ثورة زيد بن علي التي قام بها زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عام (120 أو 121 أو 122 هـ) على اختلاف الروايات التاريخية، بوجه الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، وذلك في زمن الإمام الصادق (ع)، حيث خرج الى الكوفة إبّان إمارة يوسف بن عمر عليها، فلما وصل إليها التحق به أهلها فلم يزالوا به حتى بايعوه على الحرب، ثم نقضوا بيعتهم بعد أن ألقي القبض على كبار الكوفة وأعلام القوم، فاستشهد، ثم صُلب.
ثورة زيد بن علي | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
من الثورات الشيعية | |||||||||
مدفن زيد بن علي في الكوفة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الشيعة | جیش الأمويين | ||||||||
القادة | |||||||||
زيد بن علي | يوسف بن عمر | ||||||||
الخسائر | |||||||||
مقتل زيد وأصحابه |
تفيد الروايات بأن عدد مناصريه عند القيام كان ما يتراوح ما بين 200 إلى 300، وانطلقت الثورة في غرة شهر صفر وأدى في اليوم الأول إلى انتصار الثوار، إلا أن في اليوم التالي وبمساندة جيش الكوفة انهزموا وأصيب زيد في المعركة وعلى إثره توفي في اليوم الثالث من ذلك الشهر.
قد ساعدت الكثير من العوامل على قيام زيد؛ منها السلوك الذي إتبعه الحُكّام في المجتمع الإسلامي وخاصة مع أهل البيت. كما اختلفت كلمة المؤرخين والباحثين بالنسبة إلى حيثيات القيام وموقف جعفر بن محمد (ع) منها، فتراوحت آرائهم بين المؤيد والمعارض له، فالأول يبدو الرأي الغالب.
وفقاً لبعض الأخبار، ثار زيد لأجل الأخذ بثأر جده أبي عبد الله الحسين (ع)، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واسترداد الخلافة من بني أمية ليسلمها إلى أئمة أهل البيت. وكانت التصرفات غير اللائقة لـهشام بن عبد الملك، تجاه زيد وعلى مرأى ومسمع من جميع الحاضرين في البلاط الملكي، أيضا من الأسباب المؤدية إلى هذه الثورة.
وثمة رأي بأن هذا القيام يعد من ممهدات زوال حكم الأمويين فيما بعد.
رأس الثورة ونسبه
أبوه علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه، كانت أمة اشتراها المختار الثقفي بثلاثين ألف درهم، ثم أهداها للإمام زين العابدين ، بعدما تبيّنت طهارتها وعفتها.[١]
لم يثبت تاريخ ولادته بالضبط، أما استشهاده فقد وقع إختلافاً فيها على أنَّها كانت سنة 120 هـ،[٢] أو 121 أو 122 من الهجرة.[٣] وقد ذكرت المصادر أنَّ عمره كان وقت استشهاده إثنتين وأربعين عاماً.[٤]
ورُوي بأنَّ الإمام زين العابدين رأى جدّه رسول الله في منامه، فأخذ بيده وأدخله الجنّة وزوّجه بـحوراء، فعلقت منه، فأمره النبي أن يُسمّي المولد زيدا، ولما ولد، أخرجه (ع) لأصحابه وهو يقول:﴿هٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً﴾[٥].[٦]
وبعد الأئمة الأربعة[ملاحظة ١]المتفق عليهم عند فرق الشيعة، يعتبر زيد إماماً لدى الزيدية.[٧]
والزيدية تعتقد أنَّ الإمامة بعد أبي عبد الله الحسين (ع) تكون لكل فاطمي[ملاحظة ٢]عالم عادل وشجاع، دعا إلى الخروج بالسيف، سواء أكان حسنياً أو حسينياً، ولهذا السبب قدّمت الزيدية زيداً على أخيه محمد بن علي الباقر (ع)، إذ يُعد الخروج عندهم من أهم المؤهلات.[٨]
أعمال الحكومة مع زيد
بعد أنَّ شاعت مكانة زيد بن علي بين الناس خافت الحكومة القائمة في وقته من قيامه ضدها، فعمدت إلى التقليل من أهميته بعدة أساليب والتي كان منها:
- إحداث العداوة بين زيد وبين بني الحسن
لقد قام خالد بن عبد الملك والي المدينة المنورة بجمع بني الحسن وبني الحسين من أجل إحداث نزاع وعداوة بينهما فالتفت زيد بن علي لذلك فقال لابن عمه عبد الله: إنَّى أشهد الله ألا أنازعك محقاً ولا مبطلاً ما كنتُ حياً، ثم التفت للوالي ورد عليه وكشف ما كان يصبو إليه، فقال الوالي رداً على زيد: أما لهذا السفيه أحد؟ فقام شخص يسمى القحطاني وسخر من زيد وقال له: والله إني لخير منك، وأبي خير من أبيك، وأمي خير من أمك، فرد على القحطاني عبد الله بن واقد قائلاً: كذبت، فوالله إنَّه لخير منك نفساً وأباً ومحتداً، وأخذ بيده كفّاً من الحصى فضرب به الأرض، وقال: والله ما لنا على مثل هذا من صبر، وساء ذلك إلى الوالي.[٩]
