذات الحجارة الصلبة البيضاء.[٢] وبها سميت البصرة.

التاريخ

مدينة البصرة مدينة عراقية، كان العرب يسمونها قبل الفتح الإسلامي (أرض الهند). والبصرة مدينة لم تكن في أيام العجم، وإنما اختطّها المسلمون.[٣]. فكانت أول مدينة عربية أُنشئت في العصر الإسلامي خارج الجزيرة العربية، وقد مصرت قبل الكوفة بستّة أشهر.[٤] أسسها عتبة بن غزوان المازني في عام 14 للهجرة. [٥] وقد اقتضت الضرورة التي فرضتها الفتوحات الإسلامية على الجيش الإسلامي إنشاء مدن عسكرية أو معسكرات سكنية للجنود المحاربـين حيث كانت في بداية الأمر معسكراً للجنود وسكنا لعوائلهم ليسهل عليهم التوجه الى الفتوحات ، بدل من أن يضطروا للعودة إلى عوائلهم في المناطق البعيدة من شبه الجزيرة.[٦] شهدت البصرة على مدى تاريخها أحداثًا تاريخية مهمة وجسام. ففي عام 35 هـ كانت فيها موقعة الجمل الشهيرة بين الإمام علي بن أبي طالبعليه السلام من جهة وبين طلحة والزبير بن العوام وعائشة من جهة أخرى انتهت بانتصار الإمام عليعليه السلام ومقتل طلحة والزبير. [٧]

العهد الأموي

أصبحت البصرة ضمن الحكم الأموي بعد عقد الصلح بين الإمام الحسن بن عليعليه السلام ومعاوية بن أبي سفيان، وعين أول والي آموي على البصرة وهو حمران بن أبان عام 660 م، ودخلت البصرة عام 75 هـ ـ في ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي بعد القضاء على الدولة الزبيرية وقتل مصعب بن الزبير. وفي سنة 101 هــ دخلها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة. واستمرت الأحداث تتوالى على البصرة بمرور الزمن.

العهد العباسي

خلال الحكم العباسي شهدت البصرة ثورة ومعركة كبيرة قادها الثوار الزنج على الخلافة العباسية في منتصف القرن التاسع الميلادي، وامتدت لأكثر من 14 عاما (869 - 883 م) قبل أن تنجح الدولة العباسية في إخمادها، ويعتقد أن الحركة بدأت بزنوج من شرق أفريقيا استعبدوا وجيء بهم إلى تلك المنطقة، وامتدت لتضم العديد من المستعبدين والأحرار في مناطق عدة من الإمبراطورية العباسية. وأسسوا حكومة لهم كان مقرها مدينة المختارة (جنوب البصرة)، وقد جندت الدولة العباسية كل إمكاناتها لتسحقها، فكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها.[٨] عُرفت البصرة أيضًا بدورها الكبير الذي أدته في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية. فقد كانت مساجدها ومدارسها تعج بحركة العلماء والفقهاء والأدباء. وخرج منها فطاحل علماء المسلمين وكبار فقهائهم. واشتهرت بأئمة المعتزلة. وظهرت فيها في القرن الثالث للهجرة مدرسة فلسفية شهيرة ذاع صيتها في الآفاق، وعرف أصحاب هذه المدرسة بإخوان الصفا. وكانت البصرة تناظر الكوفة في بمدرستها النحوية وهو أمر مشهور في كتب النحاة. ولذلك كانت أشهر من أن تذكر في صحة العربية وثقتها. وقال بعضهم حيثما وجد اختلاف بين البصريين والكوفيين، فمذهب البصريين أصح من جهة اللفظ ومذهب الكوفيين أصح من جهة المعنى.

كما أن الإمام الرضا (ع) مر بالبصرة عندما جلبه المأمون من المدينة إلى مرو.


