ثورة المختار، هي الثورة التي قام بها المختار الثقفي طلباً للثأر بدم شهداء كربلاء. بدأت الثورة سنة 66 هـ في الكوفة، حيث قام المختار بقتل الكثير من قتلة شهداء كربلاء ومن شارك فيها، ومنهم: عبيد الله بن زياد، وعمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وسنان بن أنس وغيرهم، وكان شعار الثورة (يا لثارات الحسين)، وكان الإذن بالثورة من محمد بن الحنفية.
ثورة المختار الثقفي | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
من الثورات الشيعية | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
الشيعة | الزبيريون - المروانيون | ||||||||
القادة | |||||||||
المختار الثقفي | عبد الله بن مطيع - عبيد الله بن زياد | ||||||||
الخسائر | |||||||||
القصاص من قتلة شهداء كربلاء |
استمرت ثورة المختار الثقفي حتى سنة 67 هـ، وقد انتهت بهجوم مصعب بن الزبير على الكوفة بجيش كبير بمساعدة المهلب بن أبي صفرة، ودارت حرب بينهما انتهت باستشهاد المختار الثقفي ومجموعة من أصحابه، وقد أعدم مصعب 7000 نفراً أسرهم من أصحاب المختار بعد استشهاده.
نسب المختار الثقفي
وهو المختار بن أبي عبيد بن مسعود بن عمرو بن عمير بن عوف بن عقدة بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي أبو إسحاق،[١] وينتمي إلى قبيلة ثقيف وكان جدّه مسعود الثقفي من وجوه الحجازيين، ويقال: إن مسعوداً جدّه هو عظيم القريتين.[٢]
هدف الثورة
كان المختار الثقفي في سجن ابن زياد أيام واقعة كربلاء؛ ولذلك لم يتمكن من نصرة الإمام الحسين ، ولما خرج من السجن عزم على أخذ الثأر من قتلة الإمام الحسين(ع) فالتحق بعبد الله بن الزبير في الحجاز الذي كان يخوض حربا ضد يزيد، ثم ما لبث أن رجع إلى الكوفة وقام بثورته للأخذ بالثأر،[٣] وقال بعض المؤرخين: فأقسم - المختار الثقفي - ليأخذن بثأر الحسين وليقتلن بقتله عدة من قُتل على دم يحيى بن زكريا .[٤]
مقدمات الثورة
انتقل المختار قبل القيام بالثورة إلى عدة أماكن، ودارت معه أحداث كثيرة، ومنها:
لقاء المختار بعبد الله بن الزبير
بعد أن خرج المختار الثقفي من سجن ابن زياد ذهب إلى الحجاز، وقدم على عبد الله بن الزبير، ولم يتوافقا فلم يبايعه ولحق بالطائف وبقي فيها سنة، ثم أقبل المختار ودخل المسجد الحرام وابن الزبير فيه، فقال: اذكر غائبا تره، فطاف المختار بالبيت وصلى عند الحجر ركعتين، ثم جلس واجتمع إليه قوم يسلّمون عليه، واستبطأه ابن الزبير ولم يذهب إليه، فلما كان الليل أتى عباس بن سهل بن سعد الساعدي للمختار ودخلا على ابن الزبير، فسلّم عليه ابن الزبير وصافحه، فابتدأ المختار القول فقال: إنه لا خير في الإكثار من المنطق، ولا حظّ فِي التقصير عن الحاجة، وقد جئتك لأبايعك على أَن لا تقضي أمرًا دوني، وعلى أَن أكون أول من تأذن له، وإذا ظهرت استعنت بي على أفضل عملك؟ فقال ابن الزبير: أُبايعك على كتاب الله وسنة نبيه، فقال المختار: لو أتاك شر غلماني لبايعته هذه المبايعة العامة، والله لا أبايعك إلا على هذه الخصال، فبسط ابن الزبير يده فبايعه، مكث المختار معه حتى انصراف جيش حصين بن نمير السكوني بعد أن قاتلهم، ولما رأى أنَّ ابن الزبير لا يفي بشئ من شروط البيعة خرج إلى الكوفة.[٥]