- اتهام زيد بأموال لخالد القسري
كان خالد القسري والياً على المدينة فعزله هشام وولى مكانه يوسف بن عمر الثقفي فاتهم يوسف خالد القسري باختلاس أموال الدولة وحبسه وعذبه عذاباً شديداً، وقال على لسانه: إنَّه أودع ستمائة ألف درهم عند زيد، ولما وفد زيد على هشام وقال له ما قاله خالد أجابه زيد: كيف يودعني المال وهو يشتم آبائي على منبره، فقال هشام: لابدَّ أن تذهب ليوسف بين عمر ليواجهك بخالد القسري، ولما وصل زيد ليوسف الثقفي أمر بإحضار القسري فلما مثل عنده مكبّلا بالحديد قال خالد: والله الذي لا إله إلا هو مالي عنده مال قليل ولا كثير، فما أردتم بإحضاره إلاّ ظلمه.[١٠]
مبايعة الكوفيين لزيد
بعد إن رجع زيد بن علي من الشام إلى الكوفة اجتمعت عليه الشيعة وحثته على الثورة،[١١] وقد بايعه الكوفيون على الحرب،[١٢] ولما علم يوسف بن عمر - والي الكوفة - بنية قيام زيد بن علي نادى بالناس يوم الثلاثاء - قبل يوم من قيام زيد - أن يجتمعوا في المسجد ومن لم يدخل المسجد فإنَّ دمه مهدور وهذا أدى إلى تراجع عدد من أصحاب زيد من الذين اجتمعوا حوله.[١٣][ملاحظة ٣]
لما قام زيد بن علي وافاه ليلة ليلة الثورة مائتي رجل فاستغرب وتسائل عن عدم حضور الناس، فأخبروه أنهم محصورون في المسجد، ولكنه لم يقبل بهذا السبب ولم يعتبره عذرا مقبولاً لتخلفهم عنه.[١٤][ملاحظة ٤]
وقد ذكر بعض المؤرخين: أنَّ بعض أعلام الكوفة ووجهائها قد حذروا زيداً من غدر الكوفيين وخذلانهم؛ لأنَّهم خذلوا من كان هو أعز منه أي علي بن أبي طالب، والحسن، والحسين.[١٥]
طبقاً لإحصاء ديوان زيد بن علي فقد بايعوه 15000 رجل من أهل الكوفة، وقد اختلف المؤرخون علي أقوال في أعداد المبايعين، ومنها:
- أكثر من إثني عشر ألفاً.[١٦]
- خمسة عشر ألفا.[١٧]
- خمسة وعشرون ألفا.[١٨]
- أربعون ألفا.[١٩]
- ثمانون ألفا.[٢٠]
وقد بايعه أناس من وجوهها، منهم: مسلمة بن كهيل ونصر بن خزيمة العبسي ومعاوية بن إسحاق بن زيد بن حارثة الأنصاري وحجية بن الأجلج الكندي.[٢١] كما كان من بين المبايعين أناس من أهل المدائن والبصرة وواسط، والموصل وخراسان والري وجورجان.[٢٢] فلو أخذنا الحديث الدائر بين زيد وسلمة بن كهيل بعين الاعتبار، يكون عدد المبايعين قد ناهز الأربعين ألفاً.[٢٣]
أما فيما يرتبط بمناصريه في المعركة فقد أحصوا المؤرخون لهم عددا ما بين مائتي رجل ونيف،[٢٤] إلى ثلاثمئة،[٢٥] وصولاً إلى خمسمائة رجل.[٢٦]
كما أن هناك أخبار تحدثت عن نصرة أبي حنيفة لزيد بن علي بالمال والعدة في المصادر التاريخية.[٢٧]
مبايعة العلماء لزيد الشهيد
انبرى معظم فقهاء الكوفة وعلمائها إلى مبايعة زيد، وتحريض الجماهير على نصرته ودعم دعوته ومنهم:
- أبو حنيفة: بعث زيد له رسولين وهما زياد بن المنذر، والفضيل بن الزبير يدعوانه إلى نصرته، فأجاب إلى ذلك، وكان مريضا، فقال لهما: هو والله صاحب الحقّ، وهو أعلم من نعرفه في هذا الزمان، وقدّم له ثلاثين ألف درهم ليستعين بها على حرب عدوّه، وقال: إن شفيت من مرضي لأخرجنّ معه.[٢٨]
- ابن شبرمة: فقيه العراق، وقاضي الكوفة.[٢٩]
- مسعر بن كدام: هو الإمام الثبت شيخ العراق بايع زيدا وخرج معه، ودعا إلى بيعته.[٣٠]
- الأعمش: هو سليمان بن مهران شيخ القرّاء والمحدّثين، بايع زيدا ودان بإمامته.[٣١]
- الحسن بن عمارة: البجلي كان من المبايعين لزيد بن علي، تولّى القضاء في بغداد في أيام المنصور.[٣٢]
- أبو الحصين: عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي الإمام الحافظ من الفقهاء الذين بايعوا زيدا.[٣٣]