المغول والتتار

بعد سقوط الدولة العباسية ودخول المغول الى بغداد عام 656 هـ، أصبحت البصرة تقع تحت سيطرة الأمبراطورية المغولية ونتيجة لذلك تراجعت أهميتها الثقافية والعلمية لكنها بقيت ميناء رئيسي للتجارة بين العراق مختلف أرجاء العالم وخصوصا بلاد الشرق. وكانت البصرة تابعة لبغداد، ترسل إليها الحكام من قبل الحاكم العام المقيم ببغداد، وظلت على تلك الحال حتى قامت الفتن والحروب بين التتريين أنفسهم، فتغلب على بعض البلاد الفراتية المماليك ملوك مصر والشام، وتغلبت قبائل العرب على البصرة والكوفة وعلى أكثر البلاد الواقعة على حافة البادية وحافة سواد العراق، وبقيت البصرة في حالة فوضى طيلة أيام حكم التتريين. [٩]

العهد الصفوي

استطاع الشاه إسماعيل الصفوي السيطرة على العراق والبصرة أيضاً وأصبحت البصرة مركز الصراع بين الدولتين العثمانية والصفوية حتى أستقر الوضع تحت سيطرة العثمانيين بعد أتفاق بينهما. [١٠]

العهد العثماني

في العهد العثماني، أصبحت البصرة عاصمة لولاية البصرة، وشهدت في القرن الثامن عشر الميلادي نشاطاً واسعاً للتجارة مع الأوربيين، لاسيما الإنگليز والفرنسيين والهولنديين، كما شهدت المدينة تطورات مهمة بعد فتح قناة السويس في عام 1869، إذ ازدادت تجارة العراق الخارجية كثيراً مع الدول الغربية. وقد شهدت فترة الحكم العثماني للبصرة ظهور إمارة المنتفك التي أزعجت العثمانيين إلى أن عقدت اتفاق معهم. وكذلك تعرضت البصرة الى حصار من قبل الدولة الزندية والتي أدت إلى هزيمة العثمانيين . وقد تعرضت مدينة البصرة عبر تاريخها للكثير من الحروب والتقلبات والخراب ونتيجة لذلك تم هجرها من قبل سكانها فيما بعد وتحولوا الى مدينة البصرة الحديثة قبل حوالي الثلاثمائة عام.[١١] وفي مكان يبعد عن مركزها الأول 14 كيلومترًا إلى الشمال الغربي.

الحرب العالمية الأولى والثانية

بعد اندلاع الحرب العالمية الأولى شنت القوات البريطانية حملة على العراق عرفت بأسم "حملة بلاد الرافدين" وبعد معركة البصرة دخلت القوات البريطانية في 23 تشرين الثاني عام 1914م إلى المدينة. وقد صارت البصرة قاعدة لتجهيز القوات البريطانية في العراق، وكان أهم تطور حدث في المدينة هو بناء أول ميناء بحري حديث تأسس في العراق أثناء الحرب العالمية الأولى لأغراض عسكرية وتموينية، وإنشاء مديرية للسكك الحديدية في منطقة المْعقَلْ تربط البصرة بمدن العراق الأخرى. [١٢] وأدت هاتان المؤسستان إلى زيادة الأهمية التجارية لمدينة البصرة بدرجة كبيرة، إضافة إلى توسع المدينة باتجاه الشمال لأول مرة.

وبعد الحرب العالمية الثانية، هاجر إلى البصرة عدد كبير من السكان، وأصبحت البصرة ثاني أهم مدينة بعد بغداد، وحدثت بعض التطورات المهمة في قطاع الصناعة في المدينة، إذ أُقيم معمل لتكرير النفط على شط العرب (مصفاة المُفْتِية)، ومعمل كبير لطحن الحبوب، ومعامل للمشروبات الغازية وغيرها.

الحكم الملكي

بعد تأسيس المملكة العراقية الهاشمية أول حكم عراقي في العهد الحديث عام 1921م، حدثت بعض التطورات العمرانية المهمة في المدينة. فشُيّد المستشفى العام في جنوب غربي المدينة عام 1924م، وفي عام 1932م تم تجهيز المدينة بالمياه العذبة والكهرباء، وتأسس أول مطار في العراق (مطار البصرة الدولي) في المعقل عام 1936.[١٣]

الجمهورية العراقية

بعد سقوط الحكم الملكي وتأسيس جمهورية العراق عام 1958م، بداية عهد النظام الجمهوري في العراق، وحتى نهاية التسعينات من نفس القرن، شهدت البصرة تطورات واسعة وسريعة في تركيبها الداخلي والوظيفي، وتأسست جامعة البصرة عام 1964 م وهي ثاني أهم جامعة في العراق. وبعد اندلاع الحرب العراقية الإيرانية عام 1980م تحولت مدينة البصرة إلى موقع عسكري وهجرها الكثير من أهلها إلى بقية المحافظات العراقية. كما شهدت عملية غزو الكويت عام 1991 م واعقبها انطلاق عملية عاصفة الصحراء من قبل دول التحالف الغربية لطرد قوات النظام الصدامي من الكويت وتعرضت خلالها البصرة إلى أعنف عمليات القصف الجوي في التاريخ شنته القوات الأمريكية وحلفائها استهدفت فيه جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية مما أدى إلى حدوث أضرار كبيرة .