لقاؤه بابن الحنفية
لما أراد المختار الخروج من الحجاز إلى الكوفة ذهب إلى محمد بن الحنفية وطلب منه الإذن من أجل الثأر لدم الإمام الحسين وقتل قتلته، فلم يأمره ولم ينهه، فقال: إنَّ سكوته عني إذن لي وودّعه، فقال له ابن الحنفية: عليك بتقوى اللَّه ما استطعت.[٦]
رجوعه للكوفة
بقي المختار الثقفي مع ابن الزبير بعد موت يزيد بن معاوية خمسة أشهر، وأخذ يسأل من يأتي من أهل الكوفة عن حال الناس هناك، فأخبره هانئ بن جُبّة الوداعي بطاعة أهل الكوفة لابن الزبير إلا أنَّ طائفة من الناس لو كان لهم من يجمعهم على رأيهم أكل بهم الأرض إلى يوم (يعني الشيعة)، فقال المختار: أنا أبو إسحاق، أنا والله لهم أن أجمعهم على الحق، وألقي بهم ركبان الباطل، وأهلك بهم كل جبار عنيد، ثم ركب راحلته نحو الكوفة فوصل إلى نهر الحيرة يوم الجمعة فاغتسل ولبس ثيابه، ثم ركب فمر بمسجد السكون وجبانة كندة لا يمر على مجلس إلا سلّم على أهله، وقال: أبشروا بالنصرة والفلج أتاكم ما تُحبون، فاجتمع معه الكثير من الشيعة.[٧]
مع ثورة التوابين
لما رجع المختار الثقفي إلى الكوفة واجتمع حوله الشيعة بيّن لهم أنه أمير محمد بن الحنفية عليهم، وقد أمره بقتل المحلين والطلب بدماء أهل بيته الطيبين، وكان بعض الشيعة مجتمعين حول سليمان بن صرد الخزاعي، فقال لهم المختار: أنَّ سليمان يُريد أن يقتلكم ونفسه، فإنَّه لا علم له بالحروب وسياسة الأمور، فمال للمختار الكثير من الشيعة.[٨]
بقايا التوابين
بعد انتهاء معركة التوابين مع المروانيين ورجوع من بقي منهم إلى الكوفة أرسل المختار الثقفي وهو في سجن الزبيريين إلى من بقي منهم كتابا عزّاهم فيه على من استشهد من التوابين، وبشّرهم بأنه سيخرج وسيكمل مسيرة التوابين بأخذ الثأر لدم الإمام الحسين وأرسل هذا الكتاب مع سيحان بن عمرو إلى رفاعة بن شداد، والمثنى بن محربة العبدي، وسعد بن حذيفة بن اليمان، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد الله بن شداد البجلي، وعبد الله بن كامل الشاكري، فقرأ عليهم الكتاب، فسُروا بكتابه، وبعثوا إليه ابن كامل، وقالوا: قل له: إن شئت أن نأتيك حتى نخرجك من السجن فعلنا، فمنعهم من ذلك وأخبرهم أنه سيخرج من السجن قريبا.[٩]
عهده لحاكم الكوفة
- عندما كان المختار في سجن ابن الزبير أرسل رسالة إلى زوج أخته عبد الله بن عمر طلب منه أن يتوسط له عند والي الكوفة الزبيري في إخراجه من السجن لأنَّه سُجن ظلما، فكتب ابن عمر إلى عبد الله بن يزيد وإبراهيم بن محمد بن طلحة وبيّن لهما علاقته بالمختار وأقسم عليهما بالمودة التي بينهم أن يخليا سبيله، فلمّا قرأ الكتاب، طلبا من المختار كفلاء فأتاه جماعة من أشراف الكوفة، فاختارا منهم عشرة ضمنوه، وحلّفاه أن لا يخرج عليهما، فإن هو خرج فعليه ألف بدنة ينحرها لدى رتاج[١٠] الكعبة، ومماليكه كلّهم أحرار.