- قيس بن الربيع: من أعلام الكوفة وفقهائها، بايع زيد بن علي.[٣٤]
- سلمة بن كهيل: الكوفي من فقهاء الكوفة وأعلامها البارزين بايع زيد بن علي.[٣٥]
- هاشم بن البريد: من الفقهاء الاعلام، بايع زيد بن علي ودعا إلى بيعته.[٣٦]
- الحجّاج بن دينار: بايع زيدا وهو من أعلام عصره في فضله وعلمه.[٣٧]
- هارون بن سعد: بايع زيد بن علي وهو من أعلام الفقهاء ومن الثقاة المعروفين في الأوساط العلمية.[٣٨]
- محمد بن عبد الله: ابن الحسن بن الحسن (النفس الزكية)، وقد حضر معه الواقعة.[٣٩]
تسرب أخبار الثورة
قد استتب لـزيد بن علي خروجه ووعد أصحابه ليلة الأربعاء أول ليلة من صفر سنة 122 هـ.[٤٠] لكنه خرج قبل الأجل،[٤١] وذلك بعد أن شاع أمر زيد وأصحابه وعلم به يوسف بن عمر والي الكوفة، استبان أمر زيد وأصحابه من رجلين، بعد ما طلب زيداً ليلا فلم يجده عندهما. وتسربت أخبار الجهتين بينهما عدة مرات إلى أن عجل زيد موعد الخروج. ثم أمر ابن عمر، أن يجمع بأهل الكوفة في المسجد وأعلنوا أن أياً من العرب والموالي لو وُجد في رحبة المسجد، فقد برئت منه الذمة. فأتى الناس المسجد يوم الثلاثاء قبل خروج زيد بيوم. وطلبوا زيداً في دار معاوية بن إسحاق، وذلك ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم.[٤٢]
مخططات زيد العسكرية
لقد عمد زيد إلى عدد من الإجراءات والمخططات العسكرية لإنجاح ثورته، وهي:
إخفاء محل إقامته؛ أحاط زيد محلّ إقامته من السرية والكتمان، خوفا من إلقاء القبض عليه، فهو ينتقل من دار إلى أخرى، ولا يمكث في دار إلاّ وقتا يسيرا.
إخفاء كوادر أنصاره؛ أخفى زيد أسماء كوادر ثورته خوفا عليهم، وقد ظهرت أسماء بعضهم بعد شهادة زيد.
شموليّة الثورة؛ كان رأيه أن الثورة تكون في جميع المناطق الإسلامية التي له دعاة فيها ليثورون في الوقت المقرر حتى لا تتمكن الدولة من إخمادها، بالإضافة إلى إلقاء الرعب في قلوب الحاكمين، فعليه تكون الثورة أقل خسارة مما إذا كانت في موطن خاص.
الثورة ليلاً؛ رأى زيد أن تكون الثورة ليلا ولا في وضح النهار، لأنها تلقي الرعب في نفوس العدو، بالإضافة إلى من لا يحب الاشتراك في العمليات العسكرية، فإنه يتخذ من الليل جملا للهروب من ساحة الحرب. وكان الخروج في غلس الليل له أهميته البالغة في التعاليم العسكرية، وقد خرج على برذون أشهب، وقد ارتدى قباءً أبيضاً، وعليه عمامة وبين يديه مصحف مشهور.[٤٣]
اضطرار زيد؛ كان الخروج في غير الموعد المقرّر، وهو أول يوم من صفر سنة 122 هـ لاسباب اضطرته إلى ذلك، فقد خاف من الاغتيال وغير ذلك، فخرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم سنة 122هـ، وقد خرج في ليلة شديدة البرد.
ولمّا رأى زيد اللواء يخفق على رأسه قال: «الحمد لله الذي أكمل لي ديني، أما والله لقد كنت أستحي أن أقدم على محمد ولم آمر في أمته بمعروف، ولم أنه عن منكر»[٤٤]
ثم قال: «والله لا ينصرني أحد إلاّ كان في الرفيق الأعلى مع محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين ». ثم وجه خطابه للفقهاء قائلا: «يا معشر الفقهاء، ويا أهل الحجى، أنا حجّة الله عليكم، هذه يدي مع أيديكم على أن نقيم حدود الله تعالى، ونعمل بـالكتاب، ونقسّم بينكم فيئكم بالسوية، فاسألوني عن معالم دينكم، فإن لم أنبئكم بكل ما سألتم عنه فولّوا من شئتم ممّن علمتم أنه أعلم منّي». وأضاف قائلا: «والله ما كذبت كذبة منذ عرفت يميني من شمال، ولا انتهكت محرما منذ عرفت أنّ الله تعالى يؤاخذني به».[٤٥]
استشهاد زيد بن علي
وواصل زيد بن علي القتال وقد فُجع بقتل دعاته وأصحابه الذين يعرفون مقامه، وقد قَتَلَ من جيش الأمويين زهاء سبعين رجلا، فاستدعى العباس بن سعيد من يوسف بن عمر القائد العام للقوات الأموية لأن يمده بالرماة، فأخذت السهام تتوالى على أصحاب زيد كالمطر، وأصاب سهم جبين زيد، فسقط على أثره إلى الأرض، وكان الرامي له مملوك ليوسف وقيل غيره.
