الأربعين الحسيني

من ويكي شيعة

الأربعين الحسيني هو مرور أربعين يوماً على مقتل الإمام الحسين (ع) وأصحابه يوم عاشوراء، ويوافق 20 من شهر صفر.

والمشهور أنّ أسارى أهل البيت وصلوا كربلاء لزيارة قبر الحسين (ع) أثناء رجوعهم من الشام إلى المدينة في يوم الـ 20 من شهر صفر من ذلك العام، وقد وصل أيضا في هذا اليوم جابر بن عبد الله الأنصاري صحابي النبي (ص) إلى كربلاء، وزار قبر الإمام الحسين.

ويتعمّد الشيعة في هذا اليوم إلى حضور مجالس، ومواكب العزاء التي تجوب الشوارع في كل مكان، ويعدّ هذا اليوم في إيران والعراق عطلة رسمية.

ورُوي عن الإمام الحسن العسكري (ع) أنّ زيارة الأربعين، من علامات المؤمن. وتعدّ المسيرة الأربعينية التي يجهد فيها الشيعة بالوصول إلى كربلاء في يوم الأربعين لزيارة الإمام الحسين من أعظم مراسم العزاء التي يقوم بها الشيعة، بل جميع المسلمين في العالم.

رجوع أهل بيت الحسين (ع) إلى كربلاء

ليس من السهولة الحكم على الرأي القائل بأن أسارى أهل البيت (ع) قد مرّوا في طريق رجوعهم إلى المدينة بكربلاء أولاً ويرى بعض المحققين كالمحدّث النوري في كتاب اللؤلؤ والمرجان[١] وكذا تلميذه الشيخ عباس القمي في منتهى الآمال[٢] بأنّ هذه الزيارة لم تكن في السنة الأولى؛ لأنّه لم يكن بالإمكان حصولها في السنة الأولى. وقد شكك في وقوعها السيد ابن طاووس في إقبال الأعمال قبل المحدث النوري.[٣]

وفي الجهة المقابلة هناك من يعتقد بأنّ القافلة التي ضمت أسارى آل الرسول كانت قد وصلت كربلاء بعد تركها الشام وكان وصولها كربلاء بعد أربعين يوما من الواقعة، وبعد زيارتها مرقد الإمام الحسين (ع) اتجهت صوب المدينة.

وقد تحدّثت هذه النظرية وبصراحة كما جاء في كتاب اللهوف من تأليف السيد ابن طاووس عن حقيقة أنّ أهل البيت (ع) كانوا قد التقوا أثناء هذه الزيارة جابر بن عبد الله الأنصاري وبعض بني هاشم.[٤]

وقد كتب السيد محمد علي القاضي الطباطبائي كتاباً مفصلاً في ردّ رأي الشيخ النوري والقمي باسم التحقيق حول أول أربعين سيد الشهداء.

زيارة جابر الأنصاري لقبر الإمام الحسين

عُرِف عن جابر بن عبد الله الأنصاري، صحابي النبي الأعظم (ص) أنّه أول زائر للإمام الحسين (ع)، فقد وصل كربلاء في الأربعينية الأولى لشهادة الإمام الحسين (ع) في سنة 61 هـ. ومعه عطية الكوفي وزار قبر الإمام الحسين (ع).[٥]

زيارة الأربعين

قال الإمام العسكري(ع):


عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ خَمْسٌ:

صَلَاةُ إِحْدَى وَخَمْسِينَ

وَزِيَارَةُ الْأَرْبَعِينَ

وَالتَّخَتُّمُ فِي الْيَمِينِ

وَتَعْفِيرُ الْجَبِينِ

وَالْجَهْرُ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيم‏



الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 52.

روي عن الإمام الحسن العسكري (ع) بأنّ للمؤمن خمس علامات، منها زيارة الأربعين.[٦]

وقد وردت زيارة خاصة ليوم الأربعين عن الإمام الصادق (ع).[٧] وقد أوردها الشيخ عباس القمي في مفاتيح الجنان في الباب الثالث بعد زيارة عاشوراء غير المعروفة، باسم زيارة الأربعين.