- ولما خرج من السجن قال: قاتلهم اللّه ما أجهلهم وأحمقهم حيث يرون أنّي أفي لهم بأيمانهم هذه، أمّا حلفي باللّه فإنّه ينبغي إذا حلفت يمينا ورأيت ما هو أولى منها أن أتركها وأعمل الأولى واكفّر عن يميني، وخروجي خير من كفّي عنهم، وأمّا هدي ألف بدنة فهو أهون عليّ من بصقة، وما يهوّلني ثمن ألف بدنة، وأمّا عتق مماليكي فو اللّه لوددت أنّه استتبّ لي أمري من أخذ الثّأر، ثمّ لم أملك مملوكا أبدا.[١١]
المختار والثورة
لقد مرَّ المختار أثناء قيامه بالثورة بالكثير من الأحداث، ومنها:
تحشيد القوی
لقد قام مجموعة من أصحاب المختار من أمثال: سائب بن مالك الأشعري، ورفاعة بن شداد، ويزيد بن أنس، وأحمر بن شميط الأحمسي، وعبد الله بن شداد البجلي، بجمع الشيعة لنصرته وأخذ البيعة منهم من أجل القيام بالثورة لأخذ الثأر لدم الإمام الحسين .[١٢]
نيابته عن ابن الحنفية
ذكر المؤرخون أنَّ المختار عندما رجع إلى الكوفة قال لهم: إنَّ محمد بن الحنفية بعثني إليكم أمينا ووزيرا، وأمرني بقتال الملحدين، والطلب بدم أهل بيته، فبايعوه.[١٣]
الشك في نيابته
بعد ان أعلن المختار أن مبعوث من محمد بن الحنفية جاء عبد الرحمن بن شريح إلى وجوه الشيعة فقال لهم: إِن المختار يريد الخروج بنا ولا ندري لعل محمد بن علي لم يوجهه إلينا، فانهضوا بنا إِليه لنخبره خبره فإن رخص لنا في اتباعه اتبعناه، وإن نهانا عنه اجتنبناه فما ينبغي أن يكون شيء آثر عندنا من أدياننا.[١٤]
لقاء أهل الكوفة بابن الحنفية
خرج كلٌ من عبد الرحمن بن شريح الشبامي، والأسود بن جراد الكندي، وسعر بن أبي سعر الحنفي في عدة معهم إلى ابن الحنفية، فلما لقوه وسألوه عن إدعاء المختار في أنه مبعوثٌ منه للأخذ بالثأر لدم الإمام الحسين ، فقال ابن الحنفية: إِنَّ الفضل بيد اللَّه يؤتيه من يشاء، فالحمد للَّه على ما آتانا وأعطانا، وأما المصيبة بحسين فقد خصت أهله، وعمّت المسلمين، وما دعاكم المختار إليه، فو الله لوددت أَن اللَّه انتصر لنا بمن شاء من خلقه، فقالوا: هذا إذن منه، ورخصة.[١٥]
وقد ورد في بعض الروايات أنَّ محمد بن الحنفية لما سأله القوم عن دعوى المختار قال لهم: قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين فلما دخل ودخلوا عليه أخبر خبرهم الذي جاءوا لأجله، قال(ع): يا عم لو أنَّ عبدا زنجيا تعصب لنا أهل البيت لوجب على الناس موازرته، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ما شئت فخرجوا وقد سمعوا كلامه، وهم يقولون أذن لنا زين العابدين(ع) ومحمد بن الحنفية.[١٦]
وقد ذهب بعض علماء الشيعة كالسيد الخوئي، إلى أنَّ ثورة المختار الثقفي كانت بإذن من الإمام السجاد .[١٧]
اتفاقه مع إبراهيم بن مالك الأشتر
ذهب المختار الثقفي إلى إبراهيم بن مالك من أجل دعوته للثورة للأخذ بثأر الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا في كربلاء ممن قتلهم، وسلّمه كتاب محمد بن الحنفية الذي يدعوه فيه للثورة مع المختار،[١٨] ولكن إبراهيم استراب أول الأمر من هذا الكتاب بسبب إختلافه في الأسلوب التعبيري عن كتب سابقة جاءته من ابن الحنفية،[١٩] ولكن شهد أشخاص مثل يزيد بن أنس الأسدي، وأحمر بن شميط البجلي، وعبد الله بن كامل الشاكري على صحة هذا الكتاب من ابن الحنفية، فاستجاب إبراهيم لهذه الدعوة وبايع المختار الثقفي.[٢٠]
تاريخ بداية الثورة
اتفق المختار الثقفي مع أنصاره على أن تكون بداية الثورة في النصف من ربيع الأول 66 هــ، ولكن لاستكمال بعض الاستعدادات تقرر النهوض في يوم الخميس بعد النصف من شهر ربيع الأول،[٢١] وكان أنصار المختار يترددون عليه مما أثار حفيظة أمير الكوفة الزبيري عبد الله بن مطيع.[٢٢]