وحمله أصحابه وهم يعجّون بالبكاء والنحيب، فأدخلوه بين حران بن كريمة، واحتضنه ولده يحيى وهو يبكي وقال له: أبشر يابن رسول الله ترد على رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين وهم عنك راضون. وأجابه أبوه بصوت خافت قائلا: صدقت، فأي شئ تصنع؟
يا أبة أجاهدهم إلاّ أن لا أجد ناصرا. وابتهج زيد فقال له: يا بنيّ جاهدهم فوالله إنك لعلى حق، وانهم لعلى باطل، وإنَّ قتلاك في الجنّة، وقتلاهم في النار.[٤٦]
ودعوا طبيب لمعالجته فقال له: إن نزعته - أي السهم الذي في جبينه - منك متّ الساعة. فقال له: الموت أهون عليّ مما أنا فيه، وبادر الطبيب فانتزعه منه، وفاضت روحه إلى خالقها.
مواراة جثمان زيد
واختلف أصحاب زيد في مواراة جثمانه، على أن:
- يطرح في الماء بعد تلبسه بدرعه.[٤٧]
- يحزّ رأسه ويطرح جثّته بين القتلى حتّى لا يُعرف ولم يوافق على ذلك ابنه يحيى.[٤٨]
- يدفن في نهر ويجرى الماء عليه، ووافق الجميع على ذلك، فذهبوا إلى النهر وسدّوا جانبيه وحفروا له قبرا وواروا الجسد فيه، ورفعوا الحواجز وأجروا الماء.[٤٩]
إخراج جسد زيد
راح يوسف بن عمر يفتّش عن جثمان زيد الشهيد وأخبره الطبيب الذي أخرج السهم من جبينه بمحل دفنه لأنه كان حاضرا[٥٠] وقيل غيره، فأمر بإخراجه من قبره وألقوه من على قصر الإمارة، وأمر بحزّ رأسه، فاحتزه وأرسله هديّة إلى هشام بن عبد الملك، فأظهر الفرح وأمر بوضعه في مجلسه، وأمر جلسائه بوضع أحذيتهم على رأس زيد.[٥١]
وأمر هشام بن عبد الملك يوسف بن عمر بصلب جثمان زيد بن علي، فصُلِبَ منكوساً[٥٢] ووضع مفرزة من الشرطة لحراسته خوفا من أن يُسرق ويُدفن.
وقد رأى الموكّل بحراسة الجثمان النبي في منامه واقفا على الخشبة التي صُلب عليها زيد وهو يقول: «هكذا تصنعون بولدي من بعدي، يا بُني يا زيد قتلوك قتلهم الله صلبوك صلبهم الله»[٥٣] وبقي الجثمان مرفوعا على خشبة زمنا غير قليل حتى عشعشت الفاختة في جوفه واختلف المؤرخون في المدة التي بقي فيها الجسد مصلوبا على أقوال وهي:
- سنة وأشهر.
- سنتان.
- ثلاث سنين.
- أربع سنين.
- خمس سنين.
- ستّ سنين.[٥٤]
حرق جثمان زيد
بعد قيام يحيى بن زيد بثورة في زمان الوليد بن يزيد بن عبد الملك كتب الوليد إلى يوسف بن عمر: إذا أتاك كتابي فأنزل عجل أهل العراق - ويقصد جثمان زيد المصلوب - وانسفه في اليمّ نسفا.
فأوعز يوسف بن عمر إلى خراش بن حوشب بإنزال الجثمان من الخشبة وإحراقه بالنار، ودقّ عظامه بالهواوين، وذرّ بعضه في حوض الفرات، وعقّب بقوله: ليشربه العراقيون.[٥٥]
رأس زيد بن علي
أرسل يوسف بن عمر برأس زيد هدية لهشام بن عبد الملك، فوضعه في مجلسه وهو فرح، وأوعز إلى أتباعه الشاميين أن يطأوه بأحذيتهم، ثم نصبه على باب دمشق إظهارا لجبروته وبطشه بأبناء النبي .[٥٦]
أرسل هشام بن عبد الملك رأس زيد إلى المدينة وكان الوالي عليها محمد بن ابراهيم المخزومي فنصب الرأس على قبر النبي ، فكلمه جماعة برفعه عن القبر الشريف فأبى، وقد ضجّت المدينة بالبكاء والنحيب فكان كيوم قتل الإمام الحسين ، وأمر الوالي بجمع الناس في الجامع النبوي، وعرض الرأس عليهم، وأمر الخطباء بلعن الإمام أمير المؤمنين وولده الحسين وحفيده زيد.[٥٧]
ثم أرسل هشام بن عبد الملك رأس زيد بن علي إلى مصر لإظهار قدرته وسعة نفوذه وقد نُصب الرأس في الجامع، فانبرى جماعة من خيار المصريين فسرقوا الرأس ودفنوه في مسجد هناك، وقيل دفنوه بالقرب من جامع ابن طولون، وقد أُحيط المرقد بهالة من التكريم والتعظيم فتوافد المصريون على زيارته.[٥٨]
الشهداء من قادة جيش زيد
التحم الجيشان التحاما رهيبا من أعنف المعارك وأشدها ضراوة وقد أبيد من جيش الأمويين ما يزيد على ألفي مقاتل، وقد استشهد كوكبة من قادة جيش زيد منهم:
- ربيعة بن جديد
- أبو الأسود النهدي
- عمرو بن صالح
- معمر بن خثيم
- الصلت بن الحرّ
- سلام بن حرب
- عمر بن عمران الكوفي
- معاوية بن إسحاق
- عوف بن سالم العبسي
- بشر بن سالم العبسي
- خباب بن يزيد
دوافع زيد للثورة
لقد ذكر المؤرخون أسبابا لثورة زيد الشهيد (ع)، ومنها:
وعلى رأي المفيد إنه ظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويطالب بثارات الحسين (ع).[٥٩] كما أضاف إلى تلك الأسباب، تعامل هشام بن عبد الملك غير اللائق ومضايقته بحضور جماعة في قصره.[٦٠][ملاحظة ٦] الاستعداد الشعبي للثورة
لقد اعتمد زيد بن علي في قيامه المسلح في بداية حركته على قاعدة شعبية ظن أنها مخلصة في البيعة له، وانها ستواصل الوقوف معه على طول خط المواجهة مع النظام. وتؤيد هذا الأمر الأدلةُ والشواهد التاريخية التي عكست ذلك من خلال الروايات التي سجلت حركة زيد. فزيد حين قام بثورته لم يتيقّن من وجود القاعدة المذهبية والسياسية الموالية لثورتة فحسب، بل بايعه الكثير من افراد الأمة على المشاركة في الثورة حتى انتشرت أخبارها وظهر المؤيدون له في الموصل، وجرجان، وخراسان، والبصرة، وغيرها من المناطق.[٦١]
تصرفات الأمويين المخالفة للدين
لقد شاع في الامة الإسلامية مخالفة الأمويين وولاتهم لكثير من أحكام الإسلام ومن أمثلتها ما روي عن الحجّاج انه كان يخاطب الله تعالى أمام الجماهير قائلا: «أرسولك أفضل أم خليفتك؟ يعني أن عبد الملك بن مروان أفضل من النبي »، وكان ينقم على الذين يزورون قبر النبي قائلا: «تبّا لهم انما يطوفون بأعواد ورقة بالية، هلاّ طافوا بقصر أمير المؤمنين عبد الملك، ألا يعلمون أنّ خليفة المرء خير من رسوله».[٦٢]
وقد قال هذه المقالة أمام هشام بن عبد الملك ،فقد دخل عليه عبد الله بن صيفي فقال له: «يا أمير المؤمنين، أخليفتك في أهلك أحب إليك وآثر عند أم رسولك؟ فقال هشام: بل خليفتي في أهلي. فقال الأثيم له: أنت خليفة الله في أرضه، ومحمّد رسوله إليهم، فأنت أكرمهم منه -يعني من النبي -» ولم ينكر عليه هشام هذه الكفرة الصلعاء.[٦٣]
فقد كان إصلاح أمر المسلمين من دوافع الثورة العظيمة لزيد بن علي، فقد قال: «والله لوددت أنَّ يدي ملصقة بالثريّا ثم أقع فأتقطّع قطعة قطعة ويصلح الله تعالى بذلك أمر أمّة محمد ».[٦٤]
معاداتهم لأهل البيت وسب الإمام
لقد نقل لنا التاريخ صوراً كثيرة بيّنت لنا تصريح الأمويين بعدائهم لأهل البيت والحط من شأنهم، وتم ذلك عبر وسائل منوعة، منها:
روى المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان اتخذ سب الإمام أمير المؤمنين وسيلة لدعم سلطانه، وجعل ذلك سنّة من سنن الإسلام، فإنه حينما رجع إلى الشام بعد الصلح قام خطيبا بين أهل الشام، فقال: «أيها الناس إنَّ رسول الله قال لي: إنّك ستلي الخلافة من بعدي فاختر الأرض المقدّسة - يعني الشام - فإن فيها الأبدال، وقد اخترتكم فالعنوا أبا تراب»فأخذ الشاميّون وغيرهم يلعنون الإمام وينتقصونه.[٦٥] وكتب إلى جميع عمّاله وولاته بلعن الإمام علي وسبّه، فانبرت الخطباء في كلّ كورة على كل منبر يلعنون الإمام ويبرأون منه.[٦٦]
وكذلك الحال في عهد عبد الملك بن مروان فقد روى المؤرخون انه جعل طليعة مهام دولته سبّ الإمام وعمّم ذلك على جميع الحواضر الإسلامية،وكان خالد القسري[٦٧] يجاهر في سبّ الإمام ويقول: اللهم العن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم صهر رسول الله على ابنته، وأبا الحسن والحسين. ويلتفت إلى الناس فيقول لهم: هل كنّيت؟[٦٨]
تعاملهم مع أتباع أهل البيت والعلويين
لقد استعمل معاوية على الكوفة واليه زياد بن أبيه، فقتل الكثير من الشيعة، وقطع أيديهم وأرجلهم، وسمل عيونهم، وصلبهم على جذوع النخل، وشرّدهم وطردهم بدون أي ذنب إقترفوه سوى تشيعهم.[٦٩]
من الأسباب المهمة التي حفّزت زيدا على إعلان الثورة على الأمويين هو ازدراء هشام بن عبد الملك لزيد واحتقاره له، ومضايقته له، فان هشام قابل زيدا بالفاظ بذيئة، فردّ عليه زيد حتى انه لم يستطع الكلام.[٧٠]
الثأر لجده الحسين
من الأهداف الرئيسية لثورة زيد بن علي هو الثأر لدم جده الإمام الحسين الذي قتله وأهل بيته الأمويون في واقعة كربلاء فقد رفع زيد في ساحة المعركة شعار (يالثارات الحسين). يقول زيد: «إنما خرجت على الذين قاتلوا جدّي الحسين».[٧١]
كما قد أشار الطبري عن اختلاف الرؤى في سبب خروجه، منها:
- خلافات زيد المالية مع أشخاص عدة وبمختلف الأساليب.
