الحديث الموضوع

مقالة مقبولة
عدم مراعاة طريقة كتابة المراجع
ذات مصادر ناقصة
منحازة
من ويكي شيعة

الحديث الموضوع هو الحديث الذي ينسب بالكذب إلى النبي (ص) والإمام المعصوم (ع)، ويسمى أيضا الحديث المختلق والمكذوب والمصنوع، ويرى الفقهاء أن نقل الحديث الموضوع لمن له علم بوضعه حرام، إلا إذا يتحدث عنه كمصداق للحديث الموضوع.

يعد الحديث الموضوع من أقسام الحديث الضعيف، إلا أنه لا يجوز نقله على خلاف سائر أقسام الحديث الضعيف، وذكرت كتب الدارية علائم لمعرفة الحديث الموضوع منها مخالفة مفهوم الحديث للعقل، والقرآن، والسنة، ومسلمات المذهب.

وألّف بعض علماء المسلمين كتبا جمعوا فيه الأحاديث الموضوعة، منها: كتاب أبو هريرة للسيد عبد الحسين شرف الدين، والرسائل العشر للسيد علي الميلاني، والأخبار الدخيلة للشيخ محمد تقي التستري.

المصطلح

الحديث الموضوع هو الرواية التي يختلقها الوضاعون للحديث، وينسبونها بالكذب إلى النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع)، فيقال له الحديث المختلق والمصنوع أيضا،[١] وهناك طرق مختلفة لوضع الحديث كالوضع الكامل للحديث، أو زيادة ألفاظ على الحديث أو النقص منه، أو تغيير بعض الكلمات أو تحريفها.[٢]

نماذج من الأحاديث المختلقة

ورد في كتاب تاريخ بغداد (من مؤلفات القرن الخامس للهجرة) عن النبي (ص): إِذَا رَأَيْتُمْ مُعَاوِيَةَ يَخْطُبُ عَلَى مِنْبَرِي فَاقْبَلُوهُ، فَإِنَّهُ أَمِينٌ مأمون،[٣] وذكر الرجالي الشيعي محمد تقي التستري أن الرواية كانت هكذا: إذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلى مِنبَري فَاقتُلوهُ،[٤] فغيّر لفظ "فَاقتُلوهُ" إلى "فَاقْبَلُوهُ" ، وأضيف إليه "فَإِنَّهُ أَمِينٌ مأمون" كشاهد على المدعى وهو عدم تغيير الحديث.[٥]

علائم الحديث الموضوع

ذكر علماء الرجال علائم لمعرفة الأحاديث الموضوعة من الأحاديث الصحيحة، منها: اعتراف الواضع للحديث على فعله، ووجود قرائن تدل على اختلاق الحديث: كركاكة لفظ الحديث وضعفه[٦] أو مخالفة الحديث لمسلمات المذهب.[٧]

ومخالفة الحديث للعقل والقرآن والسنة القطعية حيث لا يجتمع معهم ولا يحتمل تأويله، ومن العلائم رواية شخص واحد فحسب لحديث مهم كرواية أبي بكر لعدم إرث الأنبياء أو الإفراط في الثواب والعقاب على بعض الأعمال فجميعها تعد من علائم صنع الحديث واختلاقه.[٨] وذكر عبد الله المامقاني في كتاب مقباس الهداية أن تشوية صورة الإسلام وتعزيز التيارات الانحرافية من العلائم الأخرى لوضع الحديث.[٩]

عبارات علماء الرجال

هناك مصطلاحات استخدمها علماء الرجال لتبيين الأحاديث المختلقة والموضوعة، فمن هذه التعابير: "هذا حديث موضوع"، و"موضوع إلى النبي"، و"هذا حديث كذب"، و"مكذوب على رسول الله".

والعبارات التي استخدمت للإشارة إلى الوضاعين للحديث على ما يلي: "أكذب الناس"، و"كان الوضع صناعته"، و"الكذب بضاعته"، و"إليه ينتهي الذب"، و"منبع الوضع"، و"كان يضع الحديث"، و"الدجال"، و"متهم بالوضع".[١٠]

الداعي لوضع الحديث

وفيما يتعلق بالباعث لوضع الحديث من قبل المختلقين ذكرت أسباب، منها: الاقتراب من أصحاب القدرة والدولة،[١١] وهدم الإسلام ومساعدة الفرق المنحرفة،[١٢] واعتبر الشهيد الثاني أن الغلات ممن وضعوا مثل هذه الأحاديث.[١٣]