طلب عبد الله بن مطيع من رئيس شرطته إياس بن مضارب أن ينشر الجواسيس ليستطلع حال المختار وأصحابه، وفي يوم الأربعاء - أي قبل يوم من موعد الثورة - اعترض إياس بن مضارب وجماعة معه إبراهيم بن مالك ومن معه حيث كان في طريقه لبيت المختار، فقتل إبراهيمُ إياسَ، فبدأت الثورة بذلك ودارت حرب بين إبراهيم بن مالك الأشتر والمختار الثقفي وأنصارهما في الكوفة من جهة وبين عبد الله بن مطيع وراشد بن إياس من جهة أخرى، قُتِلَ فيها راشد وتراجع ابن مطيع إلى القصر، فحاصره إبراهيم بن مالك الأشتر فيه، وبعد أيام فرّ ابن مطيع.[٢٣]
شعار الثورة
بعد أن أخبر إبراهيمُ بن مالك المختارَ بقتله إياس بن مضارب، فقال المختار: بشّرك اللَّه بخير فهذا أول الفتح، ثم لبس المختار سلاحه وأمر فنودي: (يا مَنْصُور أمت)،[٢٤] وهو شعار النبي في معركة بدر،[٢٥] وفي غزوة بني المصطلق،[٢٦] وقد رُفع هذا الشعار في الكثير من الثورات الشيعية التي قامت فيما بعد كثورة زيد الشهيد وغيرها من الثورات،[٢٧] ونقلت روايات أخرى أنَّ المختار أمر بعض أصحابه برفع شعار (يا لثارات الحسين) كشعار لبداية الثورة.[٢٨]
الانتقام من قتلة الحسين(ع)
قام المختار الثقفي بتتبع كل من شارك في واقعة الطف وقتلة الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه في كربلاء، وقتلهم، ومنهم:[٢٩]
اسم المجرم | الجريمة | نوع العقوبة |
---|---|---|
عبيد الله بن زياد | والي الكوفة من قبل يزيد | قتله إبراهيم بن مالك الأشتر في معركة خازر |
عمر بن سعد | قائد جيش الكوفة في واقعة الطف | قتله بالسيف وقطع رأسه |
حفص بن عمر بن سعد | مساعدته لأبيه في واقعة الطف | قطع رأسه |
شمر بن ذي الجوشن | قائد المشاة وقاتل الحسين(ع) وجرائم أخرى | قتله وقطع رأسه |
سنان بن أنس النخعي | قاطع رأس الإمام الحسين(ع) وجرائم أخرى | قطع يديه ورجليه ورميه في الزيت المغلي |
خولي بن يزيد الأصبحي | حامل رأس الإمام الحسين(ع) وجرائم أخرى | رميه في النار |
بجدل بن سليم الكلبي | قاطع أصبع الإمام الحسين(ع) | قطع أصابعه ويديه ورجليه |
حرملة بن كاهل الأسدي | رمى سهاما على الحسين والعباس وعبد الله الرضيع(ع) وجرائم أخرى | قطع يده رجله ورميه في النار |
حكيم بن طفيل الطائي | قاتل العباس بن علي(ع) | إثبات يديه ورجليه بالمسامير ورميه بالسهام |
مرة بن منقذ العبدي | قاتل علي الأكبر(ع) | قطع يده وإصابته بالشلل بعد هربه |
زيد بن رقاد الجهني | رامي عبد الله بن مسلم بن عقيل بسهم وجرائم أخرى | رميه بالنبل والحجارة ثم أحراقه بالنار |
عمرو بن صبيح الصيداوي | قاتل عبد الله بن مسلم بن عقيل | طعنه بالرمح مرات حتى مات |
عبد الله بن أسيد الجهني | شارك في القتال في واقعة كربلاء | قطع رأسه |
حمل بن مالك المحاربي | شارك في القتال في واقعة كربلاء | قطع رأسه |
الرقاد بن مالك البجلي | نهب أموال الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس |
عمرو بن خالد البجلي | نهب أموال الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس |
عبد الرحمن بن البجلي | نهب خيمة ولباس الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس |
عبد الله بن قيس الخولاني | مشاركته في الحرب ونهب أموال الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس |
مالك بن النسر الكندي | نهبه لعمامة الإمام الحسين(ع) | قطع يديه وإحدى رجليه |
عثمان بن خالد الجهني | قاتل عبد الرحمن بن عقيل | قطع رأسه وأحراقه |
زياد بن مالك | مشاركته في الحرب ونهب لباس الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس |
عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي | مشاركته في الحرب ونهب لباس الإمام الحسين(ع) | قطع رأسه أمام الناس
|
إسحاق بن حوية الحضرمي | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
رجاء بن منقذ العبدي | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
سالم بن خثيمة الجعفي | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
واحظ بن ناعم | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
صالح بن وهب الجعفي | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
هاني بن ثبيت الحضرمي | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
أسيد بن مالك | سحق جسد الإمام الحسين(ع) بالخيول | شدّ يديه ورجليه ووطئ الخيل ظهره |
استجابة دعاء الإمام السجاد(ع)
روي عن المنهال بن عمرو أنه دخل على الإمام علي بن الحسين السجاد عندما ذهب للحج، فسأله عن حال حرملة بن كاهل الأسدي، فأخبره أنه لا زال حيا في الكوفة، فرفع الإمام السجاد يديه، ثم قال: اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِيدِ اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ، وقد حقق الله هذا الدعاء على يد المختار الثقفي.[٣٠]
الحرب مع المروانيين
بعد انتصار ثورة المختار الثقفي في الكوفة واقتصاصه من أكثر قتلة الإمام الحسين ومن شارك في كربلاء، قرر الإقتصاص ممن أمر بقتل الإمام الحسين(ع)، فجهّز جيشا وكان تعداده تسعة الآف بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر وأمره بالتوجه إلى الشام للإقتصاص منهم.[٣١]
معركة الخازر وقتل ابن زياد
أرسل المختار الثقفي يوم 6 أو 8 من شهر ذي الحجة سنة 66 هـ جيشا بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر إلى الشام، وخرج عبيد الله بن زياد بجيش كبير لمواجهة إبراهيم وجيشه وصارت المواجهة بين الجيشين في منطقة قرب الموصل.[٣٢]
بدأت الحرب في يوم 10 محرم سنة 67 هـ على شاطئ خازر قرب الزاب على مسافة 5 فراسخ من الموصل، انتصر فيها جيش إبراهيم وقتل عبيد بن زياد وعددا من قتلة الإمام الحسين ، ومنهم الحُصين بن نُمير وشُرحبيل بن ذي كلاع،[٣٣] وقيل: أنَّ إبراهيم أحرق أجسادهم بعد قتلهم،[٣٤] بعد أن بعث برؤوسهم إلى المختار، فأرسلها فنُصبت بمكة.[٣٥]
جيش الخشبية
بعد انتصار ثورة المختار الثقفي في الكوفة وأخذه للثأر بدم الإمام الحسين ضاق ابن الزبير بابن الحنفية ذرعا فجمعه مع عبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلا من بني هاشم وحصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم، وقال: لا تمضى الجمعة حتى تبايعوا أو أضرب أعناقكم، أو أحرقكم بالنار،[٣٦] وذهب بعض المؤرخين إلى أنَّ ابن الزبير جمعهم قرب بئر زمزم فوجه المختار الثقفي مجموعة من أصحابه الأشداء لإنقاذهم فوجه أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا ومعه ظبيان بن عمير في أربعمائة راكبا، وأبا المعتمر في مائة، وهانئ بن قيس في مائة، وعمير بن طارق في أربعين، ويونس بن عمران في أربعين، وخرج أبو عمران حتى نزل ذات عرق، ولحقه ابن طارق وسار بهم حتى دخلوا المسجد الحرام، وهم ينادون: يا لثارات الحسين، حتى انتهوا إلى زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرقهم، وكان قد بقي من الأجل يومين، فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم، ودخلوا على ابن الحنفية، فقالوا له: خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير، فقال لهم: إني لا أستحل القتال في حرم الله ، ثم تتابع المدد فخرج ابن الحنفية في أربعة آلاف.[٣٧]