- خلافات زيد مع أبناء عمومته من بني الحسن في ولاية وقوف علي (ع).
- احتكام يوسف بن عمر فيما بينه والخصوم.
- لعن وسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب على المنابر في عهد هشام.[٧٢]
موقف أهل البيت
كان أئمة أهل البيت يرون أنّ خروج ثائرهم ونضاله، مطابق للكتاب والسنّة، بمعنى أنّ الخروج حين ذاك لم يكن تكليفاً إلزامياً على الإمام ولا على غيره، ولكنه لو خرج مسلم من دون أن يدعو إلى نفسه، فعلى المسلمين مناصرته، وإجابة دعوته. وكان خروج زيد على هذا الخط وهذا ما يستفاد من الروايات المستفيضة، منها:
- قول رسول الله (ص) للحسين السبط: يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب.[٧٣]
- وقول أمير المؤمنين (ع) وقد وقف على موضع صلبه بالكوفة فبكى وبكى أصحابه فقالوا له: ما الذي أبكاك؟! قال: إن رجلا من ولدي يصلب في هذا الموضع، من رضي أن ينظر إلى عورته أكبه الله على وجهه في النار.[٧٤]
- عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (ع)، قال: يخرج بـظهر الكوفة رجل يقال له زيد في أبهة والأبهة الملك، لا يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون إلاّ من عمل بمثل عمله، يخرج يوم القيامة هو وأصحابه معهم الطّوامير أو شبه الطوامير حتى يتخطوا أعناق الخلائق، تتلقاهم الملائكة فيقولون هؤلاء حلف الخلف، ودعاة الحق، ويستقبلهم رسول اللّه (ص) فيقول: «يا بني قد عملتم ما أمرتم به، فادخلوا الجنة بغير حساب» .[٧٥]
- روى الصدوق عن عبد اللَّه بن سيابه أنّه أتى رسول بسام الصيرفي بكتاب فيه: أمّا بعد، فإنّ زيد بن علي قد خرج يوم الأربعاء غرة صفر، ومكث الأربعاء والخميس وقتل يوم الجمعة، وقتل معه فلان وفلان، فدخلنا على الصادق فدفعنا إليه الكتاب، فقرأه وبكى، فقال: «إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، عند اللَّه أحتسب عمي إنّه كان نعم العم. إنّ عمي كان رجلًا لدنيانا وآخرتنا، مضى واللَّه عمي شهيداً كشهداء استشهدوا مع رسول اللَّه وعلي والحسين صلوات اللَّه عليهم».[٧٦]
- قال الإمام الصادق في حديث: «أما الباكي [على زيد] فمعه في الجنّة، وأمّا الشامت فشريك في دمه».[٧٧]
- قال المفيد: لما قتل زيد بلغ ذلك من أبي عبد اللَّه كل مبلغ، وحزن له حزناً عظيماً حتى بان عليه وفرّق من ماله في عيال من أُصيب معه من أصحابه ألف دينار. روى ذلك أبو خالد الواسطي قال: سلّم إليَّ أبو عبد اللَّه ألف دينار أمرني أن أُقسمها في عيال من أُصيب مع زيد، فأصاب عيال عبد اللَّه بن الزبير أخي فضيل الرسان أربعة دنانير. [٧٨] وهناك رواية بنفس المضمون من ابن سيابه.[٧٩]
- روى ابن شهر آشوب بلغ الصادق قول الحكيم بن عباس الكلبي:
صلبنا لكم زيداً على جــــذع نخلة | وقستم بعثمان علياً سفاهـــــــــة | |
ولم أر مهدياً على الجذع يصلب | وعثمان خير من علي وأطيب |
الهوامش
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 86.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 174..
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 160.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 174.
- ↑ يوسف: 100.
- ↑ القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت (ع)، ج 39، ص 18-20.
- ↑ صبحي، في علم الكلام، ج 3، ص 48.
- ↑ صبحي، في علم الكلام، ج 3، ص 47.
- ↑ الطبري، تاريخ الامم والملوك (تاريخ الطبري)، ج 7، ص 164-165 وج 8، ص 262.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 290.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 7، ص 166.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 173.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 244؛ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 134؛ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 3، ص 244.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 182.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 167-168.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 136.
- ↑ الطبري، تاريخ الامم والملوك، ج 7، ص 171.