ويرى السيد محمد علي القاضي الطباطبائي أنّ زيارة الأربعين معروفة عند الشيعة بزيارة «مردّ الرّأس».[٨] والمراد من التسمية أن اُسارى أهل البيت (ع)، قد جاءوا برأس الإمام الحسين (ع) معهم عندما جاءوا إلى كربلاء في هذا اليوم.

مسيرة الأربعين

إنّ الدعوة لزيارة الأربعين من قبل أهل البيت (ع) أدّت بالشيعة، خصوصاً شيعة العراق بأن يتوجّهوا كل سنة من كل مناطق العراق المختلفة متجهين إلى كربلاء وهذه الحركة التي غالباً ما تكون سيراً على الأقدام تعدّ من أضخم المسيرات في العالم. قدّرت بعض الإحصائيات أنّ عدد زوار الأربعين سنة 2014 هو 20 مليون زائر[٩]

وتشير بعض التقارير إلى حضور 15 مليون زائر شيعي في كربلاء في يوم الأربعين سنة 1435 هـ.[١٠]

وقد ذكر السيد محمد علي القاضي الطباطبائي في كتابه «التحقيق حول أول أربعين سيد الشهداء» بأنّ المشي إلى كربلاء في يوم الأربعين سنّة جرت عليها الشيعة من عصر الأئمة الأطهار (ع)، فقد كانوا ملتزمين بهذه الزيارة منذ عهد خلفاء بني أمية وبني العباس.[١١]

انتفاضة الأربعين في العراق

في شهر صفر عام 1977م بادر النظام البعثي الحاكم في العراق إلى منع العزاء الحسيني، والمسيرات التي تتجه من مختلف مدن العراق إلى كربلاء سيراً على الأقدام، مما أدى إلى اشتباكات بين القوات الحكومية والجماهير الشعبية، وأسفر عن سقوط العديد من الجرحى بين الطرفين، واعتقل الآلاف من المتظاهرين.[١٢]

الهوامش

  1. النوري، اللؤلؤ والمرجان، ص 208 ــ 209.
  2. القمي، منتهى الآمال، ص 524 -525.
  3. ابن طاووس، إقبال الأعمال، ج 2، ص 589.
  4. ابن طاووس، اللهوف، ص 225.
  5. القمي، سفينة البحار، ج 8، ص 383.
  6. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 52.
  7. الطوسي، تهذيب الأحكام، ج 6، ص 113.
  8. القاضي الطباطبائي،تحقيق درباره اول اربعين، ص 2.
  9. موقع "فردا" الخبري.
  10. موقع "فردا" الخبري.
  11. القاضي‌ الطباطبائي، تحقيق درباره اول اربعين، ص 2.
  12. المؤمن، سنوات الجمر، ص 167.

المصادر والمراجع

  • ابن طاووس، علي بن موسى، إقبال الأعمال، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1367 ش.
  • ابن طاووس، علي بن موسی، اللهوف علی قتلی ‌الطفوف، قم، أسوه، 1414 هـ.
  • الطوسي، محمد بن الحسن، تهذيب الأحكام، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1407 هـ.
  • القاضي الطباطبائي، السيد محمد علي، تحقيق درباره اول اربعين حضرت سيد الشهدا (ع)، قم، بنياد علمي وفرهنكي شهيد آية الله قاضي طباطبايي(المؤسسة العلمية والثقافية للشهيد آية قاضي الطباطبائي)، 1368 ش.
  • القمي، عباس،‌ سفينة البحار، قم، أسوه، 1414 هـ.
  • القمي، عباس، منتهي الآمال، طهران، مطبوعاتي حسيني، 1372 ش.
  • المؤمن، علي، سنوات الجمر (مسيرة الحركة الإسلامية في العراق 1957/ 1986 م)، بيروت، المركز الإسلامي المعاصر، 2004 م.
  • النوري، ميرزا حسين، لؤلؤ و مرجان، طهران، نشر آفاق، 1388 ش.