الانتفاضة الشعبانية عام 1991 م

بعد انسحاب الجيش العراقي من غزو دولة الكويت عام 1991 م، كانت الأجواء في البصرة مشحونة ضد النظام والسلطة البعثيين، وكان الناس ينتظرون ما يحفزهم على الانتفاض ضد النظام البعثي فكان قيام أحد الجنود العراقيين بإطلاق النار على تمثال صدام حسين في ساحة سعد في المدينة في يوم 1 آذار 1991 كافياً لحدوث انتفاضة شعبية كبيرة حيث خرج سكان المدينة إلى الشوارع وهم يهتفون ضد النظام وخرج بعض الشباب وهم يعلنون سقوط النظام مما زاد من الهيجان الشعبي فتوجهت مجاميع كبيرة نحو مراكز الشرطة والمباني الحكومية ومعسكرات الجيش وإخراج من كان فيها من السجناء الابرياء والاستيلاء على مخابئ الأسلحة وحدثت اشتباكات بين القوات العراقية والمنتفضين في المدينة امتدت الانتفاضة في اليوم التالي إلى المناطق والقرى القريبة من البصرة. وبحلول 4 مارس قامت القوات الموالية للنظام بهجوم وحشي مضاد تميز بالقتل التعسفي للمدنيين وأطلقت الدبابات الحكومية النار على المباني والمدنيين وانخرط عناصر الحرس الجمهوري في مجازر ضد السكان المدنيين.

انتفاضة العراق عام 1999م

في عام 1999م حدثت في مدينة البصرة وبعض مدن جنوب العراق انتفاضة جديدة، وكما بدأت انتفاضة عام ٩١ من البصرة فقد بدأت انتفاضة عام ٩٩ منها، جاءت على خلفية اغتيال المرجع الديني السيد محمد صادق الصدر ليلة التاسع عشر من شباط عام ١٩٩٩ م. وأدت إلى حدوث إشتباكات مسلحة امتدت من مساء يوم 17 مارس في البصرة ولمدة بضعة أيام قامت مجاميع مسلحة من مقلدي السيد الصدر بالهجوم على مراكز الشرطة ومكاتب حزب البعث في المدينة حتى أنهم تمكنوا من الاستيلاء على عدد كبير منها. وقد أسفرت الاشتباكات عن مقتل عدد كبير من أعضاء قوات فدائيي صدام وحزب البعث وأجهزة الأمن الأخرى المرابطة في المدينة .

إحتلال العراق

في حرب الخليج الثالثة في مارس عام 2003م، سقطت مدينة البصرة والمناطق المجاورة لها بعد بضعة أسابيع فقط في أيدي قوات التحالف الدولي المهاجمة بعد معركة سقط على إثرها 395 جندياً عراقياً و 11 جندياً من قوات التحالف واصابة آخرون بجروح.

الجغرافيا

تقع مدينة البصرة على الضفة الغربية لنهر شط العرب، الذي يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات، وتقع المدينة في وسط محافظة البصرة، وتحدها عدة مدن وأقضية ونواحي منها أقضية المدينة والقرنة وشط العرب من الشمال والجنوب ومن الجنوب الغربي مدينة الزبير وأبو الخصيب والفاو. وتبعد المدينة 549 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد. وتقع المحافظة بين دائرتي عرض 5 º29 ـ 20 º31 شمالاً وبين خطي طول 40 46 ـ 30 48 شرقاً. [١٤]

وتبلغ مساحة البصرة (19070) كيلو متر مربع تمثل حوالي 4% من مساحة العراق الكلية البالغة (435052) كيلو متر مربع . [١٥]

المناخ

شتاء البصرة معتدل البرودة، وصيفها حار كثير الرطوبة، يمتاز بمدى حراري كبير، والأمطار قليلة نسبيا في محافظة البصرة، إذ لا يتجاوز مجموعها السنوي 140 مم، وهي فصلية، ويبلغ المعدل السنوي للرطوبة النسبية في المدينة 60%، وترتفع هذه النسبة في أشهر الشتاء لتصل إلى 78٪ في يناير، وتنخفض في الصيف إلى 48٪ في شهر أغسطس.