- ↑ المقرّم، زيد الشهيد، ص116؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 168.
- ↑ المقرّم، زيد الشهيد، ص 116.
- ↑ القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت ، ج 39، ص 262.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 167.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 132.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 132؛ الطبري، تاريخ الطبري، ج 7، ص 168.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 182؛ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 93.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 168.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 93.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 140 - 141.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 402.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 402.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 402.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 402.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 304.
- ↑ الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج 5، ص 412.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 403.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 6، ص 316.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 11، ص 16-17.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، ج 2، ص 200.
- ↑ المزي، تهذيب الكمال، ج 30، ص 87.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 403.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 181.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 132.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 132؛ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 182.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، ص 189.
- ↑ البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 58.
- ↑ شبر، مصابيح الأنوار، ص 160.
- ↑ البخاري، سر السلسلة العلوية، ص 58-59.
- ↑ تاريخ الامم والملوك: ج8، ص 276.
- ↑ المقريزي، خطط المقريزي، ج 4، ص 212.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 182.
- ↑ المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 182.
- ↑ المقريزي، خطط المقريزي، ج 4، ص 212.
- ↑ البراقي، تاريخ الكوفة، ص 398.
- ↑ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، ج 6، ص 23.
- ↑ المقرم، زيد الشهيد، ص 147.
- ↑ القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت ، ج 39، ص 282.
- ↑ القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت ، ج 39، ص 283.
- ↑ المقرم، زيد الشهيد، ص 155.
- ↑ القرشي، موسوعة سيرة أهل البيت ، ج 39، ص 284.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 171-172.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ج 2، ص 172.
- ↑ حاتم، زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (ع)، ص 59-60.
- ↑ الأندلسي، العقد الفريد، ج 5، ص 51.
- ↑ ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، ص 346.
- ↑ أبو الفرج الأصفهاني، مقاتل الطالبيين، ص 129.
- ↑ شرح نهج البلاغة، ج 4، ص 72.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 11، ص 211.
- ↑ كان أمير العراقين من قِبل هشام بن عبد الملك، وكانت أمه نصرانية فبنى لها كنيسة تتعبد بها، عزله هشام عن العراقين لأنه أكره امرأة مسلمة على الزنا ثم قتله في أيام الوليد. ابن خلكان، وفيات الأعيان ج 5، ص 152-162.
- ↑ العلوي، النصائح الكافية، ص 80.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 2، ص 17.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 392.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 247.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 160-166.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا، ج 2، ص 226.
- ↑ السيد بن طاوس، الملاحم، ص 120.
- ↑ الأصفهاني، أبو الفرج، مقاتل الطالبيين، ص 128.
- ↑ الصدوق، عيون أخبار الرضا(ع)، ج 1، ص 249 و252.
- ↑ الإربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 423.
- ↑ المفيد، الإرشاد، ص 269.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 46، ص 170.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 46، ص 192.
الملاحظات
- ↑ الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام السجاد (عليهم السلام).
- ↑ أي من ذرية الزهراء (ع)
- ↑ طبقاً للمصادر أن زيداً خرج مع أصحابه في ليلة ذلك اليوم، في برد شديد، وأشعلوا النيران ورفعوا شعارهم المشهور "يا منصور أمت".(الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 182.)
- ↑ فلما رأى زيد خذلان الناس إياه، كأنه استحضر واقعة الطف، حيث استشهد جده سيد الشهداء الإمام الحسين (ع).(الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج 7، ص 184.)
- ↑ والظاهر كان قد اشتهر بهدا اللقب.(اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 356.)
- ↑ ذكر المؤرخون أن هشام أوعز إلى عامله على المدينة بإشخاص زيد بن علي إلى دمشق إذلالا له ووقوفا على نشاطاته الفكريّة والسياسيّة، وكان زيد عالما بقصده وكارها لمفارقة مدينة جدّه، فقال لمن حوله: والله ما من مدينة أحبّ إلي من مدينة تضمّنت جسد جدي رسول الله وما كنت أحب أن أفارقه وقتا واحدا، ولكنّه سلطان طاغية وجبّار عنيد ولا عون لي عليه ولا مانع منه لي إلاّ الله ربّ العالمين. ومكث زيد بن علي أياما في دمشق لم يأذن له هشام إذلالا واحتقارا له، ثم سمح له بعد أن أوصى حضّار مجلسه بمقابلته بالجفاء والاحتقار، وأن لا يردّوا عليه السلام، وأن لا يتركوا له مقعدا يجلس عليه، ودخل زيد بن علي، فسلّم على هشام فلم يُردّ عليه السلام، والتفت إلى الحاضرين فرأى ما دُبّر له من المكيدة، فوجّه سلاما خاصا إلى هشام قائلا له: السلام عليك يا أحول،[ملاحظة ٥]فإنّك ترى نفسك أهلا لهذا الاسم.(الحمزي، مجموعة كتب ورسائل الإمام الأعظم زيد، ص 392-393.)
- فصاح به: ما يصنع أخوك البقرة؟ فردّ عليه زيد قائلا له: سمّاه رسول الله الباقر، وأنت تسمّيه البقرة، لشدّ ما اختلفتما فيدخل الجنّة وتدخل النار.