قال المؤرخون: إنَّ سبب تسميتهم بالخشبية؛ لأنَّهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب، كراهة شهر السيوف في الحرم، وقيل: لأنَّهم أخذوا الحطب الذي أعدَّه ابن الزبير.[٣٨]
الحرب مع الزبيريين
بعد تخليص المختار الثقفي لمحمد بن الحنفية من القتل بواسطة جيش الخشبية، وبعد فرار بعض قتلة الإمام الحسين كشبث بن ربعي ومحمد بن الأشعث بن قيس وإلتحاقهم بمصعب بن الزبير في البصرة أخذوا يُحرّضون مصعب على حرب المختار، فكتب مصعب إلى المهلب، وهو عامله على فارس: أن أقبل إلينا تشهد أمرنا، فإنا نريد المسير إلى الكوفة.[٣٩]
الحرب خارج الكوفة
أقبل المهلب بجموع كثيرة وأموال عظيمة، فدخل على مصعب، فأمر مصعب الناس بالمعسكر عند الجسر الأكبر، وبلغ المختار الخبر فخطب في أهل الكوفة وحثهم على القتال وأمرهم بالخروج مع أحمر بن شميط فخرج ابن شميط حتى ورد المدائن، وجاء مصعب فعسكر قريبا منه، فاقتتلوا، فقُتِلَ ابن شميط، وانهزم أصحابه.[٤٠]
بعد مقتل ابن شميط والذين معه خرج المختار الثقفي حتى نزل حروراء، وتزاحف الناس ودنا بعضهم من بعض واقتتلوا قتلا شديدا فانهزم جيش مصعب فاستعان بالمهلب ومن معه فقال له: ما تنتظر أن تحمل على من بإزائك! ألا ترى ما يلقى هذان الخمسان منذ اليوم! احمل بأصحابك، فامتنع المهلب عن الهجوم، فأرسل إليه مصعب مرة أخرى قائلا: لا أبا لك! ما تنتظر أن تحمل على القوم! فمكث غير بعيد، ثم هجم المهلب حتى هزموا جيش المختار.[٤١]
الحرب داخل الكوفة
بعد هزيمة جيش المختار وتفرق من كانوا حوله قال له من معه: أيها الأمير اذهب إلى القصر، فجاء حتى دخله، ودخل مصعب وجيشه الكوفة حتى نزل السبخة فقطع عن المختار وأصحابه الماء والطعام، فاشتد على المختار وأصحابه العطش، وكانوا يشربون ماء البئر يعملون فيه العسل، ثم أنَّ مصعبا أمر أصحابه فاقتربوا من القصر واشتد الحصار عليهم، فقال لهم المختار: ويحكم إنَّ الحصار لا يزيدكم إلا ضعفا، فانزلوا بنا فنقاتل حتى نُقتل كراما إن نحن قُتلنا، فوالله ما أنا بآيس إن صدقتموهم أن ينصركم الله، فضعفوا ولم يفعلوا، فقال لهم: أمَّا أنا فوالله لا أعطي بيدي، ولا أُحكِّمكم في نفسي، وإذا خرجتُ فقُتلت لم تزدادوا إلا ضعفا وذُلا، فإنَّ نزلتم على حُكمهم، وثبت أعداؤكم فقتلوكم، وبعضكم ينظر إلى بعض فتقولون: يا ليتنا أطعنا المختار، ولو أنَّكم خرجتم معي كنتم إن أخطأتم الظفر مُتم كراما.[٤٢]
قتل المختار
ثم إنَّ المختار الثقفي تطيّب وتحنط وخرج من القصر في تسعة عشر رجلا، ثم تقدَّم فقاتل حتى قُتل قتله رجلان من بني حنيفة أخوان، أحدهما طرفة، والآخر طرَّاف ابنا عبد الله بن دجاجة،[٤٣] ثم أمر مصعب بن الزبير بكفِّ المختار، فقُطعت وسُمِّرت إلى جانب المسجد.[٤٤]
قتل الأسرى
بعد إنَّ سيطر مصعب بن الزبير على الكوفة أسر 7000 نفر من جيش المختار، فأمر بقتلهم جميعا، وقد لقيه عبد الله بن عمر، فقال له ابن عمر: أنت القاتل سبعة آلاف من أهل القبلة في غداة واحدة، فقال مصعب: إنهم كانوا كفرة سحرة، فقال ابن عمر: والله لو قتلت عدتهم غنما من ميراث أبيك لكان ذلك سرفا.[٤٥]
قتل زوجة المختار
بعد استشهاد المختار الثقفي أخذ مصعب بن الزبير أسماء بنت النعمان بن بشير زوجة المختار، فقال لها: ما تقولين في المختار بن أبي عبيد؟ قالت: أقول إنه كان تقياً، نقياً صواماً. قال: يا عدوة الله أنت ممن يزكيه! فأمر بها فضرب عنقها، وكانت أول امرأة ضرب عنقها صبراً، فقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