المساجد والجوامع

عرفت البصرة بكثرة مساجدها وبعضها تُعد من المساجد التاريخية الأثرية المشهورة والمراقد والأضرحة الدينية التي يمكن أن تساهم في تطوير السياحة الدينية إذا ما تم الاعتناء بها بشكل صحيح، ومنها:

  • جامع البصرة (جامع الخطوة): ويدعى أيضا مسجد الإمام علي بن أبي طالب (ع) والذي كان طوال القرون الأولى معهدا من معاهد العلم والمعرفة ، ويرجع تاريخ مسجد البصرة الى وقت انشاء البصرة نفسها. وهو أول مسجد بني في العراق. بل هو أول وأهم مسجد بني في الإسلام خارج مكة والمدينة المنورة، شيد من قبل عتبة بن غزوان والي البصرة، ولقد شهد هذا المسجد مراحل مهمة من تأريخ الإسلام والمسلمين وتأريخ العراق، منها زيارة علي ابن أبي طالب عليه السلام له بعد موقعة الجمل، ليخطب بالناس خطبة.[١٦]

كما شهد هذا المسجد خطبة زياد بن أبيه التي سميت بالخطبة البتراء، ومجزرة الحجاج بن يوسف التي راح ضحيتها مجموعة من معارضيه في البصرة، وثورة الزنج. ولقد درَس في هذا المسجد الصحابي عبد الله بن عباس المسمى بحبر الأمة، والزاهد الحسن البصري،و واصل بن عطاء. وفيه أول دعوة لاعتماد العقل كطريق لاستنباط الأحكام الشرعية.

  • جامع المقام: ولقد أسسه وبناه الحاج محمد الششتري، عام 1167 هـ/1754م، منذ عهد الدولة العثمانية، ويقع في منطقة المقام على ضفة نهر العشار، وتحيط به الشوارع من جميع جهاته.

وسبب تسمية الجامع بالمقام نسبة إلى دار المقام العالي؛ وكانت دائرة ضرائب تابعة للدولة العثمانية تشرف على فرض الضرائب على البضائع القادمة من خارج العراق إلى ميناء البصرة بواسطة السفن.

  • مسجد ابن عيد: وهو من مساجد البصرة القديمة ولقد بني قبل 300 عام تقريباً ويقع في محلة المشراق وسط البصرة.
  • جامع الكواز: من الجوامع القديمة في البصرة، حيث بناه الشيخ ساري بن الشيخ حسن الضاعن العباسي بثلاثة أيام وقد بناه من القصب عام 920 هـ/1514م، وبعد ذلك تم ترميم الجامع وبني بالحجارة، ويقع في البصرة القديمة وتحديدا في محلة المشراق وقام ببنائه أبناء أسرة آل باشا من أعيان الأسر البصرية العريقة.
  • جامع الأبلة: يقعُ المسجدُ فِي مِنطقَةِ الأُبُلّةِ، الواقعة فِي شمالِ غَربِ المعقل فِي محافظةِ البصرةِ، وَهو مِن المساجِدِ البصرِيَةِ الحديثة نسبياً، أُسِّسه العلّامةِ السيد عبد الحكيمِ الصافِي عَام 1968 م، بِمُسَاعَدَةِ الخَيّرِين مِن أهلِ البصرَة، ومِن أسبابِ بِناء المَسجِد فِي هَذهِ المنطقَة، انعدام وجُود مَسجِدٍ فِيها، إذ كَانَتْ الأبلّةُ الحديثة قد بُنِيتْ فِي عَام 1961م، وسُمِّيَت بِهَذا الاسمِ تذكراً واحياءً لأسم الأُبُلّةِ القَديمةِ. [١٧]

