حوزة سامراء العلمية

من ويكي شيعة
صورة السيد محمد حسن الشيرازي مؤسس الحوزة العلمية في سامراء

حوزة سامراء العلمية، هي إحدى الحوزات العلمية التي نشأت بعد هجرة الميرزا محمد حسن الشيرازي المعروف بالمجدد الكبير في سنة 1291 هـ إلى سامراء، حيث ازدهرت على يده الحركة العلمية، وتوافدت إليها العلماء والطلبة، وعُمّرت فيها المدارس الدينية، واستمرت إلى قرابة عشرين سنة، وهي في أوج حركتها العلمية في مختلف العلوم الدينية.

اضمحلت الحركة العلمية فيها شيئاً فشيئاً بعد وفاته سنة 1312 هـ، وخصوصاً بعد نقل الزعامة الدينية بعده إلى حوزة النجف الأشرف.

نبذة عن مدينة سامراء

سامراء قديماً

سامرا اسم آراميّ وهو في أصله مقصور كسائر الأسماء الآرامية بالعراق، مثل: كربلا، عكبرا، عقربا، تامرّا ، وقد مدّ العرب كثيراً من هذه الأسماء الآرامية المقصورة في استعمالها، وبخصوص مدّ (سامرا) وجعلها (سامراء) فهو مُحدث أحدثه العرب إجراءاً منهم لهذا الاسم مجرى الأسماء العربية. وحكى بعضهم عنها عدة لغات: سر من رأى، وساء من رأى، وسامراء، وساميرا، وغيرها.[١]

بعد بناء( سرَّ من رأى) من قبل المعتصم ونزوله فيها؛ لتكون عاصمة الدولة العباسية،[٢]، وعند تسنم المتوكل كرسي الخلافة فكّر بأن يستقدم الإمام علي بن محمد الهاديعليه السلام إلى سامراء آخذاً بأسلوب المأمون العباسي، حيث كان يرى أنّ الإمام حال وجوده في المدينة، بعيداً عنه، يشكّل خطراً على الدولة لا محالة، فلابدّ من استقدامه إلى سامراء حتى يأمن خطره، فعمرت سامراء بالإمام، وصارت إليها الرحال وتردد الناس إليها.[٣]

معنى الحوزة العلمية

الحوزة العلمية مصطلح يحمل في معناه ميراث يمتد إلى ألف عام، حيث اصطلح عليه العلماء إشارة إلى المؤسسة الدينية التي تحمل منهجية العلوم الإسلامية( الأصول والفروع) بكل ما ينفع العالِم والمتعلم.[٤]

نشوء الحوزات العلمية

السيرالتاريخي للحوزات العلمية

مركزية الحوزات العلمية الشيعية

الحوزة العلمية


الحوزة العلمية في الكوفة
الحوزة العلمية في قم
الحوزة العلمية في بغداد
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في الحله
الحوزة العلمية في النجف
الحوزة العلمية في أصفهان
الحوزة العلمية في كربلاء
الحوزة العلمية في النجف
حوزة قم العلمية

عصر المرجعية


القرن الثاني الهجري
القرن الثالث و الرابع الهجريين
القرن الرابع الهجري
القرن الخامس و السادس الهجريين
القرن السابع إلى التاسع الهجري
القرن العاشر الهجري
القرن الحادي عشر و الثاني عشر الهجريين
القرن الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين
الرابع عشر و الخامس عشر الهجريين
القرن الخامس عشر الهجري


إنّ نشوء الحوزات الشيعية على طوال التأريخ بدأ نشاطه أواخر القرن الثاني للهجرة، ففي عهد الأئمة الثلاثة- الإمام الجواد، والهادي، والعسكريعليهم السلام نشأت عدّة مراكز وحوزات علمية[٥]، ومن أبرزها:

1-حوزة قم: حيث حوت التدوين والتأليف والنشر والتدريس والتتلمذ والتي لا تزال تحتفظ إلى اليوم بآثار الأجّلاء، فتخرج من هذه الحوزة ثلّة من المحدثين والرواة والمؤلفين، كالشيخ العياشي، والشيخ الكشي، والسمرقند، وغيرهم.[٦]

2-حوزة بغداد: حوزة بغداد العلمية اقترن تأسيسها مع تأسيس العباسيين للمدينة ومع إمامة الإمام موسى الكاظمعليه السلام، وقد تألق نجمها وذاع صيتها خلال المائة عام من عمر الدولة العباسية التي تولى فيها البويهيون الشيعة سدّة الوزارة والحكم في بغداد، حيث أنجبت بغداد في تلك الفترة كبار العلماء وفطاحل الفقهاء، كابن الجُنيد والشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي.

