مسروق بن وائل
إقامة | الكوفة |
---|---|
سبب شهرة | التخلي عن القتال يوم عاشوراء لِمَا حلَّ بابن حوزة حين دعی عليه الحسين. |
أعمال بارزة | في مقدمة جيش عمر بن سعد في كربلاء. |
مسروق بن وائل الحضرمي، من جنود جيش ابن سعد في واقعة كربلاء وفي مقدمتهم. شارك في الحرب للحصول علی رأس الحسين وتقديمه إلی ابن زياد. لكنه سرعان ما انصرف عن القتال لذُعر أصابه جراء مشهد مروِّعٍ لمصرعِ مقاتلٍ يُدعی بابن حَوزة کان قد بادر إلی مشاحنة الحسين يوم عاشوراء.
أورد خبره هذا أبو مخنف في تاريخه عبر واسطتين، أحدهما أخو مسروق.
نسبته
تفيد نسبته - الحضرمي - وكذلك اسمه (مسروق) واسم أبيه وائل واسم أخيه عبد الجبار المتكررة ضمن سلسلة أنساب الحضرميين، أنه ينتمي إلی القبيلة التي كانت قد قدم كبيرها علی النبي (ص) من حضر موت اليمن.
نزلوا الكوفة بعد رسول الله في أيام علي بن أبي طالب ، ثم كانت لهم أخباراً مع معاوية، وميولاً إلی بني أمية، حيث أن جموعاً كثيرة منهم کانوا من أنصار عثمان، وکانت لهم إسهامات في ملاحقة شيعة عليّ وقتلهم، من بينها مقتل حجر بن عدي.[١]
حضوره في جيش ابن سعد
كان مسروق في جيش عمر بن سعد يوم عاشوراء، يتقدمهم لاحتياز رأس الحسين ، والتقرب به إلی ابن زياد.[٢]
كفه عن القتال
استولی الرُعب علی مسروق، فتنحّی عن القتال لمّا رأی سرعة استجابة دعاء الحسين علی أحد المقاتلين من جيش ابن سعد يوم عاشوراء، فكان من كلامه: لقد رأيت من أهل هَذَا البيت شَيْئًا لا أقاتلهم أبداً.[٣]
إخباره عن شأنه
صرّح مسروق بأن إصابة رأس الحسين والحصول عليه كان الهدف من وراء حضوره في مقدمة جيش عمر بن سعد. ثم ذكر السبب في تجنّب القتال بعد أن رأی بعينه سوء مصرع أحد جنود ابن سعد المتجاسرين علی الحسين ودعائه عليه وهلاكه لتوّه. [٤]
نقل هذا الخبر أبومخنف عن طريق عطاء بن سائب عن أخيه عبدالجبار بن وائل.[٥]
مشاحنة ابن حوزة مع الحسين
ذكر مسروق مشاحنة ابن حوزة مع الحسين يوم عاشوراء ودعاء الإمام عليه، فقال ما نصّه:
«كنت فِي أوائل الخيل ممن سار إِلَى الْحُسَيْن ، فقلت: أكون فِي أوائلها لعلي أصيب رأس الْحُسَيْن ، فأصيب بِهِ منزلة عِنْدَ عُبَيْد اللَّهِ بن زياد، قَالَ: فلما انتهينا إِلَى حُسَيْن تقدم رجل من القوم يقال لَهُ ابن حوزة، فَقَالَ: أفيكم حُسَيْن؟ قَالَ: فسكت حُسَيْن ، فقالها ثانية، فأسكت حَتَّى إذا كَانَتِ الثالثة قَالَ: قولوا لَهُ: نعم، هَذَا حُسَيْن ، فما حاجتك؟ قَالَ: يَا حُسَيْن ، أبشر بالنار، قَالَ: كذبت، بل أقدم عَلَى رب غفور وشفيع مطاع، فمن أنت؟ قَالَ: ابن حوزة، قَالَ فرفع الْحُسَيْن يديه حَتَّى رأينا بياض إبطيه من فوق الثياب ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حُزه إِلَى النار، قَالَ: فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم إِلَيْهِ الفرس وبينه وبينه نهر، قَالَ: فعلقت قدمه بالركاب، وجالت بِهِ الفرس فسقط عنها، قَالَ: فانقطعت قدمه وساقه وفخذه، وبقي جانبه الآخر متعلقاً بالركاب». [٦]
قَالَ أَبُو مخنف: وأما سويد بن حية، فزعم لي أن عَبْد اللَّهِ بن حوزة حين وقع فرسه بقيت رجله اليسرى فِي الركاب، وارتفعت اليمنى فطارت، وعدا بِهِ فرسه يضرب رأسه كل حجر وأصل شجرة حَتَّى مات.[٧]
الهوامش
- ↑ ابن عساکر، تاريخ مدينة دمشق، ج62، ص388. ابن الأثير، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج4، ص659. الثقفي، الغارات، ج2، ص554-629-813. الزرکلي، الأعلام، ج8، ص105.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص66.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص431. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص66. أبومخنف، وقعة الطف، ص220. المقرم، مقتل الحسين، ص241.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص431. ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج4، ص66. أبومخنف، وقعة الطف، ص35-220. المقرم، مقتل الحسين، ص241.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص431. أبومخنف، وقعة الطف، ص35-59.
- ↑ الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج5، ص431. أبومخنف، وقعة الطف، ص220. القمي، نفس المهموم، ص234.
- ↑ أبومخنف، وقعة الطف، ص220.
المصادر والمراجع
- ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، دار صادر، بيروت، 1385 هـ/ 1965 م.
- ابن عساکر، أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله، تاريخ مدينة دمشق، د ن، د م، د ت.
- أبومخنف، لوط بن يحيى بن سعيد بن مخنف، وقعة الطف، جامعة المدرسين، قم، ط3، 1417 هـ.
- الثقفي الکوفي، أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، الغارات، تحقيق: جلال الدين محدث، انجمن آثار ملى، طهران، ط1، 1395 هـ.
- الجزري، عزالدين بن الأثير أبو الحسن علی بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الفکر، بيروت، 1409 هـ.
- الزرکلي، خیر الدین، الأعلام، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربین والمستشرقین، دارالعلم للملایین، بيروت، 1989 م،
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، تحقيق: محمدأبوالفضل ابراهيم، دار التراث، بيروت، 1387 هـ/ 1967 م.
- المقرم، عبدالرزاق، مقتل الحسين ، مؤسسة الخرسان للمطبوعات، بيروت، 1426 هـ/ 2007 م.
- القمي، عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم، نفس المهموم في مصيبة سيدنا الحسين المظلوم ويليه نفثة المصدور فيما يتجدد به حزن العاشور، المكتبة الحيدرية، النجف الأشرف، 1421 هـ.