المشاهد والقبور

تحتوي مدينة البصرة على كثير من مشاهد وقبور بعض الصحابة والتابعين والعلماء الكبار، فمن المشاهد مرقد ومسجد طلحة بن عبيد الله. ومرقد وضريح الزبير بن العوام. وقبر حليمة السعدية مرضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيها قبر أنس بن مالك وغيرهم.[١٨] وهنالك مقبرة الحسن البصري وتقع حالياً في منطقة الزبير ، سميت بأسم قبر الحسن البصري الذي توفي عام 110 هـ/ 728 م ودفن فيها، ثم توفي محمد بن سيرين مفسر الأحلام المشهور فدفن الى جانب الحسن البصري ووممن دفنوا فيها، رابعة العدوية، وشعبة بن حجاج، وخالد بن صفوان، والشاعر الفرزدق . وقبر حليمة السعدية مرضعة الرسول (ص) وإلى جانبها ابنها عبد الله بن الحارث، ومالك بن دينار . وقبر زيد بن صوحان العبدي، حامل راية جيش الإمام علي بن أبي طالب في معركة الجمل، وسليمان بن رزين، وهو سفير الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى أهل البصرة، وعلي بن يقطين من أصحاب الإمام الكاظم في منطقة البصرة القديمة . ومن المزارات قبر زيد بن صوحان العبدي، حامل راية جيش الإمام علي بن أبي طالب في معركة الجمل، سليمان بن رزين، وهو سفير الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى أهل البصرة .وتوفي فيها صدر الدين الشيرازي عام 1050 هـ أثناء رجوعه من حج بيت الله الحرام ودفن هناك.[١٩]

الديموغرافيا

اللغة

تعتبر اللغة العربية في البصرة هي اللغة الرسمية في المدينة ويتحدث بها جميع سكانها، ولهم لهجة خاصة وهي لهجة تتميز بها المدينة عن باقي مدن العراق وهي قريبة إلى اللهجة الخليجية وذلك بسبب موقعها الجغرافي القريب من الدول الخليجية خصوصاً دولة الكويت.

تعداد السكان

وهي أكثر محافظة بالعراق اكتظاظاً بالسكان بعد العاصمة بغداد حيث وصل تعداد سكانها إلى 3.5 نسمة في 2012م."[٢٠]"، وهي ثاني أكبر المدن العراقية .

الدين

محافظة البصرة ذات تنوع مذهبي وطائفي يعكس روح التسامح والتعايش بين أهلها حيث تشتمل على الأغلبية الشيعية المسلمة بكافة إتجاهاتها الأصولية والإخبارية والشيخية والأقلية السنية المسلمة وهنالك خليط متنوع من مختلف الأديان كأقليات دينية صغيرة مثل ديانة الصابئة المندائية وكذلك المسيحية حيث توجد عدة مذاهب لهم مثل السريان الكاثوليك والسريان الأرثوذكس والإنجيليين الأرمن والمسيحيين اللاتين والكلدانيين .

القومية

سكن البصرة تاريخيا العرب والفرس والكورد، ونزح إليها وسكنها عبر موجات الكثير من الهنود والباكستانيين والأفارقة والأرمن والشيشان والأتراك والحجازيين والإحسائيين والبحارنة واليمانيين .

الأقضية التابعة إداريا لمحافظة البصرة

تتبع محافظة البصرة 7 أقضية إدارية:

• قضاء البصرة

• قضاء شط العرب

• قضاء القرنة

• قضاء المدينة

• قضاء أبو الخصيب

• قضاء الفاو

• قضاء الزبير

أعلام البصرة

تُعد محافظة البصرة من المدن المهمة من الناحية العلمية والأدبية فقد أخرجت العديد من العلماء والأدباء والفقهاء والمفكرين والمصلحين والعرفاء، ومنهم: الجاحظ صاحب كتاب البخلاء ورسائل التربيع والتدوير، كما أنجبت البصرة الحسن بن الهيثم عالم البصريات والفيزياء، ومن العرفاء الحسن البصري الزاهد والمتصوف المعروف، ورابعة العدوية، ومن علماء اللغة والنحو أبو الأسود الدؤلي واضع أصول التنقيط في الكتابة، والخليل بن أحمد الفراهيدي أحد أئمة اللغة والأدب ويرجع إليه الفضل في تأسيس علم العروض ووضع أول واقدم معجم وقاموس عربي. دونت فيه ألفاظ اللغة العربية، وقد رتبها الخليل على حروف المعجم بحسب مخارجها بادئاً بحرف العين ، وبه سمي الكتاب . [٢١]، و سيبويه تلميذه، والأصمعي، راوية العرب، وأحد أئمة العلم في اللغة، والبلدان، والشعر، ومحمد بن سيرين مفسر الأحلام المعروف، وداوود السجستاني المحدث الكبير، وقتيبة بن مسلم الباهلي، وأبو الهذيل العلاف، الماوردي صاحب كتاب الأحكام السلطانية، والفرزدق والمبرد الشاعرين المعروفين، وأبو الحسن الأشعري مؤسس المذهب الأشعري المعروف، وأبو الحسن المدائني، وعبد الله ابن المقفع، وبشار بن برد الشاعر، وأخوان الصفا وهم جماعة من فلاسفة المسلمين من أهل القرن الثالث الهجري والعاشر الميلادي، وغيرهم كثير. ومن المعاصرين من الشعراء: الشاعر بدر شاكر السياب، والشاعر أحمد مطر، ومن السياسيين: السيد طالب النقيب، وعز الدين سليم، وأبو مهدي المهندس. ومن علماء الدين البارزين: السيد عبد الحكيم الصافي، والسيد علي عبد الحكيم الصافي والسيد أمير محمد القزويني، والشيخ عارف البصري، والشيخ عبد الهادي الفضلي، وغيرهم.