تحريم نقل الحديث المختلق

إن نقل الروايات الموضوعة لمن له علم بوضعه حرام؛[١٤] إذ يعد مصداقا للإعانة على الإثم، وإشاعة للفحشاء، وإضلالا للمسلمين، إلا أن مثل هذه الأحاديث تروى لمصداق على الحديث المختلق.[١٥] ويعد الحديث الموضوع شر أنواع الحديث الضعيف،[١٦] وبناء عليه ذكر -في الفرق بين الحديث الموضوع والذي لا يحلّ نقله وبين سائر أقسام الحديث الضعيف- أنه لا بأس بنقل أقسام الحديث الضعيف.[١٧]

المؤلفات

ألّف بعض علماء الشيعة والسنة كتبا في الأحاديث المختلقة، فمن كتب الشيعية في المجال هي:

  • الأخبار الدخيلة للشيخ محمد تقي التستري (ت 1374 ش)، ونوقش في الكتاب نماذج من الأحاديث الموضوعة والمنحرفة.

ومن كتب أهل السنة التي جمعت فيه الأحاديث الموضوعة هي: الموضوعات لابن الجوزي (597 هـ)، واللئالي المصنوعة لجلال الدين السيوطي911 هـ)، والموضوعات الكبرى للملا علي القاري الهروي، وأحاديث السنن الأربعة الموضوعة بحكم الألباني تحقيق محمد شومان الرملي.

الهوامش

  1. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 292؛ الشهيد الثاني، شرح البداية في علم الدراية، ج 1، ص 155.
  2. رفیعی، درسنامه وضع حدیث، ص 167 - 172.
  3. البغدادي، تاریخ بغداد، ج 1، ص 275.
  4. منقری، وقعة صفین، ص 216.
  5. شوشتری، الأخبار الدخیله، ص 230 - 231.
  6. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 293.
  7. مدیرشانه‌ چی، علم‌ الحدیث، ص 131 - 132.
  8. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 293 ــ 295؛ الشهيد الثاني، شرح البداية في علم الدراية، ج 1، ص 155.
  9. المامقاني، مقباس ‌لهدایة، ج 1، ص 299.
  10. رفیعی، درسنامه وضع حدیث، ص 264 - 265.
  11. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 154؛ المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 296.
  12. المامقاني، مقباس الهدایة، ج 1، ص 299.
  13. الشهيد الثاني، الرعاية في علم الدراية، ص 160.
  14. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 292 - 293.
  15. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 292 - 293؛ الشهيد الثاني، شرح البداية في علم الدراية، ج 1، ص 155.
  16. المامقاني، مقباس الهداية، ج 1، ص 292.
  17. الشهيد الثاني، شرح البداية في علم الدراية، ص 155؛ المامقاني، مقباس الهدایة، ج 1، ص 301.
  18. شرف الدين، أبو هريرة، 16.
  19. الميلاني، الرسائل العشر، ص 605.

المصادر والمراجع

  • التستري، محمد تقي، الاخبار الدخيلة، تعليق: علي‌اکبر غفاري، طهران، مکتبة الصدوق، 1415 هـ.
  • الخطيب البغدادي، احمد بن علي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام، تحقيق: عبدالقادر عطا، بيروت، دار الکتب العلمية، ب ت.
  • رفيعي محمدي، ناصر، درسنامه وضع حديث، قم، مرکز جهاني علوم اسلامي، 1384 ش.
  • شرف ‌الدين، السيد عبد الحسين، ابوهريرة، قم، الشريف الرضي، 1411 هـ.
  • الشهيد الثاني، زين‌ الدين بن علي، الرعاية في علم الدراية، قم، کتابخانه آيت الله المرعشي النجفي، 1408 هـ.
  • الشهيد الثاني، زين الدين بن علي، شرح البداية في علم الدراية، ب ت.
  • المامقاني، عبد الله، مقباس الهداية في علم الدراية، قم، دليل ما، 1385 ش.
  • المنقري، نصر بن مزاحم، وقعة صفين، تحقيق: عبد السلام محمد هارون، القاهرة، المؤسسة العربية الحديثة، 1382 هـ.
  • الميلاني، السيد علي، الرسائل العشر في الاحاديث الموضوعة في كتب السنة، قم، نشر الحقائق، الطبعة الرابعة، 1428 هـ.
  • مديرشانه‌چي، کاظم، علم‌الحديث، قم، مكتب النشر الإسلامي التابع لرابطة مدرسي حوزة قم العلمية، 1381 ش.