- فقال هشام: بلغني أنك تذكر الخلافة وتتمنّاها، ولست أهلا لها لأنك ابن أمة. فرد عليه زيد بن علي قائلا: إنَّ الأمهات لا يقعدن بالرجال عن الغايات، لقد كانت أم إسماعيل أمة لأم إسحاق، فلم يمنعه ذلك أن بعثه الله تعالى نبيا وجعله أباً للعرب، وأخرج من صلبه خير الأنبياء محمّد .(البراقي، تاريخ الكوفة، ص 381.)
المصادر والمراجع
- القرآن الكريم.
- الأصفهاني، علي بن الحسين، مقاتل الطالبيين، تحقيق وإشراف كاظم المظفر، النجف، منشورات المكتبة الحيدرية ومطبعتها، ط 2، 1385 هـ.
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد، شرح نهج البلاغة، بيروت، الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، ط الأولى، 1415 هـ/1995 م.
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، القاهرة، المطبعة الكبرى، 1290 هـ.
- ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، تهذيب التهذيب، بيروت، دار الفكر، 1995 م.
- ابن خلكان، أحمد بن محمد، وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، قم، منشورات الشريف الرضي، ط 2، 1406 هـ.
- ابن عبد الحكم، عبد الرحمن، سيرة عمر بن عبد العزيز، تحقيق: أحمد بن عبيد، مصر، مطبعة الاعتماد، ط 2، 1373 هـ/1954 م.
- ابن عساكر، علي بن الحسين، تاريخ مدينة دمشق، دمشق، دار الفكر، 1419 هـ.
- ابن قتيبة الدينوري، عبد الله بن مسلم، الأخبار الطوال، قم، منشورات الشريف الرضي، 1409 هـ.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، أنساب الاشراف، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1977 هـ.
- الأندلسي، ابن عبد ربه، العقد الفريد، بيروت، دار إحياء التراث العربي، 1989 م.
- البخاري، سهل بن عبد الله، سر السلسلة العلوية، قم، الشريف الرضي، ط الأولى، 1413 هـ.
- البراقي، حسين، تاريخ الكوفة، النجف، المكتبة الحيدرية، 1424 هـ.
- الجاحظ، عمرو بن بحر، البخلاء، بيروت، دار مكتبة الهلال، ط 2، 1985 م.
- الحمزي، يحيى، مجموعة كتب ورسائل الإمام العظم زيد، د.م، د.ن، د.ت.
- الذهبي، محمد بن أحمد، سير أعلام النبلاء، بيروت، مؤسسة الرسالة، 1419 هـ.
- ابن طاووس، علي بن موسى، الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر عجل اللّه فرجه، قم، منشورات الرّضى، ط الخامسة، 1398 هـ.
- الصدوق، محمد بن علي، عيون أخبار الرضا ، تصحيح وتعليق الشيخ حسين الأعلمي، بيروت، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ط الأولى، 1404 هـ.
- صبحي، أحمد محمود، في علم الكلام دراسة فلسفية لآراء الفرق الإسلامية فی أصول الدین، بيروت، دار النهضة العربية، 1411 هـ.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الامم والملوك (تاريخ الطبري)، بيروت، دار التراث، د ت.
- العلوي، محمد بن عقيل، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية، بيروت، مؤسسة الفجر، 1991 م.
- القرشي، باقر شريف، موسوعة سيرة أهل البيت ، تحقيق: مهدي باقر القرشي، النجف الأشرف، مؤسسة الإمام الحسن (ع) لإحياء تراث أهل البيت (ع)، ط 2، 1433 هـ/2012 م .
- المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، بيروت، مؤسسة الوفاء، 1403 هـ.
- المزي، يوسف، تهذيب الكمال في أسماء الرجال، بيروت، دار الفكر، ط الأولى، 1414 هـ/1994 م.
- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط الأولى، 1411 هـ/1991 م.
- المفيد، محمد بن محمد، الإرشاد، تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث، قم، مؤتمر الشيخ المفيد، ط الأولى، 1413 هـ.
- المقرّم، عبد الرزاق، زيد الشهيد، قم ، النهضة، ط 2، 1995 م.
- المقريزي، أحمد بن علي، خطط الشام(المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار)، مشهد، 1379 ش.
- الواقدي، محمد بن سعد، الطبقات الكبرى، بيروت، دار الكتب العلمية، ط الأولى، 1410 هـ/1990 م.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، قم، دار الشريف الرضي، 1984 م.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، بيروت، دار صادر/ قم، مؤسسة نشر فرهنگ أهل بيت (ع)، د ت.
- حاتم، نوري، زيد بن علي ومشروعية الثورة عند أهل البيت (ع)، قم، مؤسسة دائرة معارف الفقه الإسلامي، ط 3، 1426 هـ/2006 م.
- سبط ابن الجوزي، يوسف بن فرغلي، تذكرة خواص الأمة، قم ، منشورات الشريف الرضي، ط الأولى، 1418 هـ/1997 م.
- شبر، عبد الله، مصابيح الأنوار في حلّ مشكلات الأخبار، قم، مكتبة بصيرتي، د.ت.