بحوث ذات صلة

الهوامش

  1. الحموي، معجم البلدان ، ج1، ص430.
  2. الأعظمي، علي ظريف، تقديم: عزت رفعت، ص19.
  3. الاصطخري، المسالك والممالك، ص80
  4. اليعقوبي: البلدان، ج 1، ص17.
  5. الأعظمي، علي ظريف، تقديم: عزت رفعت، ص14.
  6. تاريخ البصرة، www.basrahcity.net
  7. البلاذري، ج‌ 2 ، ص‌163 - 164 ؛ الطبري‌، ج‌ 4، ص‌ 468 .
  8. حركة الزنج، قراءة تحليلية نقديّة، هل هي ثورة أم حركة نهضويّة، ص1.
  9. البصرة، ar.wikipedia.org
  10. البصرة-في-عهد-الدولة-الصفوية-الفارسية، www.maioz.com.
  11. تاريخ البصرة، www.basrahcity.net
  12. الصافي، عبد الوهاب، العلامة السيد عبد الحكيم، حياته ومآثره، ص45-46.
  13. الصافي، عبد الوهاب، العلامة السيد عبد الحكيم، حياته ومآثره، ص67.
  14. الخصائص السكانية لمحافظة البصرة، www.basrahcity.net
  15. نور العواد، البصرة تأريخ وحضارة العرب، ص1 .
  16. الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، ج ١ ، ص ٤٣٦.
  17. جَامِعُ الأُبُلَّة في البصرةِ مشعل وضاءٌ وسراج وهّاجٌ، مركز تراث البصرة، العتبة العباسية المقدسة، http://mk.iq/view.php?id=2547&ids=9 .
  18. الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، ج1، ص 106- 107.
  19. سميح دغيم، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، ج 1، ص 11.
  20. al-Başrah: largest cities and towns and statistics of their population
  21. المنصوري، نزار ، النصرة لشيعة البصرة، ص 39 .

المصادر والمراجع

  • الحموي، ياقوت بن عبد الله، معجم البلدان، دار إحياء التراث العربي بيروت - لبنان .
  • الحميري، الروض المعطار في خبر الأقطار، تحقيق: إحسان عباس، الناشر: مؤسسة ناصر للثقافة، بيروت، مطابع دار السراج، الطبعة: الثانية، 1980م.
  • الدغيم، سميح، موسوعة مصطلحات صدر الدين الشيرازي، قم-إيران، ذوي القربى، ط 1، 1438 هـ.
  • الاصطخري، المسالك والممالك، دار صادر، بيروت، 2004م.
  • اليعقوبي، البلدان، دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
  • الأعظمي، علي ظريف، تقديم: عزت رفعت، ، مكتبة الثقافة الدينية،بور سعيد، 2001م.
  • البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب‌ الأشراف‌، دمشق - سوريا، طبعة: محمود فردوس‌ العظم‌.
  • الطبري‌، محمد بن جرير، تاريخ‌ الطبري، بيروت - لبنان، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
  • الصافي، عبد الوهاب، العلامة السيد عبد الحكيم، حياته ومآثره، بيروت، دار المرتضى، ط1، 2013م.
  • نور العواد، البصرة تأريخ وحضارة العرب، http://www.basrahcity.net/pather/report/basrah/99.html.
  • المنصوري، نزار، النصرة لشيعة البصرة، مركز البصرة للدراسات والبحوث.