إن من أعجب العجائب عندي | قتل بيضاء حرة عطبـــــــــول[ملاحظة ١] | |
قتلوها بغير جــــــرم أتته | إن لله درهــــــــــا من قتيل | |
كتب القتل والقتال علينا | وعلـــى الغانيات جـر الذيول[٤٦] |
مواضيع ذات صلة
المعرض
-
المختار في آخر لقطات مسلسل المختار
-
الضريح الجديد للمختار
-
الضريح القديم للمختار
-
مرقد المختارالثقفي
الهوامش
- ↑ ابن الأثير، أسد الغابة، ج 5، ص 117.
- ↑ ابن قتيبة، المعارف، ج 1، ص 400.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، صص 377 - 280.
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 12، ص 250.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، صص 378 - 279.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 380.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 258.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 380.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، صص 6 - 7.
- ↑ رتاج: الباب العظيم، وقيل: الباب المغلق.ابن منظور، لسان العرب، ج 2، ص 279.
- ↑ البحراني، عوالم العلوم، ج 17، ص 683.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، صص 6 - 7.
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 12، ص 250.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 384.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 384.
- ↑ المجلسي، بحار الأنوار، ج 45، ص 365.
- ↑ الخوئي، معجم رجال الحديث، ج 19، ص 109.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، صص 385 - 386.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 17.
- ↑ الدينوري، الأخبار الطوال، ص 290.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 18.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 74.
- ↑ ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 5، ص 113.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 390.
- ↑ المقريزي، إمتاع الأسماع، ج 1، ص 106.
- ↑ ابن عبد البر، الاستيعاب، ج 2، ص 656.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 7، ص 182.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 390.
- ↑ مهدي، ثورة المختار الثقفي، صص 75 - 91.
- ↑ الاربلي، كشف الغمة، ج 2، ص 112.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 423.
- ↑ البلاذري، أنساب الأشراف، ج 6، ص 423.
- ↑ ابن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، ص 263.
- ↑ البخاري، التاريخ الصغير، ج 1، ص 178.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 608.
- ↑ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 20، صص 123 - 124.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 6، صص 60 - 61.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 319.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، ص 94.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 6، صص 64 - 65.
- ↑ الطبري، تاريخ الطبري، ج 6، صص 100 - 101.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، ص 335.
- ↑ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج 3، صص 335 - 336.
- ↑ الذهبي، تاريخ الإسلام، ج 2، ص 608.
- ↑ ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، ج 6، ص 66.
- ↑ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 11.
الملاحظات
- ↑ جميلة فتية ممتلئة طويلة العنق. ابن منظور، لسان العرب، ج 11، ص 456.