خاض علماء وفقهاء المدرسة البغدادية في شتّى العلوم والمعارف الرائجة في ذلك العصر، كالفقه، وأصول الفقه، وعلم الحديث، والكلام والحكمة (الفلسفة)، وتفسير القرآن، والتاريخ والتراجم والرجال فضلاً عن علم الفلك والرياضيات، وغيرها من العلوم.

3-حوزة النجف: قد شكّلت مرحلة مهمة ومركزاً للحوزة العلمية في الفقاهة والحديث وسائر العلوم الإسلامية، وذلك أثر توافد طلاب العلوم الدينية إليها، وشكّلوا النواة الأولى للحوزة العلمية منذ الأيام الأولى بعد تخفيف الطوق على مرقد الإمام عليعليه السلام، وكان التحاق وهجرة الشيخ الطوسي سنة 450هـ إليها كإطلالة بدر منير على النجوم المضيئة في السماء العلمي في النجف، حيث بعث فيها روحاً جديدةً وأوجد نهضةً علمية لم تعهدها من قبل. [٧]

4-حوزات أخرى:توالت بعد ذلك الحوزات الشيعية في الظهور، كحوزة كربلاء، وحلب، وطرابلس، وجبل عامل، والحلة[٨]، وكذلك ظهرت حوزة سامراء واصفهان ومشهدوغيرها، مما زاد في الحركة العلمية العظمى حتى وصلت إلينا.

نشوء حوزة سامراء

حوزة سامراء - المجدد الشيرازي

عندما نقل المرحوم الشيرازي الكبير مقر زعامته وحلقة درسه إلى سامراء، كان لابدّ أن تزدهر الحركة العلمية في هذه المدينة، وأن يتوفر لها جاذب قوي لكبار العلماء وأساتذة أجلاء، الذين بدؤوا يتوجهون إلى سامراء تباعاً، ويقيمون فيها حلقات دروسهم وأبحاثهم.[٩] وقد ذُكرت أقوال كثيرة في سبب هجرته:

منها: أنه تضايق من وجود بعض الفرق الجاهلة فيها، أي: الزركت والشمرت.

ومنها: أنّ الباعث على الهجرة هو إرادة الإنفراد لانحياز سامراء وبُعدها عن مجتمع العلماء ومن يدّعي العلم، فيتم له فيها ما لا يتم له في غيرها.

ومنها: قد يكون العزم على الهجرة إرادة عمران البلد وتسهيل أمور الزائرين الوافدين إليها، ورفع ما كان يقع عليهم من المشقات، حيث كان في عهده قبل سكناه فيها بمنزلة قرية صغيرة، فلما سكنها عمُرت عمراناً فائقاً وبُنيت فيها الدور والأسواق وسكن فيها الغرباء ومن يطلب المعايش وكثر إليها الوافدون وصار فيها عدد من طلاب العلم والمدرسين لا يستهان به.[١٠]

عصر الازدهار

إنّ للشخصيات الكبيرة الدور المهم في صنع التأريخ، وكلما كان نفوذ وتأثير الشخص قوي في أتباعه وأنصاره ومقلّديه سيؤدي لا محالة إلى ازدهار الحركة العلمية وتوفر الجذب القوي لكبار العلماء، وكان ذلك متمثلاً بتوجه الميرزا الشيرازي المجدد الكبير إلى سامراء، حيث كان ذلك عصر ازدهار الحركة العلمية في حوزة سامراء، أي: منذ هجرته إلى سامراء في 21 من شهر شعبان سنة1291.