المصادر والمراجع
- ابن أبي الحديد، عبد الحميد بن هبة الله، شرح نهج البلاغة، المحقق: محمد أبو الفضل ابراهيم، د.م، الناشر: دار احياء الكتب العربية عيسى البابي الحلبي وشركاه، د.ت.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، أسد الغابة في معرفة الصحابة، المحقق: علي محمد معوض - عادل أحمد عبد الموجود، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1415 هـ/ 1994 م.
- ابن الأثير، علي بن أبي الكرم، الكامل في التاريخ، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتاب العربي، ط 1، 1417 هـ/ 1997 م.
- ابن الجوزي، عبد الرحمن بن علي، المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، المحقق: محمد عبد القادر عطا - مصطفى عبد القادر عطا، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن خياط، خليفة بن خياط، تاريخ خليفة بن خياط، المحقق: د.أكرم ضياء العمري، دمشق - سوريا, بيروت - لبنان، الناشر: دار القلم, مؤسسة الرسالة، ط 1، 1397 هـ.
- ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، المحقق: علي محمد البجاوي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الجيل، ط 1، 1412 هـ/ 1992 م.
- ابن قتيبة، عبد الله بن مسلم، المعارف، تحقيق: ثروت عكاشة، القاهرة - مصر، الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، ط 2، 1992 م.
- ابن منظور، محمد بن مكرم، لسان العرب، تحقيق تصحيح: أحمد فارس صاحب الجوائب، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- دار صادر، ط 3، 1414 هـ.
- الاربلي، علي بن عيسى، كشف الغمة في معرفة الأئمة، تحقيق وتصحيح: سيد هاشم رسولي محلاتي، تبريز - إيران، الناشر: بني هاشمي، ط 1، 1381 هـ.
- البحراني، عبد الله بن نور الله، عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار و الأقوال (مستدرك سيدة النساء إلى الإمام الجواد)، تحقيق وتصحيح: محمد باقر موحد أبطحي الأصفهاني، قم - إيران، الناشر: مؤسسة الإمام المهدي ، ط 1، 1413 هـ.
- البخاري، محمد بن إسماعيل، التاريخ الصغير، تحقيق: محمود إبراهيم زايد، فهرس أحاديثه: يوسف المرعشي، بيروت - لبنان، الناشر : دار المعرفة، د.ت.
- البلاذري، أحمد بن يحيى، جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الفكر، ط 1، 1417 هـ/ 1996 م.
- الخوئي، أبو القاسم، معجم رجال الحديث وتفصيل طبقات الرواة، النجف الأشرف - العراق، الناشر: مؤسسة الإمام الخوئي الإسلامية، د.ت.
- الدينوري، أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعة: الدكتور جمال الدين الشيال، القاهرة - مصر، الناشر: دار إحياء الكتب العربي - عيسى البابي الحلبي وشركاه، ط 1، 1960 م.
- الذهبي، محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام، المحقق: الدكتور بشار عوّاد معروف، د.م، الناشر: دار الغرب الإسلامي، ط 1، 2005 م.
- الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الطبري (تاريخ الأمم و الملوك)، بيروت - لبنان، الناشر: دار التراث، ط 2، 1387 هـ.
- المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي، بحار الأنوار، تحقيق وتصحيح: مجموعة من المحققين، بيروت - لبنان، الناشر: دار إحياء التراث العربي، ط 2، 1403 هـ.
- المقريزي، أحمد بن علي، إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، المحقق: محمد عبد الحميد النميسي، بيروت - لبنان، الناشر: دار الكتب العلمية، ط 1، 1420 هـ/ 1999 م.
- اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، تقديم وتعليق: السيد محمد صادق بحر العلوم، النجف الأشرف - العراق، منشورات المكتبة الحيدرية، 1384 هـ/ 1964 م.
- مهدي، سهام، ثورة المختار الثقفي وقصة الأخذ بالثأر لمقتل الحسين(ع)، بيروت - لبنان، دار الإرشاد، ط 1، 1435 هـ/ 2014 م.
وصلات خارجية