وبعد أن استوطن الشيرازي سامراء التي ذهب إليها زائراً، أخذ تلامذته يتبعونه إلى هناك تدريجياً، ثمّ انضم إليه أفراد عائلته، وصار ينفق الأموال الطائلة في سامراء، وكسب قلوب شيوخ العشائر في المدينة، فقد شيد أكبر مدرسة دينية في العراق تعرف باسم (مدرسة الميرزا) كما بنى سوقاً كبيراً ودوراً، وصارت مظاهر التشيع تظهر في المدينة التي هي مدينة سنية بالكامل.[١١]

عصر الركود

بعد موت المجدد الشيرازي الكبير، ومضي 21 سنة له في سامراء، انتقل ثقل الزعامة الدينية من جديد إلى النجف الأشرف، وكان طبيعياً أن تعقد الرئاسة والمرجعية الكبرى لزميله العالم الشيخ حبيب الله الرشتي، لكنه هو الآخر توفي في نفس السنة، ومن هنا تحولت الرئاسة والمرجعية العلمية لجملة من العلماء المجتهدين الكبار، منهم: العلامة محمد الشربياني، والعلامة الشيخ حسن المامقاني، وغيرهم. [١٢] وحيث لا يوجد من يقوم مقام المجدد الكبير في إدارة شؤون المدينة فضلاً عن الحوزة العلمية، تعطّلت على أثرها المدرسة، ولعل في السنين الأخيرة أشرفت على الخراب.[١٣]

الشخصيات البارزة

كان لا يحضر درس الميرزا الشيرازي إلّا المحصّلون الكبار، حيث تخرج على يده عدد كبير من الأئمة الأعلام وربّى خلقاً كثيراً، ومنهم جماعة من المجتهدين، فمن بعض الأسماء البارزة الذين كانوا من تلامذة المجدد الكبير هم: السيد إبراهيم الدامغاني، والسيد إبراهيم ورودي الخراساني، والميرزا إبراهيم الشيرازي، والميرزا إبراهيم المحلاتي، والملا أبو طالب السلطانابادي، والميرزا أبو الفضل كلنتر الطهراني، والشيخ إسماعيل الترشيري، والسيد إسماعيل الشيرازي، والميرزا حسين السبزواري، والميرزا حبيب الله الخراساني، والشيخ شريف الجواهري، والشيخ علي الرشتي اللاري، والشيخ فضل الله النوري الطهراني، والميرزا محمد تقي الشيرازي، والسيد محمد الهندي، والميرزا مهدي الشيرازي، وغيرهم ممن يعسر عدهم.[١٤]

الهوامش

  1. الخليلي، موسوعة العتبات المقدسة، ص 7.
  2. المسعودي، مروج الذهب، ج 4، ص 58.
  3. الصدر، تاريخ الغيبة، ج 1، ص 57.
  4. فقه أهل البيتعليهم السلام، مؤسسة دائرة المعارف، ج 35، ص 173.
  5. فقه أهل البيتعليهم السلام، مؤسسة المعارف، ج 2، ص 8.
  6. فقه أهل البيتعليهم السلام، مؤسسة المعارف، ج 2، ص 8.
  7. بداية الحوزة العلمية في النجف الأشرف
  8. فقه أهل البيتعليهم السلام، مؤسسة المعارف، ج 2، ص 9.
  9. موقع: شبكة كربلاء المقدسة :http://www.holykarbala.net/books/tarikh/haraka-ealmiya/11.html
  10. موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي، ص، 306
  11. أعيان الشيعة، محسن الأمين، ج5، ص، 306
  12. موقع: شبكة كربلاء المقدسة http://www.holykarbala.net/books/tarikh/haraka-ealmiya/11.html</re
  13. أعيان الشيعة، محسن الأمين، ج5، ص، 306
  14. اعيان الشيعة، محسن الأمين، ج 5 ، ص، 308

المصادر والمراجع

  • ابن الأثير، علي بن محمد، الكامل في التاريخ، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 1، 1432 هـ.
  • المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب ومعادن الجوهر، بيروت، دار الفكر، 1426 هـ.
  • ابن كثير، إسماعيل بن عمر، البداية والنهاية، بيروت، المكتبة العصرية، 1431 هـ.
  • الأمين، محسن، اعيان الشيعة، بيروت، دار التعارف، 1403 هـ.
  • الصدر، محمد محمد صادق، تاريخ الغيبة، بيروت، مكتبة البصائر، 1432 هـ.
  • فقه أهل البيت عليهم السلام، مؤسسة دائرة المعارف، قم- ايران، 1425 هـ.
  • موسوعة العتبات المقدسة، جعفر الخليلي، بيروت، مؤسسة الأعلمي، ط 2، 1407 هـ.
  • بداية الحوزة العلمية في النجف الأشرف
  • شبكة كربلاء المقدسة

وصلات خارجية